يسود الهدوء الحذر العاصمة الليبية طرابلس منذ صباح الأربعاء غداة اشتباكات مسلحة بين قوات تابعة لحكومة الوحدة الوطنية وأخرى للمجلس الرئاسي أسفر عن 27 قتيلا ونحو 100 جريح.

وأفادت وكالة "الأناضول" بأن الحياة عادت بشكل طبيعي، إلى مناطق صلاح الدين، وعين زارة، وجزيرة الدوران، مع انتشار دوريات ثابتة ومتحركة، تتبع لوزارة الداخلية وأخرى تابعة لجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي.

جاء ذلك غداة إعلان متحدث حكومة الوحدة الوطنية الليبية، محمد حمودة، اتفاق رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة مع أعيان منطقة "سوق الجمعة" بطرابلس على وقف إطلاق النار بتسليم آمر "اللواء 444" إلى جهة محايدة.

ويعد "سوق الجمعة" من أكبر مناطق طرابلس، وينحدر منها آمر قوة الردع الخاصة عبد الرؤوف كارة.

وكان وزير الداخلية بحكومة "الوحدة الوطنية" عماد الطرابلسي، أعلن عن تشكيل غرفة أمنية تعمل على فض الاشتباكات، ونشر عناصر أمنية من الشرطة لضمان الأمن، وإرساء خطط التأمين والحماية.

اقرأ أيضاً

الإمارات وقطر تعلقان على اشتباكات ليبيا.. وتدعوان للتهدئة

دعوات لتجنب التصعيد

وفي نفس السياق قالت الخارجية التونسية في بيان لها الثلاثاء، إنها "في وقت تتطلع فيه تونس للتوصل إلى حل سياسي ليبي- ليبي دون أي تدخل خارجي، تتسارع الأحداث، ما يزيد من تعقيد الأوضاع".

وأضافت أن "تونس المتمسكة بضرورة إيجاد حل ليبي نابع من إرادة الشعب، تدعو إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى حل سلمي يسهم في تعزيز مقومات الأمن لا في ليبيا فحسب بل في المنطقة كلها".

وكانت الخارجية القطرية قد دعت، الثلاثاء، "كافة الأطراف إلى تجنب التصعيد، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والاحتكام لصوت العقل، وتجاوز الخلافات بالحوار، وتجنيب المدنيين تبعات المواجهات".

بينما أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها إزاء التأثير المحتمل لهذه التطورات على الجهود الجارية لتهيئة بيئة أمنية موآتية للنهوض بالعملية السياسية، بما في ذلك الاستعدادات للانتخابات الوطنية، داعية إلى الوقف الفوري للتصعيد.

كما دعت وزارة الخارجية الإماراتية جميع الأطراف إلى خفض التصعيد ووقف الاقتتال، واللجوء إلى الحوار والطرق السلمية لحل الخلافات.

والثلاثاء، أكد مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا (حكومي)، مقتل 27 شخصا وإصابة 106 آخرين، خلال الاشتباكات المسلحة.

ووقعت الاشتباكات على خلفية اعتقال جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي، لآمر اللواء "444" محمود حمزة، بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس.

وفي 28 مايو/ آيار الماضي، شهدت طرابلس اشتباكات استمرت ساعات بين جهاز الردع و"اللواء 444" على خلفية اعتقال الأول أحد القادة التابعين للواء.

اقرأ أيضاً

ليبيا.. اشتباكات مسلحة في طرابلس وتوقف الملاحة في مطار معيتيقة (فيديو)

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: طرابلس اشتباكات طرابلس اشتباكات ليبيا ليبيا حكومة الوحدة الوطنية الليبية المجلس الرئاسي الليبي

إقرأ أيضاً:

ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر

في فعاليات إعلامية تعكس تطلعات الدولة الليبية نحو صياغة خطاب وطني جديد، انطلقت يوم الخميس فعاليات "منتدى طرابلس للاتصال الحكومي"، ضمن النسخة الخامسة من "أيام طرابلس الإعلامية". وحملت كلمة وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية، وليد اللافي، رسائل محورية ركزت على الاستقرار المؤسسي وإعادة رسم الصورة الذهنية لليبيا في الداخل والخارج.

وانطلقت الفعاليات بعرض بصري مبهر على شاشات متطورة تغطي القاعة من جميع الاتجاهات بشكل دائري مستخدمة تقنيات تصوير متطورة ، قدم فيديو يصاحبه استعراضاً فنياً يرصد تطور الإعلام من الحمام الزاجل إلى الذكاء الاصطناعي، ثم عرض لنماذج ليبية ناجحة في فقرة "أنا ليبي"، تحدثت خلالها د. نسرين أبو ليفة الفائزة بمسابقة "اقرأ"، وعُرض فيلم تسجيلي عن تاريخ ليبيا في مقاومة الاستعمار العثماني مروراً بالاحتلال الإيطالي ووصولاً إلى معركة البنيان للقضاء على تنظيم "داعش".

 الرؤية الوطنية والتطوير

استهل اللافي كلمته بالتأكيد على أن "أيام طرابلس الإعلامية" ليست مجرد احتفالية دورية، بل هي "إصرار جماعي على رؤية 'ليبيا بعيون متفائلة'". وأوضح الوزير أن المسؤولية الكبرى التي تقع على عاتق الكوادر الإعلامية والاتصالية اليوم هي تقديم الصورة الحقيقية للبلاد، مشيراً إلى أن تحديات المرحلة الماضية خلقت "صورة مشوشة" لدى البعض، حتى بين الإعلاميين أنفسهم، وهو ما يتطلب جهداً منظماً لتصحيح المسار وإبراز ملامح البناء والاستقرار.

ولم تغب الرؤية التطويرية عن كلمة اللافي، حيث أعلن عن خطوات عملية لدعم قطاع الإعلام الرقمي والسينمائي. وتحت شعار "بنيان أقوى واتصال أوثق"، شدد على أن الاتصال الحكومي الفعال هو الجسر الذي يربط بين تطلعات المواطن وبرامج الحكومة.

شراكات إقليمية وحوارات مباشرة

وعلى هامش الملتقى، وقّعت ليبيا ومصر بروتوكول تعاون يجمع بين مركز الاتصال الحكومي الليبي والشركة المتحدة للإنتاج السينمائي المصرية، في خطوة لتعزيز التعاون الإنتاجي بين البلدين. كما شهد الملتقى مشاركة مسؤولين إعلاميين عرب بارزين، بينهم وزيرا إعلام الجزائر وسوريا، الذين شددوا على ضرورة وضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة لخدمة القضايا المصيرية للمنطقة.

وفي هذا السياق، شهد المنتدى فقرة تفاعلية استثنائية بعنوان "الرئيس يجيب"، شارك فيها رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، حيث أجاب مباشرة على أسئلة المواطنين، في خطوة اعتبرها اللافي تجسيداً للشفافية وتكريساً لثقافة الاتصال المباشر. وأدار الحلقة الختامية من هذه الفقرة الإعلامي المصري محمود سعد، موجهاً أسئلة لرئيس الوزراء مطروحة من الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

توحيد الخطاب وفلسطين المركزية 

وفي كلمة رئيسية، أوضح السفير أحمد رشيد خطابي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية ورئيس قطاع الإعلام، أن الركائز الأساسية للبعد الإستراتيجي العربي ترتكز على ترسيخ مركزية القضية الفلسطينية والوضع القانوني للقدس المحتلة، ومحاربة الإرهاب بنشر ثقافة التسامح، والنهوض بـ "الإعلام التنموي" تماشياً مع الخريطة الإعلامية العربية للتنمية المستدامة 2030، وتشجيع الابتكار والتفاعل مع التحولات الرقمية العالمية.

معارض وورش عمل

وعلى الهامش، افتُتح "معرض ليبيا للإعلام" بمشاركة منصات وشركات تقنية محلية وعربية ودولية، عُرضت خلاله أحدث أدوات الإنتاج الرقمي وتقنيات صناعة المحتوى. وشارك في ورش العمل إعلاميون مصريون بارزون من بينهم مني الشاذلي، وسمير عمر، وباسم يوسف، ووريهام عياد.

وعلى صعيد العلاقات الخارجية، رحب اللافي بالحضور العربي والتمثيل الوزاري رفيع المستوى، مؤكداً أن طرابلس استعادت دورها كحاضنة للحوار الإعلامي العربي والدولي. وأشار إلى أن التعاون مع الأمانة الفنية لمجلس وزراء الإعلام العرب يمثل ركيزة أساسية في استراتيجية الحكومة لتطوير الخطاب الإعلامي الرسمي والارتقاء به ليكون شريكاً في عملية التنمية السياسية والاقتصادية.

واختتم اللافي كلمته بالتأكيد على أن "بناء المؤسسات الإعلامية القوية هو جزء لا يتجزأ من بناء الدولة"، داعياً الإعلاميين إلى تبني خطاب يجمع ولا يفرق، ويسلط الضوء على قصص النجاح الليبية لتعزيز ثقة المجتمع في مستقبله.

وفي حدث ثقافي بارز ضمن الفعاليات، سيُقام الافتتاح الرسمي للمتحف الوطني الليبي بـ "قصر السرايا الحمراء" اليوم الجمعة، بعد عملية شاملة لتجميع واسترجاع مقتنيات تاريخية وقطع أثرية نادرة، وتجهيزه بأحدث التقنيات التفاعلية الموجودة في كبرى متاحف العالم، حفاظاً على الذاكرة الوطنية والموروث الثقافي والأثري الليبي.

 

مقالات مشابهة

  • بعثة الأمم المتحدة تستكمل عضوية الحوار المُهيكل وتعلن انطلاقه في طرابلس
  • البعثة الأممية تعلن استكمال عضوية “الحوار المهيكل” والأحد أول اجتماعاته في طرابلس
  • البعثة الأممية تستكمل عضوية الحوار المُهيكل وتطلق أول اجتماعاته في طرابلس
  • بعد صمت 14 عاما إعادة المتحف الوطني والدبيبة يعلن: ليبيا لن تنكسر
  • محاولة خطف سوري تتسبب بإجراءات أمنية واسعة.. إليكم ما حدث
  • تقرير: تعدين العملات المشفرة في ليبيا يستنزف الكهرباء ويصطدم بحملات أمنية صارمة
  • مقتل أحمد الدباشي “العمو” خلال مداهمة أمنية، وسط اشتباكات متجددة في صبراتة
  • ليبيا تطلق مشهدها الإعلامي الجديد بمتحف ومبادرات وشراكات سينمائية مع مصر
  • البعثة الأممية والسفارة الأمريكية تبحثان تقدم خارطة الطريق السياسية في ليبيا
  • الأهلي طرابلس يعود من القاهرة متوجًا بكأس ليبيا وكأس السوبر