أسعار خيالية ومعاناة يومية.. سكان غزة في مواجهة الجوع والحصار
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
تشهد غزة أزمة إنسانية متفاقمة مع نقص حاد في الغذاء والمساعدات، مما زاد من معاناة السكان، خاصة النازحين. في مدينة دير البلح وسط القطاع، احتشد مئات الأشخاص أمام أحد المخابز يوم الجمعة، بعد أن أغلقت معظم المخابز أبوابها على مدى خمسة أيام نتيجة نقص الطحين وغياب الإمدادات.
قال مجدي ياغي، نازح يبلغ من العمر 61 عامًا من مدينة غزة، في تصريح لـ"أسوشيتد برس": "هذا اليوم الثالث لي أمام مخبز زادنا وما زلت غير قادر على الحصول على الخبز.
شهدت أسعار الخبز ارتفاعًا كبيرًا، حيث قفز سعر كيس يحتوي على 20 رغيفًا فقط إلى 16 دولارًا، مقارنة بـ80 سنتًا كانت تكفي لشراء 50 رغيفًا الشهر الماضي. كما ارتفعت أسعار المواد الغذائية الأخرى، حيث بلغ سعر كيس صغير من السكر نحو 14 دولارًا، في حين وصل سعر كيس المعكرونة إلى 4 دولارات.
وفي خان يونس جنوب القطاع، تعتمد العديد من العائلات النازحة على المطابخ الخيرية لتأمين وجبة يومية.وتصطف النساء أمام مطبخ "الدلو" الخيري، للحصول على البرغل، الطعام الوحيد الذي يوفره المطبخ.
وأوضح أنس الدلو، أحد العاملين في المطبخ: "نطهو يوميًا 10 قدور من الأرز أو الفاصوليا أو البرغل، لكن العدد الهائل من النازحين يجعل من المستحيل توفير الطعام للجميع بسبب نقص المساعدات وارتفاع الأسعار في الأسواق".
وصف نور كنعاني، أحد النازحين في خان يونس، الوضع بأنه مأساوي قائلاً: "ما يتم توزيعه هنا نقطة في بحر. لا مساعدات كافية، لا طحين، ولا طعام. إنها أزمة حقيقية بكل معنى الكلمة".
يُذكر أن الأمم المتحدة قد حذرت من خطر قطع إمدادات الغذاء والوقود والدواء عن قطاع غزة بشكل كامل بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض ونهب المساعدات من قبل عصابات مدعومة، حيث أشار منسقو المنظمة للشؤون الإنسانية إلى أن هذا الوضع يهدد حياة ما لا يقل عن مليوني فلسطيني.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تجدد القصف الإسرائيلي على غزة وضاحية بيروت الجنوبية.. ودعوات دولية لاعتقال نتنياهو وغالانت ارتفاع قتلى مدينة تدمر الأثرية إلى أكثر من 80 شخصا.. وسوريا تتهم إسرائيل بالوقوف وراء الهجوم تنديد أممي بسرقة المساعدات في غزة ونتنياهو يتعهد بملاحقة حماس وحزب الله يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي أزمة إنسانيةقطاع غزةحصارالصراع الإسرائيلي الفلسطيني نقص - شُحّاعتداء إسرائيلالمصدر: euronews
كلمات دلالية: كوب 29 بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة فلاديمير بوتين إسرائيل كوب 29 بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة فلاديمير بوتين إسرائيل أزمة إنسانية قطاع غزة حصار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني نقص ش ح اعتداء إسرائيل كوب 29 فلاديمير بوتين بنيامين نتنياهو دونالد ترامب قطاع غزة إسرائيل المحكمة الجنائية الدولية غزة تقاليد ضحايا روسيا یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يصد هجوما على الفاشر.. وتفاقم أزمة النازحين غرب البلاد
أعلن الجيش السوداني، الجمعة، تصديه لهجوم جديد شنته قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، متحدثا عن تكبيد خصمه "خسائر كبيرة" في الأرواح والعتاد.
وقال الجيش في بيان: "صدت الفرقة السادسة مشاة والقوات المساندة بمدينة الفاشر هجوما جديدا لمليشيا الدعم السريع، اليوم الجمعة".
وأضاف أن قواته "ألحقت بالعدو خسائر فادحة في العتاد والأرواح، مع السيطرة الكاملة على كافة المحاور داخل المدينة".
وتُعد مدينة الفاشر مركزا حيويا للعمل الإنساني في إقليم دارفور، إلا أنها تعيش منذ أكثر من عام تحت حصار مشدد تفرضه قوات الدعم السريع، واشتباكات متكررة، رغم محاولات دولية لإقرار هدنة إنسانية والسماح بإدخال المساعدات، دون أن تفلح بذلك.
ومنذ 10 أيار/ مايو 2024، تشهد الفاشر تصعيدا عسكريا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وسط تحذيرات دولية من وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
أزمة النازحين
في سياق متصل، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريرا يسلط الضوء على تدهور الوضع الإنساني في السودان بسبب النزاع المسلح، مما دفع منظمات الإغاثة إلى التحذير من عواقب استمرار الأزمة.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءا في غرب البلاد، فيما تواجه المنظمات الدولية تحديات غير مسبوقة بسبب الانخفاض الحاد في التمويل.
وقالت الصحيفة إن الآلاف في ولاية شمال دارفور اضطروا إلى الفرار سيرًا على الأقدام هربًا من القصف والانتهاكات التي تمارسها أطراف النزاع بحق السكان المحليين.
وحسب تقرير صادر عن المنظمة الدولية للهجرة نُشر في السادس من تموز/ يوليو الجاري، أصبحت ولايتا شمال دارفور وغرب دارفور من أكثر المناطق تضررًا في البلاد، حيث تشكلان مسرحًا لأبشع الانتهاكات في نزاع أدى إلى نزوح ما لا يقل عن 11.3 مليون نسمة حتى الآن.
وتؤوي ولاية شمال دارفور نحو 18 بالمئة من إجمالي عدد النازحين المسجّلين في السودان. وتُعدّ مغادرة مدينة الفاشر، عاصمة الإقليم، الخاضعة حاليا لسيطرة قوات الدعم السريع، أمرًا بالغ الخطورة، كما أن النزوح إليها لا يقلّ خطورة حيث تنتشر عمليات الإعدام والتجنيد الإجباري للرجال فوق سن 15 ضمن قوات حميدتي.
انتهاكات جماعية
تقول مستشارة الشؤون الإنسانية في منظمة أطباء بلا حدود، ماتيلد سيمون، التي أعدّت تقريرا نُشر في الثالث من تموز/ يوليو حول "الانتهاكات الجماعية" المرتكبة في غرب السودان: "أكثر ما يلفت الانتباه عند الوصول إلى أحد المخيمات هو قلة عدد الشباب الذكور".
وحسب المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف كاثرين راسل، يتعرض الأطفال للاختطاف والاغتصاب مثل النساء، مضيفة أنه في آذار/ مارس الماضي، اغتصب رجال مسلحون أطفالا رضّعًا لا تتجاوز أعمارهم عامًا واحدًا.
ووفقًا لتقرير المنظمة الدولية للهجرة، فإن 75 بالمئة من النازحين في مخيم زمزم تم تهجيرهم إلى بلدة طويلة.
وقد باتت هذه بمثابة العاصمة الميدانية لجهود الإغاثة الإنسانية غرب السودان، حيث أقامت منظمة أطباء بلا حدود خيامًا فوق ألواح خرسانية لتخزين الحصص الغذائية الطارئة.
ونقلت الصحيفة عن سيف، وهو مسؤول محلي غادر مخيم أبو شوك للنازحين على مشارف مدينة الفاشر في 15 حزيران/ يونيو الماضي مع آلاف آخرين جراء القصف والاعتداءات: "عند الوصول إلى طويلة، وجدنا بعض المساعدات من المنظمات غير الحكومية، لكنها لا تكفي مقارنةً بعدد النازحين".
ورغم أن منظمة أطباء بلا حدود تخزن هناك نحو 200 طن من المواد الغذائية الجاهزة للتوزيع، إلا أن هذه المساعدات لا يمكن إيصالها إلى السكان المحاصرين في الفاشر بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على المنطقة.
تفاقم الأزمة
وأوضحت الصحيفة أن الأزمة الإنسانية في دارفور تفاقمت مع تزايد المخاطر الصحية، إذ تُعدّ ظروف العيش في مخيمات النازحين بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية. وفي الثالث من تموز/ يوليو، أطلقت الأمم المتحدة تحذيرًا من احتمال تفشي وباء الكوليرا في المنطقة.
وقالت ماتيلد سيمون: "من المرجح تفاقم موجة تفشي الوباء مع حلول موسم الأمطار، لكن سوء التغذية يبقى العامل الرئيسي الذي يزيد من خطورة الأمراض الأخرى"، موضحة أن الأوضاع الميدانية تزداد سوءا في ظل غياب الحماية اللازمة للمرافق الصحية.
وقد اضطرت منظمة أطباء بلا حدود مؤخرًا إلى الانسحاب من مستشفى الفاشر، الذي تعرّض لقصف عنيف في آب/ أغسطس 2024، وكان قد استقبل في حزيران/ يونيو الماضي أكثر من 500 مصاب.
وقد أجرى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في نهاية شهر حزيران/ يونيو مكالمة هاتفية مع الجنرال عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، والذي وافق الأخير على مقترح هدنة إنسانية لمدة أسبوع في مدينة الفاشر، ما يتيح إيصال المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين داخل المدينة.
وفي هذا السياق، تقول سيمون: "هذا الإجراء غير كافٍ لتحسين الوضع الإنساني للمدنيين في الفاشر"، مشددة على أن الأزمة أعمق وتتطلب تدخلات أكثر شمولاً واستدامة.
وأكدت الصحيفة أن تراجع المساعدات الرسمية يؤدي إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها المنظمات الإنسانية في الميدان. فمنذ تولي دونالد ترامب الرئاسة، خفّضت الولايات المتحدة مساهمتها في هذه المساعدات بنسبة 80 بالمائة، كما شهدت مساهمات الدول الأوروبية تراجعًا مماثلًا، بما في ذلك فرنسا التي قلّصت ميزانيتها في هذا المجال بمقدار الثلث.
وبسبب نقص التمويل، يعتزم برنامج الأغذية العالمي وقف عدد من قنوات الإمداد الأساسية بحلول نهاية شهر آب/ أغسطس، مما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة في المناطق المتضررة.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023، حربا أسفرت عن مقتل أكثر من 20 ألف شخص ونزوح ولجوء نحو 15 مليونا، بحسب الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدرت دراسة أعدتها جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.