مكتبة محمد بن راشد تستعرض إصداراتها المعرفية في «الشارقة للكتاب»
تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT
دبي (الاتحاد)
تشارك مكتبة محمد بن راشد، إلى جانب أكثر من 2520 ناشراً وعارضاً من 112 دولة عربية وأجنبية، في الدورة الـ43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، حيث تستعرض أبرز إصداراتها وأهم خدماتها ومزاياها التي تقدمها وأحدث التقنيات التي تعتمدها في صرحها المعرفي.
وقال الدكتور محمد سالم المزروعي، عضو مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: "تأتي هذه المشاركة لتعكس التزامنا بنشر الثقافة والمعرفة، وتعزيز التواصل مع دور النشر والمبدعين، وبناء جسور من التعاون مع المؤسسات الثقافية والأدبية، بما يدعم جهودنا في الارتقاء بالمشهد والحراك الثقافي، وتحفيز شغف الأجيال الجديدة بالقراءة والاطلاع، تماشياً مع الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، التي تهدف إلى تطوير قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، وزيادة نسبة مساهمته لتصل إلى 5% من إجمالي الناتج المحلي بحلول 2031، وتعزيز مكانة الدولة على الساحة العالمية للإبداع الثقافي".
وتابع "إن معرض الشارقة الدولي للكتاب يعد من أبرز وأعرق الفعاليات في قطاع النشر على صعيد المنطقة والعالم، حيث يجمع العديد من قطاعات النشر المحلية والإقليمية والدولية، وهو ما يتيح فرصةً متفردة للتواصل المباشر وتبادل الأفكار والخبرات مع المتخصصين، والاطلاع على أحدث اتجاهات النشر العالمية والتعرف على التطورات والتقنيات الجديدة في صناعة الكتاب".
خدمات ومزايا
من خلال منصتها، تستعرض مكتبة محمد بن راشد، أهم خدماتها ومزاياها التي تقدمها لأعضائها وجميع شرائح المجتمع، كما سيتمكن الزوار من التعرف على مجموعة من الكتب النادرة التي تزخر بها المكتبة، إضافة إلى الاطلاع على أحدث التقنيات المعتمدة بين أروقتها والتي تشمل الذكاء الاصطناعي، وأبرز الفعاليات الثقافية والترفيهية وورش العمل المجانية التي تنظمها على مدار العام لجميع أفراد المجتمع.
كما تسلط، من خلال مشاركتها، الضوء على مبادرة "عالم بلغتك"، ودورها في إزالة الحواجز بين الثقافات المختلفة وجعلها مفهومة لزوارها وأعضائها من الجنسيات واللغات المختلفة، وذلك من خلال تحويل الكتب المطبوعة والرقمية في المجالات والتخصصات المختلفة الموجودة في المكتبة إلى 8 لغات عالمية، باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي.
وسيقدم فريق مكتبة محمد بن راشد للجمهور نبذة عن أنواع العضويات المتاحة وكيفية التسجيل فيها، والميزات المتنوعة التي تقدمها كل عضوية، من الوصول إلى الكتب والمصادر المتخصصة إلى المشاركة في الفعاليات والأنشطة الثقافية المتنوعة.
إصدارات مترجمة
تستعرض المكتبة، أمام الجمهور من ممثلي المكتبات الإماراتية والمختصين والمهتمين وزوار الملتقى، سبعة من إصداراتها المترجمة إلى اللغة العربية والتي تشمل: "آدم الجديد"، و"الشعلة السوداء"، و"الغامض الآخر"، و"رحلة مرّيخية" للكاتب ستانلي وينباوم، و"الأمثل" لستانلي جرومان، و"عبور النجم الأسود" لجون كامبل، و"ميتروبوليس" للكاتبة ثيا فون هاربو، وقد جاءت هذه الخطوة في إطار تعزيز حركة الترجمة الأدبية في العالم العربي، وتوفير الأدب العالمي المترجم بأعلى معايير الجودة للقرّاء العرب.
على هامش مشاركتها، تنظم مكتبة محمد بن راشد، ورشة عمل بعنوان "المكتبات الخضراء" والتي تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على البيئة من خلال ممارسات صديقة للبيئة داخل المكتبات وبما يدعم تحقيق الاستدامة، إلى جانب دورها الرائد في نشر المعرفة وتحفيز القراءة والاطلاع بين أفراد المجتمع.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مكتبة محمد بن راشد معرض الشارقة الدولي للكتاب مکتبة محمد بن راشد من خلال
إقرأ أيضاً:
مكتبة الحجر: كيف تروي محمية الدبابية المصرية قصة مناخ الأرض ومستقبله؟
على بعد كيلومترات قليلة من كنوز الأقصر الفرعونية، حيث تقف المعابد والمسلات شاهدة على آلاف السنين من الحضارة البشرية، تقع مكتبة أقدم بكثير، لم تبنها أيدي البشر، بل نحتتها يد الزمن على مدار ملايين السنين. إنها "محمية الدبابية"، نافذة جيولوجية فريدة لا تروي قصة منطقة فحسب، بل تسرد فصلا حاسما من تاريخ كوكب الأرض بأكمله: قصة تغير مناخي كارثي حدث قبل 56 مليون سنة، ويحمل في طياته دروسا حيوية لمستقبلنا اليوم.
هذه المحمية، التي تبدو للوهلة الأولى مجرد تلال صخرية في قلب صعيد مصر، هي في الحقيقة أحد أهم المواقع الجيولوجية في العالم، حيث تقدم سجلا كاملا ومتصلا لواحدة من أكثر الفترات سخونة في تاريخ الأرض، وهي الفترة التي شهدت انقراضا جماعيا لمعظم الكائنات الحية بسبب ارتفاع حرارة الكوكب إلى أعلى معدلاتها.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إتيكيت زيارات عيد الأضحى.. أمور ينبغي تجنبها في منازل الأهل والأصدقاءlist 2 of 2الحج خطوة بخطوة.. دليل مرئي مفصل للمناسك في مكة المكرمةend of list همزة الوصل الذهبية في تاريخ الأرضتكمن القيمة العلمية الاستثنائية للدبابية في طبقاتها الصخرية التي تكشف بوضوح تام عن فترة انتقالية حاسمة بين عصرين جيولوجيين: "الباليوسين" و"الإيوسين". وبحسب الخبراء، فإن هذا التتابع الجيولوجي الكامل غير موجود في أي مكان آخر على وجه الأرض. فبينما توجد صخور من كلا العصرين في مناطق متفرقة في العالم، إلا أن السجل بينهما دائما ما يكون منقطعا أو غير مكتمل. أما في الدبابية، فالتتابع متصل، مما يعني أن تاريخ الحياة وتغيراتها المناخية سجل هنا دون انقطاع.
إعلانلهذا السبب، اختار الاتحاد الدولي للعلوم الجيولوجية محمية الدبابية لتكون "نقطة حدودية عالمية" (GSSP)، أو ما يعرف بـ"المسمار الذهبي". هذا يعني أن هذا الموقع هو المرجع العالمي الرسمي الذي يعرف الحد الفاصل بين هذين العصرين، ويأتي إليه العلماء من كل أنحاء العالم لدراسة هذا التحول الدراماتيكي.
مختبر طبيعي لتغير المناخيوضح الباحث المصري، الدكتور أحمد الجيلاني، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن الدبابية توثق حدثا مناخيا بالغ الأهمية يعرف بـ"الحد الأقصى الحراري الباليوسيني-الإيوسيني" (PETM). يقول الجيلاني: "تشكل المحمية نافذة علمية استثنائية لفهم التغيرات المناخية، حيث توثق طبقاتها الصخرية ارتفاعا حادا في تركيزات الكربون الجوي، وانزياحات في النظم البيئية البحرية والبرية".
ويضيف أن أهمية الموقع تكمن في كونه "مختبرا طبيعيا لفك تشفير آليات التغير المناخي القديم". فالتشابه الكبير بين الظروف التي سادت خلال حدث PETM وبين تسارع الاحترار العالمي الذي نشهده اليوم، يجعل من الدبابية مرجعا حيويا لنمذجة سيناريوهات المستقبل المناخي وفهم تداعيات زيادة الكربون في الغلاف الجوي.
منتزه الدبابية الجيولوجيإدراكا لهذه القيمة المزدوجة، لم تعد النظرة إلى الدبابية تقتصر على كونها تراثا جيولوجيا يجب الحفاظ عليه، بل أصبحت منطلقا لرؤية مستقبلية طموحة تسعى سلطات محافظة الأقصر وجامعة الأقصر لتحقيقها. هذه الرؤية تتمثل في مشروع "منتزه الدبابية الجيولوجي"، الذي تهدف دراسته التفصيلية، التي أعدها الدكتور الجيلاني، إلى دمج الحفاظ على الطبيعة في التنمية المجتمعية المستدامة عبر ثلاثة محاور متكاملة:
الفندق البيئي (Eco-Lodge): إنشاء فندق يبئى بالكامل من الحجر الجيري المحلي، الذي يتمتع بخصائص عزل حراري طبيعية تقلل من استهلاك الطاقة، مع الاعتماد الكامل على الطاقة الشمسية، ليكون نموذجا للعمارة الخضراء المتناغمة مع البيئة. مركز العلوم والفنون التراثية: إحياء المهارات التقليدية لأهالي المنطقة، مثل فن النحت على الحجر، والحرف اليدوية القائمة على سعف النخيل وأشجار الأثل والجميز، لربط المجتمع المحلي بالمشروع وخلق فرص اقتصادية. الملتقى الدولي السنوي للنحت: دعوة فنانين من مختلف أنحاء العالم لتحويل صخور المنطقة إلى منحوتات فنية ضخمة، تروي قصة التغير المناخي وتاريخ الأرض، مما يحول الدبابية إلى متحف فني مفتوح في قلب الصحراء. إعلان من الحكاية الجيولوجية إلى التنمية المستدامةيهدف هذا المشروع، كما يؤكد الدكتور رمضان عبد المعتمد، وكيل كلية الفنون الجميلة بجامعة الأقصر، إلى تعميق وعي الزائر بالبيئة الطبيعية والثقافية، وتقديم "رسالة تعليمية وتثقيفية" تتجاوز السياحة التقليدية. فالسائح هنا لا يأتي لمجرد المشاهدة، بل ليُعايش تجربة "الحكايات الجيولوجية" التي تربطه بتاريخ الكوكب وتلهمه تبني ممارسات صديقة للبيئة.
وهكذا، تتحول الدبابية من مجرد محمية صامتة إلى نموذج واعد للاقتصاد الدائري والتنمية المستدامة، حيث تصبح الموارد الطبيعية المحلية أساسا لبناء مستقبل أخضر. إنها قصة موقع فريد يثبت أن الحفاظ على ماضي الأرض السحيق ليس ترفا أكاديميا، بل هو ضرورة حتمية لفهم حاضرنا، وبناء مستقبل أكثر استدامة ووعيا.