الضالع.. محصّلون حوثيون يقتلون بائعاً متجولاً في دمت
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
قُتل بائع متجوّل برصاص مسلحين حوثيين يعملون محصّلين في ضرائب مدينة دمت، التي تسيطر عليها المليشيا وتتخذ منها عاصمة محافظة الضالع (جنوبي اليمن).
وأفادت مصادر محلية لوكالة "خبر" أن الضحية يُدعى "بكيل عبدالملك الهمام"، يعمل في بيع فاكهة البرتقال على عربة متحركة في مدينة دمت، وينحدر من مديرية حبيش في محافظة إب.
وأوضحت المصادر أن الموظفين في مصلحة الضرائب بدمت، ارتكبوا جريمة القتل بدم بارد عصر الثلاثاء، إثر اعتراض البائع في صباح اليوم نفسه على دفع جبايات حوثية فرضها هؤلاء الموظفين، ليغادروا السوق قبل أن يعودا عصراً وبحوزتهم سلاح ناري أطلقوا النار على "بكيل" واردوه قتيلا ً.
وفي تعليق على الحادث، قال النقيب محمد علي السعيدي، الناطق باسم إدارة أمن مديرية دمت، على حسابه في موقع "فيسبوك" إن جريمة القتل تُعد "تصرفاً فردياً"، وهو ما اعتبرته مصادر قبلية تنصلاً من المسؤولية وامتهان آدمية الضحية باعتباره من أبناء محافظة إب (وسط البلاد).
واضافت المصادر القبلية: التنصل الحوثي عن المسؤولية، اظهر حالة الإرباك لدى المليشيا، سيما وناشطون من أبناء دشنوا حملة مطالبة بتسليم الجناة ومحاكمتهم، واصفين السلوك الحوثي تجاه المواطنين وأصحاب المحال التجارية والباعة المتجولين بـ"البلطجي".
وذكرت أن قيادة المليشيا الحوثية سبق ولجأت إلى تبرأة نفسها من جرائم عديدة ارتكبتها عناصرها لحماية نفسها من موجة الغضب الشعبي المتنامي إزاء تلك الجرائم ومرتكببها.
المصدر: وكالة خبر للأنباء
إقرأ أيضاً:
جريمة العام.. الأم تغادر المنزل والأب يمزق أجساد أبنائهم الثلاثة قبيل انتحاره
في أحد شوارع مركز دار السلام، بجنوب محافظة سوهاج، كانت القرية الصغيرة تنعم بهدوء روتيني اعتادت عليه منذ سنين، إلى أن انكسر الصمت ذات صباح، ليخترق المكان خبرٌ صادم، أبكى القلوب قبل العيون، وأغرق جدران البيوت بالحزن.
رسمية، العجوز السبعينية، خرجت كعادتها تنادي على جارتها وأحفادها، لكنها لم تتلقّ ردًا، شعورٌ بالقلق بدأ يتسلل إليها، فاستنجدت بابني جارتها، أمين وأحمد، لعلّهم يطمئنونها.
دخلوا إلى المنزل الذي كان، حتى وقت قريب، مأهولًا بصوت الأطفال وضحكاتهم فوجدوه موحشًا، ساكنًا، كأنّ روحه فارقته.
في الطابق الثاني، كانت الفاجعة جثة محمود، الرجل الأربعيني، مسجاة على سريره، شال يتدلّى من سقف الغرفة، وسحجة حول رقبته تُعلن عن موت اختياري، قاسٍ، هربًا من وجعٍ أكبر، لكن الوجع الحقيقي لم يكن في موت محمود، بل فيما تركه خلفه.
في الغرفة المجاورة، كانت جثث أطفاله الثلاثة، إنجي 18 عامًا، ومحمد 12 عامًا، وريتاج 8 أعوام، مسجاة على الأرض، مرتدين ملابسهم، وجوههم ساكنة كأنهم غطّوا في نومٍ بلا عودة.
إنجي كانت مطعونة أربع طعنات في رقبتها، أما محمد وريتاج، فكانت حول رقبتيهما آثار خنق، بلا طعنات، وسكين مطبخ ملطخة بالدماء وُجدت جوار جثة إنجي.
المنزل كان مغلقًا، الأبواب والنوافذ سليمة، كل شيء يشير إلى أنّ الأب ارتكب جريمة لا يجرؤ أحد على تخيلها ثم أنهى حياته.
الجيران لم يصدقوا ما حدث، فمحمود، رغم هدوئه وانزوائه مؤخرًا، لم يظهر عليه ما يدل على أنه يفكر في تلك النهاية الدامية، لكنه كما قال شقيقاه.
كان يعيش حالة نفسية متدهورة منذ أن تركته زوجته "أمل" قبل يوم واحد فقط، وأخذت معها ابنهما الصغير ياسين، وسكنت عند شقيقها، بعد خلافات زوجية لم تنتهِ.
لكن محمود لم يكن يقاتل فقط خلافاته مع زوجته، بل كان يواجه حربًا صامتة كل يوم، إذ كان طفليه "محمد" و"ريتاج" يعانيان من إعاقة ذهنية.
وهي معاناة تحتاج لصبر الجبال، ويبدو أن قلب الأب انكسر تمامًا في تلك الليلة، لم يحتمل غياب زوجته، ولا فكرة أن يظل أطفاله الذين لا يملكون حتى القدرة على التعبير وحدهم.
لم يحتمل أن يظل حيًا بينما تنهار أسرته أمام عينيه، فقرر، في لحظة يأس وظلام، أن يأخذهم معه إلى نهاية لم يطلبوها وأن يسكت الألم إلى الأبد.