تحليل من الداخل توماس فريدمان: حقل ألغام جيوسياسي في الولاية الثانية
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بينما يستعد الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولي منصبه في يناير ٢٠٢٥، يطرح المشهد الجيوسياسي العالمي سلسلة من التحديات غير المسبوقة والمعقدة. وعلى النقيض من ولايته الأولى، التي اعتبرها كثيرون فترة تتسم بالاستقرار الجيوسياسي النسبي، فإن عودته إلى السلطة تتزامن مع عصر يتسم بالصراعات الكبرى والتحالفات المتغيرة.
ويواصل فى مقاله بالصحيفة: إن الموضوع المركزي الذي سيواجهه ترامب هو التقلبات المحيطة بالنزاعات الحدودية في جميع أنحاء العالم. وسوف تتطلب إدارة هذه القضايا دبلوماسية بارعة تتجاوز بكثير الخطاب الشعبوي الذي حدد ولايته الأولى. ويؤكد فريدمان أن التركيز التبسيطي على الحدود الجنوبية لأمريكا غير كافٍ عندما يُنظر إليه على خلفية الأزمات الدولية المتعددة الأوجه.
في أوروبا الشرقية، تصاعد الجمود بين روسيا وأوكرانيا إلى صراع واسع النطاق. وسوف يحتاج ترامب إلى التوسط بين فلاديمير بوتن وفولوديمير زيلينسكي، وهو المسعى الذي يحمل مخاطر سياسية وعسكرية هائلة. وعلى نحو مماثل، يضيف موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو العدواني المتزايد في الشرق الأوسط، بما في ذلك الضم المحتمل في الضفة الغربية وغزة، طبقات من التعقيد. وتواصل إيران، تحت قيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، فرض نفوذها عبر لبنان وسوريا والعراق واليمن، مما يشكل تحديا للاستقرار الإقليمي.
ويؤكد تحليل فريدمان أن إدارة ترامب ستُكلف بإعادة تعريف الحدود - المادية والاستراتيجية - في كل منطقة حرجة من مناطق الصراع تقريبا. وسيكون الاختبار الحقيقي هو كيفية تعامل هذه الإدارة مع الأزمات المترابطة التي تهدد ليس فقط النظام الإقليمي، بل والعالمي.
ما بعد الحرب الباردةعندما غادر ترامب البيت الأبيض في عام ٢٠٢١، كان العالم لا يزال يبحر في بقايا فترة ما بعد الحرب الباردة. وقد تآكل هذا العصر، الذي اتسم بالتكامل الاقتصادي والسلام الهش بين القوى الكبرى، منذ ذلك الحين. وأصبح المناخ الجيوسياسي اليوم أكثر خطورة بشكل ملحوظ. إن التصعيد العنيف بين إسرائيل وحماس، وترسيخ إيران في المنطقة، كلها حطمت الخطوط الحمراء الراسخة.
دور القوة والدبلوماسيةفي التعامل مع هذه الأزمات، يلاحظ فريدمان أن أدوات الإكراه والقوة العسكرية التي استخدمها ترامب ــ أو هدد باستخدامها ــ في ولايته الأولى سوف تتطلب تكيفًا كبيرًا. ويتطلب الوضع الحالي التوازن بين إسقاط القوة والدبلوماسية، وهو النهج الذي قد يتعارض مع ميول ترامب الانعزالية السابقة. على سبيل المثال، يمثل نشر القاذفات الشبحية الأمريكية في اليمن مستوى من التدخل المباشر يشير إلى تصعيد في المشاركة العسكرية يتجاوز ما تصورته إدارة ترامب الأولى.
عصر جديد من التحدياتيختتم فريدمان مقاله بتذكير أساسي: لن يتم تحديد فترة ولاية ترامب القادمة بالقضايا التي ميزت رئاسته الأولية. بدلًا من ذلك، سوف تشكلها عالم أكثر تجزئة وخطورة من ذي قبل. إن معالجة شبكة معقدة من النزاعات الحدودية، من أوروبا الشرقية إلى الشرق الأوسط، سوف تتطلب زعامة تتجاوز شعارات الحملات الانتخابية والسياسات الانعزالية.
بالنسبة لترامب، وبالنسبة لأمريكا، فإن المشهد الجيوسياسي المقبل لا يمثل اختبارًا للسياسة فحسب، بل أيضا للقدرة على التكيف والمرونة في عالم تلاشت فيه اليقينيات القديمة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ترامب الرئيس المنتخب دونالد ترامب توماس فريدمان
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يتحدث عن المرحلة الثانية من خطة السلام في غزة
ذكر البيت الأبيض أن هناك الكثير من التخطيط الهادئ الذي يجري للمرحلة التالية من خطة السلام في غزة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن العمل لا يزال متواصلا من أجل استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي في غزة، مبينة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبذل جهودا مكثفة خلف الكواليس للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضافت ليفيت في إفادة للصحفيين أن الإعلان عن مجلس السلام الخاص بغزة وتشكيل حكومة التكنوقراط سيتم في "الوقت المناسب"، مشددة على أن الإدارة الأمريكية تسعى لضمان التوصل إلى "سلام دائم" في القطاع.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن من المتوقع أن يُعلَن مطلع العام المقبل عن أسماء قادة العالم الذين سيشاركون في مجلس السلام في غزة.
وأوضح ترامب للصحفيين خلال فعالية اقتصادية في قاعة روزفلت بالبيت الأبيض أن عددا من القادة يرغبون في الانضمام إلى المجلس، الذي أُنشئ بموجب خطة غزة التي جرى التوصل بموجبها إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال ترامب "الملوك والرؤساء ورؤساء الوزراء - جميعهم يريدون أن يكونوا في مجلس السلام" وإن من المتوقع الإعلان عنه في العام الجديد.
وأضاف "سيكون أحد أكثر المجالس أسطورية على الإطلاق. فالجميع يريدون أن يكونوا أعضاء فيه".
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في 17 نوفمبر تشرين الثاني أجاز تشكيل مجلس للسلام وأن تنشىء الدول التي تعمل معه قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة.
ووصف القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة، مجلس السلام بأنه إدارة انتقالية "ستضع إطار العمل وتنسق تمويل إعادة إعمار غزة" بما يتماشى مع خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة.
وجاء في القرار أن مجلس السلام سيعمل "إلى أن يحين الوقت الذي تستكمل فيه السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي بشكل مرض... وتستطيع استعادة السيطرة على غزة بشكل آمن وفعال".