عربي21:
2025-05-21@13:42:54 GMT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرمات النووية؟

تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT

كيف كسرت الحرب في أوكرانيا المحرمات النووية؟

نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرًا تحدثت فيه عن خلق الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بيئة مواتية لانتشار أسلحة نووية جديدة في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا، من خلال تبسيط التهديد النووي وإعلانه أن القنبلة النووية قد تصبح سلاحًا قابلًا للاستخدام.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، حصل سنة 2009 على "جائزة نوبل للسلام"، بفضل دعوته إلى إنشاء "عالم خالٍ من الأسلحة النووية".



وتضيف الصحيفة أنه في ذلك الوقت بدت آمال الرئيس الأمريكي الأسبق وهمية، في ظل استثمار قوى أخرى في سباق الأسلحة النووية. وبعد مضي خمسة عشر سنة، بعد أن أصبحت معاهدات نزع السلاح غير سارية وبدأ بعض البلدان في تحريك الأسلحة النووية، تحت شكلها التكتيكي، من مبدأ الردع إلى مفهوم الاستخدام الفعلي، بادت هذه الأحلام السلمية تبدو وكأنها تنتمي إلى العصور القديمة.

وعبر التهديد والتلويح المنتظم بالسلاح النووي؛ ساهم فلاديمير بوتين، إلى حد كبير، في اختفاء المحرمات النووية. وعبر استغلال الخوف من التصعيد النووي، تمكن الكرملين من الحد من الدعم العسكري الذي تقدمه الدول الغربية لأوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية في شباط/فبراير 2022، ومن مَنْع مشاركة الدول الغربية بشكل مباشر في الصراع، وتخويف جزء من سكان هذه الدول، الذين تغلّب عليهم "الإرهاق والإغراءات بالتخلي عن أوكرانيا باسم الأمن الزائف".



وأوردت الصحيفة أن استخفاف الكرملين بالأسلحة النووية بدأ سنة 2014، عند استخدامه التهديد بالنيران الذرية للدفاع عن ضم شبه جزيرة القرم من طرف واحد إلى روسيا. ومنذ ذلك الحين، لُوّح باستخدام السلاح النووي في كل مرة واجهت فيها روسيا صعوبة في الميدان، أو أرادت دفع الغرب إلى التراجع. ففي 27 شباط/ فبراير 2022 على سبيل المثال، وُضع الجهاز النووي الروسي في حالة تأهب.

وفي نيسان/ أبريل من السنة ذاتها، استخدمت روسيا التهديد النووي لمحاولة منع السويد وفنلندا من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. وفي آذار/مارس 2023، نشرت روسيا صواريخ نووية تكتيكية في بيلاروسيا. وفي شباط /فبراير 2024، لجأت روسيا إلى التهديد النووي لجعل النشر المحتمل لقوات الـناتو في أوكرانيا مستحيلاً. وفي الآونة الأخيرة، وفي سياق المفاوضات المحتملة مع عودة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعادت روسيا مرة أخرى الخطاب النووي إلى الحرب، من خلال إطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى على أوكرانيا كما أدخلت تعديلات على البنود التي يمكن أن تبرر استخدام الأسلحة الذرية، عبر مراجعة عقيدتها النووية.

التصعيد اللفظي لبوتين
وذكرت الصحيفة أن التهديدات النووية التي أطلقتها السلطات الروسية تندرج في الأساس ضمن الابتزاز السياسي لأن اتخاذ خطوات فعلية عبر تنفيذ هجوم نووي تكتيكي، لا يخدم مصلحة بوتين وهو ما يعني نهاية نظامه. كما أن التصعيد اللفظي من جانب القادة الروس ورجال الدعاية لم يصاحبه استخدام للأسلحة النووية على أرض الواقع. ولم يتغير الوضع النووي الروسي؛ الذي تراقبه الأجهزة الغربية عن كثب. بينما تستمر الصين أيضًا في لعب دور معتدل، حيث تحذّر موسكو بانتظام من أن الأسلحة النووية تشكل خطاً أحمر مطلقاً بالنسبة إليها.

إن التقليل من شأن الخطاب الروسي غير المقيد بشأن استخدام الأسلحة النووية ومن التهديد المتكرر، قد أدى إلى انعكاسات دولية كبيرة؛ فقد غير هذا الخطاب بالفعل البيئة الاستراتيجية الدولية. ومن المرجح محاولة قوى أخرى تقليد تصرفات روسيا في أوكرانيا، من أجل تغيير وضع سياسي أو إقليمي راهن، أو إنهاء صراع في ظل ظروف مواتية لدولة تمتلك السلاح النووي وتهدد باستخدامه، أو إذا أرادت دولة نووية فرض معادلات جديدة.

في هذا الشأن يقول ضابط فرنسي: "لولا الأسلحة النووية، لكان الناتو قد طرد روسيا بالفعل من أوكرانيا. لقد فهم الجميع ذلك في جميع أقطار العالم".



بعد غزو العراق بقيادة صدام حسين سنة 2003، والتدخل ضد ليبيا بقيادة معمر القذافي في سنة 2011، تمثل الحرب في أوكرانيا تشجيعًا جديدًا على استئناف انتشار الأسلحة النووية في العالم. فقد تم الهجوم على هذه البلدان الثلاثة، في ظروف مختلفة، بعد تخليها عن برامجها النووية. ومن هنا استخلصت العديد من الدول العبر، وخاصة إيران. وبعد فشل الحلول الدبلوماسية التي حاول المجتمع الدولي تطبيقها؛ طورت طهران بشكل كبير برنامجها العسكري ومن الممكن أن تتحول بشكل سريع إلى دولة نووية، لا سيما أن روسيا، التي كانت في وقت سابق تتعاون مع الغرب للحد من برنامجها، أصبحت تتعاون مع طهران مقابل الحصول على دعم عسكري في حربها ضد أوكرانيا.

خطر نووي عالمي
من جانبه، لتجنب نشوب حرب بين إسرائيل وإيران، طلب جو بايدن من بنيامين نتنياهو عدم توجيه ضربات نحو المنشآت النووية الايرانية ردًّا على الهجمات الصاروخية المكثفة ضد اسرائيل.

وأوضحت الصحيفة أن تحول إيران الى دولة نووية من شأنه أن يدفع القوى السُنّية في المنطقة ـ السعودية وتركيا ومصر ـ إلى الشروع أيضًا في المغامرة النووية. ولكن يأتي الخطر النووي يأتي أيضاً من كوريا الشمالية، التي أرسلت عشرة آلاف جندي لدعم حرب بوتين في أوكرانيا، والتي أصبح سلوكها عدوانيًّا على نحو متزايد في التعامل مع جنوب شبه الجزيرة الكورية.

ومنذ أن غذت الولاية الأولى لرئاسة دونالد ترامب الشكوك حول مدى موثوقية حماية المظلة الأمريكية؛ بدأ حلفاء الولايات المتحدة الآسيويين في التساؤل عن جدوى الانخراط في السباق النووي. ووفقًا لاستطلاع للرأي أجري مؤخراً، يؤيد 70 بالمئة من الكوريين الجنوبيين هذه الفكرة.

لكن "الانتشار النووي الديمقراطي" شمل اليوم أيضًا أوكرانيا. في عام 1994؛ وافقت أوكرانيا المستقلة حديثًا حينذاك على التخلي عن أسلحتها النووية مقابل ضمان الدول الموقعة على مذكرة بودابست أمنها وسلامتها الإقليمية. لكن في عامي 2014 و2022؛ كشفت الحروب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا ولامبالاة المجتمع الدولي عن عدم جدوى ضمانات بودابست. ومنذ ذلك الحين؛ بدأت بعض الأصوات في أوكرانيا، تنتقد قرار عام 1994. في هذا الصدد قال زيلينسكي "إما أن تطور أوكرانيا أسلحة نووية وتدافع عن نفسها بهذه الأسلحة، أو يتعين عليها الانضمام إلى الناتو لأن دول الناتو ليست في حالة حرب اليوم".



ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين قوله: "إذا كنا نتحدث عن نهاية الحرب وضمان الأمان، ينبغي التحلي بالمنطق. الاتفاقات الثنائية لن تكون كافية لضمان أمن أوكرانيا. هناك ثلاث حلول؛ الأول دعوة أوكرانيا للانضمام إلى الناتو، الأمر الذي تعارضه الولايات المتحدة وألمانيا. أما الثاني فهو التخلي عن كييف، وهو ما سيكون كارثيًا بالنسبة لأوكرانيا ولأوروبا. بينما يتمثل الثالث في تطوير البرنامج النووي الأوكراني".

وتتباين الآراء بخصوص قدرة أوكرانيا على تطوير برنامج نووي، ففي حين يرى البعض أنها غير قادرة على ذلك دون تلقي مساعدة من دولة حليفة وأن لهذا الخيار تكلفة سياسية واقتصادية وعسكرية باهظة، كونه قد يعرض دعم الشركاء الغربيين لأوكرانيا للخطر. يشير آخرين إلى المساعدة التي قدمتها فرنسا إلى إسرائيل في الحصول على السلاح النووي في الخمسينيات، من أجل تعزيز أمن إسرائيل وخدمة برنامجها العسكري الخاص.

وفي ختام التقرير نوهت الصحيفة إلى أنه عقب العصر النووي الأول، الذي امتد من سنة 1945 حتى نهاية الحرب الباردة؛ وبعد العصر النووي الثاني، الذي صاحب فترة التهدئة ونزع السلاح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي؛ يهدد العصر النووي الثالث بتعدد الفاعلين المشاركين في انتشار غير خاضع للرقابة في شرق أوروبا، وكذلك في آسيا والشرق الأوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النووي روسيا الحرب التهديدات روسيا النووي اوكرانيا الحرب تهديدات صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسلحة النوویة السلاح النووی فی أوکرانیا الصحیفة أن

إقرأ أيضاً:

المجلس الأوروبي: عقوبات جديدة ضد روسيا إذا لم توقف العدوان على أوكرانيا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن رئيس المجلس الأوروبي، قال ملتزمون مع بريطانيا بالعمل على تحقيق سلام شامل وعادل في أوكرانيا.

روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانياالعربية: ترامب يتحدث إلى بوتين اليوم حول أوكرانياأوكرانيا تعلن إسقاط 76 مسيّرة روسية في هجوم جوي واسعروبيو: نقترب من حسم نوايا روسيا وترامب يعتزم إنهاء حرب أوكرانيا

وأضاف رئيس المجلس الأوروبي، أن سنفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم توقف عدوانها على أوكرانيا، ويجب ضمان وصول المساعدات إلى قطاع غزة ووقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين.


وعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا منذ فبراير الماضي".

وقال التقرير: "قبل ساعات من مكالمة مرتقبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة سبل وقف إطلاق النار في أوكرانيا، شنت روسيا أعنف هجوم جوي بالطائرات المسيّرة على الأراضي الأوكرانية منذ بدء عمليتها العسكرية، وأكد سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت 273 طائرة مسيّرة، متجاوزة الرقم القياسي السابق الذي سُجل في فبراير الماضي، في الذكرى الثالثة لاندلاع الحرب. وأسفر الهجوم عن مقتل امرأة على الأقل وتدمير عدد من المنازل، ما أثار موجة من الغضب المحلي والدولي".

وأضاف: "في الوقت نفسه، كشفت المخابرات الأوكرانية عن مخاوف من أن موسكو تخطط لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بهدف ترهيب الغرب، في ظل حشود عسكرية روسية متزايدة على الحدود الأوكرانية، وجاء التصعيد بعد أول محادثات مباشرة بين كييف وموسكو منذ أكثر من ثلاث سنوات، والتي عُقدت الجمعة الماضية بضغط من ترامب، الذي يسعى لإنهاء الحرب بسرعة، حسب تعهداته، ورغم الاتفاق على تبادل ألف أسير من الجانبين، لم يُحرز أي تقدم بشأن التوصل إلى هدنة، بسبب شروط روسية وصفتها أوكرانيا بأنها "غير قابلة للقبول".

ودعا زعماء أوروبيون إلى فرض عقوبات إضافية على موسكو إذا لم تُبدِ استعدادًا حقيقيًا لوقف إطلاق النار. وتزايدت التحذيرات من احتمال قيام روسيا بعملية عسكرية أوسع خلال الفترة المقبلة، ما ينذر بتدهور إضافي في الأوضاع الميدانية ويعقّد جهود التهدئة الدولية.

طباعة شارك أوكرانيا القاهرة الإخبارية المجلس الأوروبي بريطانيا روسيا

مقالات مشابهة

  • روسيا: لن نذهب إلى هدنة جديدة في أوكرانيا
  • الحرب في أوكرانيا.. بريطانيا تعلن عقوبات جديدة على روسيا
  • ما هي الأسلحة النووية التي تمتلكها روسيا إذا قررت ضرب أوكرانيا؟
  • مستشار وزير خارجية أوكرانيا: الحرب مع روسيا تحولت إلى حرب استنزاف
  • ترامب يوضح ما تريده روسيا بعد مكالمته مع بوتين حول حرب أوكرانيا
  • بوتين: ترامب أشار أن روسيا تؤيد الحل السلمي للأزمة في أوكرانيا
  • روسيا تسيطر على قريتين شرق أوكرانيا.. وكييف تعلن إسقاط 41 مسيرة خلال الليل
  • المجلس الأوروبي: عقوبات جديدة ضد روسيا إذا لم توقف العدوان على أوكرانيا
  • روسيا تشن أعنف هجوم بطائرات مسيرة على أوكرانيا
  • روسيا تشن أكبر هجوم بالمسيرات على أوكرانيا منذ بدء الحرب