أرفع معكرونة سباغيتي في العالم.. أرق من شعرة إنسان بـ200 مرة
تاريخ النشر: 22nd, November 2024 GMT
تمكنت جامعة لندن من تحقيق تطور رائد في مجال تكنولوجيا النانو، حيث ابتكر الباحثون "أنحف سباغيتي" في العالم، التي يبلغ عرضها 372 نانومتر فقط، أي أرق بنحو 200 مرة من شعرة الإنسان.
بينما لن تُستخدم هذه "السباغيتي" في أطباق العشاء، فإن هذا الابتكار في الألياف النانوية يفتح آفاقاً جديدة للتطبيقات الطبية والصناعية، وفقاً لموقع "إنترستينغ إنجينيرينغ".
وقال الدكتور آدم كلانسي، أحد المشاركين في الدراسة: "لصنع السباغيتي، عليك دفع خليط من الماء والدقيق من خلال ثقوب معدنية، وفي دراستنا، فعلنا نفس الشيء باستثناء أننا استخدمنا شحنة كهربائية لسحب خليط الدقيق، إنها سباغيتي حرفياً ولكنها أصغر بكثير، سباغيتي نانوية".
هذه المادة الجديدة ليست طعاماً، بل هي ألياف نانوية مصنوعة من الدقيق، الذي يعد مكوناً غنياً بالنشا. وتتمتع هذه الألياف بخصائص تجعلها واعدة في مجالات مثل التئام الجروح وتجديد الأنسجة وتوصيل الأدوية.
على سبيل المثال، يمكن استخدام حصائر الألياف النانوية كضمادات تسمح بدخول الرطوبة مع منع دخول البكتيريا، كما أنها تحاكي المصفوفة خارج الخلية، التي تستخدمها الخلايا لنمو الأنسجة، مما يجعلها واعدة في تجديد العظام وغيرها من التطبيقات الطبية.
وتم إنتاج هذه "السباغيتي فائقة الرقة" باستخدام تقنية الغزل الكهربائي، حيث يتم سحب خليط سائل عبر إبرة إلى لوحة معدنية بواسطة شحنة كهربائية.
وعلى عكس المعكرونة التقليدية، تتطلب هذه السباغيتي النانوية مزيجاً دقيقاً من الدقيق وحمض الفورميك بدلاً من الماء. يعمل حمض الفورميك على تفكيك الهياكل الحلزونية للنشا، مما يسهل تشكيل الألياف النانوية. وبعد تبخر الحمض، تترك الخيوط فائقة الرقة وراءها.
وتبلغ أبعاد حصيرة الألياف النانوية الناتجة حوالي 2 سم، مما يجعلها مرئية بالعين المجردة، لكن الخيوط الفردية دقيقة للغاية بحيث لا يمكن رؤيتها باستخدام المجاهر العادية. استخدم الباحثون مجهر مسح إلكتروني لقياس أبعادها.
وأشار الدكتور كلانسي إلى أن "النشا مادة واعدة للاستخدام لأنها وفيرة ومتجددة، وهي ثاني أكبر مصدر للكتلة الحيوية على الأرض بعد السليلوز، كما أنها قابلة للتحلل البيولوجي، مما يعني أنها يمكن أن تتحلل في الجسم".
وأضاف: "الخطوة التالية هي التحقيق في خصائص هذا المنتج، نريد أن نعرف، على سبيل المثال، مدى سرعة تفككه، وكيف يتفاعل مع الخلايا، وما إذا كان بإمكانك إنتاجه على نطاق واسع".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية
إقرأ أيضاً:
قردة إنسان الغاب تمتلك ذكاء لغويا اُعتقد أنه حصري على البشر
في دراسة أجراها باحثون من جامعة وارويك البريطانية، وجدوا أن إنسان الغاب (الأورانجوتان) يُصدر أصواتًا بتعقيد متعدد الطبقات كان يُعتقد سابقًا أنه فريد من نوعه في التواصل البشري.
وإنسان الغاب هو نوع من القردة يعيش في الغابات المطيرة في إندونيسيا وماليزيا، خصوصًا في جزيرتي بورنيو وسومطرة، ويُعرف بذكائه، وطبيعته الهادئة، واعتماده الكبير على الأشجار في حياته اليومية.
يعرف الاستدعاء المتكرر بأنه القدرة على إدراج جُمل أو عبارات داخل بعضها بعضا، مثل: "هذا هو الكلب الذي طارد القطة التي قتلت الفأر الذي أكل الجبن"، يُعتبر هذا النمط من التفكير والتعبير من سمات اللغة البشرية المعقدة.
يعني ذلك تكرار عناصر اللغة بطريقة مدمجة بحيث تُشكل فكرة أو عبارة مفهومة، وكما هو الحال في الدمى الروسية المتداخلة، فإن قوة هذا النمط من التكرار تعني أنه يمكننا دمج مجموعة محدودة من العناصر لإيصال مجموعة لا نهائية من الرسائل ذات التعقيد المتزايد.
وكان يُعتقد سابقا على نطاق واسع، أن التواصل المتداخل سمة فريدة لذكاء اللغة البشرية، مما يمنحنا تفكيرًا أكثر تعقيدًا، لكن الدراسة الجديدة، التي نشرت في دورية ، نُشر في دورية "أنيوالز أوف نيويورك أكاديمي أوف ساينس"، يروي قصة مختلفة.
إعلان طبقات الكلماتوعند تحليل البيانات الصوتية لنداءات التنبيه الصادرة عن إناث إنسان الغاب السومطري، وجد الباحثون أن البنية الإيقاعية لأصوات إنسان الغاب كانت مدمجة ذاتيًا عبر ثلاثة مستويات.
وبحسب الدراسة، وجد الباحثون أن الأصوات الفردية التي يصدرها إنسان الغاب تأتي في مجموعات صغيرة (الطبقة الأولى)، ويمكن تجميع هذه المجموعات في نوبات أكبر (الطبقة الثانية)، ويمكن تجميع هذه النوبات في سلسلة أكبر (الطبقة الثالثة)، جميعها بإيقاع منتظم في كل مستوى.
ومثل مقطوعة موسيقية ذات أنماط متكررة، أخفى إنسان الغاب إيقاعًا داخل إيقاع آخر، ثم آخر، مكونًا بنية صوتية متطورة متعددة الطبقات، لم يكن يعتقد أن القردة العليا قادرة على ذلك.
ووجد الباحثون، أن هذا النمط لم يكن مصادفة، لأن إنسان الغاب غيّر أيضًا إيقاع نداءات الإنذار الخاصة به تبعًا لنوع المفترس الذي يواجهه في التجارب، فعندما رأى تهديدًا حقيقيًا، مثل نمر يقترب، كانت نداءاته أسرع وأكثر إلحاحًا، وعندما رأى شيئًا بدا تهديدًا، ولكنه يفتقر إلى مصداقية الخطر الحقيقي (مثل قطعة قماش منقطة بالألوان)، كانت نداءاته أبطأ وأقل انتظامًا.
وبحسب الدراسة، تُظهر هذه القدرة على تكييف الإيقاعات الصوتية مع مختلف المخاطر، أن إنسان الغاب لا يُصدر ضجيجًا فحسب، بل يستخدم تكرارًا صوتيًا منظمًا لنقل معلومات ذات مغزى عن العالم الخارجي.
ومنذ عقود، يعرف العلماء، أن إنسان الغاب ليس فقط قادرًا على التواصل، بل يظهر أيضًا سلوكا يدل على ذكاء اجتماعي ووعي ذاتي.
وعلى سبيل المثال، يستخدم إنسان الغاب أدوات لصيد الأسماك أو لاستخراج الحشرات، ويخطط لتحركاته مسبقًا، ويظهر سلوكا يدل على فهمه للآخرين ولبيئته.
في تجارب مخبرية، أظهر إنسان الغاب قدرة على اتخاذ قرارات اقتصادية معقدة عند استخدام الأدوات للحصول على الطعام، حيث يوازن بين الجهد المبذول والمكافأة المتوقعة، مما يدل على مستوى عالٍ من التفكير التحليلي.
إعلانوإلى جانب ذلك، أظهرت الدراسات، أن إنسان الغاب يمتلك وعيًا ذاتيًا، حيث يستطيع التعرف إلى نفسه في المرآة، وهي قدرة نادرة في عالم الحيوان. كما أنه يُظهر سلوكا يدل على التفكير المجرد، مثل استخدام الأدوات بطرق غير تقليدية لتحقيق أهداف محددة.
بل وتم توثيق حالة لإنسان غاب في سومطرة استخدم نباتًا طبيًا لعلاج جرح في وجهه، مما يُعد أول دليل على استخدام حيوان بري نباتات طبية للعلاج الذاتي.