يمانيون:
2025-05-19@20:47:53 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT

التاريخ والصراع في اليمن

مقالات – عبدالرحمن مراد

لقد دلت متواليات الصراع في الزمن الحديث، أن العنف عملية تدميرية قاتلة وهي رؤية لا تمت إلى إرادة الحياة والنماء والتحديث والتغيير والانتقال بصلة.. وقد رأينا نحن في اليمن كيف عدنا إلى نقاط تاريخية بعينها، فالمحافظات الجنوبية التي تجاوزت البناءات الاجتماعية القديمة خلال عقدين من زمن ما بعد الاستقلال إلى عام90م، حدث ويحدث الآن تراجع مذهل في مشروعهم من خلال تفاعل رموزهم أو أبرز رموز الاشتراكي مع العصبيات القديمة، وأعني أولئك الذين غادروا عدن في أحداث 13 يناير 86م وعادوا اليها بعد أحداث ثورة 21 سبتمبر 2014م، وتداعياتها التي حدثت في 21 يناير 2015م، والتي على إثرها استقال الرئيس التوافقي ثم غادر إلى عدن وتراجع عن استقالته وعمد إلى تدمير ما تبقى من مظاهر الدولة وما تبقى من مظاهر المؤسسة العسكرية والأمنية بعد ذلك النشاط المحموم في مشروع الهيكلة الذي دلت الأيام والأحداث أنه كان مشروعاً تدميرياً كانت حركة الإخوان العالمية تسعى إليه وما تزال، ومثل ذلك التوجه للإخوان لم يكن خاصاً باليمن بل دلت الوقائع على عمومه سواءً في مصر أو في سوريا أو في العراق أو في ليبيا وتونس، ولعل الظاهرة النصية للإخوان والثبات الذي تمتاز به رؤيتهم وثقافتهم قد صبغت المرحلة بحالة انكسارية هي الآن في أشد أنواع البهوت وأمام حالة مقاومة قادرة على الصناعة والصراع بين الحالين هي السمة البارزة في كل دول «الربيع العربي»، والصراع بين الحالين الذي أقصده هو صراع بين ماضٍ ثابت متحجر، وحاضر متحول ينشد المستقبل.

. وهذا الصراع قائم في مصر وليبيا وفي تونس وفي سوريا وهو أكثر وضوحاً في تجاذبات عدن وما جاورها وفي استعدادات «نخلاء والسحيل» في مارب والجوف، وما بين الحالين يبقى الأمل بالانتصار على ثقافة الموت والفوضى والدمار.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

بين عُمان وإسبانيا.. رمزية اللحظة وبذخ التاريخ

لا يزور حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- يوم الثلاثاء مملكة إسبانيا بوصفها دولة أوروبية صديقة فقط، ولكن، أكثر من ذلك، يزورها باعتبارها جزءا من ذاكرة العرب الثقافية، وجسرا حضاريا ربط لثمانية قرون الشرق بالغرب أثمر عن واحدة من أعظم الحضارات في التاريخ البشري: حضارة الأندلس التي هي امتداد للحضارة العربية والإسلامية المتناغمة والمنفتحة على الحضارة الغربية.

وإذا كانت زيارة جلالة السلطان لإسبانيا متخمة بالمباحثات السياسية والاقتصادية في لحظة مفصلية من لحظات العالم فإنها لا يمكن أن تتجاوز الرمزية المشحونة التي تفرض حضورها بذاتها عندما يتعلق الأمر بمملكة إسبانيا سليلة أمجاد الأندلس وقيمها وتاريخها الذي يحاصر الزائر في كل زاوية من زواياها، وفي كل حجر من حجارتها العتيقة.

وإسبانيا التي يزورها جلالة السلطان ليست كغيرها من العواصم الغربية، فقد اختارت أن تُبقي بوصلتها الأخلاقية حية؛ فاعترفت بفلسطين، وندّدت بالحرب على غزة، ولم تدفن إنسانيتها خلف مواقف جماعية معطوبة. لهذا، فإن الزيارة إلى مدريد لها بعدها الإنساني الذي يتجاوز الجانب السياسي. تحضر الأندلس في الوعي العربي والغربي أيضا، باعتبارها منطقة التفاعل الأكثر نضجا بين الحضارات المختلفة، بين الإسلام والمسيحية، وبين اللغتين العربية واللاتينية، وبين العقل والنور.. وقد ورثت إسبانيا من تلك المرحلة الزاهرة مجدها المعماري وروحها المتسامحة، فإن عُمان، بما تمثّله من استمرارية حضارية عربية إسلامية، هي الوريث الطبيعي لذلك الإرث الخلاق، القائم على التعددية والتسامح والمعرفة، وبأننا، شرقا وغربا، يمكن أن نلتقي على القيم الأخلاقية التي تؤمن بها الإنسانية قاطبة.

من هذا المنظور، فإن لقاء جلالة السلطان المعظم بجلالة الملك فيليبي السادس يتجاوز في أبعاده اللقاء الدبلوماسي إلى لحظة استدعاء فكري وفلسفي لماضٍ مشترك، وبناء لمساحة جديدة لحوار الحضارات، في لحظة تتقلّص فيها المساحات المشتركة بين الشرق والغرب.

وهي بهذا المعنى فرصة مهمة للتأكيد على استمرارية الشراكة المنطلقة من الاعتراف المتبادل الذي لا يقوم على المصالح فقط وإنما على الأدوار الحضارية التي يمكن لكلّ طرف أن يؤديها في رسم ملامح عالم أكثر توازنا.

وكما حملت الأندلس في زمنها الذهبي تفاعل العلماء والفنانين والتجار من مختلف المذاهب والديانات والأيديولوجيات، تحمل اليوم هذه الزيارة مشاريع في الطاقة المتجددة والتعليم والسياحة، تجسيدا حديثا لذلك التفاعل الذي لا يفصل بين القيم والمصالح، ولا بين الروح والمعرفة.

ولا تقل رمزية هذه الزيارة أهمية عن رسالتها العملية؛ فهي تذكير بأن الدول المتمسكة بثوابتها الأخلاقية لا تكتفي بالنجاة في عالم متقلب، بل تسهم في قيادته نحو المعنى الذي يبدو مفقودا في كثير من العالم، وعُمان وإسبانيا نموذجان قادران على فرض جدارة هذا النوع من النماذج السياسية في العالم. إنّ زيارة صاحب الجلالة إلى إسبانيا تكتب صفحة جديدة في سجل السياسة الخارجية العُمانية التي طالما راهنت على أهمية التحالفات الهادئة والذكية التي تقف على أرضية من التاريخ والمبادئ، لا على الرمال المتحركة للمصالح الوقتية.

ستبقى هذه الزيارة محفورة في الذاكرة ليس فقط لما سيُوقع فيها من اتفاقيات، بل لما ستستدعيه من أصداء التاريخ، ورسائل الحضارة، ودروس الكرامة المشتركة. فثمة ضوء عربي ما زال ينير، وثمة أمم، كعُمان، لم تنس أن الإنسان هو الأصل، وأن القيم هي المعبر الآمن نحو الغد.

مقالات مشابهة

  • بنزرت ترتدي عباءة التاريخ.. الفينيقيون يعودون من البحر
  • لا يكل ولا يمل.. محمد صلاح على موعد مع التاريخ الليلة أمام برايتون
  • الإمارات تدعو لحل مستدام لمستقبل غزة والصراع الفلسطيني - الإسرائيلي
  • معركة الوعي: كيف يحاول الكيزان إعادة التاريخ
  • بين عُمان وإسبانيا.. رمزية اللحظة وبذخ التاريخ
  • لأول مرة في التاريخ.. أمريكا خارج "الجدارة المثالية"
  • باوليني تكتب التاريخ في روما
  • الحلم يقترب.. عمر مرموش يسعى لكتابة التاريخ مع مانشستر سيتي
  • الذكاء الاصطناعي.. وصياغة التاريخ الموازي
  • كريستال بالاس يصنع التاريخ ويحقق كأس الاتحاد الانكليزي على حساب السيتي