جنجويدي مغمور.. قصير التيلة!
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
* خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة الشرق للأخبار شاركت فيها مع (الكوز الآبق والسابق) الباشا طبيق؛ مستشار قائد مليشيات الدعم السريع المجرمة، وشريف محمد عثمان القيادي في حزب المؤتمر السوداني؛ اضطر الأخير إلى الاعتراف بأن د. مزمل أبو القاسم لا ينتمي إلى الحركة الإسلامية ولا المؤتمر الوطني، ثم أخذته العزة بالإثم وأصرَّ على اتهامي بأنني أرتبط بمصالح مع النظام السابق لذلك أسعى إلى إعادته، وضرب مثلاً بنضالات الأستاذ إبراهيم الشيخ الذي قضى فترة طويلة في معتقلات الإنقاذ!
* أقول للسياسي المغمور، جنجويدي الهوى، (قصير التيلة)، معوجّ اللسان، هزيل البيان، متواضع القدرات، متلجلج العبارات، منعدم الإمكانات؛ إننا عايشنا وتابعنا نضالات الأستاذ إبراهيم الشيخ وسلفه عمر الدقير في عهد الإنقاذ، لكننا لم نر لك أنت بالذات نضالاً ولا اجتهاداً في معارضة الكيزان، لكننا رصدنا لك ولأمثالك من عاهات الزمن الحالي استماتةً في دعم الجنجويد القتلة ومساندتهم خلال الحرب الحالية، مثلما رصدنا لك ولأمثالك تدبيج البيانات لرمي أوزار جرائم حلفائكم الجنجويد القتلة على عاتق الجيش!
* فعلتم ذلك بلا حياء وبمنتهى اللؤم والانحطاط والخِسَّة عندما زورتم في بواكير الحرب بياناً أصدرته الأستاذة سُليمى إسحق، رئيس وحدة مكافحة العنف ضد المرأة، واتهمت فيه المليشيات باغتصاب خمس سيدات، فتدخلتم أنتم وقسمتم تلك الجرائم على الطرفين، واتهمتم الجيش زوراً وبهتاناً وإفكا بارتكاب ثلاث من جرائم الاغتصاب الخمس، وعندما انكشف أمركم وانفضح فعلكم الدنيء وتعرضتم إلى انتقاد شرس اضطررتم إلى الاعتراف بالسقطة، وحاولت تداركها ببيانٍ هزيل، ختمتوه بتجديد اتهام الجيش باغتصاب النساء!
* من يأتي مثل ذلك الفعل الشنيع.
* إذا كان عِرَّة ساسة هذا الزمان الأغبر لا يدري فإن الصحف التي يمتلكها مزمل أبو القاسم تمت مصادرتها (بعد طباعتها) على أيام الإنقاذ أربعين مرة، وأن تلك المصادرات الغاشمة كبدت الناشر خسائر مادية ضخمة، تقدر بمليارات الجنيهات.
* وإذا كان لا يدري فإن مزمل أبو القاسم تعرض إلى ملاحقات ومضايقات أمنية وبلاغات ومحاكمات كيدية في عهد النظام السابق، بدرجة صنفته من أكبر المستفيدين من ذهابه، وأتحداه أن يرصد لي مصلحةً واحدةً مع الإسلاميين أو غيرهم، سيما وأنني لم أعمل في أي مؤسسة مملوكة لهم!
* أنتم من سلمتم وقررتم خوض انتخابات 2020 بوجود الكيزان على قمة هرم السلطة، وأنتم من تحالفتم مع الجنجويد سراً لاغتصاب السلطة بانقلاب عسكري دموي قاد بلادنا إلى حرب ضروس، وأنتم من تواطأتم مع الجنجويد على قتل أهلنا وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم واغتصاب نسائهم وتدمير بلادهم سعياً وراء سلطةٍ زائفة ومقاعد رخيصة وملطخة بدماء أهل السودان.. أنتم من وقعتم مع كبير القتلة اتفاقاً سياسياً مزرياً ومخجلاً في أديس أبابا شرعن لهم تكوين إدارات مدنية فاشلة ومجرمة في مناطق انتشارهم وإجرامهم، وأنتم من ظللتم ترفضون إدانة جرائمهم المنكرة في حق ملايين السودانيين، وتحاولون مساواة الأوباش القتلة مع الجيش الوطني للدولة، وتجتهدون في إضعاف الجيش لمنعه من الانتصار على القتلة وتخليص أهل السودان من شرورهم!
* قبل أيام من الآن تبنى رئيسكم الهمبول في لندن دعوة الجنجويد لحظر الجيش من استخدام سلاح الطيران والمسيَّرات (الإيرانية)، وكأنه لا يرى كيف قتل مجرمو الدعم السريع المدنيين بمسيراتهم في الخرطوم والفاشر والقضارف وعطبرة وشندي والدويم وكوستي وسنار وغيرها.. وعندما سئل لماذا لم يطالب الكفيل الذي يؤويه ويوظفه ويغدق عليه أموالاً طائلة تهرَّب من الإجابة مدعياً أنهم (جهة مدنية لا يهمها من أين يأتي السلاح)!
* أنتم من تواطأتم بالصمت المجرم على إدانة الكفيل الذي يزوّد المليشيات بالسلاح والعتاد الحربي لأن أفواهكم مملوءة بالماء الآسن، لا تستطيعون له إدانةً ولا استنكاراً!
* يقولون في المثل (لكلٍ امرئٍ من اسمه نصيب) لكن هذا السياسي المغمور (قصير التيلة قليل الحيلة) لم يحز من اسمه نصيباً يذكر، ولعله سمع ورأى كيف طارد السودانيون الشرفاء رفاقه وأمثاله في شوارع لندن، وكيف هتفوا ضدهم بعنف، متهمين إياهم بمظاهرة الجنجويد القتلة، حتى اضطرت الشرطة البريطانية إلى إجلائهم عبر الأبواب الخلفية مخفورين بحراستها.
* إذا كان ذلك مصيرهم في المنافي البعيدة فلهم أن يتخيلوا ما ينتظرهم حال عودتهم إلى السودان.. وأراهن أنهم لن يفعلوا.. إلا إذا ضمنوا حراسة الجنجويد لهم!
* وكما أسلفنا فإن هؤلاء المتقزمون جنجويد جبناء (خالي كلاش وكدمول).. توطأوا مع قرامطة العصر الحديث، وتبنوا كل رواياتهم عن الحرب، واجتهدوا في تبرئتهم من جرائمهم المنكرة في حق ملايين السودانيين وسيدفعون الثمن غالياً.. عاجلاً أو آجلاً.. ولات ساعة مندم!
د. مزمل أبو القاسم
مزمل أبو القاسمإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: مزمل أبو أنتم من
إقرأ أيضاً:
قبقبة معارضي الإنقاذ للمنشقين عنه: توبة قبل الغرغرة
درجت على نسبة تهافت الحكومة الانتقالية إلى ما سميته “عادة المعارضة” في كادرها. فالمعارضة عندهم بينة والحكومة التي يعارضونها بينة. ووجود أي منهما حيث هو “تأبيدة”. وعليه فالمعارضة ترتاب في أي حكومي-انقاذي خرج على الحكومة بقدر ما وسعه حتى أنه لما انشق قمر الإنقاذ وخرج الشيخ حسن الترابي عليها في أخريات عام 1999 قال المعارضون “مؤامرة” أو مكراً. فلا يرون في مثل ذلك الانشقاق كسباً من المؤكد أن لمقاومتهم للإنقاذ بعض سبب فيه.
وأنشر هنا كلمة لي من 2013 أحمل فيها على المعارضة إسرافها على نفسها فيما سميته “قبقبة” الإسلاميين الخارجين على الإنقاذ. وأخذت عليها تحكيم الوازع الأخلاقي تحكيماً تطابقوا في مصطلحه الثيولوجي-الديني مع عدوهم على زعمهم أنهم على قطيعة معرفية معه. وحكموا ذلك الوازع في تلك القبقة تحكيماً لا اعتبار فيها لتوسيع الجيش السياسي لمقاومة الإنقاذ. فضيقوا واسعاً. فإلى المقال القديم (29-11-2013).
لا غلاط في معقولية مطلب المعارضة الرسمية للإنقاذ من إصلاحيّ المؤتمر الوطني والسائحين وأصحاب مذكرة التغيير أن يكونوا شهداء على تاريخ الإنقاذ العصيب الذي كانوا هم طرفاً فيه بصورة أو أخرى. ولكن من المعيب أن يتحول هذا المطلب إلى “قبقبة” لهم ممن ظن أنه امتلك زمام الصواب. فقد نصب كثير من المعارضين الرسميين “محاكم تفتيش” عن سرائر جماعة الإسلاميين المنشقة غير خليق بصاحب مبدأ وموقف يعتقد في صوابهما ويؤمن بأن الناس ستأتي إليهما عاجلاً أو آجلاً.
وأكثر ما أزعجني هو سيادة مجاز التوبة الديني في هذه المحاكم المنصوبة. والعلماني والظلامي في الأخذ بهذا المجاز سواء. فطلب الترابي من غازي العتباني وصحبه التوبة عن خطيئة الإنقاذ التي لم يحسن هو بعد الكفارة عنها. وجاء بالآية: “فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين”. ولم يخرج حسين الزبير ذو الأصول العلمانية عن مجاز الترابي الديني قيد أنملة، بل بالغ. فطلب من منشقي الحركة الإسلامية أن يتوضؤوا من مخازي الإنقاذ وأن يرضخوا للتوبة عنها كما في الشرع. وهو أن تصدر التوبة بإخلاص، وبالندم على ما حصل، والإقلاع عن المعصية التي تاب منها الواحد والعزم ألا يعود إليها.
إن في زج المجاز الديني في هذا الوضع السياسي الملموس لشطط كبير. بل فيه تجديف. فمن وضع نفسه في مقام متلق التوبة عن المذنب زعم كمالاً وعلواً كبيراً ورحمة هي من صفاته سبحانه وتعالى. فالسياسي حين يتنكب الطريق لا يرتكب ذنباً، بل خطأ في التقدير يتراوح بين الصادر عن نية حسنة إلى ذلك الذي يؤدي بصاحبه. ولا توجد جهة، طالت أم قصرت، تملك صكوك الغفران أو مراسيم التوبة.
فمن فقر النفس والسياسة استخدام المجاز الديني في مثل موضوعنا السياسي الجماعي العاجل بينما الدين، من جهة التوبة فردي، وآجل. وربما لم نوفق في استيفاء مطلب الآجل من العاجل. فقال حسين الزبير مثلاً إن من أشراط التوبة أن تتم قبل الغرغرة (خراج الروح) بقليل. وجاء بالآية: “وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن ولا الذين يموتون وهم كفار أولئك أعتدنا لهم عذاباً أليماً”. فمتى ستكون غرغرة هذه الجماعات الإسلامية الخارجة حتى تتوب قبل أن تموت على غير الملة والعياذ بالله؟
أخذت على من طلبوا “التوبة” من الترابي بعد المفاصلة في 1999 فهمهم للتوبة ك”قرقرة”، أي تضييق حتى ينطق بالحق. وهذه بولتيكا ساكت. ف”التوبة” السياسة، إذا كان لابد أن نسميها كذلك، هي حالة ثقافية يكون بها الخطأ كله أمامنا بتاريخه وحيثياته نتداول فيه كأنداد في الوطن لأنه ليس منا في الأزمة الوطنية الناشبة من يمكن وصفه بالفرقة الناجية. فمنذ أيام تغاضب المؤتمر الشعبي وحزب الأمة فأتهم الأول الثاني بفصل الجنوب وأتهم الثاني الأول بتسعير الحرب في دارفور. وكنا نظن أنهما من جرائر الإنقاذ حصرياً. وأسفر ناطق باسم المؤتمر الوطني مكراً ماكراً حين قال اختلف اللصان فظهر المسروق.
لم تنم المعارضة الرسمية للإنقاذ بعد ربع قرن شقي من حياتها منابر للتداول في خطاب “التوبة” الذي “يفرش” القضايا ويحسن إليها بالفكر والموعظة الحسنة. فلا نعرف كسبنا بعد من “قبقبة” المعارضة للترابي. فماهي التجربة السياسية والتربوية المستخلصة منها؟ كيف جرى بثها في مواعين ثقافية لتصبح وعياً بين الناس يطمئنون به للمعارضة كبديل يرتجي؟ فمقتل المعارضة وقضية التغيير الآن في زهد الناس في الحكومة والمعارضة معاً. وهو موقف تكسب به الحكومة بالطبع.
أتمنى ما أزال أن يكون خروج هذه الجماعة من الإسلاميين للمساهمة الإيجابية المستقلة في حل الأزمة الآخذة بخناقنا تعزيزاً للوطنية السودانية. فقد كنت قريباً من بعض أعضاء هذه الجماعات وأعرف ما يثقل خاطرهم عن حركتهم بما يزهدهم في “محاكم التفتيش” المنصوبة. إنهم عارفون أن حركتهم ارتكبت بانقلاب 1989 خطأ مهلكاً مسبوقة إليه من حلفاء اليسار. وهو خطأ موجب للتأمل والنظر للوعي به لا التكفير عنه لو كف المعارضون عن التهريج بالتوبة.
عبد الله علي إبراهيم
إنضم لقناة النيلين على واتساب