«مبادرة محمد بن زايد للماء» تعزز التعاون الدولي لمواجهة تحدي ندرة المياه
تاريخ النشر: 24th, November 2024 GMT
باكو (وام)
أخبار ذات صلةاختتمت «مبادرة محمد بن زايد للماء» برنامج مشاركتها في مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين «COP29» المنعقد في مدينة باكو بأذربيجان، والذي ركز على استكشاف فرص مواجهة التحدي العاجل لندرة المياه على مستوى العالم، عبر تعزيز التعاون الدولي مع الأطراف المعنية، وتمكين الشباب وإشراكهم في الجهود العالمية للتصدي لهذا التحدي المتنامي.
ونظمت المبادرة خلال المؤتمر عدداً من الحلقات النقاشية، وشاركت في جلسات مع عدد من الشركاء الأساسيين، بهدف تعزيز الحوار والإسهام في إيجاد الحلول الفاعلة لمعالجة مخاطر ندرة المياه، ودفع الجهود نحو بناء مستقبل يضمن وفرة موارد الماء المستدامة للجميع.
وناقشت المبادرة في جلسة عقدت في جناح «المياه من أجل المناخ» تحت عنوان «من المختبر إلى الميدان: ابتكارات في مجال المياه»، بمشاركة مجموعة من الخبراء والمعنيين من القطاعين العام والخاص، والأوساط الأكاديمية، والمنظمات غير الربحية، دور الابتكارات التكنولوجية والحلول التقنية الحديثة في معالجة تحديات المياه وزيادة الاستثمارات في هذا المجال، إلى جانب التأكيد على أهمية توفير أطر متكاملة للحوكمة وصياغة السياسات التي تدعم تطوير وتطبيق الحلول المبتكرة لإدارة المياه.
كما نظمت المبادرة، جلسة حوارية للشباب بعنوان «مشاورة الشباب حول ندرة المياه»، أدارتها إليزابيث واثوتي، مؤسِّسة «مبادرة الجيل الأخضر» وأصغر عضو في اللجنة العالمية للاقتصاد المائي.
وشارك ممثلون من «مبادرة محمد بن زايد للماء» في جلسات متنوعة خلال المؤتمر، منها جلسة نظمها البنك الدولي في جناحه بعنوان «وجهات نظر القادة بشأن تسريع أمن المياه والتكيف مع المناخ»، أدارها ساروج جاه، المدير العالمي لقطاع الممارسات العالمية للمياه في البنك الدولي، وبمشاركة عائشة العتيقي، التي ترأست وفد «مبادرة محمد بن زايد للماء» في المؤتمر. وتناول النقاش مسارات تسريع تحقيق أمن المياه وتعزيز المرونة المناخية، مع التركيز على تجاوز عوائق الحوكمة والتمويل، وتوسيع استثمارات القطاع الخاص في الحلول المبتكرة. وأتت الجلسة في أعقاب إطلاق البنك الدولي برنامج التحدي العالمي للأمن المائي والتكيف مع المناخ خلال المؤتمر.
تعزيز التعاون الدولي مع الأطراف المعنية
أتاح مؤتمر «COP29» الفرصة لمبادرة محمد بن زايد للماء، لتعزيز التزامها بالتصدي لتحديات ندرة المياه العالمية من خلال ركائزها الثلاث وهي: تسريع وتيرة الابتكار التقني، والتوعية، وحشد الجهود الدولية وتمكين العمل. وشددت النقاشات الرئيسة للمبادرة على الحاجة الملحّة لدعم وتطوير تقنيات جديدة ورائدة، مع تحسين التقنيات الحالية مثل تحلية المياه، لضمان توفير المياه المستدامة للجميع وبأقل التكاليف.
وقالت عائشة العتيقي، رئيسة وفد «مبادرة محمد بن زايد للماء» لمؤتمر «COP29»، إن تحدي ندرة المياه يمثل تهديداً عاجلاً للأمن والازدهار العالميين، وإن هذه القضية ورغم هذه السيناريوهات المقلقة، لم تحظَ على مر التاريخ بنفس القدر من الاهتمام والدعم المالي للحدّ من تداعياتها كغيرها من المخاطر العالمية الأخرى، لافتة إلى أن المؤتمر يوفر منصة فريدة للتعاون مع الجهات والأطراف المختلفة المعنية حول هذه القضية الملحّة.
وتواصل «مبادرة محمد بن زايد للماء» حشد الجهود في مواجهة تحديات ندرة المياه العالمية من خلال مسابقة «إكس برايز للحد من ندرة المياه»، وهي مسابقة دولية تستمر لمدة خمس سنوات، وتقدم جوائز إجمالية تصل إلى 119 مليون دولار، بتمويل تبلغ قيمته 150 مليون دولار، بهدف تعزيز الوصول إلى المياه النظيفة على نطاق واسع، من خلال تقديم حلول فاعلة ومستدامة وتطويرها لتعزيز كفاءة تقنيات تحلية المياه وتكلفتها.
وتَقدم حتى الآن 280 فريقاً من أكثر من 63 دولة للمشاركة في هذه المنافسة العالمية، ومن المقرر الإعلان عن الفائز بجائزتها الكبرى في عام 2028.
ممثلو المبادرة
شارك ممثلو المبادرة كذلك في جلسة نظمتها دائرة الطاقة -أبوظبي في جناح دولة الإمارات بعنوان «المياه والتغير المناخي: استخدام تقنيات تحلية المياه والطاقة المتجددة والإدارة والإشراف لابتكار حلول المياه المستدامة»، واستعرضت النهج المتكامل لمواجهة تحديات المياه، عبر الاستفادة من توظيف تقنيات التحلية وإعادة استخدام المياه والطاقة المتجددة لتحقيق أهداف الإدارة المسؤولة للمياه عالمياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مبادرة محمد بن زايد للماء المياه كوب 28 كوب 29 مؤتمر المناخ اتفاق باريس المناخ الكربون التغير المناخي الأمم المتحدة أذربيجان باكو مؤتمر الأطراف مبادرة محمد بن زاید للماء ندرة المیاه
إقرأ أيضاً:
من لندن.. تأسيس جبهة دولية لمواجهة الاحتلال والفصل العنصري
شهدت العاصمة البريطانية لندن، السبت، انطلاق أعمال المؤتمر التأسيسي الأول لـ”التحالف العالمي من أجل فلسطين” (Global Alliance for Palestine – GAFP)، بمشاركة نخبة من الشخصيات البرلمانية والحقوقية والنقابية والثقافية من مختلف القارات، في خطوة وُصفت بأنها “لحظة مفصلية” في مسار حركة التضامن العالمي مع فلسطين.
وجاء إطلاق التحالف بعد تصاعد غير مسبوق في الحراك الشعبي العالمي منذ اندلاع حرب غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتكشّف الانتهاكات الواسعة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، وسط اتهامات متزايدة بتكريس نظام فصل عنصري واستهداف ممنهج للعمل التضامني حول العالم.
ما هو التحالف العالمي من أجل فلسطين؟
التحالف هو مبادرة دولية تهدف إلى توحيد جهود التضامن مع فلسطين ضمن جبهة استراتيجية منظمة، تجمع بين النقابات ومنظمات المجتمع المدني والحركات الطلابية والمبادرات الإعلامية والثقافية، إلى جانب برلمانيين ومفكرين ونشطاء من مختلف دول العالم، خاصة خارج المنطقة العربية.
ويقوم المشروع على قناعة مفادها أن “التضامن مع فلسطين يجب أن يكون مؤسسيًا، منظمًا، ومؤثرًا”، وفق ما جاء في البيان الختامي للمؤتمر، الذي دعا إلى “بلورة قوة عالمية رادعة لسياسات الاحتلال، ومجابهة حملات التشويه والتضليل التي تستهدف القضية الفلسطينية وأنصارها”.
كوربن، البرغوثي، فاروفاكيس… قامات بارزة في الواجهة
ترأس المؤتمر الدكتور أنس التكريتي، رئيس اللجنة التحضيرية، وشارك في الجلسات عدد من الشخصيات الدولية البارزة، في مقدمتهم: النائب البريطاني جيريمي كوربن، الذي يتولى رئاسة اللجنة التوجيهية للتحالف، الدكتور مصطفى البرغوثي من فلسطين، الزعيم الإيرلندي جيري آدامز (عبر الفيديو)، وزير المالية اليوناني الأسبق يانيس فاروفاكيس (عبر الفيديو)، المناضل الجنوب إفريقي روني كاسريلز، النائب الإيطالي أنجيلو بونيلي.
من الجلسات الحوارية إلى الهيكلة التنظيمية
وشمل المؤتمر ثلاث جلسات رئيسية، تناولت: تأطير اللحظة الدولية في ضوء الزخم التضامني الأخير مع فلسطين، دروس من تجارب الحركات العالمية، لا سيما BDS، و”أوقفوا الحرب”، و”CODEPINK”، بناء الهيكل التنظيمي للتحالف، ووضع خطة عمل استراتيجية و”ميثاق تأسيسي”، بإشراف شخصيات أكاديمية ونقابية من أوروبا وأمريكا اللاتينية ونيوزيلندا.
خارطة طريق لمواجهة الاحتلال
واختتم المؤتمر بإعلان بيان تأسيسي أكد على: دعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، رفض نظام الاحتلال والفصل العنصري الإسرائيلي، الدفاع عن الحق في التضامن والعمل المدني اللاعنفي، بناء تحالف دولي متعدد المستويات والقطاعات.
ودعا البيان إلى تكثيف العمل البرلماني والإعلامي والقانوني في دول الشمال العالمي، وتوسيع حملات المقاطعة، وتعزيز أدوات المقاومة الشعبية السلمية حول العالم.
كوربن: “نقطة تحوّل في النضال العالمي”
وفي كلمته خلال الجلسة الختامية، قال النائب البريطاني جيريمي كوربن: "نحن لا نؤسس لتحالف عابر، بل نُطلق حركة عالمية دائمة تتحدى الظلم، وتُعيد لفلسطين مكانتها في ضمير الإنسانية. هذه لحظة تاريخية ونقطة تحوّل في النضال من أجل العدالة.”
ما بعد لندن.. خارطة تحرك دولية
أعلن المنظمون أن المؤتمر القادم سيُعقد في 2026، في دولة سيتم الإعلان عنها لاحقًا، مؤكدين أن الخطوة التالية تشمل: تشكيل لجان عمل دولية متخصصة، تعزيز شبكات الإعلام البديل، دعم التعليم الشعبي حول القضية الفلسطينية، إطلاق حملات ضغط سياسي وتشريعي في العواصم المؤثرة عالميًا.
يمثل إطلاق التحالف العالمي من أجل فلسطين نقلة نوعية في العمل التضامني المنظم، وسط ما يصفه منظموه بـ”فراغ دولي أخلاقي وسياسي تجاه الجرائم المرتكبة في فلسطين”. كما يعكس رغبة متجددة في بناء حركة مقاومة مدنية عالمية تُواجه الفصل العنصري، وتنحاز إلى القيم الإنسانية والعدالة.
وقال زياد العالول، المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، في تصريح خاص لـ”عربي21”، إن “انعقاد هذا المؤتمر في قلب العاصمة البريطانية لندن، وبهذا الزخم الدولي، يعكس حجم التعاطف العالمي المتنامي مع قضية فلسطين، وضرورة الارتقاء به إلى مستوى تنسيق فعّال ومستدام للجهود الدولية المناصرة لحقوق شعبنا”.
وأضاف العالول أن “الحاجة لمثل هذا التحالف باتت أكثر إلحاحًا في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها شعبنا، والتي لم تكتف بالقصف والقتل، بل لجأت إلى أحد أقذر الأسلحة وهو سلاح التجويع، على مرأى ومسمع العالم كله”.
وأكد أن “الثمن الذي دفعه الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة غير مسبوق في العصر الحديث، وهو ثمن لا بد أن يقابل ليس فقط بدعم نضاله من أجل نيل حقوقه، بل بملاحقة قادة الاحتلال أمام القضاء الدولي على الجرائم التي ارتكبوها بحق المدنيين، والنساء، والأطفال، والبنية التحتية للحياة”.
وختم العالول تصريحه بالقول: “نحن هنا لنقول إن التضامن مع فلسطين لم يعد رفاهًا أخلاقيًا، بل مسؤولية دولية سياسية وإنسانية، يجب أن تتحول إلى قوة منظمة تُحدث فرقًا حقيقيًا على الأرض”، وفق تعبيره.