تشارلي تشارلي وويجا.. هل تتحدث ألعاب العرافة مع الأرواح؟
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تحدي "تشارلي تشارلي" هي لعبة عرافة يتم فيها العثور على إجابة مفترضة للأسئلة بنعم أو لا بانتظار قلم رصاص متوازن على قلم رصاص آخر للإشارة إلى كلمة "نعم" أو "لا" المكتوبة على ورقة.
انتشرت هذه اللعبة في 2015 عبر وسم "تحدي تشارلي" على العديد من منصات وسائل التواصل، وهي عبارة عن تجسيد حديث للعبة إسبانية قديمة سميت "لعبة القلم".
ورغم أن الكثير من ممارسي اللعبة يمارسونها على أساس الاستمتاع واللعب فقط، فإن بعضهم يظن أن هناك شياطين تحل في أقلام الرصاص للإجابة على أسئلة الناس.
وهي في ذلك تشبه لعبة أخرى تنتشر بين المراهقين بالأساس منذ سنوات طويلة وهي ويجا التي لها تاريخ بعيد، فأقدم الألواح المشابه لويجا يرجع إلى عام 1200 ق.م في الصين، وتم العثور على كلمة "ويجا" مكتوبة بالطريقة الصينية تعود للعام 1100 بعد الميلاد، في وثائق تاريخية تعود لعهد أسرة سونغ. كلتا اللعبتين وجدت طريقها للعالم العربي خلال عقدين مضيا، بل إن أحد الأفلام العربية سمي باسم اللعبة الأخيرة "ويجا".
والواقع أن ألعاب العرافة لا تقف أبدا عن الظهور، وكلما هدأ الإقبال على واحدة منها نما القبول عند واحدة أخرى تنتشر بين الشباب صغار السن بشكل خاص، ويعتقد بعضهم أنها بالفعل تمثل تواصلا مع "عالم الأرواح".
وهناك دائما جانبان لتفنيد الخرافات الخاصة بهذه الألعاب، الأول يتعلق بالفيزياء، حيث أن قوانين الاتزان بين جسمين دقيقة جدا وتتطلب استقرارا شديدا بين الجسمين، مثلا أن تضع قالب طوب على قالب طوب في اتجاهين متعاكسين، في هذه الحالة فإن هناك مساحة مشتركة كبيرة بين قالبي الطوب، ولذلك لا تأمل أبدا أن يتحركا دون تدخل.
في حالة أقلام الرصاص، فإن الأقلام تكون عادة دائرية أو شبه دائرية، وبالتبعية فإن فرصة انهيار الاتزان أسهل بكثير، يعطي ذلك فرصة لأقل نسمة هواء قادمة من الخارج أو من الأنفاس الدقيقة للاعبين لتحريك القلم. الأمر نفسه يجري على لعبة ويجا فاللوحة مصممة لتكون ملساء لدرجة أن أقل حركة من الممكن أن تدفع بالقطعة الرئيسية للعبة.
لكن التفسير النفسي والعصبي لهاتين اللعبتين يفتح الباب لما هو أخطر، حيث يفسر علماء النفس والأعصاب هذه الألعاب بما يسمى "الظاهرة الفكرية الحركية"، وهو تأثير اللاوعي وثقه العلماء لأول مرة في عام 1852، ويقول إن هناك بعض الحركات غير الواعية اللا إرادية يؤديها الشخص بسبب التوقعات والاقتراحات أو الأفكار المسبقة.
على سبيل المثال، إذا فكر أحدهم في تقبيل طفله فإنه ينحني قليلا إلى الأمام دون إدراك الأمر. القوة نفسها تعمل مع ألواح الويجا وأقلام تشارلي: يفكر المشاركون في تحريك القطعة، لذلك يقومون بتحريكها بأنفسهم دون وعي. وفي حالة ويجا بشكل خاص فإن التخمين يلعب دورا، فبمجرد أن تبدأ في تهجئة كلمة ما، فإنك حتما تحاول التخمين، حتى لو لم تفعل ذلك بوعي.
وقد وجدت دراسة نشرت عام 2012 في مجلة "كارنت دايركشنز إن سايكولوجيكال ساينس" أن الناس غالبا ما يستخدمون "توقع الاستجابة" في مواقف معينة. بعبارة أخرى، من خلال توقع حدوث شيء ما، ستساعد أفكار وسلوكيات الشخص في تحقيق النتيجة المتوقعة (تخمين الكلمات).
ونشرت دراسة في عام 2018 في "فينومينولوجي آند كوجنيتف ساينس" تبحث في كيفية تنفيذ هذه التوقعات في جلسات ويجا. طلب الفريق البحثي من المشاركين ارتداء نظارات مزودة بكاميرات لتتبع حركة عيونهم، ثم طُلب من المشاركين تهجئة كلمة "بالتيمور"، توقعت حركة أعينهم بدقة مسار القطعة الرئيسية عبر اللوح عندما نظروا إلى الحرف قبل التحرك إليه.
ولكن الأمر أكبر من مجرد لعبة، "حيث يصل إلى عالم الأرواح"، مثلا يعلق بندول بين أصابع أحدهم أعلى ورقة مكتوب عليها "نعم" و"لا"، ثم تسأل الأرواح أسئلة، فتجد أن البندول تلقائيا يتحرك لنعم أم لا، يظن الناس أنها أرواح ولكنها ليست إلا حركات لا إرادية لا تدركها لأنك فقط فكّرت في الإجابة.
وينتقل الأمر إلى هوس البحث عن آبار الماء أو الذهب أو حتى علاج المرضى، حيث يحمل شخص قطعة خشب على شكل حرف Y أو قطع معدن ويسير حتى تتحرك القطعة فيقول لك: "هنا ذهب أو هنا ماء، كل هذا ينضم تحت تأثير الظاهرة الفكرية الحركية.
ويمكنك أن تختبر التجربة ذاتها بنفسك إذا علقت وزنا صغيرا في خيط، أمسك طرف الخيط بذراع واحد أمامك حتى يتدلى الوزن بحرية. حاول أن تمسك ذراعك بثبات تام، لكن رغم ذلك سيبدأ الوزن في التأرجح، هذا طبيعي، لكن الآن اسأل نفسك سؤالا -أي سؤال- وقل إن الوزن سيتأرجح في اتجاه عقارب الساعة للإجابة بـ "نعم" وعكس اتجاه عقارب الساعة لـ "لا"، ثم تأمل الأمر وفكر فيه قليلا، ورغم أنك تحاول عدم القيام بأي حركة، سيبدأ الوزن في التأرجح في دوائر تبعا للإجابة المتوقعة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
«لولو» تعزّز التعاون مع «ألعاب الماسترز أبوظبي»
أبوظبي (الاتحاد)
أطلقت «لولو» الشريك الرسمي لقطاع التجزئة وأسلوب الحياة في ألعاب الماسترز أبوظبي 2026، منصة تفاعلية مجتمعية في الوحدة مول لتشجيع المقيمين على تبني أسلوب حياة نشيط، واستكشاف رياضات جديدة، والتسجيل في الألعاب، كما تتضمن المنصة تحدي «المشي نحو المريخ»، الذي يدعو العملاء للمساهمة بخطوات نحو الهدف الوطني المتمثل في قطع مسافة 54 مليون كيلومتر بشكل جماعي.
وتُقام ألعاب الماسترز أبوظبي 2026، إحدى أبرز الفعاليات الرياضية الدولية الرائدة في العالم من 6 إلى 15 فبراير المقبل في 22 موقعاً في أبوظبي، وتهدف الألعاب إلى تعزيز الحياة الصحية، وتقوية روح الجماعة، والاحتفاء بالشغف المشترك بالرياضة.
من المتوقع أن يتنافس أكثر من 25 ألف مشارك من جميع أنحاء العالم في أكثر من 30 رياضة، بما في ذلك 6 ألعاب إماراتية تقليدية و18 رياضة مخصّصة لأصحاب الهمم.
يوفّر ركن التفاعل المجتمعي في الوحدة مول للزوّار تجربة تفاعلية لاكتشاف الرياضات والمشاركة في التحديات.
افتتح سالم العكبري، مدير ألعاب الماسترز أبوظبي الركن رسمياً، بحضور جينز هولم، الرئيس التنفيذي لرابطة ألعاب الماسترز الدولية، وسايفي روباوالا، الرئيس التنفيذي لشركة اللولو، ومحمد الطاف، مدير العمليات العالمية والرئيس التنفيذي للاستدامة في اللولو، وناندا كومار، مدير التسويق والاتصالات في اللولو.
قال سالم العكبري: «من خلال تعاوننا مع اللولو، نبني مجتمعاً أكثر نشاطاً وترابطاً مع اقترابنا من دورة ألعاب الماسترز أبوظبي 2026، ومن خلال توفير هذه التجربة في الوحدة مول، نوفّر فرصاً للجميع لاكتشاف روح الألعاب، واستكشاف مجموعة واسعة من الرياضات المتاحة، واتخاذ خطواتهم الأولى نحو المشاركة، وتساعدنا هذه المبادرات على ضمان أن تكون رحلتنا إلى عام 2026، مبنية على الشمولية وسهولة الوصول، والإيمان بأن الحركة حق للجميع».
وقال سيفي روباوالا: «بصفتنا الشريك الرسمي للتجزئة وأسلوب الحياة لألعاب الماسترز المفتوحة أبوظبي 2026، نرى هذا التعاون انعكاساً لالتزامنا برفاهية المجتمع، ورؤيتنا الأوسع للمسؤولية المجتمعية للشركات، وندعم المبادرات التي تشجع على الحياة النشطة وأنماط الحياة الصحية، ونتخذ خطوات هادفة نحو مستقبل أكثر نشاطاً، نفخر بالوقوف إلى جانب شركائنا في رحلتنا إلى عام 2026، والمساهمة في حركة تلهم المشاركة لجميع الأعمار».
يتميّز جناح ألعاب الماسترز أبوظبي 2026 بتجربة «المشي نحو المريخ»، التي تدعو الزوّار للمساهمة في تحقيق الهدف الوطني المتمثل في قطع مسافة 54 مليون كيلومتر بشكل جماعي.