نقلت هيئة البث الإسرائيلية اليوم تقريرًا يشير إلى أن الولايات المتحدة قامت بنقل سرب من مقاتلات F-15 إلى منطقة الشرق الأوسط، في خطوة وصفها المسؤولون العسكريون بأنها تأتي في إطار الاستعدادات تحسبًا لأي هجوم إيراني محتمل على القوات الأمريكية أو حلفائها في المنطقة.

 

وجاء في التقرير أن السرب تم نشره في قاعدة جوية أمريكية تقع في منطقة الخليج العربي، وأن هذه التحركات جزء من تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، في ظل تصاعد التوترات مع إيران بشأن برنامجها النووي وتدخلاتها الإقليمية ويُعتقد أن هذه الخطوة تأتي في إطار استراتيجية وقائية تهدف إلى تأمين المصالح الأمريكية في المنطقة وتعزيز الردع في مواجهة أي تهديدات من إيران.

 

كما أضاف التقرير أن هذه الخطوة تأتي بالتزامن مع تصعيد العمليات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا، حيث تتزايد المخاوف من هجمات قد تنفذها ميليشيات مدعومة من إيران ضد القوات الأمريكية ووفقًا للمصادر العسكرية، فإن نشر مقاتلات F-15 يهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية في حال نشوب أي صراع مع إيران أو فصائلها المسلحة في المنطقة.

 

التحركات الأمريكية تأتي أيضًا في وقت حساس بالنسبة للوضع الإقليمي، خاصة مع استمرار القلق الدولي بشأن سلوك إيران النووي وتصاعد التوترات في مياه الخليج العربي ، وتعتبر الولايات المتحدة أن وجود هذه المقاتلات في المنطقة بمثابة رسالة قوية إلى طهران، مفادها أن واشنطن على استعداد للرد على أي تهديدات تستهدف أمنها أو أمن حلفائها في المنطقة.

 

من جانبها، أعربت إيران عن استيائها من التواجد العسكري الأمريكي المتزايد في المنطقة، معتبرةً أنه يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي. وسبق أن أكدت طهران أنها لن تتردد في الرد على أي استفزازات أمريكية، وهو ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في منطقة الشرق الأوسط.

 

وتشير المصادر العسكرية إلى أن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في المنطقة قد يشهد مزيدًا من التصعيد إذا استمرت إيران في تطوير قدراتها النووية أو في تنفيذ عمليات تهدد المصالح الغربية في المنطقة.

 

فايننشال تايمز: تفاهم بين نتنياهو وترمب على إنهاء الحروب

 

أكد مصدر مطلع لصحيفة "فايننشال تايمز" أن هناك تفاهمًا بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على العمل معًا لإنهاء الحروب المستمرة في المنطقة ، وأوضح المصدر أن الطرفين اتفقا على ضرورة اتخاذ خطوات استراتيجية مشتركة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.

 

وأشار المصدر إلى أن نتنياهو يعتزم تأجيل اتخاذ أي خطوات كبيرة في لبنان وقطاع غزة إلى ما بعد تنصيب ترامب في يناير المقبل ، ويأتي هذا القرار في إطار رغبة نتنياهو في التنسيق الكامل مع الإدارة الأمريكية القادمة قبل المضي قدمًا في أي تحركات عسكرية قد تكون لها تداعيات كبيرة على العلاقات الدولية وعلى أمن المنطقة.

 

في هذا السياق، أكدت الصحيفة أن التفاهم بين الزعيمين يتضمن التنسيق بشكل وثيق في التعامل مع التهديدات الإقليمية، لا سيما تلك التي تمثلها إيران وحزب الله في لبنان، بالإضافة إلى الوضع المتوتر في قطاع غزة ، وبحسب المصدر، يولي ترامب ونتنياهو أهمية كبيرة لإدارة هذه التوترات بعيدًا عن اتخاذ خطوات قد تزيد من تعقيد الأوضاع قبل بدء ولاية ترامب الرئاسية.

 

وأضافت "فايننشال تايمز" أن القرار الإسرائيلي بعدم التصعيد العسكري في لبنان وغزة قبل تنصيب ترامب يعكس رغبة إسرائيل في تجنب أي توترات قد تؤثر سلبًا على العلاقة المستقبلية مع الإدارة الأمريكية الجديدة ، كما يشير إلى استراتيجية مدروسة من نتنياهو لاستثمار الدعم المتوقع من ترامب بعد توليه منصب الرئيس، خاصة في ظل التهديدات المستمرة من جماعات مسلحة وحكومات معادية.

 

وفي الوقت نفسه، يبدو أن التفاهم بين نتنياهو وترامب يهدف إلى تعزيز التعاون العسكري والاستخباراتي بين البلدين في مواجهة التحديات الأمنية، بما في ذلك التصدي للنشاطات الإيرانية في المنطقة ، ومن المتوقع أن يشهد المستقبل القريب مزيدًا من التنسيق بين الجانبين، بما يخدم المصالح الاستراتيجية لإسرائيل والولايات المتحدة على حد سواء.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: هيئة البث الإسرائيلية م تقرير ا يشير إلى الولايات المتحدة مقاتلات F 15 منطقة الشرق الأوسط لأي هجوم إيراني القوات الأمريكية حلفائها في المنطقة الشرق الأوسط فی المنطقة

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة

#سواليف

#الشرق_الأوسط بين #المطرقة و #السندان: حين تُمسك #واشنطن و #تل_أبيب بخيوط اللعبة

بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

تعيش منطقة الشرق الأوسط واحدة من أكثر مراحلها تعقيدًا، حيث تتقاطع فيها خطوط النار مع التحالفات الدولية، وتتشابك الأجندات الإقليمية مع صراعات النفوذ. لكن رغم تعدد الفاعلين الظاهريين، يظل المشهد محكومًا بثنائية واضحة: الولايات المتحدة ترسم الخطوط الكبرى، وإسرائيل تنفذها على الأرض. أما بقية الأطراف، من العواصم العربية إلى العواصم الأوروبية، فدورها لا يتعدى التفاعل الهامشي مع نتائج سياسات لا يملكون التأثير الحقيقي فيها.

مقالات ذات صلة بريطانيا تقرع طبول الحرب وستارمر يعد بإنفاق مليارات الدولارات على الأسلحة 2025/06/03

في قلب هذا الواقع المأزوم، تتصدر غزة المشهد مجددًا كرمز للمعاناة المستمرة. القصف الإسرائيلي المتواصل يحصد أرواح الأبرياء، ويدمر المنازل والبنى التحتية، وسط كارثة إنسانية غير مسبوقة. المستشفيات انهارت، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، والمجتمع الدولي يراقب بصمت. وحتى الوساطات الإقليمية، مثل جهود مصر وقطر، رغم جديتها، تبدو عاجزة أمام تعنت إسرائيلي مدعوم سياسيًا وعسكريًا من واشنطن.

الولايات المتحدة، التي تُفترض بها مسؤولية كقوة كبرى، لا تقوم بدور الوسيط النزيه. بل تواصل تقديم مقترحات “سلام” تفصّلها وفق المصلحة الإسرائيلية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال ورفع الحصار. لا عجب إذًا أن ترفض الفصائل الفلسطينية هذه المبادرات، التي تهدف إلى تهدئة مرحلية دون معالجة الأسباب الجذرية للصراع.

ولا تختلف الصورة كثيرًا في لبنان، حيث الجنوب ما يزال ساحة مستباحة للغارات الإسرائيلية المتكررة. الدولة اللبنانية تعاني من ضعف مؤسسي وغياب إرادة موحدة، فيما سلاح حزب الله يظل محط جدل داخلي وإقليمي. ومع استمرار إسرائيل في تجاوز الخطوط الحمراء دون مساءلة، تتحول الأراضي اللبنانية إلى منطقة توتر دائمة، في ظل عجز دولي واضح عن فرض أي قواعد اشتباك عادلة.

أما الملف الإيراني، فهو بدوره يعكس ذات المعادلة المختلّة. طهران رفضت مؤخرًا مقترحًا نوويًا أمريكيًا وصفته بـ”غير القابل للتطبيق”، معتبرة أنه يكرس منطق الضغوط لا التفاهم. ومع تعثر المفاوضات وغياب الثقة، تتسع الهوة بين واشنطن وطهران، ويزداد التوتر على أكثر من جبهة، بما ينذر بانفجار إقليمي قد يتجاوز حدوده الجغرافية.

في ظل هذا المشهد، تبدو الساحة العربية في أسوأ حالاتها من حيث التنسيق والتأثير. لا جامعة عربية فاعلة، ولا تكتل إقليمي قادر على تشكيل موقف موحد. البعض غارق في أزماته الداخلية، والبعض الآخر يدير ظهره للقضية الفلسطينية في مقابل مكاسب تطبيعية آنية. هذه الانقسامات منحت إسرائيل فرصة ذهبية لتوسيع مشروعها الاستيطاني وفرض وقائع جديدة، دون أن تواجه ضغطًا حقيقيًا من أي طرف عربي.

اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي يقود الحكومة اليوم، لم يعد يخفي نواياه. هناك إيمان عميق داخل المؤسسة الحاكمة في تل أبيب بأن استخدام القوة وحده كفيل بتحقيق “الأمن”، وأن المجتمع الدولي لن يتجاوز بيانات القلق المعتادة. وهذا ما تؤكده ردود الفعل الباهتة على المجازر في غزة، التي لم تُقابل حتى الآن بأي تحرك فعلي من مجلس الأمن أو المؤسسات الحقوقية.

الأخطر من كل ذلك هو تطبيع التوحش. حين تُمارس القوة بلا محاسبة، ويُكافأ المعتدي بدلاً من رَدعِه، تتحول المجازر إلى مشهد يومي، وتتحول المبادئ إلى شعارات خاوية. وفي هذا السياق، لم تعد العدالة جزءًا من المعادلة السياسية، بل مجرد تفصيل لا يغيّر شيئًا في حسابات الربح والخسارة الجيوسياسية.

إن الأزمة في الشرق الأوسط ليست أزمة عابرة، ولا يمكن حلّها عبر تسويات شكلية. طالما أن مفاتيح الحل لا تزال محتكرة من قبل من يرفض أصلًا الاعتراف بجوهر المأساة، فإن كل حديث عن السلام يظل أقرب إلى الوهم. المطلوب ليس إدارة الأزمة، بل كسر المعادلة التي جعلت من الاحتلال واقعًا طبيعيًا، ومن الضحية متهمًا.

لقد آن الأوان لإعادة النظر في أدوات الضغط، وتفعيل الأدوار العربية والدولية، لا بالصوت فقط، بل بالفعل. فسلام بلا عدالة ليس سلامًا، بل استراحة مؤقتة تسبق انفجارًا أكبر.

مقالات مشابهة

  • إطلاق أول منصة ومركز للفنون في الشرق الأوسط للفنانين ذوي الإعاقة
  • أمريكا توافق على انضمام إيران لتخصيب اليورانيوم خارج أراضيها والمملكة مرشحة كمركز إقليمي
  • 350 مليار دولار حجم الإنفاق السياحي في الشرق الأوسط بحلول عام 2030
  • استقالات في إدارة ترامب تثير مخاوف نتنياهو
  • لن ننسحب.. إيران: التصريحات الأمريكية المتناقضة تعقّد المفاوضات النووية
  • الشرق الأوسط بين المطرقة والسندان: حين تُمسك واشنطن وتل أبيب بخيوط اللعبة
  • ترامب يعيد تشكيل اللعبة في الشرق الأوسط: المفاتيح لِمَن؟
  • مصر وإيران وتركيا: مثلث التوازن الجديد في الشرق الأوسط
  • أحمد موسىى: مصر مصرة على نزع السلاح النووي الإسرائيلي
  • ترامب والحلفاء الخليجيون وردع تهور نتنياهو من غزة إلى إيران