من أسرار القرآن الكريم: الجمع بين هدى القرآن للمتقين وهدى الناس
تاريخ النشر: 16th, November 2024 GMT
القرآن الكريم، كتاب هداية للعالمين، قد ذكر في العديد من الآيات أنه هدى للمتقين، وفي آيات أخرى ورد أنه هدى للناس جميعًا، هذا التباين قد يثير تساؤلًا حول كيفية الجمع بين هذين المعنيين المختلفين.
الهدى الخاص للمتقين:في قوله تعالى: "هدى للمتقين"، يظهر أن القرآن يشير إلى نوع خاص من الهداية.
المتقون هم الذين يلتزمون بأوامر الله، ويتجنبون نواهيه، ووفقًا للعلامة الشنقيطي، فإن هذا النوع من الهداية يمثل توفيق الله لعباده ليهتدوا إلى الحق ويظلوا ثابتين على الطريق المستقيم.
من جهة أخرى، يوضح القرآن في آية أخرى أن القرآن هو "هدى للناس"، أي أنه لا يقتصر على المتقين فقط، بل هو هداية لجميع البشر. القرآن يبين للناس طريق الحق، ويوضح لهم المحجة البيضاء التي لا غموض فيها.
مثل قوله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس" (البقرة: 185)، حيث يتم إظهار الهداية في سياق عام يشمل جميع البشر.
الجمع بين الهديين:لإزالة أي لبس حول هذا التباين، يشير الشنقيطي إلى أن القرآن الكريم يستخدم مفهوم الهداية في معنيين: الأول عام، وهو إظهار الطريق وبيان الحق لكل الناس، والثاني خاص، وهو التوفيق الذي يخص المتقين من الله.
فالهدى العام يتجلى في الإرشاد والتوجيه، بينما الهدى الخاص هو الهداية التي توفق الله بها عباده ليحسنوا اتباع هذه الطريق.
القرآن الكريم لا يقتصر على هداية نوع واحد من الناس، بل يقدم هداية شاملة، توضح الطريق للجميع، مع توجيه خاص للمستحقين من المتقين الذين يلتزمون بتعاليمه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهدي القران الكريم الله الهداية القرآن الکریم
إقرأ أيضاً:
بحضور وزير الأوقاف بدء فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم
بدء فعاليات التصفيات النهائية للمسابقة العالمية للقرآن الكريم في نسختها الثانية والثلاثين، التي تنظمها وزارة الأوقاف، لليوم الخامس على التوالي، المنعقدة في مسجد مصر الكبير بالعاصمة الجديدة، وذلك وسط مشاركة دولية واسعة تؤكد دور مصر الريادي في خدمة القرآن الكريم ورعاية حفظته.
وذلك بحضور وزير الأوقاف د/ أسامة الأزهري، ومفتي الجمهورية د. نظير عياد، ومحافظ القاهرة، ووزير التعليم العالي، ووزير التموين، ومحافظ القاهرة والقليوبية، وعدد كبير من المشايخ والعلماء.
بدأت الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم للقارئ ياسر الشرقاوي.
وتجرى خلال هذا اليوم اختبارات فرع القراءات القرآنية فروع المسابقة، حيث تنعقد الاختبارات الخاصة بالفرع السابع، والذي يتنافس فيه ٩ متسابقين من مختلف الدول، ويشترط في هذا الفرع حفظ القرآن الكريم كاملًا بالقراءات السبع الصغرى من طريق الشاطبية، مع توجيه القراءات، وألا يزيد عمر المتسابق وقت الإعلان عن المسابقة على ٤٠ عامًا، وألا يكون قد فاز بإحدى الجوائز المالية الأصلية في نفس الفرع.
تأتي هذه التصفيات في إطار الجهود المنظمة لاختيار أفضل العناصر المشاركة في المسابقة، وترسيخ معايير دقيقة في الحفظ والأداء، بما يعكس الاهتمام المتزايد بنشر ثقافة القرآن الكريم وعلومه، وتعزيز حضور مصر على الساحة القرآنية العالمية.
وقد رصدت الوزارة للمسابقة جوائز مالية قدرها 13 مليون جنيه مصري، وهو أكبر دعم تقدمه الوزارة في تاريخ المسابقة؛ تأكيدًا لمكانة القرآن الكريم وأهله، ويحظى الفائزون بتكريم فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي (يحفظه الله)، وذلك خلال الاحتفالية الكبرى التي تُقيمها وزارة الأوقاف احتفاءً بليلة القدر في شهر رمضان المبارك.