موقع 24:
2025-06-04@19:28:49 GMT

البابا وحرب الإبادة

تاريخ النشر: 20th, November 2024 GMT

البابا وحرب الإبادة

عندما يدعو رأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس الذي يمثل 1.4 مليار مسيحي حول العالم إلى تحقيق دولي في الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة ولبنان، فهو لا يمثل بهذه الدعوة مسيحيين في العالم فقط، بل هو يمثل الإنسانية جمعاء باعتباره يتماهى مع رسالة السيد المسيح في الإنسانية والمحبة والسلام ورفض الظلم والعدوان.

وبموقفه هذا يعزز القيم الإنسانية والدينية التي تعطي الإنسان قيمته في الحياة، كما أنه يترجم «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي أبصرت النور في أبوظبي في الرابع من فبراير (شباط) 2019، عندما وقعها مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وهي واحدة من أهم الوثائق في مسيرة البشرية من حيث السعي للعيش المشترك بأمان وسلام.
للمرة الأولى يتطرق البابا إلى «الإبادة الجماعية» التي ترتكبها إسرائيل، وذلك في كتاب بعنوان «الأمل لا يخيب أبداً»، نشرت صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية مقتطفات منه، حيث قال البابا «ما يحدث في غزة يحمل سمات إبادة جماعية. يجب درس ذلك بعناية لتحديد ما إذا كان الوضع يتوافق مع التعريف التقني الذي صاغه الحقوقيون والمنظمات الدولية».
هذه الدعوة تلتقي مع الدعوة التي قدمتها جنوب إفريقيا في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2023، وانضمت إليها العديد من الدول أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل «بانتهاك اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية» المبرمة عام 1948 في هجومها على غزة، ما أدى إلى تهجير نحو مليون إنسان وسقوط أكثر من 50 ألف ضحية ونحو 100 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، وتدمير مدن ومخيمات بأكملها، إضافة إلى المدارس والمستشفيات، وممارسة حرب التجويع لإجبار السكان على ترك أراضيهم ومنازلهم.
إن تهمة الإبادة الجماعية مكتملة المواصفات والأركان والخصائص، وهو ما أكدته المقررة الخاصة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، رانشيسكا ألبانيز وغيرها من المسؤولين الأمميين، كما أن المحكمة الجنائية الدولية فتحت تحقيقاً مستمراً، كما قامت بتشغيل رابط لتقديم تقارير عن ارتكاب جرائم حرب، وجرائم إبادة جماعية، وجرائم ضد الإنسانية، وتعتبر جميعها انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني.
إن نظام روما الأساسي يعرّف الإبادة الجماعية بأنها «ارتكاب أفعال معينة على نطاق واسع، يتم تنفيذها بقصد القضاء على مجموعة، كلياً أو جزئياً، بناء على هوية هذه المجموعة القومية أو الإثنية أو العنصرية أو الدينية»، وهذه الأعمال تشمل القتل أو التسبب في إلحاق أضرار جسدية أو عقلية جسيمة، أو التسبب في أوضاع معيشية من شأنها أن تؤدي إلى الهلاك الفعلي كلياً أو جزئياً.. وهو ما تمارسه إسرائيل يومياً في قطاع غزة على شكل عقاب جماعي.
لقد سبق للعالم أن شهد عمليات إبادة جماعية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية على يد النازية، وفي البوسنة بين العامين 1992 و1995 ضد المسلمين على يد المتشددين الصرب، وفي رواندا عام 1994 ضد قبيلة التوتسي، وجرت محاكمات طاولت المرتكبين وحكم على بعضهم بالسجن المؤبد، ومات بعضهم في السجن.
كان رد الفعل الإسرائيلي على دعوة البابا، كما كل ردودها على الدعوات أو الانتقادات المماثلة، بأن لها الحق في ارتكاب المجازر وجرائم الحرب «لأنها تدافع عن نفسها»، حسب ادعاء السفير الإسرائيلي لدى الفاتيكان يارون ساينمان الذي قال «أي محاولة لتسميتها بأي اسم آخر تمثل تمييزاً ضد الدولة اليهودية».
إن جرائم الحرب لا تسقط بالتقادم، ومرتكبوها لا يستفيدون من الحصانة، مهما تكن مناصبهم سواء كانوا حكاماً أو أفراداً عاديين غير مسؤولين، وفقاً للمادتين الرابعة والثالثة من اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية عام على حرب غزة غزة وإسرائيل الإبادة الجماعیة

إقرأ أيضاً:

من القاهرة.. الوفد البرلماني الهندي: لا نشارك إسرائيل في حرب الإبادة بغزة

أكد أعضاء الوفد البرلماني الهندي رفيع المستوى الذي يقوم حاليًا بزيارة إلى القاهرة أنه لا توجد أية قوات هندية عسكرية أو شبه عسكرية تشارك إلى جانب إسرائيل في الإبادة بغزة.
جاء ذلك فى معرض رد أعضاء الوفد على أسئلة الحضور خلال اللقاء التفاعلي الذى نظمته سفارة الهند بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، على هامش زيارة الوفد البرلماني.
وأكد أعضاء الوفد الهندي أن موقف الهند ثابت سواء قبل أو بعد الاستقلال وبعد وعد بلفور إبان عهد الماهتما غاندى الذى دعا إلى الحرية وموقفه واضح للغاية.
وأوضح أعضاء الوفد الهندي أن تغير الحكومات أو التوجهات السياسية لا يحدث أي تغيير في المواقف السياسية للهند، وجددوا تأكيد على أنه لا توجد أية قوات تقاتل مع إسرائيل في غزة، وأكدوا أن الهند تدعم الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والحياة الكريمة وفي دولة مستقلة ذات سيادة والقدس الشرقية عاصمة لها، ولفتوا إلى أن قرارات الأمم المتحدة لم يتم تطبيقها ولم تتم إقامة الدولة الفلسطينية.
وشدد الوفد على أن ما حدث منذ السابع اكتوبر "مؤلم للغاية"، ولا يمكن أن نساوي بين هجوم حماس وبين الاستهداف الإسرائيلي للنساء والأطفال في غزة، وأوضح أن الهند أكدت دعمها للشعب الفلسطيني وسكان غزة وأرسلت المساعدات الإنسانية إلى سكان القطاع، كما أن الهند تعد من أكبر مانحي الأونروا، كما أن الهند بشكل تاريخي لم تصوت ولا مرة واحدة عبر ثمانين عامًا على قرار ضد فلسطين.
 

 

مقالات مشابهة

  • البرلمان العربي يدعو المجتمع الدولي إلى وقف حرب الإبادة الجماعية على غزة
  • من القاهرة.. الوفد البرلماني الهندي: لا نشارك إسرائيل في حرب الإبادة بغزة
  • «حشد»: جرائم إسرائيل تجاوزت حدود الإبادة الجماعية وتهدف لهلاك سكان غزة والتدمير الشامل
  • الشركة التي تدير مؤسسة غزة الإنسانية تنهي تعاقدها وتنسحب من العملية
  • كوربين يطالب بتحقيق مستقل في دور بريطانيا بحرب الإبادة الجماعية على غزة (شاهد)
  • طالبة فلسطينية تُشعل حفل تخرج بأمريكا: لن نسامح أبدا في الإبادة الجماعية بغزة
  • قصة مليون قتيل بـ100 يوم.. رواندا التي عامت على بحور من الدم
  • رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
  • مرصد حقوقي: إسرائيل تحول توزيع المساعدات أداة للإبادة الجماعية بغزة
  • كفى نفاقا.. أنه وقت العمل لوقف الإبادة الجماعية