سواليف:
2025-08-01@04:37:23 GMT

البيئة المحيطة وتأثيرها على العادات

تاريخ النشر: 23rd, November 2024 GMT

#البيئة_المحيطة وتأثيرها على #العادات

م. #أنس_معابرة

ذكرت في بداية هذه السلسلة أن العادات تحدث بقيادة من العقل الباطن الذي يسعى إلى الراحة، وأن يقلل كمية الطاقة التي يستهلكها قدر الامكان، ولكن هل تؤثر البيئة المحيطة بنا على عاداتنا؟ أو لنطرح السؤال بشكل آخر؛ هل تدفعنا البيئة المحيطة بنا إلى الاقدام على عادات واستبعاد أخرى من سجلات عقولنا وممارساتنا اليومية؟

الجواب هو نعم بلا شك، ولكن كيف ذلك؟ يكون تأثير البيئة المحيطة بنا كبير لأنها تحتوي على الإشارة التي تدفعنا إلى العادات، فأنا أجد نفسي أتوقف كل يوم أمام أحد المقاهي لشراء كوب القهوة، لأن هذا المقهى يقع في طريقي إلى العمل، وأجد أنني أتوجه لشراء المنتجات ذاتها من مركز التسوّق، لأنها تكون في طريقي أثناء مروري وحركتي داخل المركز.

مقالات ذات صلة المقاومة الرقمية للسردية الفلسطينية 2024/11/23

تخيل الفرق في أن يكون مكان الثلاجة في الممر أو بجانب غرفة الجلوس، وبين أن تكون في الركن البعيد من المطبخ! لو كانت الثلاجة في طريقنا فسنفتحها وننظر بداخلها كلما ممرنا من أمامها، بل ستلتقط كأساً من العصير أو قطعة من الحلويات أو حبة من الفاكهة، وربما يتطور الأمر من مرور عابر إلى وجبة شبه كاملة، وهو ما قد يؤثر على وزننا بعد مدة من الزمن.

إذا كنت تجلس في مكان مخصص للعب البلايستيشن أو غيرها من الألعاب، فلن تستطيع أن تدرس أو تقرأ في ذلك المكان، فهو مبرمج داخل العقل مكاناً للعب وليس للدراسة. وبالمثل فإن مكان القراءة لا يصلح أن يكون مكاناً للنوم، ومكان النوم لا ينفع للعمل، وهكذا.

لذلك أنصح الناس دائماً بمحاولة تخصيص ركن لكل فعالية ونشاط في المنزل مهما كان المكان ضيقاً، فزاوية تضم كرسياً مريحاً وانارة معتدلة هو مكان مناسب للقراءة، وزاوية أخرى مع جهاز أو اثنين لممارسة الرياضة هو كل ما تحتاجه لجسم رشيق.

وتساعدنا البيئة أحياناً على اكتساب العادات أو التخلص منها، فبإمكانك منع التدخين في الغرفة التي تجلس بها عادة، أو حتى داخل السيارة، وبإمكانك استبدال طبق الحلويات الشهية المغري الموضوع على الطاولة بطبق من الفاكهة، وبإمكانك أيضاً تغيير مكان الثلاجة لتكون بعيدة عن الممر، حتى لا نغرس رؤوسنا بها كل كلما مررنا من أمامها.

وحتى تتخلص من الوجبات الجاهزة أو الاسراف في شراء القهوة؛ حاول أن تتجنب المرور من أمام تلك المحلات، أو حتى من أمام المكان الذي تُعرض فيه الحلويات والسكريات في المولات.

لاحظ كيف تضع مراكز التسوق الحلويات والواح الشوكولاتة ذات الألوان البرّاقة عادة عند طاولة الدفع، لماذا؟ هناك حيت يترك الأطفال عادة لمدة مع الوقت امام تلك المنتجات المغرية، ويطلبونها من أولياء أمورهم، ويحقق مركز التسوّق غايته في بيع تلك المنتجات.

كما أنه قد يخصص ركناً للعروض، ويضع فيه المنتجات التي تحقق له القدر الأكبر من الأرباح، وليس المنتجات الأرخص بالطبع كما تعتقد، لذلك إذا أردت أن تشتري شيئاً؛ عليك أن تبحث عن الأنواع المختلفة وأن تقارن الأسعار والجودة جيداً، ولا تسقط في فخ العادات التي يراهن عليها خبير التسويق.

خلاصة تأثير البيئة على عاداتنا هو أنه يجب عليك أن تغير من البيئة التي تحيط بك بحيث تساعدك على اكتساب العادات الحسنة والابتعاد عن العادات السيئة. وإذا كان الأمر خارجاً عن سيطرتك مثل مواقع محلات القهوة والوجبات الجاهزة ومحلات الحلويات وبيع السجائر؛ عندها حاول أن تغير من سلوكك أو طريقك بحيث تغير من البيئة، كتغيير الطريق مثلاً لتجنب المرور من امامها، والسقوط في فخ اغرائها.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البيئة المحيطة البیئة المحیطة

إقرأ أيضاً:

لماذا تختلف تجربة الذهاب إلى الشاطئ في بريطانيا عن أي مكان آخر؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- رغم ألا ضمانة بأنّ صيف بريطانيا سيكون حارًا باستمرار، ثمة أمر واحد يمكن التأكّد منه: البريطانيون سيتوجّهون إلى الشاطئ.

لمئات السنين، وفي مختلف الأحوال الجوية، كان البريطانيون يستمتعون بتناول الآيس كريم، ويتجوّلون على الأرصفة، ويرمون القطع النقدية في ألعاب الأركيد على شواطئ البحر. وتُعتبر مدينة سكاربورو على ساحل بحر الشمال في إنجلترا، التي تُعرف على نطاق واسع كأول منتجع بحري في بريطانيا، من الوجهات التي ترحّب بالسيّاح للاستفادة من مياه السبا العلاجية منذ حوالي 400 عام. 

وبرأي المؤرخة المعمارية كاثرين فيري في حديث لها مع CNN، الذي يتوافق مع العديد من آراء الخبراء: "مفهوم الذهاب إلى الشاطئ للترفيه تقليد اخترعه البريطانيون. إنه جزء من قصة أمّتنا، وقصة جزيرتنا، وهناك شعور بأهمية هذا الأمر لهويّتنا. لدى البريطانيين حاجة للذهاب إلى الساحل واستنشاق هواء البحر". 

ورغم أنّ الحب للشواطئ البريطانية شهد العديد من التقلبات، على غرار حركة المد والجزر خلال القرن العشرين، إلا أنه ظل مصدر إلهام دائم للفنانين مثل المصور البارز مارتن بار، الذي استكشف في صوره المميزة والجذرية الطبقات الاجتماعية وأسلوب الترفيه في شمال إنجلترا خلال ثمانينيات القرن الماضي، والفنانة متعددة التخصصات فينكا بيترسون، التي جسدت في أعمالها الشباب والثقافات الفرعية على الشاطئ، في تسعينيات القرن الماضي.

تقول كاثرين فيري إن الناس كانوا ينظرون إلى الشواطئ البريطانية على أنها عطلة تخص الطبقة العاملة فقط، وكان هناك نوع من التكبر تجاهها، مما أثر أيضًا على الدراسات الأكاديمية التي تجاهلت هذا الموضوع.Credit: Photo Precision Limited/Colourmaster, St Ives, Huntingdon

في كتابها الجديد "عمارة الشواطئ في القرن العشرين"، تستخدم كاثرين فيري البطاقات البريدية لتوضح كيف أثرت الأفكار الاجتماعية والثقافية على تصاميم المباني على الشواطئ البريطانية. تقول إن هذه البطاقات بسيطة لكنها مهمة لأنها توثق التاريخ بطريقة سهلة.

يعرض الكتاب صور ورسوم تُظهر تصاميم المباني الجميلة من فترة ما بين الحربين العالميتين، والمباني التي صممت بعد الحرب المستوحاة من مهرجان بريطانيا في العام 1951، بالإضافة إلى المباني الخرسانية القوية في الستينيات والسبعينيات. تشير فيري إلى أنّ المنتجعات الشاطئية كانت تتنافس على جذب السياح، فإذا أنشأ مكان ما شيئًا جديدًا، كانت الأماكن الأخرى تحذو حذوه.

وكارين شيبردسون، التي شاركت في تأليف كتاب عن الشواطئ في العام 2019، أسّست أرشيفًا للصور القديمة خاصًا بالشواطئ في جنوب شرق بريطانيا، ويضم صورًا تعود للفترة الممتدة بين العامين 1860 و1990، لتوثق تاريخ هذه الأماكن بطريقة رائعة.

تركز شيبردسون في بحثها على صور تُسمى "walkies"، وهي صور لأشخاص يمشون على الكورنيش، يلتقطها مصور محترف وتُطبع على بطاقات بريدية. بدأت هذه العادة في القرن التاسع عشر، عندما لم يكن لدى الناس كاميرات أو يستطيعون دفع رسوم رسم الصور الشخصية. كان المصورون يسافرون ويصورون العائلات على الشاطئ، ليأخذوا معهم صورة تذكارية بسرعة.

قالت كارين شيبردسون لـ CNN: "عندما أفكر بالتصوير في الأماكن العامة، فإن الشاطئ هو المكان الذي نراه فيه الأمور بوضوح". Credit: Karen Shepherdson/SEAS Photography

وقد دعت شيبردسون الناس لإرسال صور "walkies" من القرن العشرين، ولاقى ذلك تفاعلًا كبيرًا من قبل أشخاص كثر سارعوا إلى مشاركة بطاقاتهم البريدية الخاصة.

مساحة ديمقراطية المصوّرة صوفي غرين تسعى من خلال أعمالها إلى توثيق "التجربة البريطانية التقليدية في الشاطئ". وقالت: "بالنسبة لي كمصوّرة وثائقية، الشاطئ مكان مفتوح ويسهل الوصول إليه اجتماعيًا".Credit: Sophie Green

في السبعينيات والثمانينيات، قلّت شعبية العطلات على الشواطئ البريطانية بسبب ظهور رحلات دولية رخيصة وأسعار طيران أقل. في بعض المدن، قلّ عدد السياح، وأدى الإهمال إلى زيادة الفوارق بين الفقراء والأغنياء. هذا جعل المجتمعات الساحلية تعاني كثيرًا أثناء إغلاقات كورونا في العام 2020، عندما انخفض الإنفاق وارتفعت معدلات البطالة بشكل كبير.

خلال جائحة "كوفيد-19"، وبسبب قيود الحركة، زادت العطلات داخل بريطانيا على الشواطئ، وأصبحت بعض الشواطئ مزدحمة جدًا. هذا الاهتمام الجديد بالشواطئ رفع أسعار البيوت في بعض المناطق، مثل مدينة مارغيت، حيث تضاعفت الأسعار بين 2012 و2022. كما أظهرت دراسات أن الشباب في المناطق الساحلية يعانون من مشاكل نفسية أكثر بثلاث مرات من شباب باقي البلاد.

المصورة صوفي غرين من لندن، التي توقفت مشاريعها بسبب الإغلاق في العام 2020، استخدمت الشواطئ كمكان جديد للعمل. مشروعها "Beachology" أخذها إلى شواطئ عديدة في بريطانيا لتعكس الحياة هناك اليوم. وقالت إن الشاطئ مكان خاص حيث يظهر الناس جانبًا مختلفًا من أنفسهم مقارنة بأماكن أخرى.

بحسب صوفي غرين ليست هناك الكثير من الأماكن التي تتيح لنا هذا الشعور، خصوصًا في مرحلة البلوغ حين يصبح من الصعب التمسك بتلك الأحاسيس.Credit: Sophie Green

بالنسبة لغرين، الشاطئ مكان رائع لمراقبة الناس ورؤية تفاصيل حياتهم اليومية. وقالت إن ألوان وأجواء الشواطئ فريدة جدًا، مثل ألوان الملاهي والكازينوهات، وهذه الأماكن لا تشبه أي مكان آخر في العالم، والجميع يذهبون إلى الشاطئ للهدف نفسه.. الشعور بالحرية والراحة في الطبيعة.

في السنوات الأخيرة، استُخدم الفن لجذب الزوار الذين يرغبون بعيش تجارب ثقافية بالتزامن مع زياتهم الشاطئ. في العام 1993، افتتح معرض تيت في سانت إيفز بكورنوال، وبعده معرضا تيرنر كونتمبوراري وهاستينغز كونتمبوراري على الساحل الجنوبي الشرقي. وهناك أيضًا أعمال فنية مثل تمثال "فيريتي" في إيلفراكومب وعرض الفن العام على ممشى بلاكبول.

يقف "Verity"، التمثال الذي أبدعه الفنان داميان هيرست، على الرصيف في بلدة إلفراكومب بمقاطعة ديفون في المملكة المتحدة.Credit: incamerastock/Alamy Stock Photo

رغم أن جائحة كورونا جعلت الناس يعيدون اكتشاف الشواطئ، لكنها لم تساعد السياحة المحلية كما كان متوقعًا. لكن مهما كانت الظروف الاقتصادية أو الطقس، سيظل الشاطئ مهمًا للبريطانيين. ولفتت شيبردسون إلى أنّ "الأوقات صعبة في العالم والمال، لكن الشاطئ مكان يوفّر نوعًا من المساواة."

وأضافت: "عندما نكون على الشاطئ، نكون على طبيعتنا وبسيطين. الشاطئ مكان مفتوح للجميع وغالبًا مجاني. هناك قليل من الأماكن التي نعيش فيها تجربة مشتركة مثل هذه."

المملكة المتحدةبريطانيارحلاتفنونمعارضنشر الخميس، 31 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • احذر هذه العادات.. تسبب لك حصوات الكلى دون أن تدري
  • لماذا تختلف تجربة الذهاب إلى الشاطئ في بريطانيا عن أي مكان آخر؟
  • تغير المناخ يخلط أوراق الفصول..استعدادات استثنائية لمواجهة طقس غير معتاد
  • تحذير لمرضى السرطان.. توقف عن هذه العادات الخطيرة خلال رحلة السرطان
  • وزير البيئة: لا نتدخل في أسعار المنتجات الزراعية وسننظم الأسواق قريبًا .. فيديو
  • مكان وموعد عزاء لطفي لبيب
  • مكان وموعد تشييع جنازة لطفي لبيب.. خاص
  • كيف يسبب تغير المناخ زيادة تشكل الحفر الأرضية الغائرة؟
  • إدارة ترامب تمهد لنسف الأساس القانوني لمكافحة تغير المناخ
  • مصطفى الفقي: حديث الرئيس السيسي عن القضية الفلسطينية رسالة مختصرة بأن مصر لا تغير مواقفها