خبير : هذه دلالات تصريحات بوريطة أمام لجنة الخارجية حول التصعيد الجزائري
تاريخ النشر: 9th, November 2024 GMT
زنقة 20 | الرباط
أثارت تصريحات وزير الخارجية ناصر بوريطة أمام لجنة الخارجية، حول التصعيد الجزائري و استعداد الجارة الشرقية في الدخول في مواجهة عسكرية، انتباه العديد من المهتمين بالشأن السياسي.
و يرى العديد من المتتبعين أن تصريحات بوريطة القريب من ملف العلاقات المغربية الجزائرية تعكس تعرض الجزائر لصفعات دبلوماسية متوالية، خاصة في قضية الصحراء المغربية، وهو ما يدفعها للتفكير في التصعيد العسكري كوسيلة للهروب من عزلتها الدولية.
الخبير المغربي ادريس الفينة يرى أن التوتر بين المغرب والجزائر له جذور تاريخية، تفاقمت في السنوات الأخيرة بسبب ملف الصحراء المغربية.
و ذكر أن الجزائر تظهر تصعيداً غير مسبوق من خلال دعم جبهة البوليساريو وتكثيف المناورات العسكرية على حدودها مع المغرب، مما يشير إلى تغيّر في موقف الجزائر الذي كان يقتصر سابقاً على الدعم الدبلوماسي والسياسي للبوليساريو.
هذه التحركات التي أشار إليها بوريطة بحسب الفينة، قد تُفسر على أنها تحضير لمرحلة جديدة من الصراع، مما يضع المنطقة أمام سيناريوهات مواجهة مفتوحة.
قانون القوة: إعادة ترتيب قواعد اللعبة الإقليمية
أكد بوريطة أن “العالم يسوده قانون القوة”، في إشارة إلى التغيرات في العلاقات الدولية حيث أصبحت المصالح الذاتية والنفوذ العسكري عناصر حاسمة أكثر من الدبلوماسية. القوى الإقليمية، مثل الجزائر، ترى في هذا السياق فرصة لإعادة تأكيد نفوذها من خلال استعراض القوة العسكرية.
هذا التصعيد، في ظل غياب وساطات دولية فعّالة، وفق الخبير المغربي، يجعل احتمالات الانزلاق نحو مواجهة مسلحة واردة، خصوصاً إذا استمرت الجزائر في اعتبار المغرب خصماً استراتيجياً.
الأثر على الاستقرار الإقليمي
دخول المنطقة في حرب قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الاستقرار الإقليمي، خصوصاً في شمال إفريقيا التي تعاني بالفعل من أزمات اقتصادية واجتماعية. الجزائر والمغرب كلاهما بلدان حيويان للاتحاد المغاربي، وقد يؤدي أي تصعيد إلى تعميق الانقسام وتعطيل الجهود التنموية في المنطقة.
إضافة إلى ذلك، قد تستغل التنظيمات الإرهابية مثل “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” و”داعش” أي فراغ أمني محتمل لتنفيذ عمليات توسعية.
ردود الفعل المغربية: دبلوماسية الصبر والحكمة
في مواجهة هذه التحديات، تحاول الدبلوماسية المغربية اتخاذ موقف حذر، مع التركيز على تعزيز العلاقات مع الدول الكبرى لتأمين دعم دولي. كما يعمل المغرب على تقوية قدراته الدفاعية وتجهيز قواته، مما يعكس إدراكه لخطورة التصعيد الجزائري المحتمل، ولكنه لا يسعى للرد بنفس التصعيد، معتمداً على القنوات الدولية للتنديد بأي محاولة لزعزعة استقرار المنطقة.
التحدي أمام المجتمع الدولي
يشير هذا الوضع إلى ضرورة تدخل المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة والدول الكبرى، لمنع أي مواجهة قد تجر المنطقة نحو اضطراب واسع. دور الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، وأعضاء مجلس الأمن سيكون محورياً في دفع الجزائر والمغرب نحو تهدئة التوترات وتغليب لغة الحوار.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
محمد السادس: المغرب مستعد لحوار صريح ومسؤول مع الجزائر
تناول العاهل المغربي محمد السادس في خطاب العرش، يوم الثلاثاء، العلاقات مع الجزائر، مؤكدا حرص الرباط على علاقات جيدة مع الجزائر.
وقال محمد السادس: "عبرت عن استعداد المغرب لحوار صادق مع الجزائر بشأن مختلف القضايا".
وأضاف: "بموازاة مع حرصنا على ترسیخ مكانة المغرب كبلد صاعد، نؤكد التزامنا بالانفتاح على محيطنا الجهوي، وخاصة جوارنا المباشر، في علاقتنا بالشعب الجزائري الشقيق".
وتابع: "بصفتي ملك المغرب، فإن موقفي واضح وثابت، وهو أن الشعب الجزائري شعب شقيق، تجمعه بالشعب المغربي علاقات إنسانية وتاريخية عريقة، وتربطهما أواصر اللغة والدين، والجغرافيا والمصير المشترك".
وشدد على أنه حرص "دوما على مدّ اليد لأشقائنا في الجزائر، وعبرت عن استعداد المغرب لحوار صريح ومسؤول، حوار أخوي وصادق، حول مختلف القضايا العالقة بين البلدين".
واختتم قائلا: "إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف. كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة".