موقع 24:
2025-06-21@02:38:09 GMT

ترامب.. رجل المفاجآت

تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT

ترامب.. رجل المفاجآت

عاد ترامب سيداً للبيت الأبيض، وصانعاً للأحداث الأهم عالمياً.. عاد أكثر قوةً وصلابةً ليؤكد أنه رجل المفاجآت، القادر على قهر المستحيل، فمن تابع مسيرته خلال السنوات الأربع الماضية يدرك أنه قهر المستحيل وقفز على الكثير من الحواجز الصعبة وكأنه فارس متمرس على الفوز. قليل من الناس تصنعهم التحديات، وكلما واجهوا صعاباً استطاعوا تحويلها إلى فرص للنجاح، ومن يتأمل رحلة حياة ترامب يجده من أوائل الناس الذين صنعتهم التحديات، خاض الكثير من المعارك مع خصوم له ليخرج من كل معركة منتصراً.

كَثُر من حوله القيل والقال لكنه لم يعبأ بما يقال ليواصل تحقيق أهدافه التي كانت جميعها كبيرة، رجل أعمال، رئيس ليس كغيره من الرؤساء حيث خرج من البيت الأبيض في العام 2020 تاركاً وراءه في أمريكا والعالم مدرسة سياسية هي المدرسة الترامبية، واليوم يعود إلى البيت الأبيض بعد تجربة ترسخ مكانة هذه المدرسة، مدرسة منهاجها السياسي لا يعتمد على النظريات الكلاسيكية بل بشكل أساسي على الفطرة، وبفطرته وقناعاته أدار الولايات المتحدة والعالم من 2016 حتى 2020، واليوم يعود ليدير أمريكا ومعها العالم مجدداً.


الاتفاقيات الدولية بالنسبة له صفقات، ليس لها داع إذا لم تتحقق من ورائها أرباح ومكاسب، ليس له حليف استراتيجي ولكن له مصالح استراتيجية يسعى لتحقيقها بأي ثمن، وتتحكم في تكوينه تحالفات ورفضه للتحالفات.. ألّف العديد من الكتب التي تتمحور حول حياته ومجال البيزنس وأسهل الطرق لجني المال، متقلب المزاج يجيد الانقلاب على ذاته وتغيير قناعاته، اختار العمل الحر طوال حياته وعندما قرر السعي إلى وظيفة رسمية كانت وظيفة «الرئيس»، سخر من العمل السياسي ووصفه وهو في منتصف الثلاثينات بالوضاعة وخاض أشرس المعارك ليمارس السياسة.
هو رجل التحديات الصعبة والمعارك الكبرى. عندما قرر الترشح للرئاسة لأول مرة عام 2015 وقف ضده أقطاب حزبه الجمهوري، فقد كان بالنسبة لهم دخيلاً، ورغم ذلك فاز بترشيح الحزب ليخيّب آمال المناهضين له، وخاض الانتخابات الرئاسية ضد هيلاري كلينتون، ليفوز ويخيب توقعات المحللين ويثبت أن نتائج استطلاعات الرأي مجرد وهم.
عندما خسر أمام بايدن الانتخابات قبل الأخيرة، وبعد اقتحام الكابيتول في 6 يناير/ كانون الثاني تخلى عنه المحيطون به وهاجمه مقربون منه وعلى رأسهم نائبه «الوفي» مايك بنس ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، وبعد خروجه من البيت الأبيض تم فتح جميع الملفات وتقديمه للمحاكمة في 37 قضية، تنقل بين محاكم ولايات مختلفة، وتم استجوابه على الملأ في بعضها، وتمت إدانته في بعضها، وتمت مساءلته مرتين أمام الكونغرس، ناهيك عن تعرضه لمحاولات اغتيال، ورغم ذلك لم ينكسر ولم يتخل عن قرار «العودة للبيت الأبيض».
إصرار ترامب على تجاوز كل العراقيل وخوض الانتخابات الأخيرة لم يكن الهدف منه فقط العودة للرئاسة، إنما استرداد كرامته والانتقام من أعدائه وتأكيد أنه لا يقبل بالخسارة، وتوعد بهزيمة هاريس والديمقراطيين وإلحاق أكبر هزيمة بهم خلال العشرين سنة الماضية، هزمهم في الانتخابات الرئاسية وفي الكونغرس، وخيّب توقعات المحللين مرة أخرى، وأثبت أن استطلاعات الرأي لا تستحق لا الوقت ولا الجهد.
عاد ترامب أكثر قوة بانتصار غير مسبوق، وحسب وصفه في خطاب الفوز فقد منحه الشعب تفويضاً لتحقيق أهدافه التي لا تتعلق بالداخل الأمريكي فقط بل بينها أهداف تتعلق بالأوضاع العالمية المأزومة، والسبب هو زيادة رقعة الصراعات العالمية والحروب المدمرة، حرب روسية - أوكرانية تورطت فيها أمريكا والغرب وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي، وحرب إسرائيلية غاشمة على غزة تجاوزت ال 13 شهراً من القتل والإبادة والتخريب والتدمير، ثم امتدت إلى الضفة وفتحت جبهة مع لبنان ولا يستبعد توسعها لتحرق الإقليم كله، وأيضاً أمريكا طرف أصيل فيها بالدعم اللامحدود الذي تقدمه لإسرائيل عسكرياً واقتصادياً وسياسياً، والأمل معقود على ترامب في أن يضع نهاية لهاتين الحربين.
نعلم أن ترامب لن يغير ثوابت أمريكا وقناعاته المنحازة إلى إسرائيل التي أهداها في رئاسته الأولى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس والاعتراف بسيادتها على الجولان المحتل، ولكن نعلم أيضاً أن هذه الحرب كبّدت أمريكا مليارات الدولارات وشوهت صورتها عالمياً بل وعند طلاب جامعاتها وشبابها الغاضب من الانخراط الأمريكي فيها، وكي تعود أمريكا «عظيمة» حسب شعار الرئيس المنتخب، لن يتحقق ذلك بإنفاق أموال دافعي الضرائب فيها على مزيد من التدمير لغزة ولبنان وغيرهما، ولعل ترامب يدرك ذلك ولذا تعهد في «خطاب النصر» بوضع حد للحروب في جميع أنحاء العالم والسعي لتحقيق السلام والاستقرار العالميين.. تعهُّد نتمنى أن يتحقق وأن يتوقف نزيف الدماء والخراب العالمي على يدي رجل يجيد الانقلاب وتبديل المواقف وتغيير المفاهيم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الانتخابات الأمريكية

إقرأ أيضاً:

البيت الأبيض: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين

قال البيت الأبيض الخميس إن إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين إذا ما أعطى المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي أمرًا بذلك، في حين يدرس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التحرك عسكريًا ضد الجمهورية الإسلامية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في تصريح للصحفيين، إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي، وكل ما يحتاجون اليه، هو قرار من المرشد الأعلى لفعل ذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذاك السلاح أسبوعين".ترامب يمهل إيران أسبوعين
أخبار متعلقة ترامب يهدد بضرب منشآت إيران النووية: "الأسبوع المقبل سيكون حاسمًا"المواجهة مستمرة.. إيران تهدد بهجمات عقابية وإسرائيل تضرب "الطرد المركزي"إعلام إسرائيلي: تقديرات تشير إلى انضمام أمريكا للحرب ضد إيران الليلةوأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الخميس، أنه سيتخذ قرارًا في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين الجمهورية الاسلامية وإسرائيل، حليف واشنطن الأبرز.
وتلت المتحدثة باسم البيت الابيض كارولاين ليفيت بيانا لترامب، أشار فيه الى تكهنات كثيرة عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك مباشرة في الضربات التي توجه الى إيران.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب سيتخذ قرارًا في شأن ضرب إيران خلال أسبوعين - أ ف ب
واضاف ترامب: "بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدمًا أو لا خلال الاسبوعين المقبلين".
ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الامريكي الى الاعتقاد بامكان إجراء مفاوضات مع طهران.إيران تنفي التفاوض
وأعلن ترامب أمس الأربعاء أن إيران طلبت إرسال مسؤولين الى البيت الابيض للتفاوض على اتفاق بشأن برنامجها النووي ولإنهاء النزاع مع اسرائيل، لكن طهران نفت ذلك.
ولدى سؤالها عن تقارير أفادت بأن موفد ترامب الخاص ستيف ويتكوف تواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وايران.
لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" أن يتوجه ويتكوف الى جنيف لمحادثات مع إيران.

مقالات مشابهة

  • الملاكم ناوروتسكي.. لماذا تخشى أوروبا الرئيس البولندي الجديد؟
  • البيت الأبيض: ترامب سيتّخذ قرارا بشأن إيران خلال أسبوعين!
  • نواف العصيمي لياهلا بالعرفج: العناوين التي فيها ألوف وملايين تلفت النظر دائماً
  • حلمي النمنم: المشير طنطاوي سلّم الإخوان للشعب.. ولم ينحاز لأي طرف خلال الانتخابات التي أعقبت الثورة
  • البيت الأبيض: ترامب تحدث عن فرصة حيوية للتفاوض مع إيران
  • البيتُ الأبيض: ترامب سيتخذ قرارًا بشأن تحرك أمريكا بخصوص الحرب بين إيران وإسرائيل
  • البيت الأبيض: إيران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين
  • البيت الأبيض: ترامب سيتخذ خلال أسبوعين قراراً بشأن مهاجمة إيران
  • ترامب يستضيف قائد الجيش الباكستاني في البيت الأبيض
  • إيران تكشف عن صاروخ جديد استخدم ضد إسرائيل وتتوعد بـ”المفاجآت”