لبنان ٢٤:
2025-12-14@04:40:13 GMT

هذه هي أهداف المتحاملين على الجيش

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

سؤال يدور في رأس كل لبناني لا يريد أن يرى على أرض لبنان سوى السلاح الشرعي، وهو يتمحور حول هدف البعض في التشكيك بالجيش وبقدرته على حماية المواطنين أينما كانوا بسيفه "القاطع متل العدل والمحني متل التواضع".   ففي كل مرّة كانت الأنظار تتجه نحو المؤسسة العسكرية الأم، باعتبارها خشبة الخلاص الوحيدة، كانت تُرشق بسهام التشكيك والتعطيل.

فما تتعرّض له اليوم هذه المؤسسة الوطنية، التي لا تزال صامدة في وجه كل ما يواجهها من صعوبات مادية ومعنوية، من حملات مغرضة هي أهداف غير بريئة لا بالتوقيت ولا بالأسلوب القديم – الجديد.     ولا يفوت هذا البعض في تذكير قيادة الجيش بمّا حلّ بمن سبقها في تحمّل المسؤولية يوم تخّلى عنها كثيرون. والمغزى من هذا التذكير بأن من كانت له القدرة على شرذمة المؤسسة العسكرية في بداية حرب الـ 1975 إلى ألوية طائفية يستطيع الآن، وبعد مرور نصف قرن على فعل الشيء نفسه. ولكن فات هؤلاء أن الجيش، قيادة وضباطًا وأفرادًا، مرّ بتجارب كثيرة وبقي موحدًّا، وهو الذي تعمّد بشعاره الذهبي المثلث الأضلع: شرف، تضحية ووفاء. فمع كل كلمة من هذه الكلمات الثلاث حكاية مجد، وبطولة، وعز وعنفوان. وهذه الحكاية المتوارثة جيلًا بعد جيل، عصيّة على الذين يحاولون أن يجرّوا هذه المؤسسة – الحصن إلى زواريب الطائفية الضيقة.   فلماذا تتزامن كل حملات التشكيك هذه مع تنامي الحديث عن دور متقدّم للجيش في جنوب الليطاني بعد أن يتوقف المدفع، وسيتوقف مهما طال الزمن ومهما تغطرست إسرائيل ومهما اشرأبت وكابرت؟ وهل لأن وجود الجيش حيث يجب أن يكون في الجنوب سيكون مصدر أمن وطمأنينة وسيكون هناك تمامًا كما هو في الشمال والبقاع، والسهل، والساحل، والجبل؟ وهل ثمة من يريد أن يطال الفراغ سدّة المسؤولية في قيادة الجيش كما هو الحال في سدّة رئاسة الجمهورية فيتمّ اللجوء إلى مثل هذه الحملات على مؤسسة "إن أصابتها سهام تكسّرت النصال على النصال".   لمن يحاول "التغبير" على قائد الجيش العماد جوزاف عون أحيله على كبار من بلدة العيشية، الذين لا يزالون يتذكّرون "مرجلة" أبو خليل، أي يوسف عون جدّ القائد، وما فعله حين كانت المجاعة تفتك بأهل ضيعته، وهو الذي قاوم جيش الاحتلال ومنعهم من الاستيلاء على حمولة القمح، التي كان يقودها على البغال من سوريا إلى العيشية عبر الجبال والوديان.   وهذا التذكير ليس بمثابة تحدٍّ، ولكن لوضع الأمور في نصابها الصحيح، من دون أن يعني ذلك دفاعًا عن أحد، بل دفاعًا عن مؤسسة لا يمكن أن تكون للوطن قيامة من دون أن يرد ذكر اسمها على كل شفة ولسان. فالأشخاص يمرّون "مرقة طريق".   وحدها المؤسسة العسكرية باقية بنضالها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها، وهي الوحيدة المؤهلة لأن تلعب أدوارًا وطنية جامعة وموحِدة لا يقدر أحد غيرها أن يقوم محلها أو أن يؤدي ما تقوم به من أدوار غير فئوية وغير انحيازية وغير طائفية.   هي مؤسسة الأمس واليوم والغد. وحدها من بين كل مؤسسات الدولة استفادت من تجارب الماضي الأليم، ووحدها التي تتطور عقيدة وروحًا وثقافة قتالية، ووحدها التي أسست لمستقبل بعيد، وذلك بعيدًا عن المحسوبية والزبائنية على رغم محاولات كثيرة لجرّها إلى حيث لا مكان لها في الأمكنة المظلمة، حيث توضع الخطط المشبوهة والانقلابية على المفاهيم العقائدية الوطنية، التي تتم على أساسها تنشئة المنتمين إلى هذه المؤسسة الوطنية.   وقد يكون من بين الأخطاء السياسية التي ارتكبت في حق مؤسسة الجيش خطأ كبير هو الغاء خدمة العلم. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

قيادة عُمانية لحدث عالمي

 

علي بن سالم كفيتان

قبل أيام بينما أمضي في رحلتي إلى العاصمة الكينية نيروبي عبر أجنحة الطيران القطري، أستشعر الجهد الكبير الذي بذله زملائي في هيئة البيئة، للإعداد والتحضير لمؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة (UNEA 7)، والذي تلتئم أعماله في العاصمة الكينية منذ الأول من ديسمبر وحتى منتصفه، ويقود هذا الحدث الاستثنائي سعادة الدكتور عبدالله بن علي العمري رئيس هيئة البيئة في سلطنة عُمان، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، بمشاركة نخبة من خيرة الكفاءات العُمانية في الهيئة، لرئاسة جلسات العمل وقيادة دفة الحدث إلى بَر الأمان.


 

ولا شك أن حجم الثقة الكبيرة التي منحها سعادته في الأعوام الماضية لفريق عمله ولَّدت قيادات بيئية عالمية قادرة على توجيه دفة الكون نحو السلام البيئي؛ ففريق العمل العُماني يعمل كخلية نحل لإنجاح الحدث الذي لا يخلو من تداخلات سياسة وضغوط اقتصادية. وفي هكذا حدث، تصبح البيئة هي الفيصل؛ فيخطب ودها أرباب الحكومات ويشد الرحال إليها أصحاب المال والأعمال، والكل يبحث عن ضالته في نيروبي.

وبرئاسة سلطنة عُمان لهذا الحدث الاستثنائي العالمي طوال عامين بكل كفاءة واقتدار وبشهادة كل الشركاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة والوفود المشاركة ومن مختلف دول العالم، فقد انتقلنا من المشاركات الخجولة إلى دائرة التأثير العالمي في صناعة القرار، وليس المشاركة فيه؛ حيث أثبت العامان الماضيان أن القائد الحقيقي هو الذي يصنع قادة قادرين على الاستمرار في حمل هَمِّ عُمان وطموحها للعالم، وأن العُمانيين لديهم شغف العمل مع العالم بكل ندية وكياسة في ذات الوقت.

هذا ما صنعه سعادة الدكتور رئيس هيئة البيئة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة للبيئة، وشهادتي في زملائي أعضاء الوفد مجروحة، فلا يكاد الدكتور ربيع يهدأ للحظة طول النهار، وأسأل نفسي أحيانًا: هل ينام ربيع؟ رجلٌ لم ألتقيه وجهًا لوجه إلّا في هذه التظاهرة العالمية، وأحببتُ العمل معه، وأسرني بدماثة خلقه، مثل كل المتعاملين معه من مختلف بقاع الدنيا، وأبهرتني عَزَّة التي تُنسِّق اجتماعات لا تنتهي ولقاءات ماراثونية لا حصر لها مع الفرقاء، وفي كل وفد تحضر الابتسامة العريضة والضيافة العُمانية والرزانة في الترحيب والوداع؛ ليبدأ العمل فورًا مع وفد آخر في القائمة التي تحملها عزة دون كلل أو ملل، وهنا.. أرى بأُم عيني براعة عمل العلاقات الدولية في هذه السيدة العُمانية المتألقة.

ولا يمكنني إغفال الحديث عن المهندس سالم؛ فالرجل هو ظل القيادة العُمانية للحدث بأناقته المعتادة، وحرصه على أن يكون كل شيء على ما يرام. تراه خلف الرئيس وجنبه، يحمل الكلمات، ويُترجِم النصوص، ويتعامل مع الجميع بروح نادرًا ما تجدها في رجل مثله، ولديه الحلول الجاهزة، ويفهم كل حركة وسكنة للرئيس، ويُترجمها على الفور إلى التنفيذ دون حديث، وتبيَّن لي أن هناك لغة غير منطوقة بين الرجلين.

إنَّ إيجاد توافقٍ على مشاريع القرارات في هكذا حدث يتطلب وجودًا سياسيًا فاعلًا، وهذا ما وفَّرته سفارتنا في نيروبي طوال عامين من العمل الدؤوب؛ إذ إن سعادة السفيرة نصراء الهاشمية سفيرة سلطنة عُمان لدى كينيا، متواجدة بكثافة، وطاقمها برئاسة سعيد العمري تجده في كل المشاهد والأحداث. ولا شك أنني أرى استثمارًا ناجحًا لسُمعتنا السياسية البارزة لإنجاح الرئاسة العُمانية؛ فعندما يحتاج الوضع إلى استخدام المشرط السياسي واللغة الدبلوماسية الدافئة المُفعمة بروح قابوس- طيب الله ثراه- وحكمة جلالة السلطان هيثم المعظم- حفظه الله ورعاه- نجدها حاضرة في سعادة السفيرة العُمانية في نيروبي، وفريقها الرائع، ولا شك أن وجود سفير عُماني للجامعة العربية في كينيا مَنَحَ المناسبة بُعدًا آخر؛ فالدكتور خالد الكثيري مارس كل صلاحيته وتأثيره للتوافق العربي حول مشاريع القرارات المعروضة على الجمعية، وأضفى روحًا جديدة على سيمفونية العمل العُماني في نيروبي.

هنا تجلَّى عمل العُمانيين بقيادة مُلهمة وفريق ليس له ولاء إلّا لعُمان وسلطانها المفدى وخير البشرية.

لقد حاولتُ أن أكون جزءًا من المشهد قدر استطاعتي؛ فالوقت يمضي ونحن بحاجة إلى توافق حول جميع القرارات مساء الجمعة؛ لنُترجم ما قُمنا به طوال عامين من جهد وعمل محترف إلى واقع. وشاركتُ بكل طاقتي ومعرفتي للدفع مع هذا الفريق الرائع بالعمل قُدمًا منذ وطأت قدماي أرض نيروبي.

انبهاري بالطاقم التفاوضي العُماني شدَّني لأبذل قصار جهدي معهم، والعدو سريعًا في كل الاتجاهات لنجبر الفرقاء على الاتفاق؛ فمن لقاءات مع رؤساء وفود الدول إلى المجموعات السياسية والاتحادات وجمعيات المجتمع المدني وأصحاب النفوذ السياسي والمالي، كل ذلك كان يحدث يوميًا، والكل يعرف موقعه. وفي حال احتجتُ إلى قرار فهو حاضر؛ لأن الرئاسة العُمانية حاضرة في شخص رجل يُحب عُمان ويُجل العُمانيين، ويعترف بطاقاتهم الكامنة، وكان ذلك جليًا في هذا البناء المتحد من مختلف الجهات ذات العلاقة في عُمان؛ فوزارة الطاقة والمعادن حاضرة؛ حيث ينافح الدكتور المشرفي في رُدهات صُنع القرارات المتعلقة بالطاقة والمعادن، ويعمل في صمتٍ على تحسين القرارات ومواءمتها مع التوجهات التي تُرضي أكبر قدر من الشركاء والأشقاء، وتزيل أي توجس؛ تمهيدًا لإقرار أصعب القرارات. وهذا ما حصل بالأمس واحتفلنا معًا في الحدث الجانبي الذي نظمته جمهورية كولومبيا، حتى وقت متأخر، بتمرير قرار التعدين، الذي لاقى مساحةً واسعةً من النقاش خلال الأيام الماضية، وفي النهاية أُقِر المشروع بالصياغة العُمانية الكولومبية وصفق الجميع.

صَمْتُ يونس الحجري يُولِّد ضجيجًا في رُدهات الحدث؛ فالتنظيم والبروتوكول العُماني حاضر بامتياز، وصبر صالح السعدي على تتبع الأحداث ورفع التقارير والملخصات اليومية، يوفر مادة دسمة للتفاوض، والدكتور المعمري يُثري الحوارات بخبرته المتراكمة، بينما الدكتور سيف اليعقوبي من وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه يُتابع بحرص مشاريع القرارات ذات الصلة باستدامة النظم الزراعية ومواءمتها مع مخرجات الحدث.. كل ذلك رسم لوحة عُمانية بارزة في نيروبي.

وللحديث بقية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • اجتماع في المحويت لمناقشة أوضاع مؤسسة المياه ومستوى خدماتها
  • اجتماع بين المؤسسة الوطنية للنفط والاتحاد الأوروبي لتعزيز التعاون في خفض الانبعاثات
  • محافظ أسيوط يعلن عن الاتفاق على التعاون المشترك بين المحافظة والمؤسسة الوطنية الهندية للصناعات الصغيرة والمتوسطة
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • محافظ أسيوط: تعاون جديد مع المؤسسة الوطنية الهندية للصناعات الصغيرة
  • مؤسسة النفط تبحث مع الاتحاد الأوروبي تطوير الشراكات
  • مؤسسة ولي العهد تنظم فعالية وطنية للاحتفاء باليوم الدولي للتطوع في عمّان
  • مؤسسة قضايا المرأة المصرية تختتم فعاليات حملة “أربع حيطان”
  • نائبة وزيرة التضامن تشهد فعاليات الاحتفال بالذكرى العاشرة لتأسيس مؤسسة منارة للتنمية والتدريب
  • قيادة عُمانية لحدث عالمي