القرآن الكريم، كتاب هداية للعالمين، قد ذكر في العديد من الآيات أنه هدى للمتقين، وفي آيات أخرى ورد أنه هدى للناس جميعًا، هذا التباين قد يثير تساؤلًا حول كيفية الجمع بين هذين المعنيين المختلفين.

الهدى الخاص للمتقين:

في قوله تعالى: "هدى للمتقين"، يظهر أن القرآن يشير إلى نوع خاص من الهداية.

 المتقون هم الذين يلتزمون بأوامر الله، ويتجنبون نواهيه، ووفقًا للعلامة الشنقيطي، فإن هذا النوع من الهداية يمثل توفيق الله لعباده ليهتدوا إلى الحق ويظلوا ثابتين على الطريق المستقيم.

الهدى العام للناس:

من جهة أخرى، يوضح القرآن في آية أخرى أن القرآن هو "هدى للناس"، أي أنه لا يقتصر على المتقين فقط، بل هو هداية لجميع البشر. القرآن يبين للناس طريق الحق، ويوضح لهم المحجة البيضاء التي لا غموض فيها.

 مثل قوله تعالى: "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس" (البقرة: 185)، حيث يتم إظهار الهداية في سياق عام يشمل جميع البشر.

الجمع بين الهديين:

لإزالة أي لبس حول هذا التباين، يشير الشنقيطي إلى أن القرآن الكريم يستخدم مفهوم الهداية في معنيين: الأول عام، وهو إظهار الطريق وبيان الحق لكل الناس، والثاني خاص، وهو التوفيق الذي يخص المتقين من الله.

 فالهدى العام يتجلى في الإرشاد والتوجيه، بينما الهدى الخاص هو الهداية التي توفق الله بها عباده ليحسنوا اتباع هذه الطريق.

 

القرآن الكريم لا يقتصر على هداية نوع واحد من الناس، بل يقدم هداية شاملة، توضح الطريق للجميع، مع توجيه خاص للمستحقين من المتقين الذين يلتزمون بتعاليمه.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهدي القران الكريم الله الهداية القرآن الکریم

إقرأ أيضاً:

وزارة الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية "الثانية والثلاثين "للقرآن الكريم من مسجد مصر الكبير

اختتمت وزارة الأوقاف، فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم، في حفل مهيب أُقيم بمسجد مصر الكبير  بالعاصمة الجديدة، برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وبحضور عدد من الوزراء والقيادات الدينية والتنفيذية وممثلي السفارات.


وشهد الحفل حضور كل من: المهندس محمود عصمت - وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور شريف فاروق - وزير التموين والتجارة الداخلية، والمهندس - محمد إبراهيم شيمي - وزير قطاع الأعمال، والسيد محمد جبران - وزير العمل، والسيد محمد عبد اللطيف - وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور نظير عياد - مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، والدكتور إبراهيم صابر - محافظ القاهرة، والمهندس عادل النجار - محافظ الجيزة، والمهندس أيمن عطية - محافظ القليوبية، وسماحة السيد السيد محمود الشريف - نقيب الأشراف، والشيخ عبد الهادي القصبي - شيخ مشايخ الطرق الصوفية، واللواء ناصر فوزي - رئيس جهاز استخدامات أراضي الدولة، والمهندس خالد عباس - رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة، والأساتذة المحكمون، وضيوف مصر من جميع أنحاء العالم.

وألقى الدكتور زياد الحج - عضو لجنة التحكيم بالمسابقة، كلمة بالنيابة عن المحكمين، أعرب فيها عن تقديره العميق لما شهده من مستويات رفيعة للحفظ والتجويد والأداء، ناقلًا تحيات دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية ومفتي لبنان.


وأشاد بالدور المصري الرائد في خدمة القرآن الكريم ورعاية فرق الحفظ والتلاوة، مؤكدًا أن ما تقدمه مصر من تنظيم محكم وبيئة علمية راقية يعكس مكانتها الرفيعة بين دول العالم الإسلامي. كما ثمّن جهود وزارة الأوقاف في احتضان المتسابقين، ورعاية أهل القرآن، وتيسير كل السبل لإنجاح هذه الدورة التي شهدت مشاركة متنافسين من سبعين دولة، مشيرًا إلى أن جميع المشاركين فائزون بشرف الانتساب إلى كتاب الله وحمل رسالته.

وفي كلمته، التي ألقاها الدكتور أسامة الأزهري - وزير الأوقاف، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي، نقل أسمى آيات الشكر والتقدير إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي على رعايته الكريمة للمسابقة وبرنامج دولة التلاوة، مؤكدًا أن هذه الرعاية تعكس المكانة التي توليها الدولة للقرآن الكريم وحملته.

 

وزير الأوقاف برنامج "دولة التلاوة" جاء ليكشف عن المواهب القرآنية المصرية الأصيلة، 

واستعرض وزير الأوقاف ما تحقق خلال هذه الدورة، موضحًا أن برنامج "دولة التلاوة" جاء ليكشف عن المواهب القرآنية المصرية الأصيلة، وأن المسابقة العالمية أسهمت في جمع نخبة من أهل القرآن من مختلف أرجاء الأرض في واحة إيمانية وعلمية تُجسد رسالة مصر الحضارية.

كما أوضح دلالة شعار المسابقة "نور وكتاب مبين"، مبينًا أن القرآن يقود الإنسانية دومًا إلى الأكمل والأقوم والأطهر، ويمنح العقل القدرة على الإبداع والبناء وصنع الحضارة.
وقدم الوزير الشكر لشركاء النجاح من الوزارات والهيئات الوطنية وشركات الدعم والرعاة، وعلى رأسهم شركة العاصمة للتنمية العمرانية، ومؤسسة درة للمقاولات والتطوير العقاري، والمصرف المتحد، والمجموعة الوطنية لاستثمارات الأوقاف، كما وجّه تحية خاصة للمشرف العام على المسابقة الدكتور عبد الله حسن على جهوده المتفانية، وللدكتور أسامة فخري الجندي - نائب المشرف العام على المسابقة، ولكل أبناء وزارة الأوقاف من القيادات والعاملين على تفانيهم وعملهم الدؤوب ليخرج هذا العمل المشرف إلى النور.

وخلال الاحتفالية، كرّمت وزارة الأوقاف الفائزين في فروع المسابقة الثمانية، وقد عبّر الوزير عن اعتزازه بجميع المشاركين، مؤكدًا أن هذه المسابقة تُهدى إلى شعب مصر العظيم وإلى الأمة الإسلامية كافة، وأن وزارة الأوقاف ماضية في مسيرتها لخدمة أهل القرآن وتجديد الخطاب الديني، سائلًا الله تعالى أن يحفظ مصر وفلسطين والمسجد الأقصى وأن يبسط على أرض الكنانة بساط الرخاء والأمان والعافية.

واختتم الحفل بتلاوة عطرة لفضيلة الشيخ محمود الشحات أنور، تكريمًا لعطاء والده الكريم فضيلة الشيخ الشحات محمد أنور والتي حملت المسابقة اسم والده، ثم عزف السلام الوطني.

مقالات مشابهة

  • حسنة ملقاة على الطريق تدخلك الجنة.. لا تستهين بها أو تضيعها
  • جمع الصلوات في الشتاء.. متى يجوز ومتى يصبح عادة خاطئة؟
  • رقية رفعت تحصد المركز الأول عالميًا في حفظ وتلاوة القرآن برواية حفص بالمسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • أوقاف البحيرة تهنّئ أبناءها الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم
  • من هدي القرآن الكريم:من يدعون إلى السكوت عن مواجهة الأعداء عليهم أن يستحوا ويحذروا
  • وزارة الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية "الثانية والثلاثين "للقرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
  • وزارة الأوقاف تختتم فعاليات المسابقة العالمية الثانية والثلاثين للقرآن الكريم من مسجد مصر الكبير
  • أكاديمية الأزهر العالمية تناقش ضوابط التأويل في ضوء أسرار التنزيل
  • تحت رعاية خادم الحرمين.. «الشؤون الإسلامية» تنظم المسابقة المحلية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره
  • تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين.. وزارة الشؤون الإسلامية تنظم المسابقة المحلية على جائزة الملك سلمان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم بالرياض