(CNN)-- الصاروخ الذي أطلق على دنيبرو كان يحمل عدة رؤوس حربية، وفقاً لمسؤولين أميركيين ومسؤول غربي، فيما قد تكون المرة الأولى التي يستخدم فيها مثل هذا السلاح في الحرب، ويحمل السلاح، يُعرف بـ"مركبة إعادة الدخول المتعددة المستقلة الأهداف " أو اختصارا بـ"MIRV"، سلسلة من الرؤوس الحربية التي يمكن لكل منها استهداف موقع محدد، مما يسمح لصاروخ باليستي واحد بشن هجوم أكبر.

وتم تطوير صواريخ MIRV خلال الحرب الباردة للسماح بإيصال رؤوس حربية نووية متعددة بإطلاق واحد.

Minuteman III، وهو الصاروخ الأمريكي الباليستي العابر للقارات، مزود بأنظمة MIRV، ولم يكن الهجوم الصاروخي الروسي على دنيبرو مسلحًا برؤوس حربية نووية، لكنه ما حدث هو استخدام لسلاح مصمم لإيصال الأسلحة النووية في مهمة إطلاق أسلحة تقليدية.

وقالت نائب السكرتير الصحفي للبنتاغون، سابرينا سينغ، إن هذا كان أول استخدام للصاروخ الباليستي التجريبي متوسط ​​المدى "المبني على" نموذج الصاروخ الروسي RS-26 Rubezh، رغم رفض سينغ تحديد نوع الصاروخ المحدد أو قدراته.

ويقول توم كاراكو، مدير مشروع الدفاع الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "CSIS"، إنها على الأرجح المرة الأولى التي يتم فيها استخدام MIRV في القتال، مضيفا بتصريح لشبكة CNN: "في الماضي، كانت أنظمة MIRVS حصرية لحمل الرؤوس الحربية النووية، والذخائر التكتيكية الأخرى مثل العنقودية".

وقال مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانز كريستنسن، إن عملية الإطلاق كانت مهمة مشيرا: "على حد علمي، نعم، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام MIRV في القتال".

وحذر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة يوم الخميس من أن استخدام روسيا لصاروخ باليستي جديد متوسط ​​المدى هو "تطور آخر مقلق ومثير للقلق".

كيف تدافع أوكرانيا عن نفسها؟

تستخدم أوكرانيا نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "باتريوت" الذي زودتها به الولايات المتحدة وألمانيا لاعتراض الرؤوس الحربية للصواريخ الباليستية القادمة، وفقًا لمشروع التهديد الصاروخي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية.

وصمم نظام باتريوت للاشتباك مع الرؤوس الحربية القادمة، إما برأس حربي ينفجر من تلقاء نفسه، أو بصواريخ اعتراضي حركي ــ ما يسمى تكنولوجيا "الضرب للقتل"، التي تدمر الرأس الحربي القادم عن طريق ضربه مباشرة.

ويبلغ مدى صواريخ باتريوت الاعتراضية عموديًا حوالي 20 كيلومترًا (12 ميلًا) وتدافع عن مساحة تتراوح بين 15 إلى 20 كيلومترًا حول البطارية، وفقًا لخدمة أبحاث الكونغرس، لكن أوكرانيا لا تملك سوى عدد محدود من صواريخ باتريوت والبطاريات، وتتمتع بعض المدن، مثل العاصمة كييف، بحماية أكبر من غيرها.

لماذا تم استهداف دنيبرو؟

كانت منطقة دنيبروبتروفسك هدفاً متكرراً للقصف الروسي في الأشهر الأخيرة، وتقع على حدود منطقتي دونيتسك وزاباروجيا المحتلتين جزئياً، وأصبحت مركزاً للأشخاص الذين فروا من المناطق التي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية، وتضم المنطقة الآن أكثر من 400 ألف نازح داخليًا، وتعد دنيبرو، رابع أكبر مدينة في أوكرانيا، ومركزًا مهمًا للحياة في الجزء الشرقي من البلاد.

ومنطقة دنيبرو قريبة نسبياً من الخطوط الأمامية، لكنها لا تزال محمية بشكل جيد إلى حد ما بواسطة الدفاعات الجوية، بالإضافة إلى البنية التحتية لوسائل النقل التي تربطها ببقية أنحاء البلاد، ما يجعل المدينة مركزًا رئيسيًا في المجهود الحربي في أوكرانيا.

ما حجم الأضرار التي سببها الهجوم؟

قال رئيس إدارة دنيبروبتروفسك العسكرية الأوكرانية، سيرهي ليسا، إن روسيا "تهاجم المنطقة على نطاق واسع" صباح الخميس، مضيفا في تدوينات على منصة تيليغرام أن 3 أشخاص أصيبوا بعد أن لحقت أضرار بمنازلهم، كما تأثر مركز لإعادة تأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في الهجوم.

وأضاف أن حريقين وقعا في دنيبرو ولحقت أضرار بمؤسسة صناعية.

لماذا هذا مهم؟

يأتي إعلان بوتين خلال أسبوع متوتر من الصراع الذي مضى عليه الآن أكثر من 1000 يوم، وهذا الأسبوع، أطلقت أوكرانيا صواريخ أميركية وبريطانية وفرنسية الصنع على روسيا، بعد أن أعطى الرئيس الأميركي جو بايدن أوكرانيا الإذن باستخدام صواريخ أميركية أطول مدى عبر الحدود، وقالت وزارة الدفاع الروسية ومسؤولان أمريكيان، الثلاثاء، إن أوكرانيا أطلقت صواريخ ATACMS أمريكية الصنع على روسيا للمرة الأولى.

وقالت وزارة الدفاع الروسية أيضًا إن دفاعاتها الجوية أسقطت صاروخين من طراز ستورم شادو بريطاني/فرنسي الصنع، في اعتراف باستخدام أوكرانيا للأسلحة الأطول مدى، وفي المقابل، قام بوتين بتحديث العقيدة النووية الروسية، حيث قال الكرملين إن العقيدة العسكرية المعدلة ستخفض من الناحية النظرية حاجز الاستخدام الأول للأسلحة النووية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الحرب الباردة الأسلحة النووية أسلحة أسلحة نووية الأزمة الأوكرانية الجيش الأمريكي الجيش الأوكراني الجيش الروسي جو بايدن فلاديمير بوتين الرؤوس الحربیة مرکز ا

إقرأ أيضاً:

حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”

 

منذ اللحظة الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة، التزمت حركة “أنصار الله” بقيادة السيد عبدالملك الحوثي بموقف واضح وصريح ألا وهو نصرة الشعب الفلسطيني.

ذلك الالتزام لم يكن مجرد خطاب عاطفي، بل تُرجم إلى عمليات عسكرية نوعية أعلن عنها المتحدث العسكري، يحيى سريع، واستهدفت الكيان الصهيوني، في رد مباشر على المجازر الأمريكية-الصهيونية بحق المدنيين. وهي المواقف التي أنعشت فينا الأمل بأن العروبة لا تزال تنبض بالحياة.

في المقابل، يقف قادة العرب والمسلمين، ومعهم جيوشهم المدججة بأحدث الأسلحة، متفرجين أمام مشهد الإبادة الجماعية في غزة، لا يحركون ساكنًا، بل ويحولون بين الشباب العربي ورغبتهم في الانضمام إلى صفوف المقاومة الفلسطينية. وكأنهم يتمنون أن تبتلع أمواج البحر غزة لتريحهم من الحرج.

وأما الشعوب العربية والإسلامية، فقد وقعت في أسر القهر السياسي، لا تملك حرية الفعل، مقيدة بخوف مزروع في الذاكرة الجمعية، عاجزة عن نصرة إخوانها في غزة، تكتفي بالصمت والذهول، وكأن المأساة تحدث في كوكب آخر.

في هذا السياق، يؤكد السيد عبدالملك الحوثي على أن جماعته اختارت “الخيار الصحيح”، وهو الجهاد ضد العدو الصهيوني والأمريكي، ردًا على استمرار العدوان على غزة وانهيار محاولات وقف إطلاق النار. وقد دفعت الولايات المتحدة ثمن عدوانها على اليمن، إذ كبدتها القوات اليمنية خسائر فادحة، دفعت واشنطن إلى إعادة حساباتها. ووفق تقرير لشبكة “NBC” الأمريكية، فإن هذه الحرب القصيرة نسبيًا كلّفت الولايات المتحدة أكثر من مليار دولار، وأدت إلى نفاد الآلاف من القنابل والصواريخ، بالإضافة إلى تدمير سبع طائرات مسيّرة، وإغراق مقاتلتين حربيتين.

ورغم كل هذه الحقائق، يواصل بعض القادة العرب والمسلمين رهانهم على حكومة نيتنياهو المتطرفة، أملاً في القضاء على المقاومة الفلسطينية، متجاهلين دروس التاريخ والمنطق. إن هذا الرهان ليس فقط غبيًّا من الناحية الاستراتيجية، بل يشكل سقوطًا أخلاقيًّا مدويًا. فالمقاومة ليست مجرد سلاح، بل روح شعب لا تُقهر.

ألا يدرك أولئك الحكام أن دعمهم لحكومة نيتنياهو، إحدى أكثر الحكومات تطرفًا في تاريخ الكيان الصهيوني، هو تماهٍ خطير مع مشروع استيطاني عنصري؟ .

إنهم بذلك يمنحون الضوء الأخضر لبناء المزيد من المستوطنات، مثلما أُعلن مؤخرًا عن إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، ويشجعون على تهويد القدس، وتوسيع الحصار على غزة والضفة، وارتكاب المجازر دون رادع.

في المقابل، يُظهر اليمن وجهًا آخر من العروبة، وجهًا تفيض منه الكرامة والمقاومة. ففي الوعي اليمني، تعتبر نصرة المظلوم واجبًا دينيًّا وأخلاقيًّا، وفلسطين وغزة رمزان للظلم الصارخ على أمة الإسلام. لذلك فموقف أنصار الله في إسناد غزة ليس ظرفيًّا ولا دعاية مؤقتة، بل نابع من شعور إنساني أصيل وتاريخ من التضامن والتلاحم.

وعلى الرغم من الحصار والحرب والفقر الذي يعانيه اليمنيون، فإنهم لا يتوانون عن مد يد العون لغزة، بالمال والدم والسلاح. هذا الموقف ليس جديدًا، فقد شارك اليمنيون في الحروب العربية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وكان لهم حضور في حرب 1973، مما يعزز الروح التضامنية في وجدانهم.

إن معاناة اليمنيين اليومية تجعلهم أكثر شعورًا بآلام الغزّيين، وأكثر قدرة على فهم وحشية الحصار وآثاره النفسية والاقتصادية. ورغم كل التحديات، لا تزال صواريخ اليمن تنطلق وتدوي في سماء فلسطين المحتلة لتعلن أن غزة ليست وحدها، وأن الكفاح مستمر، وأن القضية الفلسطينية ستبقى حية في الوجدان العربي.

إلى ذلك يرى مراقبون أن استخدام صواريخ فرط صوتية يمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وهو منعطف خطير للغاية في تطورات الشرق الأوسط إذ أن مثل هذه الأسلحة من الصعب اعتراضها عبر المنظومات التقليدية، ما يُحدث خللًا في معادلة الردع الإسرائيلية، إذ بدأت الحرب عن بُعد بالمسيرات والصواريخ من طرف دول لا تجمعها حدود جغرافية مع الكيان، الأمر الذي لم تكن إسرائيل تنتظره. وهو ما يعكس قدرة اليمنيين على التأثير في موازين القوة الإقليمية، رغم الحصار المفروض على اليمن.

فلاش: من بين المقولات التي تتردد على الألسنة مقولة: “من لم يؤدبه الزمن، يؤدبه اليمن” وهي مقولة تنبع من تاريخ طويل من الكبرياء، وتحمل تحذيرًا واضحًا لكل من يستخف بشعب اليمن ومقاومته. وما خضوع أمريكا لشروط صنعاء مؤخرًا إلا تأكيد على أن هذا البلد العريق لا يُقهر. ويكفيهم شرفا أن تُعرب كتائب المقاومة الفلسطينية، عن مباركتها للضربات الصاروخية التي تنفذها “أنصار الله” في عمق الأراضي المحتلة، حيث أشاد أبو عبيدة، المتحدث الرسمي باسم كتائب القسام، بالعمليات التي يقوم بها اليمنيون، واصفاً إياها بـ”النوعية”، ومثمناً في نفس الوقت تضامن الشعب اليمني وموقفه الداعم للقضية الفلسطينية واستعداده للتضحية من أجلها.

وختاما، فبينما يراهن البعض على الخنوع والتطبيع، يراهن أنصار الله وكل الأحرار على الشرف والمقاومة. والرهان الأخير هو ما تصنع به الأمم تاريخها، وتستعيد به كرامتها.

 

*كاتب مغربي

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تنفي إرسال منظومات باتريوت لأوكرانيا وتتنصل من تصريحات سفيرها
  • إنشاء مركز لإنتاج الحرير الطبيعى بالوادي الجديد .. تفاصيل
  • ماذا نعرف عن الجولة الجديدة من المفاوضات النووية التي تأتي مع تحذير إيران لإسرائيل؟
  • ضربه حتى الموت.. حبس الأب المتهم بقتل ابنه بالبحيرة 4 أيام على ذمة التحقيقات
  • حين يصمت الجميع وتنطق صواريخ أنصار الله “غزة ليست وحدها”
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • الجيش الروسي يتقدم شرقي أوكرانيا.. وتأجيل تبادل آلاف الأسرى
  • زلزال تتجاوز قوته 6 درجات يضرب كولومبيا (فيديو)
  • عاجل. إيران تكشف عن تفاصيل جديدة حول وثائق إسرائيل النووية: كنز استراتيجي لطهران
  • سيكون كبيرا ومتعددا.. واشنطن تتحدث عن الهجوم الروسي المرتقب على أوكرانيا