يدرس المغرب والعراق تشكيل لجنة مشتركة لبحث سبل تعويض مئات الفلاحين المغاربة الذين اضطروا لمغادرة العراق بين عامي 1980 و1991 نتيجة الظروف الأمنية والاقتصادية الصعبة التي فرضتها حرب الخليج الأولى والثانية.

جاء ذلك في جواب مكتوب لوزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، على سؤال تساءل فيه الفريق البرلماني لحزب العدالة والتنمية (معارض) بمجلس النواب مطلع الشهر الجاري.

وأوضح المسؤول المغربي أن الرباط طرحت هذا الملف على السلطات العراقية مباشرة بعد إعادة فتح السفارة المغربية ببغداد شهر يناير عام 2023.

وأضاف أن المغرب شكل لجنة لمقابلة المتضررين وإعداد ملفاتهم وأن رد السلطات العراقية "كان ايجابيا، حيث اقترحت تشكيل لجنة مشتركة مغربية عراقية لحل هذا الموضوع".

وتابع "عقدت الوزارة عدة لقاءات مع ممثلي الجمعيات (المتضررين)، وتم الاستماع إلى مطالبهم الرامية إلى إيجاد حل للضرر الذي لحقهم جراء الحرب، وكذا التدخل لدى السلطات العراقية قصد المطالبة بالتعويضات".

وهاجر المئات من الفلاحين المغاربة مطلع ثمانينيات القرن الماضي إلى العراق للعمل في ميدان الفلاحة، بعد اتفاق وقعته الرباط وبغداد سمي بـ"بروتوكول اتفاق بشأن العائلات المغربية الموفدة إلى القطر العراقي قصد الاستيطان والعمل في ميدان الفلاحة".

وبموجب هذا الاتفاق، استقدمت العراق هؤلاء المزارعين ووزعت على كل واحد منهم 10 هكتارات بعقود طويلة الأمد يمتد نفعها إلى أبنائهم وأحفادهم.

ونصت المادة الثانية من البروتوكول، وفق موقع "هسبريس" المحلي، على أنه "يجب ألا يزيد عمر الفلاح رب العائلة الموفدة عن خمس وأربعين سنة، وألا يكون مالكا لقطعة أرض زراعية في القطر المغربي"، ولعل ذلك ما شجع الكثير من المغاربة حينها على بيع ما يملكون لشد الرحال إلى العراق.

وجاء في مادته الرابعة "تمنح لكل فلاح رب عائلة مغربية تنتقل إلى القطر العراقي، دار للسكنى مؤثثة تحتوي على أربع غرف وجميع المرافق الصحية الضرورية، دون مقابل، بما في ذلك الإعفاء من مصاريف الماء، وتملك له بعد عشر سنوات".

وتضر الوافدون الجدد سنوات بعد ذلك من تداعيات حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران (1980-1988)، كما تأثروا بتداعيات غزو العراق للكويت عام 1990.

وأجبرت تلك الظروف الكثير من المزارعين المغاربة على مغادرة العراق والعودة إلى بلادهم في سنوات متفرقة بين عامي 1980 و1990، بينما فضل بعضهم البقاء في "بلاد الرافدين" بعد تأقلمهم واندماجهم في المجتمع العراقي.

وإلى جانب الفلاحين، وقعت العراق والمغرب اتفاقيات أخرى مهدت باستقدام المئات من المغاربة للعمل في ميادين أخرى، كالنقل الدولي والتمريض والتجارة.

وتقدر الجمعيات الناشطة في الدفاع عن حقوق هؤلاء عدد المتضررين المغاربة من حرب الخليج بنحو 900 مغربي، وتطالب السلطات المغربية والعراقية بإنصافهم وتعويض ما لحقهم من خسائر بسبب الحرب.

"الجمل بما حمل"

وطالب المتضررون في مراسلة لرئيس الحكومة المغربية، عزيز أخنوش العام الماضي بإنصافهم وبصرف تعويضات لهم على اعتبار أنهم ضحايا الحروب.

وجاء في المراسلة "تركنا الجمل وما حمل. نطالب بالمراجعة الشاملة لوضعيتها".

وتطالب الأسر المتضررة بتعويضات عن فقدان العمل وبتعويض عن الأملاك التي تركتها وراءها بالعراق وبالاستفادة من المعاش.

ويروي أحد المتضررين في تصريح سابق تفاصيل مغادرتهم للعراق، قائلا إنهم اعتقدوا أن السلطات المغربية ستعوضهم بمجرد عودتهم إلى الديار.

وقال "أقنعنا مسؤولو السفارة المغربية بالأردن بالدخول إلى المغرب، بعدما طمأنونا بأننا سوف نجد فور وصولنا إلى المغرب منزلا مؤثثا وأرضا فلاحية نعمل فيها، ويستمر وضعنا كما هو في العراق تماما".

وعلى خلاف ذلك، يضيف المصدر ذاته، أن العائدين اصطدموا بواقع مغاير، حيث لم تمنح لهم لا أراض فلاحية ولا منازل مؤثثة، مما اضطر الكثير منهم للعمل في وظائف شاقة لتأمين قوت يومهم.

إلى جانب ذلك، واجه أبناء العائدات صعوبات لمتابعة دراستهم في المدارس والجامعات المغربية بسبب اعتماد الأخيرة على اللغة الفرنسية، كما رفضت أخرى تسجيل أبناء العائدين لعدم توفرهم على وثائق تثبت متابعتهم الدراسة بالعراق.

المصدر: الحرة

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

زهير بهاوي وناصف زيتون يجمعان بين المغربية والشامية في " يا مسافر"

أطلق الفنان المغربي زهير بهاوي والمطرب السوري ناصيف زيتون عملا غنائيا عبارة عن « ديو » بعنوان “يا مسافر”، في تجربة فنية جديدة ومختلفة، مزجا فيها بين اللهجة المغربية والنغمة الشامية.

وحرس الفنان زهير بهاوي على كتابة وتلحين كلمات هذا العمل الغنائي الجديد، فيما تولى مهمة التوزيع الموسيقي الموزع المغربي محمد شريف، فيما كان إخراج الفيديو كليب فكان من توقيع عمر العمراني.

وقد جرى تصوير مشاهد الكليب في شمال المغرب، في أجواء تطبعها ألوان الصيف والشاطئ والشمس، لتعكس الطابع الحيوي والحماسي الذي تحمله الأغنية، ذات الإيقاع الرومانسي الراقص الذي يناسب أجواء الموسم الصيفي.

أغنية “يا مسافر” تنتمي إلى خانة الأعمال الشبابية الراقصة، حيث تنطلق بأنغام هادئة مفعمة بالشجن، قبل أن ترتفع تدريجيا إلى إيقاع أكثر ديناميكية، ممزوج بخلفية موسيقية غنية بالآلات الشرقية والإلكترونية. وتتميز بتداخل متناغم بين صوت زهير بهاوي الدافئ وطبقات ناصيف زيتون العالية، في حوار غنائي يسرد قصة بنكهة رومانسية مرحة، يتماوج فيها الحنين مع الحماس.

وشهد العمل الغنائي تفاعل كبير من قبل الجمهور المغربي والعربي، بعد الافراج عنه، حيث توالت التعليقات الإيجابية ومشاركته عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي ، تعبيرا عن الاعجاب باللمسة الفنية التي جمعت بين البهجة المغربية والشامية.

كلمات دلالية الشام اللهجة الشامية زهير القهاوي فن مشاهير ناصف زيتون يا مسافر

مقالات مشابهة

  • ترامب يجدد دعم واشنطن للسيادة المغربية على الصحراء الغربية
  • ترامب يجدد التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة المغربية على الصحراء
  • عشرات الحقوقيين المغاربة يضربون عن الطعام احتجاجاً على التجويع الصهيوني لغزة
  • المغرب يواصل إخماد حريق غابة تمروت
  • تصاعد العنصرية ضد المغاربة في إسبانيا.. وتحذيرات من استغلال اليمين لحادثة قتل مسن
  • اقرار نيابي بانهيار الأمن في ميسان.. الفضائيون يتسببون بأزمات كبرى
  • جنوب أفريقيا تخطط لدعم المصدرين المتضررين من رسوم ترامب
  • آلاف المغاربة يطالبون بإدخال المساعدات لغزة ووقف التجويع الإسرائيلي
  • زهير بهاوي وناصف زيتون يجمعان بين المغربية والشامية في " يا مسافر"
  • الكنيسة القبطية تشارك في حفل السفارة المغربية