بحث جديد يرصد مهارات الفيل الآسيوي .. لن تصدق ما هي؟
تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT
رصد باحثون سلوكًا متطورًا لـ الفيل آسيوي استخدم خراطيم المياه في الاستحمام بحديقة حيوانات في ألمانيا، في ما وصفه العلماء بأنه "سلوك متطور" يظهر مهارة ملحوظة.
وبحسب صحيفة "اندبيدنت" البريطانية، صور الباحثون أنثى تدعى ماري في حديقة حيوان برلين وهي تغسل جسدها بطريقة منهجية بالخرطوم، مستخدمة أطرافها وجذعها لتوجيه خرطوم المياه.
ولاحظ الفريق أيضًا أن فيلًا آخر، يُدعى أنشالي، يحاول "تخريب" وقت استحمام ماري من خلال محاولة قطع إمدادات المياه باستخدام خرطومه.
وقال باحثون في جامعة هومبولت في برلين إن كلا الحيوانين أظهرا سلوكًا موجهًا نحو الهدف باستخدام الأدوات، وهي مهارة كان يعتقد في السابق أنها فريدة لدى البشر ولكن تم رصدها مؤخرا في أنواع أخرى مثل الشمبانزي والغربان والدلافين.
وصرحت لينا كوفمان، من جامعة هومبولت، التي صورت ماري: " ترش الأفيال نفسها بالماء أو الطين أو الغبار طوال الوقت، وقد ثبت من قبل أن أكثر من 80% من سلوكيات استخدام الأدوات التي لوحظت لدى الأفيال تتعلق في الواقع بالعناية بالجسم".
وقالت إن استخدام ماري لخرطوم المياه هو مهارة مميزة لأنه "أداة معقدة بشكل استثنائي" تتمتع بالمرونة ويمكن أن تمتد في الطول ويتدفق الماء من خلالها.
وقالت السيدة كوفمان: "إن مهارة ماري الكبيرة في التعامل مع خرطوم المياه جعلتنا نفكر في أن الأفيال ربما لديها فهم بديهي إلى حد ما للخراطيم، وربما يرجع ذلك إلى أوجه التشابه مع خراطيمها الخاصة".
وقال الباحثون إن الفيلين كانا يتفاعلان بشكل عدواني أثناء وقت الاستحمام، حيث كانت أنشالي تسحب الخرطوم نحوها وتلويه.
وظهرت أنثى الفيل ماري وهي تغسل جسدها بالخرطوم بعناية، وتهزه مثل الحبل ليصل إلى ظهرها، كما أنها أمسكت بالخرطوم من خلف طرفه لاستخدامه مثل رأس الدش وكانت تفضل استخدامه على جانبها الأيمن.
ووجد الباحثون أيضًا أن ماري كانت قادرة على تكييف تقنيتها بناءً على نوع الخرطوم.
وقال البروفيسور بريشت: "الفيلة مذهلة في التعامل مع الخراطيم، وأضاف: "كما هو الحال غالبًا مع الأفيال، فإن سلوكيات استخدام أدوات الخرطوم تختلف كثيرًا من حيوان إلى آخر؛ فالفيل ماري هي ملكة الاستحمام."
وقال الباحثون إن النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة Current Biology، تثير أيضا تساؤلات حول ما إذا كانت الأفيال تتصرف بشكل مماثل في البرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفيل خراطيم المياه ألمانيا حديقة حيوان برلين الشمبانزي أنثى الفيل
إقرأ أيضاً:
تلسكوب جيمس ويب يرصد أقدم مستعر أعظم في تاريخ الكون ويكشف تفاصيل المجرة المضيفة
تمكن تلسكوب جيمس ويب الفضائي، بالتعاون مع مجموعة من المراصد الدولية، من رصد مستعر أعظم عمره 13 مليار سنة، وهو أقدم انفجار نجمي من نوعه يتم تسجيله حتى الآن.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) يوم الثلاثاء عن هذا الاكتشاف، الذي يسلط الضوء على النجوم والمجرات في مرحلة مبكرة جدًا من تاريخ الكون، حين كان عمره 730 مليون سنة فقط بعد الانفجار العظيم.
ويأتي هذا الاكتشاف بعد أن كان أقدم مستعر أعظم معروف سابقًا يعود لعمر الكون 1.8 مليار سنة، مما يعني أن هذا المستعر الجديد يسبق سابقه بما يزيد عن مليار سنة.
وقد أتاح تلسكوب جيمس ويب، بفضل تقنياته المتقدمة، رصد المجرة المضيفة لهذا الانفجار، وهو ما يوفّر للعلماء فرصة فريدة لدراسة خصائص النجوم والمجرات في العصور الأولى من الكون.
ويظهر المستعر الأعظم في الصور التي التقطها التلسكوب على شكل نقطة حمراء صغيرة داخل مربع مُكبّر على يمين الصورة، وعُرف باسم GRB 250314A.
وتُظهر الصورة المحيطة مئات المجرات بأشكال وأحجام مختلفة، بينها مجرة حلزونية كبيرة تقع إلى يسار مركز الصورة، وهو ما يعكس تنوع البنى المجرية حتى في المراحل المبكرة للكون.
وأشار أندرو ليفان، أحد الباحثين المشاركين، إلى أن هذا الرصد يثبت قدرة تلسكوب جيمس ويب على اكتشاف نجوم فردية منذ أن كان عمر الكون نحو 5% فقط من عمره الحالي.
وقال: "خلال الخمسين عامًا الماضية، تم رصد عدد قليل جدًا من انفجارات أشعة غاما في المليار سنة الأولى بعد الانفجار العظيم، وهذا الحدث نادر للغاية ومثير جدًا."
ولم تكن خصائص هذا المستعر الأعظم مختلفة بشكل كبير عن المستعرات العظمى الحديثة، رغم التوقعات السابقة بأن النجوم المبكرة كانت أكثر ضخامة وأقل احتواءً على العناصر الثقيلة، وربما تختلف عن النجوم المعاصرة.
وقال نيال تانفير، المؤلف المشارك في الدراسة: "بدأنا البحث بعقول متفتحة، ووجدنا أن هذا المستعر يشبه تمامًا المستعرات العظمى القريبة التي نراها اليوم."
وشارك في هذا الرصد سباق دولي متكامل، بدأ برصد مرصد نيل جيريلز سويفت التابع لناسا لمصدر الأشعة السينية، مما ساعد تلسكوب جيمس ويب على تحديد موقع الانفجار بدقة، ثم شارك التلسكوب البصري الشمالي في جزر الكناري بإسبانيا، وامتد التحديد إلى التلسكوب الكبير جدًا في تشيلي، الذي قدّر عمر المستعر بـ 730 مليون سنة بعد الانفجار العظيم، كل ذلك خلال أقل من 17 ساعة من اكتشاف الإشارة الأولية.
وتم منح فريق البحث ساعات إضافية لاستخدام تلسكوب جيمس ويب لدراسة انفجارات أشعة جاما الأخرى في الكون المبكر، إلى جانب دراسة المجرات التي تقع خلف هذه الانفجارات.
ويتوقع الباحثون أن يساعد هذا التوهج المستعر الأعظم في تحديد بصمات المجرات البعيدة وفهم تطورها المبكر، بما يعزز من قدرة العلماء على فهم الكون في مراحل نموه الأولى.
ويمثل هذا الاكتشاف قفزة نوعية في دراسة النجوم والمجرات القديمة، ويؤكد الدور الفاعل لتلسكوب جيمس ويب كأداة لا غنى عنها في استكشاف أسرار الكون المبكر، وفهم أصل النجوم والمجرات التي شكلت البنية الكونية التي نراها اليوم.