ليبيا – استقبل رئيس وزراء غينيا، أمادو ووري باه، وفدًا ليبيًا رفيع المستوى برئاسة وزير شباب “الوحدة” والمبعوث الخاص للدبيبة إلى أفريقيا، فتح الله الزني، بحضور وزير الشباب والرياضة الغيني، بوغولا هابا.

وأعرب رئيس الوزراء الغيني، وفقًا لما أفاد به المكتب الإعلامي لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، عن ترحيبه بالوفد الليبي ودعمه لوحدة ليبيا، مشيدًا بأي تعاون مشترك بين البلدين.

كما أكد أنه وجه الوزراء المعنيين في اجتماع مجلس الوزراء الغيني لتقديم الدعم اللازم لإنجاح مهمة الوفد الاقتصادي الليبي.

وفي كلمته، أشاد القنصل الغيني في ليبيا بالجهود المبذولة لعقد هذا اللقاء، مشيرًا إلى أن الوفد الليبي يمثل ثمرة مفاوضات طويلة جرت في العاصمة طرابلس. وأوضح أن هذه الزيارة تُعد الأولى على مستوى رفيع بين البلدين منذ 13 عامًا، معربًا عن شكره لرئيس الوزراء ورئيس الجمهورية الغيني مامادو دومبويا على دعمهما لهذه الجهود.

تحيات الدبيبة ومباحثات استثمارية:

من جانبه، نقل الزني تحيات رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، إلى رئيس الوزراء الغيني ورئيس الجمهورية. كما أشار إلى اللقاءات السابقة التي جمعته بنظيره الغيني في ليبيا، والتي كانت فرصة مثمرة لطرح قضايا متعددة، أبرزها تعزيز التعاون في الاستثمار وفتح آفاق جديدة مع محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار.

وأكد الزني أن هذه الزيارة تمثل محطة تاريخية بعد سنوات من الانقطاع، مشيدًا بدعم رئيس الوزراء الغيني لحكومة الوحدة الوطنية، ومؤكدًا أهمية استكمال النقاشات مع الشركة الغينية للنفط “سوناب” وتوجيه المحفظة الليبية لوضع خطة لإعادة تفعيل مزرعة “سيلجيديا”.

تعاون مشترك وتحديات مشتركة:

بدوره، أشاد رئيس الوزراء الغيني بالدور التاريخي لليبيا في دعم الاستقرار والتنمية في أفريقيا، معتبرًا أن الأوضاع في ليبيا لها تأثير مباشر على القارة الأفريقية. كما أكد التزام غينيا بالتعاون مع حكومة الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات المشتركة بروح الأخوة.

وأشار أمادو ووري باه إلى تعليماته بتسهيل التعاون ومعالجة أي عقبات تعترض العلاقات المشتركة، داعيًا الوفد الليبي إلى الشعور وكأنهم في وطنهم الثاني.

علامة فارقة في العلاقات

وصف المكتب الإعلامي لمحفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار هذه الزيارة بأنها علامة فارقة في تاريخ العلاقات الليبية-الغينية، موضحًا أنها تأتي في إطار جهود تعزيز التعاون واستعادة الأصول الاستثمارية التابعة للمحفظة.

أعضاء الوفد الليبي:

ضم الوفد الليبي عددًا من المسؤولين البارزين، من بينهم: مصطفى أبوفناس، رئيس مجلس إدارة محفظة ليبيا أفريقيا للاستثمار، خليفة الشيباني، عضو مجلس إدارة المحفظة، محمد محجوب، المدير العام لشركة “لايكو”، إلى جانب عدد من المسؤولين الغينيين والقائمين بالأعمال من الجانبين.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: لیبیا أفریقیا للاستثمار الوفد اللیبی

إقرأ أيضاً:

زيارة مسعد بولس إلى ليبيا.. رسائل واشنطن بين النفط والسياسة

طرابلس- اختتم كبير مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، السبت، زيارة استمرت 3 أيام إلى ليبيا وشملت العاصمة طرابلس والرجمة شرقي مدينة بنغازي، في أول تحرك أميركي بهذا المستوى منذ سنوات، في وقت تشهد فيه البلاد انسدادا سياسيا وانقساما أمنيا حادا.

وجاءت الزيارة بعد تأجيلات متكررة وضغوط إقليمية، أبرزها اعتراض القاهرة على أن تكون طرابلس المحطة الأولى، في مؤشر على حساسية التوازنات الإقليمية في الملف الليبي.

لكنها في الوقت ذاته أثارت تساؤلات حول أهداف واشنطن من العودة إلى المشهد الليبي، وما إذا كانت تسعى لتسريع الانتخابات، أو ضبط التوتر الأمني، أو مواجهة النفوذ الروسي المتنامي.

لقاءات ورسائل

استهل بولس زيارته بلقاء رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، حيث أكد دعم بلاده للمسار السياسي الذي ترعاه الأمم المتحدة، والدفع نحو إجراء الانتخابات على قاعدة دستورية متفق عليها.

إلى جانب الحديث عن الرغبة الأميركية في شراكات اقتصادية بمجالات الطاقة والبنية التحتية لمشاريع النفط في ليبيا.

وفي الرجمة، التقى بولس قائد "القيادة العامة" خليفة حفتر ونجله صدام، في خطوة اعتبرها مراقبون إشارة إلى مرونة أميركية في التعامل مع الشرق الليبي بعد تحفظات سابقة.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن هذا الانفتاح يعكس رغبة واشنطن في الحد من أي تفاهم روسي مع حفتر، خاصة بعد إعادة هيكلة قوات "فاغنر" تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية.

لكن ما لفت الأنظار هو غياب ممثلي مجلسي النواب والدولة عن لقاءات بولس، وهو ما اعتبره محللون رسالة أميركية بتقليص دورهما في أي تسوية قادمة.

لقاءات المبعوث الأميركي إلى ليبيا باللواء خليفة حفتر ونجله صدام (وسائل محلية على مواقع التواصل) موطئ قدم اقتصادي

ضمن أجندة الزيارة، وقع بولس اتفاقية تعاون بين "المؤسسة الوطنية للنفط" وعدد من الشركات الأميركية، لتطوير حقول النفط وزيادة الإنتاج، إضافة إلى بحث فرص التنقيب عن الغاز في المياه الإقليمية الليبية.

إعلان

وجرى توقيع الاتفاقية دون حضور رسمي لحكومة الوحدة، في خطوة فُسرت على أنها رغبة أميركية في تحييد قطاع النفط عن التجاذبات السياسية، وضمان موطئ قدم اقتصادي في سوق الطاقة الليبية.

ورأى المحلل السياسي عبد الوهاب بسيكري أن زيارة بولس "تأتي في إطار تعزيز التعاون الاقتصادي الذي بدأت ملامحه مع حكومة الوحدة الوطنية خلال الأشهر الماضية، إلى جانب حث الأطراف الليبية على الانخراط في عملية سياسية تنهي الانقسام وتوحد المؤسسات".

وأضاف بسيكري للجزيرة نت، "ركز بولس على ملف النفط باعتباره المورد الرئيسي للدخل، وأراد توجيه رسالة للأطراف المحلية بعدم توظيفه كورقة سياسية، وأخرى للدول الإقليمية مفادها أن واشنطن تدعم سيادة ليبيا على مياهها الإقليمية".

لكن في الوقت نفسه، يرى المحلل أن الولايات المتحدة لا تملك حتى الآن رؤية واضحة لفرض حل سياسي على الأطراف، مشيرا إلى أن منشورات بولس على منصة "إكس" اقتصرت على الدعوة إلى دعم خارطة الطريق التي تعتزم البعثة الأممية إطلاقها في أغسطس/آب المقبل.

إعادة الدور الأميركي

من جانبه، يرى نائب رئيس حزب الأمة أحمد دوغا، أن الزيارة تهدف لإعادة الدور الأميركي النشط في ليبيا بعد غياب طويل، في ظل عجز القوى الأخرى عن تقديم حلول، بل أسهمت في تعقيد الأزمة.

وقال دوغا في حديثه للجزيرة نت، إن التركيز كان على حكومة الوحدة الوطنية وقيادة الرجمة، باعتبارهما الفاعلين الرئيسيين على الأرض، بينما استُبعد مجلسا النواب والدولة في إشارة إلى تقليص دورهما في المرحلة القادمة.

وأضاف "لا شك أن هذه الزيارة ستؤثر على النفوذ الروسي في ليبيا، الذي كان شبه منفرد خاصة في الشرق، مما يجعل الصراع على ليبيا جزءا من تنافس القوى الكبرى".

وفق محللين، فإن الولايات المتحدة توازن بين ملفات إقليمية أكثر إلحاحا، مثل حرب غزة والتوترات في لبنان وسوريا، وبين الانخراط المحدود في ليبيا.

ويبدو أن واشنطن تفضل حاليا الإبقاء على الاستقرار النسبي ودعم جهود البعثة الأممية، بدل فرض حلول أحادية قد تصطدم بتعقيدات الداخل الليبي وتشابك الأجندات الإقليمية.

كما يشير مراقبون إلى أن توقيع اتفاقيات الطاقة يعكس أولوية اقتصادية في السياسة الأميركية، تتماشى مع ما يُعرف بـ"نهج ترامب" القائم على النفوذ الاقتصادي قبل السياسي، خاصة مع تزايد التنافس مع روسيا والصين على الموارد الأفريقية.

انسداد سياسي

تأتي هذه التحركات في ظل جمود المسار الانتخابي، رغم تجاوز أزمة توحيد مجلس إدارة المصرف المركزي، وسط انقسام بين حكومتي الدبيبة غربا وحماد شرقا.

ومن المتوقع أن تقدم رئيسة البعثة الأممية هانا تيته، أمام مجلس الأمن في أغسطس/آب خارطة طريق جديدة لإحياء العملية السياسية، وسط دعم أميركي معلن لهذه الجهود.

ويبقى السؤال.. ما إذا كانت زيارة بولس تمثل بداية عودة أميركية فاعلة إلى ليبيا، أم أنها مجرد خطوة استكشافية لكبح نفوذ موسكو وضمان المصالح الاقتصادية في "ساحة تنافس مفتوحة" بين القوى الدولية.

مقالات مشابهة

  • وفد معهد الشارقة للتراث يزور معالم تاريخية في «زنجبار»
  • وزير الشؤون النيابية يلتقي رئيس المركزي للمحاسبات لتعزيز التعاون المؤسسي
  • نائب رئيس جامعة الإسكندرية يزور فرع إنجمينا ويشارك في مؤتمر التعليم العالي الإفريقي "CAMES"
  • رئيس إقتصادية السويس يستقبل سفير جمهورية بنما بالقاهرة لتعزيز التعاون في قطاع النقل البحري
  • الدبيبة: تقرير مراجعة المحفظة طويلة المدى يعزز الشفافية
  • رئيس الوزراء يستعرض الخطوات التنفيذية لإنشاء وحدة مركزية لحصر الشركات المملوكة للدولة
  • وفد من "الشرطة" يزور مؤسسات أكاديمية بالهند
  • الدبيبة يشهد استلام تقرير المراجع الخارجي لـ«المحفظة الاستثمارية طويلة الأمد»
  • زيارة مسعد بولس إلى ليبيا.. رسائل واشنطن بين النفط والسياسة
  • وزير الطاقة السوري يزور السعودية لتعزيز التعاون الثنائي