"ملحقش يعيش معاها" .. الموت يخطف "قمر" ابنة الشاعر مصطفى حدوتة
تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT
غيب الموت الطفلة قمر ابنة الشاعر الغنائي مصطفى حدوتة ، وذلك حسبما أعلن عبر حساباته الرسمية بمنصات التواصل الاجتماعي.
وفاة ابنة مصطفى حدوتة
سبق ونشر مصطفى حدوته صورة ابنته قمر وهي في الحضانة، معلقًا عليها :" لا نملك إلا الدعاء ".
مصطفى حدوته شاعر غنائي مصري، جاءت شهرته في البداية بكتابة كلمات أغاني المهرجانات، ولفت الأنظار إلى موهبته الفريدة، إذ أن مُعظم أغانيه التي كتبها تعدّت شهرتها مصر لتنتشر في باقي بلاد العالم العربي، وأبرزهم: أغنية بنت الجيران لحسن شاكوش وعمر كمال، التي أثارت حربًا نقابية واستحوذت على قلوب المُستمعين في مصر وخارجها.
لم تكن أغنية بنت الجيران الاستثناء، فالعديد من الأغاني التي كتبها مصطفى حدوتة تعلّق بها الجمهور، وكان لها دورها بتوسيع دائرة جمهور المهرجانات، مثل عود البطل عالي وبسكوتاية مقرمشة وأحلى وحدة.
ما نلاحظه في كلمات المهرجانات التي كتبها مصطفى حدوتة أنها لا تنجرّ وراء التعابير الذكورية السائدة في أغاني المهرجانات، ولا تحتوي على شتائم، ولا تهاجم أحدًا بشكل مباشر، ولا تُركز على ثيمة غدر الصحاب أو على القيم السائدة في الأوساط الشعبية.
جاءت كلمات مصطفى حدوتة ضمن الموجة الجديدة من أغاني المهرجانات والتي ظهرت نهاية العقد الماضي في قالب مُهادن يُقرّب أغاني المهرجانات خطوة من أغاني البوب المصري السائدة، من خلال الانحياز للمواضيع الغزلية، والتعابير ذات الروح الكوميدية، بما يتناسب مع العنصر الراقص للمهرجانات الذي يغلف هذه التراكيب الغزلية المرحة بالمزيد من الجاذبية.
لم يمر وقت طويل حتى وجدنا اسم مصطفى حدوتة يقترن بتجارب مُثيرة في البوب المصري، بأغانٍ احتوت تأثيرات المهرجانات والموسيقى الشعبية، مثل وسع وسع لأحمد سعد، التي تحجز مكانًا ثابتًا في قائمة بيلبورد هوت 100 أسبوعًا تلو الآخر. لعبت الأغنية دورها في عودة نشاط أحمد سعد الفني ورفعه إلى مصافي نجوم الصف الأول في الأغنية المصرية.
وبعدها أصبحت كلمات مصطفى حدوتة كلمة السر لنجاح المشاريع الفنية الجديدة، فهو الذي كتب أغنية مسيطرة التي صنعت اسم لميس كان، وهو الذي كتب مخاصماك وتسببت كلماته بنجاح نوال عبد الشافي، دون إنكار دور الملحن كولبيكس بوي في صناعة هاتين الأغنيتين تحديدًا.
وبعد فترة قل تعاون نجوم البوب مع مصطفى حدوتة بقيت محدودة رغم نجاح الأغاني التي كتبها، واقتصرت على تقديم بعض الأغاني لمحمد نور وحمادة هلال وبعض أغاني الأفلام التي قدّمها أبرز النجوم مثل أحمد حلمي ومحمد رمضان، بالإضافة للأغاني التي استكمل فيها تعاونه مع النجوم الجدد الذين كان له دور بشهرتهم مثل نوال ولميس كان، التي حققت أعلى ذروة نجاح في أول أغنيتين لها، مسيطرة ومتمكنة، اللتان كتبهما مصطفى حدوتة.
يبدو أن عمرو دياب قرأ المشهد جيدًا، ليبدأ بأغنية يا قمر شراكة مع واحد من أنجح كتّاب الأغاني في الجيل الجديد، فهو ثاني أكثر شاعر غنائي كتب هيتات ظهرت على قوائم بيلبورد بعد منى عدلي القيعي. ولكن تجربة عمرو دياب مختلفة نوعيًا، ففيها تتحرر كلمات مصطفى حدوتة أخيرًا من تأثير المهرجانات والموسيقى الشعبية، ونسمعها ضمن قالب موسيقي مختلف كليًا، لترافق كلماته لحن اشتغله عمرو دياب بنفسه، يُبرز جمالية شعر مصطفى حدوتة الغزلي، الذي يعتمد على مصطلحات مستقاة من الشارع المصري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مصطفى حدوتة وفاة ابنة مصطفى حدوتة قمر مصطفى حدوتة الفن بوابة الوفد أغانی المهرجانات ا مصطفى حدوتة التی کتبها
إقرأ أيضاً:
رسالة إلى العالم الآخر
تحت الرماد تختبئ جمرات لا تعرف شيئا اسمه الهدوء.. كذلك الفراق هو جزء من تلك الجمرات الملتهبة بمشاعر الفقد والألم، فكلما انزاح جزء من رماد خامد حتى طفت على الوجه حمرة الوجد، وكلما أبحرت الأيام في طريقها تظل بعض الشظايا معلقة في سقف الذكريات.
إلى كل الذين فقدناهم في تفاصيل حياتنا اليومية.. إلى أولئك الراحلين سيرا نحو حياة الخلود..وللذين توقف نبض قلوبهم وانطفأت شموع منيرة برحيلهم وخفتت أصوات إلى الأبد..«سلاما».
أيها الاغتراب، رفقا بقلوب الناس، فكم من رحيل أصبح موجعًا للإنسان !، لكل الذين رحلوا عنا جسدا.. أنتم باقون في ثنايا الروح لا تفارقنا رائحة الطيب التي تركتموها وراءكم في لحظات الوداع. في الفقد هناك اختناق ذاتي يعيش معنا لسنوات طويلة حتى لو غفلنا فيها عن إخراج مشاعرنا الإنسانية الممتلئة بألوان مزهرة من الحب والأمان. ها نحن اليوم، نخبركم بأن وجودكم قلعة شامخة في سوداء القلب، وأن بهاء حضوركم وروعة أماكنكم ستظل بيننا خالدة بخلود الأثر.. عذرًا منكم فمشاعركم اللطيفة لا تزال تهب كالريح الشتاء الجميلة، «فكم نحن كنا ممتنين لله تعالى على وجودكم».
نسأل أنفسنا، هل كانت تلك الطاقة العاطفية محتجزة فينا أو كنا نحن مكبلين بسلاسل الغفلة.. لا أعلم ؟!...كلمات بقيت على قيد الصمت، وعلى رفوف الأيام موصودة بقفل التعابير الباهتة. كل شيء كان محاطا بانشغال الوقت، وتفاصيل حياتية لم تتركنا نلتقط أنفسنا،أو ندرك قيمة الأوقات التي نجالس حضوركم، ونخلق ذكريات مغلفة بشرائط مشاعر حريرية تبقينا موصولين بكم وأنتم خلف مشاهد الحياة وضوئها الساطع..هنا تستحضرني مقولة لتوفيق الحكيم حين قال:»لا شيء يجعلنا عظماء إلا ألم عظيم».. فالموت من أعظم مصائب الحياة حتى وإن كان لطيفا في بعض المرات !.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في فراق ابنه إبراهيم: «إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون»..
وفي الأدب العالمي يقول الكاتب الأمريكي الراحل جيف ماسون: «الميلاد والموت هما ركيزتا حياتنا. العيش نحو الموت في الزمن يمنح الحياة اتجاهًا وإطارًا لفهم التغييرات التي تُحدثها الحياة.
يختلف العالم تمامًا بين الشباب والكبار. الشباب ينظرون إلى الأمام، والكبار ينظرون إلى الماضي. ما يهمنا يتغير مع تقدمنا في العمر. احتمال الموت يُلهم هذه التغييرات. لدى الشباب فهمٌ فكريٌّ بأن الموت آتٍ إلينا جميعًا، لكن فناءهم لم يُدرك بعد. أما بالنسبة للكبار، فيبدأون يستوعبون الموت».
نحن نقول: بعد رحيلكم الخاطف بتنا نجتهد طويلا لرسم صور حية لذكرياتكم وتفاصيل أحاديثكم معنا، وكأننا نحاول أن نفهم كل الغاز الماضي التي كنتم تخبرونا بها، واليوم نحاول أن نبقيكم بيننا من خلال صفحات الذكريات، كأننا لم نستفق من الحلم إلى الحقيقة، كل ما يفعله الغياب بأرواحنا المتعبة شيء يفوق الخيال..
نتذكر دوما كلماتكم الأخيرة، وضحكاتكم الآتية من صدى الذكريات، وأشياء لطالما بقيت تربطنا بالماضي منها: فنجان قهوتكم الصباحية، وحبات من ثمرة، وفاكهة تعيد إليكم جميل نهاركم بعد غروب الشمس وسطوع ضوء القمر.
كل تلك الذكريات الآن تطفو فوق أحاديثنا بنكهة الحضور البهي.. نعيد سرد ذكرياتكم القديمة معنا؛ لأننا لا زلنا نتشبث بحبل حضوركم، وإن كنتم تحت الثرى في حياة أخرى فأنتم على مقربة منا.. ستظل رسائل الذكرى نحو العالم الآخر مفعمة بوجود الإنسان وما تحمله الذكريات من وجع ينغرس في باطن الأرض، لذا ينطق قلبي النابض بالحياة كلمات ود إلى قلوبكم الصامتة «أحبكم بحجم هذا الكون».