نيويورك تايمز تجيب | كيف يمكن للجنائية الدولية محاكمة نتنياهو وجالانت؟
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
تطرقت صحيفة نيويورك تايمز إلى قضية تقديم المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، متهمة إياهما بارتكاب جرائم حرب خلال العدوان علي قطاع غزة. وتأتي هذه الخطوة لتسلط الضوء على سلطات المحكمة الجنائية الدولية وحدود ولايتها القضائية في سياق السياسة الدولية.
تأسست المحكمة الجنائية الدولية قبل أكثر من عقدين لتقديم المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية، جرائم الحرب، الإبادة الجماعية، وجرائم العدوان إلى العدالة. النظام الأساسي للمحكمة، المعروف بـ "نظام روما"، وقّعت عليه 120 دولة، مما يجعلها أعضاء في المحكمة.
رغم أن إسرائيل ليست من بين الدول الموقعة، فإن توقيع السلطة الفلسطينية على النظام الأساسي يتيح للمحكمة فتح تحقيقات حول الجرائم المرتكبة في الأراضي الفلسطينية. في هذا السياق، وجهت المحكمة اتهامات لنتنياهو وجالانت باستخدام أساليب مثل التجويع كأداة حرب.
حدود السلطة: تحديات تنفيذ العدالةتشير الصحيفة إلى أن سلطات المحكمة الجنائية تواجه عراقيل بسبب عدم اعتراف العديد من الدول الكبرى بولايتها، بما في ذلك الولايات المتحدة، روسيا، والصين، التي لم تصادق على نظام روما الأساسي. هذه الدول لا تلتزم بالمذكرات الصادرة عن المحكمة ولا تسلم مواطنيها إليها، مما يضعف فاعلية المحكمة في ملاحقة المتهمين الدوليين.
رغم ذلك، يمتد نطاق ولاية المحكمة نظريًا إلى ما هو أبعد من الدول الأعضاء، إذ يمكن لمجلس الأمن الدولي إحالة حالات إلى المحكمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة. لكن مع التوترات بين الأعضاء الدائمين في المجلس (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، وبريطانيا)، فإن الإحالة الجماعية تبدو غير مرجحة، كما أشار ديفيد شيفر، السفير الأمريكي السابق والمفاوض في إنشاء المحكمة.
السوابق الدولية: قرارات لم تنفذتاريخيًا، أصدرت المحكمة مذكرات اعتقال بحق زعماء بارزين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس السوداني السابق عمر حسن البشير، والعقيد الليبي معمر القذافي. لكن تنفيذ هذه المذكرات يظل مرهونًا بالتعاون الدولي. على سبيل المثال، زار بوتين منغوليا، وهي دولة عضو في المحكمة، دون أن يُعتقل، كما تمكن البشير من مغادرة جنوب أفريقيا في ظروف مشابهة.
التعاون الدولي: التزام اختياري؟تعتمد المحكمة على الدول الأعضاء لتنفيذ أوامر الاعتقال. إلا أن بعض الدول تتجاهل التزاماتها الرسمية، مثل المجر التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها فيكتور أوربان أنها لن تعتقل نتنياهو إذا زارها، رغم كونها عضوًا في المحكمة.
هذا الموقف يعكس التحديات التي تواجه المحكمة في فرض سلطتها حتى بين الدول الأعضاء، مما يثير تساؤلات حول فعاليتها في محاسبة القادة المتهمين بارتكاب جرائم خطيرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المحکمة الجنائیة الدولیة
إقرأ أيضاً:
بعد تعديل تقرير عن طفل غزة.. احتجاجات واتهامات لصحيفة نيويورك تايمز بـالكذب
قالت الصحيفة في بيان نُشر على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) "لقد حصلنا على معلومات جديدة، من بينها بيانات من المستشفى الذي عالج الطفل وسجلاته الطبية، وقد قمنا بتحديث قصتنا لإضافة سياق يتعلق بحالته الصحية السابقة." اعلان
تعرّض مبنى صحيفة نيويورك تايمز في مدينة نيويورك لأعمال تخريب يوم الأربعاء، بعد أن أقدمت الصحيفة على تعديل تقريرها بشأن "المجاعة" في قطاع غزة، والذي أثار موجة استنكار واسعة.
وأظهرت صور نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست قيام مجهولين برشّ عبارات على جدران المبنى جاء فيها: "NYT LIES, GAZA DIES" (نيويورك تايمز تكذب، غزة تموت).
Related "بسبب تجويع غزة"..رسالة من شخصيات إسرائيلية بارزة تطالب بعقوبات دولية على تل أبيبليلة انتظار مساعدات دموية.. 46 قتيلاً في غارات إسرائيلية بقطاع غزة حماس تربط استئناف المفاوضات بتحسّن الأوضاع في غزة.. وإسرائيل تلوّح بالتصعيدويأتي هذا الحادث بعد يوم من تعديل الصحيفة الأميركية لتقريرها الذي نُشر مؤخرًا حول "معاناة الفلسطينيين من المجاعة"، حيث أضافت توضيحًا مفاده أن الطفل الذي تصدّر القصة وصدر صفحتها الأولى، محمد زكريا المتوق، يعاني من حالة طبية مزمنة أثّرت على مظهره.
وقالت الصحيفة في بيان نُشر على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) "لقد حصلنا على معلومات جديدة، من بينها بيانات من المستشفى الذي عالج الطفل وسجلاته الطبية، وقد قمنا بتحديث قصتنا لإضافة سياق يتعلق بحالته الصحية السابقة."
بيان من صحيفة نيويورك تايمزوجاء هذا التعديل استجابة لطلب من القنصلية الإسرائيلية العامة في نيويورك، بعد أن انتشرت صورة المتوق إلى جانب شقيقه بشكل واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفق ما أفادت به جيروزاليم بوست.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، فقد أبلغت القنصلية صحيفة نيويورك تايمز بالحالة الطبية للطفل. ونقلت الصحيفة عن القنصل العام الإسرائيلي في نيويورك، أوفير أكونيس، قوله: "من المؤسف أن الإعلام الدولي يقع مرارًا ضحية لدعاية حركة حماس. فهم ينشرون أولاً، ثم يتحققون – إن فعلوا ذلك أصلاً."
ردود فعل إسرائيلية غاضبةوأثار تعديل التقرير ردود فعل غاضبة من مسؤولين إسرائيليين، من بينهم رئيس الوزراء الأسبق نفتالي بينيت، الذي كتب عبر منصة X: "هذا أمر لا يُصدق. بعد أن أثارت نيويورك تايمز موجة كراهية ضخمة ضد إسرائيل باستخدام تلك الصورة المروّعة، تعترف الآن بهدوء أن الطفل كان يعاني من أمراض سابقة."
وأضاف متهمًا الصحيفة: "كنتم تعلمون أن حماس تستخدم أطفالًا مصابين بأمراض مزمنة، وقد حذرناكم من ذلك مرارًا. كنتم تعرفون تمامًا تأثير هذه الصورة. هذه فرية دموية في عام 2025. ألا تخجلون؟"
السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، هاجم الصحيفة خلال ظهوره في برنامج بيرس مورغان، ووصف استخدام صورة الطفل الفلسطيني على الغلاف بأنه "كذبة" و"فرية دموية".
وقال دانون: "الصورة كانت كاذبة، والصحيفة تراجعت عنها. لكن الطريقة التي سُحب بها التقرير كانت أيضًا مخزية"، في إشارة إلى الاكتفاء بنشر التعديل عبر تغريدة على منصة X.
من جهته، علّق الصحفي المستقل ديفيد كوليير عبر المنصة نفسها قائلاً: "لا يوجد ما يُفرح في هذا. حتى شبكة BBC اضطرت إلى سحب وثائقي لأن بطله كان نجل وزير في حماس. والآن، على معظم وسائل الإعلام التقليدية أن تعترف باستخدامها لصور مضللة. لا يمكننا الوثوق بإعلام يستمر في الكذب علينا."
وفي المقابل، خالف الإعلامي البريطاني بيرس مورغان هذه الاتهامات، وقال مدافعًا: "الطفل كان هزيلاً بوضوح. من الواضح أنه لا يأكل!"
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة