إنفوغراف24| ترامب يشكل حكومته الجديدة
تاريخ النشر: 13th, November 2024 GMT
بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب، في ملء المناصب الرئيسية في إدارته الثانية، مع التركيز حتى الآن على المساعدين والحلفاء، الذين كانوا أقوى داعميه خلال حملته الانتخابية لعام 2024.
BREAKING: President-elect Donald Trump says he will nominate South Dakota Gov. Kristi Noem to head the Department of Homeland Security.
وستواجه إدارته الجديدة أوضاعاً عالمية أكثر تقلباً وخطورة، مما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه في عام 2017، وسط الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط، واصطفاف الصين بشكل أوثق مع عدوتي الولايات المتحدة روسيا وإيران.
ونستعرض أبرز الأسماء والمناصب التي جاءت في لائحة تعيينات ترامب لحكومته الجديدة، أبرزهم:
السياسي المولود في فلوريدا (53 عاماً)، يعد أول لاتيني يتولى منصب كبير الدبلوماسيين في الولايات المتحدة، بمجرد تولي الرئيس الجمهوري منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.
دعا خلال السنوات الماضية، إلى سياسة خارجية قوية مع أعداء الولايات المتحدة، ومنهم الصين وإيران وكوبا. وستكون الأزمة الأوكرانية على رأس أجندته. كما أن اختياره لتولي دور سياسي رئيسي، سيساعد ترامب في تعزيز المكاسب بين اللاتينيين، وإظهار أن لديهم مكاناً على أعلى المستويات في إدارته.
ويعد من أبرز الصقور المناهضين للصين في مجلس الشيوخ، وفرضت عليه بكين عقوبات في عام 2020، بسبب موقفه المتعلق بهونغ كونغ بعد احتجاجات مطالبة بالديمقراطية.
وحسب التقارير، فإن روبيو، الذي فر جده من كوبا في عام 1962، معارض صريح لتطبيع العلاقات مع الحكومة الكوبية، وهو الموقف الذي يوافقه فيه ترامب.
هيجسيث (44 عاماً)، هو أحد مقدمي برنامج "فوكس آند فريندز ويك إند" على قناة فوكس نيوز، وكان مساهماً في الشبكة منذ عام 2014، حيث طور صداقة مع ترامب، الذي كان يظهر بانتظام في البرنامج.
يفتقر هيجسيث إلى الخبرة العسكرية أو الأمنية العليا. وإذا أكد مجلس الشيوخ ترشيحه، فسوف يرث المنصب الأعلى خلال سلسلة من الأزمات العالمية ــ بدءاً من حرب روسيا في أوكرانيا والهجمات المستمرة في الشرق الأوسط، وتصاعد المخاوف بشأن التحالف المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية.
وفق وكالة "أسوشييتد برس"، اختار ترامب محافظة معروفة واجهت انتقادات حادة بسبب سردها قصة في مذكراتها، عن إطلاق النار على كلب صاخب لقيادة وكالة ذات أهمية حيوية، لأجندة الرئيس المنتخب المتشددة بشأن الهجرة.
وستتولى إدارتها مهمة مترامية الأطراف. فبالإضافة إلى وكالات الهجرة الرئيسية، تشرف وزارة الأمن الداخلي على الاستجابة للكوارث الطبيعية، وجهاز الخدمة السرية الأمريكي، ووكلاء إدارة أمن النقل الذين يعملون في المطارات.
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ويليام ماكجينلي، المحامي الذي خدم في البيت الأبيض ولعب دوراً سياسياً رئيسياً هذا العام، سيكون مستشاره القانوني في البيت الأبيض.
وكان ماكجينلي سكرتيراً لمجلس الوزراء في البيت الأبيض خلال إدارة ترامب الأولى، وكان مستشاراً قانونياً خارجياً لجهود نزاهة الانتخابات، التي بذلتها اللجنة الوطنية الجمهورية خلال حملة عام 2024.
ووصف ترامب ماكجينلي بأنه "محام ذكي ومثابر سيساعدني في تعزيز أجندتنا أمريكا أولاً، بينما أقاتل من أجل نزاهة الانتخابات وضد تسليح إنفاذ القانون".
اختار ترامب عضو الكونغرس السابق عن ولاية تكساس، والذي شغل منصب مدير الاستخبارات الوطنية خلال إدارته الأولى، ليكون مديراً لوكالة الاستخبارات المركزية في إدارته المقبلة.
وكان راتكليف مديراً للاستخبارات الوطنية خلال العام والنصف الأخيرين من ولاية ترامب الأولى، وقاد وكالات التجسس التابعة للحكومة الأمريكية أثناء جائحة فيروس كورونا.
وقال ترامب: "أتطلع إلى أن يكون جون أول شخص على الإطلاق يخدم في أعلى منصبين استخباراتيين في بلادنا"، واصفاً إياه بأنه "مقاتل شجاع من أجل الحقوق الدستورية لجميع الأمريكيين، والذي من شأنه أن يضمن أعلى مستويات الأمن القومي والسلام من خلال القوة".
ويتكوف (67 عاماً)، هو شريك الرئيس المنتخب في لعبة الجولف، وكان يلعب معه في نادي ترامب في ويست بالم بيتش بولاية فلوريدا في 15 سبتمبر (أيلول) الماضي، عندما تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال ثانية.
وقال ترامب إن "ويتكوف قائد يحظى باحترام كبير في مجال الأعمال والأعمال الخيرية"، وأضاف "سيكون ستيف صوتاً لا يلين من أجل السلام، وسيجعلنا جميعاً فخورين". كما عينه ترامب رئيساً مشاركاً مع السيناتور السابق عن ولاية جورجيا، كيلي لوفلر، في اللجنة التي سيتولى تنصيبه.
حاكم ولاية أركنساس السابق، ويعد مدافعاً قوياً عن إسرائيل. قام بالترشح دون جدوى للحصول على ترشيح الحزب الجمهوري في عامي 2008 و2016.
ويأتي ترشيحه في وقت، وعد فيه ترامب بجعل السياسة الخارجية الأمريكية أكثر توافقاً مع مصالح إسرائيل، في الوقت الذي تشن فيه حروباً ضد حماس وحزب الله المدعومتين من إيران.
وقال ترامب "إنه يحب إسرائيل، وعلى نحو مماثل يحبه شعب إسرائيل. سيعمل مايك بلا كلل من أجل تحقيق السلام في الشرق الأوسط".
والتز، ضابط الحرس الوطني المتقاعد والمحارب القديم، عضو في الكونغرس عن الحزب الجمهوري لـ 3 فترات من شرق وسط فلوريدا. خدم عدة مرات في أفغانستان وعمل أيضاً في البنتاغون كمستشار سياسي، عندما كان دونالد رامسفيلد وروبرت جيتس وزيرين للدفاع.
ويعتبر متشدداً تجاه الصين، ودعا إلى مقاطعة الولايات المتحدة لدورة الألعاب الأولمبية الشتوية لعام 2022 في بكين، بسبب تورطها في أصل فيروس كورونا وإساءة معاملتها لأقلية الأويغور المسلمة.
ويأتي تعيينه في خضم أزمات الأمن القومي، والتي تتراوح من الجهود المبذولة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة، والمخاوف بشأن التحالف المتنامي بين روسيا وكوريا الشمالية، إلى الهجمات المستمرة في الشرق الأوسط من قبل وكلاء إيران، والدفع نحو وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وحزب الله.
وقال ترامب "لقد كان مايك مدافعاً قوياً عن أجندتي في السياسة الخارجية المتمثلة في أمريكا أولاً، وسيكون مدافعاً هائلاً عن سعينا لتحقيق السلام من خلال القوة".
وايلز (67 عاماً)، أول امرأة تتولى هذا المركز. وهي تتمتع بخلفية سياسية في فلوريدا. وقال ترامب في بيان "لقد ساعدتني سوزي ويلز على تحقيق أحد أعظم الانتصارات السياسية في التاريخ الأمريكي".
ويُنسب إلى وايلز إدارتها لحملة، وصفت بالأكثر انضباطًاً والأحسن تنفيذاً، ما جعلها المرشحة الأولى للمنصب.
كما أنها ساعدت رون دي سانتيس في الفوز بأول انتخابات له لمنصب حاكم فلوريدا. وبعد 6 سنوات، لعبت دوراً رئيسياً في هزيمة ترامب له في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في عام 2024.
هومان (62 عاماً)، تم تكليفه بمهمة تنفيذ أكبر عملية ترحيل في تاريخ البلاد، وهي إحدى أهم أولويات ترامب.
وكان من المتوقع على نطاق واسع أن يُعرض على هومان، الذي خدم في عهد ترامب في إدارته الأولى على رأس هيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك في الولايات المتحدة، منصب مرتبط بالحدود، وهي القضية التي جعلها ترامب محورية في حملته.
وكان منذ فترة طويلة مؤيداً مخلصاً لمقترحات ترامب السياسية، حيث اقترح في مؤتمر عقد في واشنطن في يوليو (تموز) الماضي، أنه سيكون على استعداد "لإدارة أكبر عملية ترحيل شهدتها هذه البلاد على الإطلاق".
وانتقد الديمقراطيون هومان، بسبب دفاعه عن سياسة "عدم التسامح مطلقاً" التي انتهجها ترامب بشأن المعابر الحدودية خلال إدارته الأولى، والتي أدت إلى فصل الآلاف من الآباء عن أطفالهم طالبي اللجوء على الحدود.
ستيفانيك (40 عاماً)، هي مبعوثة واشنطن للأمم المتحدة، وواحدة من أقوى المدافعين عن ترامب منذ محاكمة عزله الأولى. وبعد انتخابها لعضوية مجلس النواب في عام 2014، اختارها زملاؤها الجمهوريون في مجلس النواب كرئيسة لمؤتمر الجمهوريين في مجلس النواب في عام 2021.
وإذا تم تأكيد ترشيحها، فسوف تمثل المصالح الأمريكية في الأمم المتحدة، في الوقت الذي تعهد فيه ترامب بإنهاء الحرب التي تشنها روسيا ضد أوكرانيا. كما دعا إلى السلام مع استمرار إسرائيل في هجومها على حماس في غزة، وغزوها للبنان لاستهداف حزب الله.
ميلر (39 عاماً)، كان مستشاراً كبيراً خلال إدارة ترامب الأولى، ويعد متشدداً في مجال الهجرة، حيث تحدث بكل صراحة خلال الحملة الرئاسية لصالح أولوية ترامب في الترحيل الجماعي. ويعد شخصية محورية في بعض قرارات السياسة التي اتخذها ترامب، ولا سيما تحركه لفصل آلاف الأسر المهاجرة.
ومنذ ترك ترامب منصبه في عام 2021، شغل ميلر منصب رئيس America First Legal، وهي منظمة مكونة من مستشاري ترامب السابقين، تهدف إلى تحدي إدارة بايدن وشركات الإعلام والجامعات، وغيرها بشأن قضايا مثل حرية التعبير والأمن القومي.
زيلدين هو النائب السابق عن نيويورك (44 عاماً). ولا يمتلك أي خبرة في القضايا البيئية، لكنه مؤيد قديم للرئيس السابق.
وقال في منشور على إكس: "سنستعيد هيمنة الولايات المتحدة على الطاقة، ونعيد تنشيط صناعة السيارات لدينا لإعادة الوظائف الأمريكية، وجعل الولايات المتحدة رائدة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي".
وفي بيان، قال ترامب إن "زيلدين سيضمن اتخاذ قرارات تحريرية عادلة وسريعة، والتي سيتم تنفيذها بطريقة تطلق العنان لقوة الشركات الأمريكية، مع الحفاظ في الوقت نفسه على أعلى المعايير البيئية، بما في ذلك أنظف هواء ومياه على هذا الكوكب".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب عودة ترامب الولایات المتحدة فی البیت الأبیض الشرق الأوسط الأمن القومی وقال ترامب فی إدارته ترامب فی فی عام من أجل
إقرأ أيضاً:
العدو الذي يتحدث لغتك.. خطة إسرائيل الجديدة لاختراق المجتمعات
في محاولة للتمدد داخل المجتمعات العربية، يعمل الاحتلال الإسرائيلي على صناعة جيل من عناصر الاستخبارات والجنود المتحدثين بالعربية بلهجاتها المتنوعة، كأداة اختراق تتجاوز البندقية والدبابة إلى محاولة السيطرة على العقول.
"إسرائيلي يتحدث لهجتك، يغني أغانيك، ويردد أمثالك الشعبية" مشهد بات يتكرر في مقاطع فيديو ينشرها إعلام الاحتلال، ضمن خطة مدروسة للتأثير على الرأي العام العربي وتحويل مجرم الحرب إلى وجه مقبول.
ومهمة الجيل الجديد هي كسر الحواجز النفسية مع الشعوب العربية، وتهيئة الأرضية لاختراقات ثقافية وأمنية أشد خطورة من الحرب التقليدية، وفق ما كشفت وسائل إعلام إسرائيلية.
بعد فشل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في التنبؤ بعملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شرعت إسرائيل في إعادة تقييم أدواتها الاستخبارية وأساليبها في جمع المعلومات.
وفي هذا السياق، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية -في تقرير نشرته في الثامن من يوليو/تموز الجاري- عن تكثيف إسرائيل جهودها في تدريب كوادر بشرية متخصصة في اللغات واللهجات المحلية بهدف تعزيز قدراتها الاستخبارية بعد إخفاقات أكتوبر/تشرين الأول.
وقد أقرت الأجهزة الأمنية ضرورة العودة إلى الأدوات التقليدية، كاللغة وتفعيل الجواسيس على الأرض، إلى جانب استخدام التكنولوجيا المتطورة لمراقبة الاتصالات وشبكات التواصل الاجتماعي بشكل أكثر فاعلية.
وبناءً على ذلك، أطلقت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" برامج تدريبية مكثفة تستهدف شبابًا أنهوا دراستهم الثانوية حديثًا، حيث يتم اختيارهم لتعلم لغات ولهجات محددة، حسب الاحتياجات الأمنية. وتستغرق هذه الدورات حوالي 6 أشهر.
إعلانوهو ما أكد عليه ضابط إسرائيلي برتبة مقدم، رمزت له الصحيفة بالحرف (ح) والذي قال إن الحرب الدائرة في غزة أظهرت أنه "لا يمكن الاستغناء عن الأذن التي تلتقط النبرة، والعين التي تفسر التعبيرات والسلوكيات" مضيفًا أن هذا التوجه سيمتد للسنوات القادمة من خلال تعزيز وتوسيع منظومة كوادر اللغة داخل المؤسسة الأمنية.
وتعود مدارس اللغات التي تديرها "أمان" إلى بدايات تأسيس الشعبة، لكنها تشهد توسعًا كبيرًا حاليًا لتلبية متطلبات "الجبهات المشتعلة" حيث يتعلم مئات المجندين سنويًا لغات ولهجات متنوعة تشمل السورية واللبنانية والفلسطينية والعراقية والبدوية، وقبل 18 شهرا أضيفت اليمنية إلى القائمة، مما يعكس اهتمامًا غير مسبوق بتنوع اللهجات العربية.
ويتجاوز التدريب الجانب اللغوي ليشمل مواد نصية وصوتية مستمدة من الواقع العملياتي مثل محادثات حديثة أو تقارير إخبارية، وذلك للحفاظ على التأهب العملي لدى المتدربين، كما يتعرض المتدربون لتعبيرات يومية وأغانٍ ومقاطع فيديو من شبكات التواصل لإتقان النبرة واللهجة بشكل طبيعي، وفقا للصحيفة.
اختراق ثقافيلا يتوقف التدريب عند اللغة وحدها، بل يدمج بين الجانب اللغوي والتحليل الثقافي والسياسي، إذ يتعلم عناصر الاستخبارات المستقبليون قراءة ما بين السطور، وفهم أنماط التفكير والعادات المحلية، بحسب يديعوت أحرونوت.
ورغم أهمية اللغة، يوضح الضابط (ح) أن الهدف ليس فقط بناء "مترجمين" بل عناصر استخبارات تجمع بين القدرة اللغوية وفهم الثقافة والمجتمع والسياسة المحلية، مشددًا على أنه "لكي تكون رجل استخبارات جيدًا يجب أن تدرس النظريات، والثقافة (..) والقيم التي تشكل أساس رؤيتهم للعالم".
وقال الضابط المقدّم المسؤول عن مدرسة اللغات في شعبة الاستخبارات العسكرية -في حديثه عن دروس السابع من أكتوبر/تشرين الأول- أن أحد الاستنتاجات الأساسية من الهجوم المفاجئ هو الحاجة الماسة إلى زيادة عدد المتخصّصين في اللغات ضمن المنظومة الأمنية.
يُشار إلى أن تقارير إسرائيلية أكدت أنه كانت يُفتقر لمعلومات استخباراتية في اليمن بالتحديد، كونها لم تتوقع دخول جماعة أنصار الله (الحوثيين) في معارك ضدها كما حدث في جبهة الإسناد الحالية. وهو ما استدعى تجنيد إسرائيليين من أصول يمنية، من اليهود الذين وصلوا حديثا لإسرائيل ويجيدون العربية واللهجة اليمنية، للمساعدة في جمع معلومات استخباراتية عن الحوثيين، وفق صحيفة معاريف الإسرائيلية.
وفي إطار الإصلاحات التي تبنتها قيادة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بعد "طوفان الأقصى" أصدرت تعليمات بعمل دورات في الثقافة الإسلامية واللغة العربية بدءًا من مرحلة ما قبل التجنيد وصولًا إلى تدريب الضباط. وتهدف هذه المبادرة إلى تزويد الأفراد العسكريين والجنود والقادة المستقبليين بالكفاءة اللازمة لفهم المجتمعات العربية بشكل أعمق، بحسب إذاعة جيش الاحتلال.
ووفقًا لتقرير نشره موقع "ذا ديفنت بوست" في 16 يوليو/تموز الجاري، فإن جميع أعضاء شعبة الاستخبارات العسكرية سيخضعون لتدريب في الدراسات الإسلامية، وسيتلقى نصفهم تدريبًا في العربية بحلول العام المقبل.
إعلان سلاح خفيفي السنوات الأخيرة، اتضح أن إسرائيل باتت تستخدم إستراتيجيات ناعمة ترتكز على الجانب النفسي والثقافي، الهدف منها كسر الحواجز النفسية واختراق الوعي الجمعي، مما يسهل عليها نقل رسائلها وتأثيرها بالمجتمع العربي دون إثارة مقاومة واضحة.
ويتفق الخبير النفسي عبد الرحمن مزهر مع ذلك، ويقول إنها خطوات نحو محاكاة أنماط السلوك والتعبيرات العربية اليومية، مما يجعلها تظهر كجزء من النسيج الاجتماعي المستهدف.
ويوضح مزهر أن هذا الانخراط اللغوي والثقافي يقلل الفجوة النفسية بين الطرفين، إذ إن اللهجة ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل تعبر عن الهوية والشخصية. وعندما يتحدث شخص غريب باللهجة نفسها، يشعر المستمع بحالة من الألفة والقبول اللاواعي، مما يسهل قبول رسائل العدو دون وعي.
ويشير الخبير -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن هذه العمليات النفسية تؤسس لتطبيع عاطفي مع الطرف الآخر، يجعل من السهل تمرير أفكار سياسية وثقافية عبر قنوات تبدو طبيعية ومألوفة، مثل ارتداء بعض الإسرائيليين لباسا عربيا تقليديا، والترويج لأطعمة عربية على أنها جزء من المطبخ الإسرائيلي، كممارسات تهدف إلى تشويش الهوية وإعادة تشكيل الصور الذهنية.
ويعتبر مزهر أن هذا "السلاح الناعم" أكثر خطورة من السلاح التقليدي، لأن الأخير معروف وتتم مواجهته برفض ومقاومة، أما السلاح الناعم فيتسلل بسلاسة ليعيد تشكيل المفاهيم والقيم داخل المجتمع، دون أن يشعر المتلقي بخطورته أو يدرك طبيعة تأثيره الحقيقي.
من أجل تعزيز التواصل مع الجمهور العربي، أنشأت الخارجية الإسرائيلية صفحات رسمية لكبار المسؤولين بالعربية على منصات التواصل، وصفحات بعض السفارات في دول عربية مثل مصر والأردن.
وتعتمد إسرائيل على وسائل إعلام ناطقة بالعربية منذ تأسيس إذاعة "صوت إسرائيل" التي بدأت العمل بموجب قانون سلطة البث لعام 1965، والذي نص على أن تعمل الإذاعات بالعربية لخدمة المواطنين العرب (الفلسطينيين) داخل إسرائيل، وتعزيز التفاهم والسلام مع الشعوب العربية المجاورة.
ومع ظهور ثورات الربيع العربي، تغيرت الصورة التقليدية لهذه الوسائل الإعلامية، إذ أدركت إسرائيل -كما الأنظمة العربية- أهمية وتأثير مواقع التواصل على الشباب العربي، لذا اتجهت نحو استخدام صفحات التواصل والمتحدثين العرب بهدف كسر الحواجز النفسية والثقافية مع الجمهور العربي الشاب.
ومن أبرز الشخصيات التي تتفاعل بالعربية بشكل مستمر مع الجمهور العربي أفيخاي أدرعي (المتحدث الرسمي باسم جيش الاحتلال) والذي يحرص على التفاعل المباشر مع المتابعين على فيسبوك وتويتر، من خلال تهنئة المسلمين بالأعياد، ودعاء قبول الصلاة في منشورات مثل "جمعة مباركة".
كما ينشر صورا له من أماكن مختلفة بالأراضي المحتلة، رغم أن هذه المنشورات غالبا ما تتلقى تعليقات ساخرة من الجمهور العربي.
ويرى المنسق العام لتنسيقية مقاومة الصهيونية والتطبيع أنس إبراهيم أن مشروع الاحتلال الإسرائيلي لإنتاج جيل من المتحدثين الرسميين بالعربية بلهجاتها المتنوعة -من الخليج إلى الشام فالمغرب- ليس مسألة لغوية أو تواصلية بريئة، بل هو جزء من خطة عميقة تستهدف بنية الوعي العربي، وتهيئة الأجيال القادمة لتقبّل الكيان الصهيوني كجزء طبيعي من نسيج المنطقة.
ويقول إبراهيم في حديثه للجزيرة نت إن "الرسالة الأساسية التي يسعى الاحتلال لبثّها هي أنه ليس كيانًا غريبًا أو طارئًا، بل هو كيان مألوف يفهم العرب أكثر مما يفهمون أنفسهم. وعندما يتحدثون مثلنا فإنهم يخفون حقيقتهم الاستعمارية خلف قناع التفاعل الإنساني، في محاولة لكسر الصورة النمطية للعدو".
إعلانويرى أن أخطر ما في هذه السياسات أنها تُنتج استعمارًا ناعمًا يفتك بالعقول والقلوب قبل الأرض، فالاحتلال لم يعد يعتمد فقط على القوة المسلحة، ولهذا فإن مقاومة هذا المشروع تبدأ من الوعي، وحماية الهوية، وتمتين المناعة النفسية والثقافية، لأن ما لا نرفضه اليوم بوضوح سنعتاده غدا بصمت، على حد تعبيره.