سودانايل:
2025-07-31@15:42:16 GMT

وما حرب السودان إلا بيان للناس للسامعين وللطرشان!

تاريخ النشر: 21st, November 2024 GMT

د. احمد التيجاني سيد احمد

@على مدار أكثر من 18 شهرًا، استمرت الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما دفع البلاد إلى حالة من الفوضى والانهيار. وسط هذا الدمار، برزت أنشطة تهريب الذهب على الحدود السودانية المصرية كواحدة من الظواهر التي تسلط الضوء على تداخل المصالح الاقتصادية والسياسية والجريمة المنظمة.



**تهريب الذهب: تجارة الحرب والصراع**

@مع استمرار الحرب، أصبح الذهب السوداني مصدرًا ثمينًا لدعم الاقتصاد المتهاوي وتمويل الأطراف المتصارعة. بحسب تقارير صحيفة “ميدل إيست آي”، فإن عشرات الآلاف من المهربين وعمال المناجم السودانيين ينشطون على الحدود المصرية السودانية، حيث يتم تهريب الذهب عبر شبكات معقدة ومتعددة الجنسيات.

@المهربون يشترون الذهب مباشرة من عمال المناجم الصغار أو الأسواق في ولايات مثل نهر النيل والبحر الأحمر، ثم ينقلونه بطرق غير شرعية إلى مصر. تختلف الأساليب المستخدمة؛ من إخفاء الذهب في الملابس إلى تحميله على السيارات عبر الحدود. هذه التجارة تدفع بوقود رخيص وأسلحة في الاتجاه المعاكس، مما يزيد من تعقيد المشهد السوداني.

**الذهب المهرب للإمارات وروسيا**

@تهريب الذهب السوداني لا يقتصر على مصر فقط؛ بل يمتد أيضًا إلى الإمارات العربية المتحدة، التي تعد واحدة من أكبر مراكز تجارة الذهب في العالم. بحسب تقارير دولية، يُهرَّب الذهب السوداني إلى دبي عبر شبكات منظمة تضم تجارًا محليين وإقليميين. الإمارات تستورد الذهب السوداني دون توثيق كافٍ، ما يسهم في تعميق الأزمة الاقتصادية في السودان، حيث تُستنزف الموارد الوطنية بشكل غير شرعي.

@في الوقت ذاته، يذهب جزء من الذهب السوداني إلى روسيا عبر شبكات تهريب تعمل بتنسيق مع شركات أمنية روسية مثل “فاغنر”، التي يُقال إنها تدعم قوات الدعم السريع مقابل الحصول على الذهب. الذهب السوداني يمثل مصدر تمويل مهم لروسيا في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب الحرب في أوكرانيا، مما يجعل الصراع السوداني جزءًا من لعبة جيوسياسية أكبر.

**دور الكيزان وقوات الدعم السريع في التهريب الموسع**

@الصراع في السودان ليس فقط بين الجيش وقوات الدعم السريع، بل يتداخل مع شبكة أعمق تشمل عناصر النظام السابق (الكيزان) الذين يستخدمون نفوذهم لتوسيع عمليات التهريب. النظام الإسلامي السابق لا يزال يحتفظ بعلاقات مع شبكات التهريب، ويُعتقد أنه يستفيد بشكل مباشر من تهريب الذهب لتمويل نشاطاته واستعادة نفوذه.

@من الجهة الأخرى، تُسيطر قوات الدعم السريع على معظم مناطق تعدين الذهب في دارفور وأجزاء من كردفان، وتستخدم هذه الموارد لتأمين أسلحتها وتمويل حربها ضد الجيش السوداني. يُقدَّر أن قوات الدعم السريع تشرف على عمليات تهريب منظمة تشمل الذهب والبشر عبر الحدود مع تشاد وليبيا، بالتعاون مع جهات دولية وإقليمية.

**تهريب البشر وشبكات الجريمة المنظمة++

@الجبال والصحاري الممتدة بين شمال السودان وجنوب مصر توفر بيئة خصبة لتهريب البشر. لا يقتصر الأمر على السودانيين؛ بل يشمل أيضًا إثيوبيين وإريتريين وآخرين من دول أفريقية أخرى. هذه الشبكات لا تؤدي فقط إلى نزوح البشر، بل تسهم في زعزعة الأمن الإقليمي وتوسيع نطاق الجريمة المنظمة.

**البعد السياسي والإقليمي**

@تهريب الذهب والبشر يعكس تعقيد المصالح الإقليمية. مصر التي تسعى إلى تعزيز احتياطياتها الذهبية تُتهم بالاستفادة من الحرب السودانية عبر تغاضيها عن شبكات التهريب. وفي نفس الوقت، تتباين مواقفها بين دعم الجيش السوداني علنًا ومواجهة اتهامات بالتورط في دعم أحد أطراف الصراع.

@في سياق أوسع، يمثل تهريب الذهب تحديًا سياسيًا يتجاوز الحدود السودانية المصرية. فوجود لاعبين دوليين مثل روسيا وشركات تعدين متعددة الجنسيات يعزز من الأبعاد الجيوسياسية لهذه القضية.

**دروس من التاريخ واستشراف المستقبل**

@السودان، كغيره من بلدان المنطقة، يعاني من هيمنة الإسلاميين على السلطة، مما أدى إلى انفجار صراعات داخلية ونهب للموارد. ما يحدث في السودان اليوم ليس مجرد أزمة محلية، بل هو بيان واضح لحقيقة الصراع على الموارد في ظل غياب الاستقرار السياسي.

@تهريب الذهب إلى مصر، الإمارات، وروسيا مثال حي على كيفية استغلال النزاعات الداخلية لخدمة أجندات اقتصادية وسياسية. مصر، التي تحاول تأمين مصالحها الاقتصادية، قد تجد نفسها يومًا ما في مواجهة تداعيات هذه السياسات على علاقاتها الإقليمية، خصوصًا مع دول الخليج والاتحاد الأفريقي.

**الخلاصة: حرب لا رابح فيها**

@وما حرب السودان إلا بيان للناس؛ درس عميق لمن يستمع. الدمار الاقتصادي، النزوح البشري، واستنزاف الموارد الطبيعية في السودان هي شواهد على ثمن الحروب التي لا رابح فيها. في النهاية، تبقى الحاجة ملحة لوقف الصراع وضمان مستقبل يعيد للسودان استقراره وللمنطقة أمنها.

نواصل

د. احمد التيجاني سيد احمد
٢٠ نوفمبر ٢٠٢٤ روما إيطاليا

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الذهب السودانی الدعم السریع تهریب الذهب فی السودان الذهب ا

إقرأ أيضاً:

الدعم السوداني

المشهور عن السيد مني أركو مناوي أنه يُكثر من الأخطاء في المسميات و الأفراد و مؤسسات مشهورة، و في خطابه الذي أثار جدلاً واسعاً أمس سمى الدعم السريع بـ “الدعم السوداني” وكررها ثلاث مرات.

حمل خطابه أمس العديد من النقاط الخلافية و أيضا العديد من المواقف الجديدة و التي قال فيها إن ثمة تواصلا للجيش مع الحرية و التغيير ..

و قال إن هنالك موافقة ضمنية علي مشاركة الإمارات في الرباعية و أبدى آسفه لوجود “برودة” في التحرك للفاشر لا يشبه التحرك الذي تم لتحرير الجزيرة و الخرطوم.

إذا كانت هنالك “برودة” في العمل العسكري فإن السيد مناوي كان لفترة مهمة من العمل العسكري يتخذ موقف “الحياد” و في وقت عصيب و رغم ذلك لم يصدر عن القوات المسلحة ولا الحكومة حديث عاتب على موقفه هذا بل كان في بعضه تقدير لدوافعه و سكوت عنها.

السيد مناوي شخصية سياسية وعسكرية مهمة، فهو قائد واحدة من أكبر ثلاث قوى تمثل الحركات المسلحة و هو حاكم إقليم دارفور، و هذا ما يحتم عليه أن يصدر تصريحاته وفقاُ لتفاهم مع القوى التي يشارك معها و خاصة القوات المسلحة و الحكومة التي له فيها تمثيل كبير.

بعد ساعات من حديثه المثير وقعت أحداث خارجية و داخلية لا تدعم تصريحاته، و علي أقل تقدير تضعه في خانة الفعل الذي تخالفه الوقائع علي الأرض.

ساعات من حديثه و أُعلن عن تأجيل لإجتماع الرباعية المقرر اليوم في واشنطن إلي أجل غير محدد بعد أن وضعت سيناريوهات الإجتماع إلي درجة تحديد بيانه الختامي . بل كان إعلان التأجيل دون تحديد موعد جديد و كأنه دفن للرباعية إلي الأبد.

و بهذا لم يعد من جدوى للقول بوجود موافقة ضمنية على مشاركة الإمارات.

خارجيا أيضاً شهدنا موقفاً قوياً رافضاً لتشكيل حكومة تأسيس من الإتحاد الأفريقي.

الحديث عن “برودة” في التحرك نحو الفاشر و مجانبته لما تم عند تحرير الجزيرة و الخرطوم لا يتوافق مع التحركات العسكرية الجارية منذ صباح أمس في كردفان و التي تم فيها تحرير بعض المناطق و تحقيق ضربات مؤثرة في محور بارا و مقتل عدد من قادة التمرد هنالك و ذلك مع التحرك نحو الفاشر لفك الحصار عنها.

كانت العديد من الضربات العسكرية الكبيرة تتم بعد فترة من الهدوء يتم فيها الإستعداد و تهيئة الميادين للقتال، و تحرير الجزيرة تم عقب إنتصارات في النيل الأزرق و جبل موية و سنجة و سنار، و بعد فترة تم تحرير الجزيرة و الخرطوم و في تحرير الخرطوم إنقضت فترة بين عبور الكباري و دخول القصر الجمهوري.

هذه الأحداث و التطورات الكبيرة خارجياً و في ساحات القتال لا تشير إلى وجود تواصل مع الدعم السريع إلا أن يكون لغرض إستسلام التمرد و وضعه السلاح.

الصدق و الوضوح في الحديث أمر مطلوب و دليل خلق حسن و لكنه من السياسي و القائد العسكري سيكون فعلاً ضاراً إذا لم يكن نابعاً عن توافق عليه أو أن يكون عملا مخططا لأهداف سياسية و عسكرية.

السيد مني مشهود له إيمانه العميق بوحدة السودان و بصلابة المواقف السياسية و العسكرية طوال فترة الحرب و هي مواقف تكتمل بإنسجام ما يتحدث به مع مواقف و ترتيبات و مواقيت الدولة و القوات المشتركة و كل القوي الشريكة و هو جزء أصيل فيها .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • الدعم السوداني
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـالدعم السريع
  • ‘الاتحاد الإفريقي” يكشف موقفه من “الدعم السريع” ويفاجئ “البرهان”
  • مني أركو: تشكيل ما يُسمى «حكومة تأسيس» يمهّد لتدخل دولي في الشأن السوداني
  • شبكات الكبتاغون تنتقل من سوريا إلى السودان.. مصنع ضخم داخل حقل ألغام للدعم السريع
  • الجيش السوداني يقصف وقوة من “الدعم السريع” تغادر مدينة مهمة في كردفان