الجزيرة:
2025-07-31@16:20:58 GMT

لماذا عاقب المسلمون في أميركا الحزب الديمقراطي؟

تاريخ النشر: 7th, November 2024 GMT

لماذا عاقب المسلمون في أميركا الحزب الديمقراطي؟

تحتفظ مدينة هامترامك برمزية خاصة للمجتمع السياسي المسلم في أميركا، بعد أن أصبحت عام 2021 أول مدينة في التاريخ الأميركي يتكون مجلس حكومتها وعمدتها بالكامل من المسلمين.

وتقع هامترامك في ولاية ميشيغان (شمال شرق الولايات المتحدة) ويسكنها نحو 28 ألف نسمة، 25% من سكانها مسلمون من أصول عربية، وأغلبهم من اليمن، و27% من قاطني المدينة هم أيضا مسلمون من أصحاب الأصول الآسيوية، وأغلبهم من بنغلاديش.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما الثمن الذي ستدفعه القدس خلال ولاية ترامب الجديدة؟list 2 of 2هآرتس: هذا ما ينتظر إسرائيل في عهد ترامبend of list

ويعد عامر غالب العمدة المسلم الوحيد في الولايات المتحدة، وهو من أصول يمنية، وهو عضو في الحزب الديمقراطي، ومع ذلك يمثل نموذجا على تغير المزاج السياسي في المجتمع الأميركي خلال السنوات الأربع الماضية، والإزاحة التي شهدتها الجاليات العربية والمسلمة في مواقفها المتأرجحة بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

فغالب رغم انتمائه للحزب الديمقراطي، فإنه قرر التمرد ودعم الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب في الانتخابات التي عقدت أمس الأول الثلاثاء، وقال في سبتمبر/أيلول الماضي على منصة إكس "أعلن تأييدي للرئيس السابق دونالد ترامب، وآمل أن يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة".

عامر غالب (يمين) تمرد على الحزب الديمقراطي وأعلن تأييده لترامب (الفرنسية) توجهات التصويت

وفي أغسطس/آب الماضي، أظهر استطلاع أجراه مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) أن 18% من الناخبين المسلمين في ميشيغان يؤيدون ترامب، مقابل 12% فقط يؤيدون مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، في حين قرر معظم المسلمين النأي بأنفسهم عن كلا المرشحين ومنح أصواتهم لمرشحين آخرين.

وهذا ما ذهب إليه الإعلامي المختص في الشؤون الأميركية عبد الرحمن يوسف، إذ رأى أن توجهات الجاليات العربية والمسلمة انقسمت في هذه الانتخابات على النحو التالي:

هناك من قرر المقاطعة، وعدم التصويت لهاريس أو ترامب نهائيا دون الاهتمام بالعملية الانتخابية كلية لأن نتائجها لا تمثل نقطة فارقة لكثير منهم، ويجب التركيز على القضايا المحلية مثل الإجهاض والتعليم والنوع الجنسي. الفريق الثاني، قال علينا اختيار جيل ستاين حتى نظهر قوتنا وتأثيرنا خلف مرشح بعينه. الفريق الثالث، قرر معاقبة الحزب الديمقراطي على موقفه من قضايا الشرق الأوسط مثل غزة.

وأضاف يوسف -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن "الكثير من العرب والمسلمين لا يرغبون في التصويت لكلا الفريقين، أو أنهم لا يريدون إعطاء الديمقراطيين هذا النجاح في حده الأدنى"، أي أنهم في غالبيتهم لا يدعمون ترامب، ولكنهم قرروا ببساطة التخلي عن هاريس والحزب الديمقراطي.

تأثير الناخب المسلم

يبلغ عدد المسلمين في الولايات المتحدة 4 ملايين نسمة، من بين 336 مليونا هم سكان البلاد، وتمثل الكتلة التصويتية لهم نحو 2.5 مليون ناخب، وهم موزعون على عدة ولايات كثيرة.

ولذلك يرى أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز بولاية نيوجيرسي عبد الحميد صيام أن تصويت الجالية العربية والإسلامية غير فعال كثيرا، ولا يوجد لديهم ثقل انتخابي كبير إلا في بعض الولايات مثل ميشيغان وإلينوي وبنسلفانيا.

وأضاف صيام -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن 16 منظمة عربية وإسلامية اتفقت على الالتزام بعدم التصويت لهاريس لمعاقبتها على دورها وإدارة بايدن في دعم حرب الإبادة على قطاع غزة، لكن الأيام الأخيرة شهدت تحولات في الحملة الانتخابية من قبل المرشح الجمهوري.

فقد زار ترامب ولاية ميشيغان 4 مرات، ووعد بأن يكون "رئيس سلام" في منطقة الشرق الأوسط، مما خلخل هذا التوافق من قبل المجتمع المسلم، وبدأت أصوات تنادي بتأييد جيل ستاين، وهناك من رفض ذلك حتى لا تضيع الأصوات سدى، لذلك شهدنا تحولا لدى الجالية الفلسطينية والعربية في منطقة ميشيغان، حسب صيام.

ويرى مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا محمد علاء غانم أن تأثير الناخب المسلم في هذه الانتخابات مختلف كثيرا عن انتخابات 2020 التي فاز بها بايدن، خاصة في الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان التي خسر فيها ترامب بفارق ضئيل نتيجة ترجيح كفة المسلمين والعرب فيها.

وأشار غانم -في مقابلة مع الجزيرة نت- إلى أن الانتخابات الحالية شهدت انقساما كبيرا بشأن المرشح الذي يختاره المسلمون، والسبب يعود إلى موقف بايدن والحزب الديمقراطي من الحرب على غزة والدعم الأميركي المقدم لإسرائيل، لذلك خسرت هاريس في ولايات كان بايدن فاز بها من قبل على ترامب ولو بفارق ضئيل.

من اليمين: عبد الحميد صيام ومحمد علاء غانم وعبد الرحمن يوسف (الجزيرة) ظاهرة جديدة

ويستدرك مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا بأن هذه الانتخابات كانت مميزة في ظاهرة جديدة لم تكن موجودة في الانتخابات السابقة، وتتمثل في إعلاء شأن الصوت العربي والمسلم.

وشرح غانم فكرته بأنه للمرة الأولى في تاريخ السياسة الأميركية يتم الاهتمام بالصوت العربي والمسلم على هذا النحو، ففي الماضي لم ينل هذا الحجم وهذه الطريقة من الاهتمام، ولم يكن يذكر في الإعلام بالمستوى نفسه الذي شهدناه في هذه الانتخابات.

وفي رأي غانم، يعد هذا تطورا جديدا وممتازا للجالية العربية والمسلمة، التي أصبحت جزءا من الحياة السياسية الأميركية بأعداد أكبر وبفعالية، وبالتالي "هذا يعد درسا للديمقراطيين، ويجب أن يتعلموا منه، وأن ينتبهوا بشكل أفضل للجميع، بما فيهم العرب والمسلمون".

البعدان المحلي والوطني

من النقاط التي أُثيرت أيضا حول الانتخابات الأميركية الأخيرة ما يتعلق بموقف الناخبين من القضايا ذات الشأن الأميركي المحلي أو ما يتصل منها بالسياسة الأميركية الخارجية، وكانت قضايا منطقة الشرق الأوسط محور الاختيار والمفاضلة لدى الجاليات العربية والمسلمة.

فالإعلامي المختص في الشؤون الأميركية يرى أن العديد من الأسر المسلمة منذ عام 2022 توجهت للتصويت لمرشحي الحزب الجمهوري في انتخابات الولايات المحلية، كرد فعل على توسع الحزب الديمقراطي في تدريس المحتوى الجنسي والشذوذ والإجهاض والتعليم.

وضرب يوسف مثلا بولاية فرجينيا التي صوّتت فيها الأسر المسلمة وحتى المسيحية لصالح مرشح الحزب الجمهوري، بعد الذي أقدمت عليه ولاية فيرفاكس من تقديم محتوى دراسي لأطفال المدارس الابتدائية يضم حرية تغيير النوع الجنسي والشذوذ.

وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، فيقول أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز إن الحزب الديمقراطي في الأغلب يكون أقل قسوة وشراسة، "فإدارة ترامب السابقة عودتنا ألا تعطي أي أهمية للدول العربية والإسلامية، وكان من أوائل قراراتها في الفترة الماضية أن منعت مواطنين من 5 دول إسلامية وعربية من دخول الولايات المتحدة".

وعُقدت الانتخابات الأميركية الثلاثاء الماضي، وحسب نتائج أوردتها وسائل إعلام أميركية، فقد حسم ترامب سباق الرئاسة بعد تجاوزه بشكل ملحوظ العدد المطلوب من الأصوات في المجمع الانتخابي البالغة 270 صوتا، متغلبا على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس.

وسيؤدي ترامب اليمين الدستورية في 20 يناير/كانون الثاني المقبل ليبدأ رسميا مهامه الرئاسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحزب الدیمقراطی العربیة والمسلمة هذه الانتخابات الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولم

مهّدت محادثات جديدة بين الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم الطريق للقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق هذا العام. اعلان

استأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثاتهم في العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الاثنين 28 تموز/يوليو، في محاولة لحل النزاعات الاقتصادية العالقة التي تقف في صلب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع سعي الطرفين إلى تمديد الهدنة الجمركية القائمة لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ضمن وفد التفاوض الأميركي الذي وصل إلى مقر رئاسة الوزراء السويدية "روزنباد" وسط ستوكهولم بعد ظهر الاثنين. وأظهرت لقطات مصورة نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، وهو يدخل المبنى كذلك.

وتواجه بكين مهلة تنتهي في 12 آب/أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن توصل الطرفان إلى اتفاقات أولية في أيار/مايو وحزيران/يونيو لوقف التصعيد المتبادل في فرض الرسوم ووقف تصدير المعادن النادرة.

وتحدث ترامب عن المفاوضات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، قائلًا: "أود أن أرى الصين تفتح بلادها. نحن نتعامل مع الصين حاليًا ونحن نتحدث".

وحذّر مراقبون من أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يعيد سلاسل الإمداد العالمية إلى حالة من الفوضى، مع عودة الرسوم الجمركية الأميركية إلى مستوياتها الثلاثية المرتفعة، ما قد يُشكّل حظرًا تجاريًا فعليًا بين البلدين.

التقدم في ستوكهولم

قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، الذي حضر المحادثات، إنه لا يتوقع "اختراقًا كبيرًا" في هذه الجولة، مضيفًا في تصريح لشبكة CNBC: "ما أتوقعه هو استمرار المتابعة والتأكد من تنفيذ الاتفاق حتى الآن، وضمان تدفق المعادن النادرة بين الطرفين، ووضع الأساس لتعزيز التجارة وتحقيق توازن تجاري في المستقبل".

وجاءت محادثات ستوكهولم بعد يوم واحد فقط من توصل ترامب إلى أكبر صفقة تجارية له حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي، تمثلت بفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة.

وقال محللون تجاريون إن من المرجّح تمديد الهدنة الجمركية وضوابط التصدير التي تم التوصل إليها في منتصف أيار/مايو لمدة 90 يومًا إضافية، ما من شأنه أن يسهل التحضير لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أواخر تشرين الأول/أكتوبر أو أوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

Related انتقادات للاتفاق التجاري بين أوروبا وأمريكا.. بايرو: يوم مظلم في تاريخ الاتحادترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% وسط تصاعد التوتر التجاري.. فون دير لايين تلتقي ترامب في اسكتلندا الأحد

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" يوم الاثنين أن الولايات المتحدة جمّدت قيودًا على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب عرقلة المحادثات التجارية الجارية، ولدعم جهود ترامب الرامية لعقد لقاء مع شي هذا العام.

في المقابل، يخطط أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين لطرح مشاريع قوانين هذا الأسبوع تستهدف الصين بسبب انتهاكات مزعومة بحق الأقليات والمعارضين وتجاه تايوان، ما قد يعقّد المحادثات في ستوكهولم.

خلافات أعمق لم تُناقش بعد

وكانت جولات المحادثات السابقة بين البلدين، التي جرت في جنيف ولندن خلال شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، قد ركّزت على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية المرتفعة واستعادة تدفق المعادن النادرة التي أوقفت الصين تصديرها، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي H20 من شركة Nvidia الأميركية وسلع أخرى منعت الولايات المتحدة تصديرها.

لكن حتى الآن، لم تتناول المحادثات القضايا الاقتصادية الأوسع، مثل شكاوى واشنطن من أن النموذج الاقتصادي الصيني القائم على التصدير المدعوم من الدولة يغرق الأسواق العالمية ببضائع رخيصة، أو شكاوى بكين من أن ضوابط التصدير الأميركية لأسباب أمنية تستهدف عرقلة نموها الاقتصادي.

وقال سكوت كينيدي، الخبير في الاقتصاد الصيني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كانت محادثات جنيف ولندن تهدف فقط إلى إعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح، حتى يتمكن الطرفان لاحقًا من التفاوض على المسائل الجوهرية التي تقف خلف هذا النزاع منذ البداية".

وكان بيسنت قد لمح بالفعل إلى احتمال تمديد المهلة، مشيرًا إلى أنه يسعى لدفع الصين نحو إعادة التوازن إلى اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على التصدير، وتحفيز الاستهلاك المحلي، وهو هدف ظل يشكّل أولوية لصناع السياسات الأميركيين منذ عقود.

ويرى المحللون أن المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين أكثر تعقيدًا بكثير من تلك التي تجريها واشنطن مع دول آسيوية أخرى، وستتطلب وقتًا أطول. وتملك الصين نفوذًا كبيرًا في سوق المعادن النادرة والمغانط عالميًا، وهي مواد تدخل في تصنيع كل شيء، من المعدات العسكرية إلى محركات مسّاحات السيارات، ما يمنحها ورقة ضغط فعالة على الصناعات الأميركية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: التراجع عن دعم الديمقراطية يقوّض مكانة أميركا
  • أميركا تُحدد سقفا زمنيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • حزب الاستقلال: فتح باب المشاورات حول الانتخابات حرص ملكي على توطيد المسار الديمقراطي
  • تايوان تنفي منع رئيسها من زيارة الولايات المتحدة الأميركية
  • رغم التصعيد التجاري.. ترامب: الرئيس الصيني سيزور الولايات المتحدة قريباً
  • إيران تُحذّر: سنردّ بحزم أكبر في حال تكرار الهجمات الأميركية أو الإسرائيلية
  • حيازة السندات الأميركية.. لماذا تراجعت الصين وتقدمت بريطانيا؟
  • ميدفيديف: تهديدات ترمب تدفع نحو حرب بين أميركا وروسيا
  • الرابحون والخاسرون من الاتفاق التجاري بين أميركا والاتحاد الأوروبي
  • تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولم