المعركة البرية والمفاوضات.. الحرب لا تزال طويلة؟
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
بدأت اسرائيل في الساعات الماضية، المعركة البرية في مرحلتها الثانية بشكل فعلي،فوصلت الاشتباكات الى قرى جديدة من دون ان يتمكن الجيش الاسرائيلي من السيطرة على اي من القرى الامامية، فبات يتسلل من اطراف القرى ليصل الى الصف الثاني من القرى حيث يريد تنفيذ عمليات مشابهة لما حصل عند الحافة الامامية.
هذه العملية، كما أعلنت تل ابيب، تهدف الى الضغط على "حزب الله" لتقديم تنازلات جدية في المفاوضات، وعليه وبالتوازي وصلت مسودة التسوية الى الدولة اللبنانية والتي تضمنت، وفق ما تسرب بنود مخففة نسبيا عن تلك التي تم تسريبها من الاعلام الاسرائيلي، وعليه فإن جدية التعامل مع المسودة كان مختلفاً وبات الكلام عن تسوية قريبة خلال اسابيع متداولا اكثر.
تؤكد مصادر مطلعة ان الرئيس نبيه بري وافق على 80 بالمئة من البنود التي وصلته، وهذا ينطبق تاليا على "حزب الله" الذي يتواصل بشكل دوري ومتواصل مع بري، ليبقى النقاش محصورا في 20 بالمئة من المطالب والشروط التي قالت اوساط عليمة انه من الممكن الوصول الى مساحات مشتركة..
وترى المصادر ان كل الحديث عن تطبيق القرار 1701 بكامل بنوده سيوافق عليه الحزب، كما انه منفتح وان بشكل حذر على فكرة وجود لجنة دولية لمراقبة التنفيذ لكن الخلاف حول اعضاء اللجنة اولا وصلاحياتها وهيكليتها، اذ ان المطروح اليوم لا يزال مبهما الى حد كبير، ويفتح المجال امام انتهاك كبير للسيادة اللبنانية.
تراجعت اسرائيل بشكل كبير عن عدد من المطالب منها حرية الحركة الجوية والتدخل العسكري عندما ترى اختراقا او مخالفة للقرار 1701، كذلك تراجع الحديث بشكل كبير عن مسألة الحدود اللبنانية السورية والتدخل في سوريا ولبنان، بعد وقف اطلاق النار، عبر غارات جوية لمنع تهريب الاسلحة، اذ من المرجح ان تعود المعادلة الى ما كانت إليه قبل الحرب في هذا الجانب فمن لم يستطع منع الحزب من نقل السلاح وترميم قدرته الصاروخية خلال الحرب لا يستطيع ان يفرض شرط مرتبط منع وصول السلاح له بعد الحرب.
بالرغم من كل هذا المشهد، الميداني والسياسي، هناك وجهة نظر جدية ترى ان اسرائيل تقوم بمناورة جدية لتقطيع الوقت وتمرير ما تبقى من ولاية الرئيس الاميركي جو بايدن وان الميدان لم يحسم حتى اللحظة فرضية الوصول الى تسوية بهذه السرعة، كما ان الامور بحاجة الى مزيد من الوقت. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: المعركة في غزة استخباراتية بامتياز والمقاومة صامدة
أكد الخبير العسكري والإستراتيجي، العقيد الركن حاتم كريم الفلاحي، أن المعركة الجارية في قطاع غزة أصبحت "معركة استخباراتية بامتياز"، مشيرا إلى أن المعلومات الاستخباراتية هي الأصل في تنفيذ العمل داخل القطاع.
وأوضح الفلاحي -خلال فقرة التحليل العسكري- أن الاحتلال يحاول الآن أن يجند كل ما لديه من عملاء وجواسيس ووسائل إلكترونية متقدمة في مسألة جمع المعلومات وتوظيفها في سبيل الإيقاع بوسائل المقاومة، أو التوصل إلى أهداف مهمة داخل القطاع.
وفي إطار هذه المعركة الاستخباراتية، تناول الفلاحي عملية استيلاء المقاومة على مواد متفجرة أُسقطت جوا، مشيرا إلى أن هذه المواد يتم إلقاؤها من الجو في مناطق محددة لكي يتم الاستيلاء عليها من قبل العملاء، وبعد ذلك تستخدم في عملية التفجير ضد فصائل المقاومة.
بيد أن الخبير العسكري أكد أن المخطط الإسرائيلي كان مراقبا بشكل جيد من قبل فصائل المقاومة، وتم التوصل أو إلقاء القبض على هذه المتفجرات التي وضعت في مناطق متعددة من القطاع، وتم الاستيلاء عليها، وتم توظيفها بعكس ما أراد بها الاحتلال.
وأضاف أن هذا الإنجاز ينم عن قوة الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، وقوة المراقبة لدى فصائل المقاومة، رغم ما ينطوي عليه من مخاطر، حيث إن هذه المواد قد تكون في بعض الأحيان مصائد مُفخخة بحيث تكون بها مواد متفجرة.
إعلانوعلى صعيد التقييم الإستراتيجي العام، أشار الفلاحي إلى تصريحات قائد العمليات الإسرائيلي السابق الذي يقول إن "إسرائيل الآن تعاني من مشكلة حقيقية وهي في مستنقع داخل قطاع غزة، وإننا نغوص في مستنقع بأعين مفتوحة".
وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري أن استمرار عمليات المقاومة طوال 603 أيام إنجاز تاريخي، يؤكد صمودها وقدرتها على مقارعة الاحتلال.
صواريخ المقاومة
كما أوضح أن جيش الاحتلال يحاول الآن أن يضغط من الجهة الشمالية، ويحاول أن يضغط من الجهة الجنوبية باتجاه خان يونس، ولكنه لفت إلى أن عملية التوغل هذه ستصطدم ببعض الترتيبات الدفاعية التي وضعت من قبل فصائل المقاومة في الفترة الماضية.
وفي معرض تحليله للعمليات الميدانية، تطرق الفلاحي إلى كمين العطاطرة الذي نفذته كتائب القسام في 27 مايو/أيار الماضي، موضحا أن هذا الكمين نُفذ على قوة تقدمت لجيش الاحتلال في هذه المنطقة، وتم الاصطدام معها من المسافة صفر، ثم بعد ذلك تم انسحاب القوة.
وأوضح الخبير العسكري التفاصيل التكتيكية للعملية، مشيرا إلى أن الكمين يقسم إلى مجموعات، وهي: مصد أيمن، ومصد أيسر، ومجموعة القتل، ومجموعة إسناد، ومجموعة تقوم بعملية الحماية والإسناد في عملية الانسحاب.
وأكد أن نجاح هذه العملية يعني أنه لا يزال هناك وُجود للمقاومة في هذه المناطق التي تعتبر مناطق أمامية في الشمال والقريبة من بيت لاهيا، وهي تثبت قدرة للفصائل المقاومة على الوُجود في مناطق قريبة من الغلاف.
وفي تقييمه للقدرات الصاروخية، أشار الفلاحي إلى استمرار القدرات الصاروخية للمقاومة، حيث كان هناك عملية إطلاق صواريخ من منطقة خان يونس باتجاه مناطق غلاف غزة، مضيفا أن ذلك يعني أن المقاومة لا تزال تمتلك الإمكانات والقدرات التي تمكنها من عملية المواجهة والتصدي لعملية التوغل.
إعلانوأكد الخبير العسكري على أن العمليات تنفذ حتى في المناطق القريبة من المنطقة العازلة، مشيرا إلى منطقة الفخاري القريبة من خان يونس والقريبة من المنطقة العازلة بشكل كبير.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق -في 18 مايو/أيار الجاري- عملية عسكرية جديدة سماها "عربات جدعون" تتضمن احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.