الكوليرا قد تكون سبب الوفيات الغامضة في مدينة الهلالية المحاصرة .. مصدر طبي: رصد إصابات بين الفارين من الهلالية
تاريخ النشر: 15th, November 2024 GMT
قال مصدر طبي، لوكالة «رويترز»، إن عشرات السكان الهاربين من مدينة الهلالية المحاصرة في ولاية الجزيرة السودانية ثبتت إصابتهم بالكوليرا، في تطور يوفر تفسيراً محتملاً للوفيات المبلغ عنها بالمئات هناك، وفي حين يقول نشطاء محليون إن أكثر من 300 شخص لقوا حتفهم، قدمت مجموعة من سكان الهلالية في الشتات، لوكالة «رويترز»، قائمة بأكثر من 400 حالة وفاة، وهو رقم يقولون إنه يزداد كل ساعة.
وتحاصر «قوات الدعم السريع» المدينة، التي تُعد موطناً لعشرات الآلاف من السكان المحليين والنازحين، منذ 29 أكتوبر (تشرين الأول) ضمن حملة هجمات في شرق ولاية الجزيرة؛ ثأراً لانشقاق أحد كبار قادة القوة شبه العسكرية وانضمامه للجيش.
وقُتل ما لا يقل عن 15 شخصاً خلال هجوم «قوات الدعم السريع» الذي أدى لبدء الحصار، وفقاً لنشطاء.
ومع ورود تقارير عن وفيات جماعية، انتشرت شائعات حول سبب الوفيات وما إذا كان جنود قوات «الدعم السريع» سمموا الناس عمداً.
لكن المصدر الطبي قال إن عدداً متزايداً من الأشخاص الفارين من المدينة ثبتت إصابتهم بالكوليرا.
وذكر مسعفون آخرون من المدينة، لوكالة «رويترز»، أنه «بعد أن طرد الجنودُ الناس من منازلهم وسرقوا الأموال والسيارات والمواشي، لجأ معظم السكان إلى ساحات 3 مساجد».
واستولى الجنود أيضاً على الألواح الشمسية والأسلاك الكهربائية المستخدمة لاستخراج المياه الجوفية، مما أجبر بعض السكان على الاعتماد على بئر تقليدية ضحلة لم تُستخدم منذ عقود، وربما اختلطت مياهها بمياه الصرف الصحي، وفقاً لمسعفين وشاهد.
وطلب المسعفون والشهود عدم الكشف عن هوياتهم خشية التعرض للانتقام من أي من طرفي الصراع.
وقالت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع إن هناك تفشياً مشتبهاً به للكوليرا بين الفارين من شرق ولاية الجزيرة، وهو واحد من بين عدد من بؤر التفشي في أنحاء البلاد، لكنها لم تذكر مدينة الهلالية تحديداً.
وقالت غرفة طوارئ شرق النيل إن الأطباء في مستشفى أم ضوابان استقبلوا ما لا يقل عن 200 حالة كوليرا من المنطقة.
ووسط عدم وضوح السبب الدقيق، راح العشرات في الهلالية يصابون بآلام في المعدة وإسهال وقيء. وقال أحد الأطباء إن الجنود نهبوا مستشفيات المدينة وعياداتها وصيدلياتها؛ لذلك لم يتمكن سوى عدد قليل من الناس من الحصول على المضادات الحيوية والتعافي. وبدأ الباقون الذين لم يتمكنوا من الحصول على الدواء يموتون.
وقال شهود وصلوا إلى مدينة شندي، التي يسيطر عليها الجيش، إن أولئك الذين أرادوا المغادرة دفعوا لجنود «قوات الدعم السريع» مبالغ ضخمة لنقلهم خارج الولاية، وبقي الآلاف.
وقال رجل يبلغ من العمر 70 عاماً: «نجونا بأعجوبة من الموت لأن عدداً من حولنا مات بسبب المرض».
ودمرت الحرب التي اندلعت في أبريل (نيسان) 2023، بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، البنية التحتية للسودان وأدت لانتشار الأمراض، مما أدى إلى أكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.
القاهرة: «الشرق الأوسط»
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
قوات فاغنر تنهي عملها في مالي وتنضم إلى "فيلق أفريقيا"
أنهت مجموعة فاغنر دورها رسميا وغادرت مالي حيث كانت تنشط منذ العام 2021، على أن يتم دمج مجموعاتها ضمن "فيلق إفريقيا" المرتبط بدوره بروسيا، بحسب ما أكدت مصادر دبلوماسية وأمنية الأحد.
وعقب انقلابين في 2020 و2021 وتولي المجلس العسكري بقيادة الجنرال أسيمي غويتا الحكم، فكّت مالي تحالفها مع القوة المستعمرة السابقة فرنسا، واتجهت سياسيا وعسكريا نحو روسيا.
وقال مصدر دبلوماسي في منطقة الساحل الإفريقي لوكالة فرانس برس "رسميا، فاغنر تنهي وجودها في مالي. لكن فيلق إفريقيا يتولى المهمة".
وجاء في رسالة، الجمعة، على حساب على تطبيق تليغرام مرتبط بالمجموعة الروسية "المهمة أنجزت. مجموعة فاغنر تعود إلى الديار".
وشدد المصدر الدبلوماسي على أن "الكرملين ما زال يدير اللعبة"، موضحا أن "غالبية عناصر فاغنر في مالي، وهم من روسيا، سيتم دمجهم في فيلق إفريقيا وإبقاؤهم في المدن الرئيسية لمناطق الشمال وباماكو".
ولم تؤكد ماليا رسميا انتشار مجموعة فاغنر على أراضيها، لكنها أقرت بطلب مساعدة مستشارين من روسيا.
وقال مصدر أمني مالي لفرانس برس: "فاغنر بالأمس أو فيلق إفريقيا اليوم، الطرف الذي نتواصل معه يبقى ذاته، وهو السلطة المركزية في روسيا".
وأكد مصدر عسكري مالي مواصلة التعاون مع روسيا "مع فاغنر أو بدونها"، مضيفا "تبقى روسيا شريكنا الاستراتيجي في مجال التعاون العسكري".
وعقب مقتل زعيمها سيرغي بريغوجين في أغسطس 2023 في تحطم طائرة قرب موسكو، فككت فاغنر التي كانت تعتبر المجموعة الأبرز للمرتزقة الروس.
وكانت موسكو وسعت نفوذها في إفريقيا عبر إرسال مرتزقة مجموعة فاغنر منذ العقد الأول من الألفية. وبعد فشل تمرّد بريغوجين على القيادة في موسكو في يونيو 2023 وإعادة تنظيم المجموعة تحت مظلة الكرملين، باتت قواتها في القارة تعرف باسم "فيلق إفريقيا".