نشرت “ليبيان إكسبريس” الناطقة باللغة الإنجليزية تقريراً حول حقل البوري النفطي، ترجمته شبكة “عين ليبيا” الإعلامية، سلّط الضوء على الجدل الحدودي التاريخي الذي أثاره هذا الكنز الاستراتيجي بين تونس وليبيا.

ويُمثّل حقل البوري، خامس أكبر حقل بحري في أفريقيا والأكثر إنتاجًا في المتوسط، مصدرًا هامًا للطاقة، باحتياطيات ضخمة تُقدّر بـ 72 مليون برميل من النفط الخام و3.

5 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي.

ويقع هذا العملاق النفطي على بُعد 120 كيلومترًا شمال الساحل الليبي، ويُنتج نحو 30 ألف برميل نفط يوميًا من 38 بئرًا، بإدارة مشتركة بين شركة “مليته” للنفط والغاز الليبية وشركة “إيني” الإيطالية. بدأ إنتاجه في عام 1988، ليُصبح رافدًا أساسيًا لاقتصاد البلدين.

إلا أن هذا “الكنز” لم يكن مصدراً للرخاء فحسب، بل تحوّل إلى بؤرة خلافٍ قضائيّ مرير بين تونس وليبيا أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي بين عامي 1978 و1982.

دار الخلاف حول منطقة الجرف القاري الغنية بالنفط والغاز والثروات البحرية، امتدادًا لخلافات حدودية موروثة عن الحقبة الاستعمارية.

ورغم اقتراح معمر القذافي اقتسام ثروات الجرف القاري مع تونس، إلا أن الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة رفض العرض، مُفضلاً اللجوء إلى القضاء الدولي بناءً على نصيحة خبراء القانون، ومن بينهم العميد الصادق بلعيد.

وخلال معركة قانونية طويلة في لاهاي، اعتمدت تونس في دفاعها على الحقائق التاريخية والجغرافية وحقوق الصيد التقليدية، بينما استندت ليبيا إلى الدراسات الجيولوجية.

وفي عام 1982، أصدرت المحكمة حكمًا نهائيًا يُثبت سيادة ليبيا الكاملة على الجرف القاري.

عبّر الصادق بلعيد عن عدم رضاه عن حكم محكمة لاهاي، مشيراً إلى شعوره بتحيز قضاتها. وعلى الرغم من ذلك، التزمت تونس بقرار المحكمة الدولي وقدمت طلبًا لإعادة النظر في الحكم، إلا أنّه قوبل بالرفض في عام 1985.

ويبقى حقل البوري شاهداً على التعقيدات الحدودية والتاريخ المُشترك بين تونس وليبيا، منذراً بأن التنافس على مصادر الطاقة قد يُشعل صراعاتٍ في أي وقت.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: البحر الأبيض المتوسط تونس حقل حقل البوري حقل بحري حقل نفطي شركة إيني شركة مليته نفط حقل البوری

إقرأ أيضاً:

أصوات غريبة تحت البحر الأبيض المتوسط تثير الذعر.. هل لها علاقة بحدوث تسونامي؟

أكد الدكتور تحسين شعلة، خبير المناخ والبيئة، أن ما يُثار عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشأن تغيرات غير طبيعية في البحر الأبيض المتوسط لا يستدعي القلق أو الذعر، موضحًا أن أغلب هذه الظواهر تندرج ضمن التغيرات الطبيعية الموسمية أو نتيجة التغيرات المناخية المتسارعة التي يشهدها العالم.

واستعرض شعلة، خلال لقائه ببرنامج «صباح البلد» مع نهاد سمير وعبيدة أمير، على قناة صدى البلد، أبرز التساؤلات والمخاوف المنتشرة حول انحسار مياه البحر، الزلازل، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة هطول الأمطار في غير مواسمها.

وأوضح شعلة أن انحسار مياه البحر الأبيض المتوسط، الذي تكرر في التوقيت نفسه من كل عام، ناتج عن ظاهرة المد والجزر، مؤكدًا أن هذه الظاهرة لا علاقة لها بتسونامي، الذي لا يحدث إلا نتيجة زلزال أو بركان بقوة تفوق 8 درجات على مقياس ريختر، وهو ما لم تشهده المنطقة منذ عقود طويلة.

وأضاف أن البحر المتوسط يقع عند التقاء ثلاث طبقات تكتونية من قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ما يجعله عرضة لزلازل يومية تتراوح شدتها بين 2 و3 ريختر، نادرًا ما تصل إلى 6 درجات، وهي ضمن المعدلات المقبولة جيولوجيًا.

وفيما يخص الأمطار الغزيرة التي شهدتها بعض المحافظات رغم أننا في منتصف الصيف، أوضح خبير المناخ أن السبب العلمي يعود إلى ارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة، مما يزيد من معدلات تبخر المياه، والتي تتكثف لاحقًا بفعل انخفاضات جوية فتتسبب في هطول كميات كبيرة من الأمطار.

وشدد شعلة على أن الاحتباس الحراري وتغير المناخ أصبحا من أكبر التحديات التي تواجه العالم، مشيرًا إلى أن هناك مناطق سجلت درجات حرارة قياسية مثل البرتغال وإسبانيا، ما أدى إلى إغلاق محطات توليد طاقة نووية، وإلغاء عدد من الرحلات السياحية، وهو ما يُعد مؤشراً اقتصادياً خطيراً.

وأشار خبير المناخ والبيئة إلى أن ارتفاع درجات الحرارة في أوروبا تجاوز المعدلات الآمنة، مما أدى إلى وفيات كثيرة، خاصة بين كبار السن، وهو ما دفع بعض الدول كإيطاليا لإنشاء «ملاجئ مناخية» للتعامل مع موجات الحر، بدلًا من ملاجئ الحروب.

اقرأ أيضاًرطب نهاراً.. حالة الطقس المتوقعة ودرجات الحرارة اليوم الثلاثاء 1 يوليو 2025

منخفض الهند الموسمي.. «الأرصاد» تكشف سبب ارتفاع درجات الحرارة لأعلى من معدلاتها

درجات الحرارة أول أيام الصيف.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس اليوم 21 يونيو 2025

مقالات مشابهة

  • بئر نفطي جديد يُعزز الإنتاج في حقل الشرارة.. وأكاكوس تشيد بفرقها الوطنية
  • سخونة مياه البحر المتوسط تنذر بأحداث مناخية متطرفة
  • العبود: أنقرة قادرة على حماية مصالحها البحرية.. وليبيا مقيّدة بضعف دفاعاتها وحظر التسليح
  • عين تطلق ستة كتب صوتية جديدة لتعزيز المحتوى العربي المسموع
  • أصوات غريبة تحت البحر الأبيض المتوسط تثير الذعر.. هل لها علاقة بحدوث تسونامي؟
  • أسعار الأسماك والجمبري اليوم السبت 5 يوليو 2025.. البوري بـ 120 جنيهًا
  • اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وليبيا تضع مصر في موقف حرج
  • طائرة “مانشستر سيتي” تكشف يد الإمارات في نزاعات السودان وليبيا
  • بفعل فاعل.. فيديو لقبطان في البحر المتوسط يثير الجدل بأصوات غريبة في القاع
  • الأرصاد: الحرارة في بعض دول أوروبا تتجاوز 46 درجة مئوية لأول مرة