أيها الصهاينة.. ارحلوا
تاريخ النشر: 22nd, June 2025 GMT
سالم بن نجيم البادي
أيُّها الصهاينة، لقد حان الوقت لرحيلكم. ألم تسأموا من خوض كل هذه الحروب؟ ومنذ قدومكم إلى فلسطين وأنتم من حرب إلى أخرى، ومن مجزرة إلى مجزرة أخرى. لقد أوغلتم في سفك الدماء عبر مجازر مريعة، وسجونكم مكتظة بالسجناء العرب، وأخلَيتم قرى وبلدات من سكانها العرب بالتهجير والقتل وسلب الممتلكات وسرقة الأراضي، وأخرجتم أهل فلسطين إلى مخيمات الشتات داخل فلسطين وخارجها، وعمليات الاغتيال تلاحق الإنسان الفلسطيني في كل مكان، وقمتم ببناء المستوطنات، وجلبتم اليهود من كل أصقاع الأرض لزيادة عددكم بعد أن طردتم أصحاب الأرض.
إلى متى سوف تستمرون في شن الحروب؟ إلى متى سيظل جيشكم ويده على الزناد، والأجهزة الأمنية وعناصر الشرطة عندكم في وضع الاستعداد دائمًا؟ ألم تسأموا من اقتحامات المدن الفلسطينية، ومن هدم البيوت والاعتقالات؟ إلى متى ورائحة الدم والبارود تزكم أنوفكم؟ إلى متى والخوف يلاحقكم في الحافلات والأسواق والبيوت وأماكن العمل؟ كيف تستطيعون العيش والوضع الأمني عندكم غير مستقر على الدوام؟
من أجل راحتكم: ارحلوا.
وتحيط بكم شعوب تكره أفعالكم، حتى أولئك الجيران الذين أبرموا معكم اتفاقيات سلام لا يحبونكم إطلاقًا.
أنتم تعيشون في وسط يعتقد أنكم غرباء، والغرباء يرحلون مهما طال الزمن، وجيرانكم العرب يعتقدون اعتقادًا راسخًا أن كل احتلال مصيره الزوال، وأن الحق سوف يعود يومًا ما إلى أصحابه، وأن عدالة السماء هي الغالبة.
أنتم لا تريدون السلام، ولم تلتزموا بكامب ديفيد، ولا بوادي عربة، ورفضتم مبادرة السلام العربية، وسلبتم السلطة من السلطة الفلسطينية، حتى صارت هذه السلطة بلا سلطة، ولا حول لها ولا قوة، واليد الطولى لكم في القدس والضفة الغربية، تفعلون ما تريدون.
لقد قمتم ببناء قوة عسكرية هائلة، ولديكم القنابل النووية، والأسلحة المحرمة، ولديكم تفوق عسكري وتقني وتكنولوجي واستخباراتي، وقمتم ببناء الحواجز الأمنية في كل مكان، والجدران الفاصلة تحيط بكم، لكن كل ذلك لم ينفعكم، ولم يجلب لكم الأمن، والخوف يسكن قلوبكم، والهاجس الأمني يقض مضاجعكم في كل الوقت، والعمليات الفدائية ضدكم لا تتوقف، وتسيل دماؤكم أحيانًا، وتكاد تنخلع قلوبكم من الرعب إذا رأيتم شبلًا فلسطينيًا يعتمر الكوفية الفلسطينية ويحمل حجرًا.
وتقتلون الرجال والنساء والأطفال لمجرد الاشتباه، فلماذا تعيشون في خوف وقلق؟ ارحلوا.
إن الشعب الفلسطيني متشبث بأرضه، برغم مرور الوقت الطويل على احتلالكم لأرضه، ومتمسك بهويته الفلسطينية، ويرفض الذوبان في مجتمعكم العنصري والهش، الذي يتكون من توليفة غريبة وغير منسجمة، ولا تجمعها روابط متينة، ولا عقيدة واحدة راسخة، ولا هوية مشتركة؛ فكيف لنا أن نتصور حدوث انسجام بين أشخاص قدموا من اليمن مثلًا أو العراق أو المغرب وتونس، مع من قدموا من روسيا وأفريقيا ودول أوروبا؟
وإن الاعتقاد بأن تمسك كل أطياف المجتمع الإسرائيلي بالدين اليهودي هو اعتقاد غير صحيح.
لقد سرقتم الأرض، وزورتم التاريخ، وحتى التراث الفلسطيني سرقتموه، وقمتم بمحاولة طمس كل ما يثبت أن أرض فلسطين ليست لكم، وأن كل تاريخكم قائم على الكذب والتزوير والسرقة.
أيها الصهاينة، عودوا إلى أوطانكم من أجل أن تعيشوا في سلام وأمن واستقرار، بعيدًا عن الخوف والحروب والقتل والدم والعداء والكراهية.
واعلموا، أيها الصهاينة، أن الفلسطيني باقٍ في أرضه إلى يوم القيامة، وأن مقاومة احتلالكم سوف تستمر، تتوارثها الأجيال المتعاقبة في فلسطين. ونريد لكم وللشعب الفلسطيني الخير والمحبة والسلام، ومن أجل ذلك: ارحلوا.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: إلى متى
إقرأ أيضاً:
الفيلم الفلسطيني ولدت مشهورًا يحصد جائزة لجنة التحكيم بمهرجان الرباط
فاز الفيلم الفلسطيني القصير ولدت مشهورًا ، للمخرج لؤي عواد بجائزة لجنة التحكيم في الدورة السادسة من مهرجان الرباط للفيلم الكوميدي، لتكون ثاني جوائزه بعد التنويه الخاص من مهرجان روتردام للفيلم العربي.
تدور أحداث الفيلم حول كامل الذي يبدأ في رحلة لاستكشاف حريته الشخصية وخصوصيته نتيجة لشعوره بالانحصار وغياب الخصوصية في بلدته الفلسطينية الصغيرة والمُحافظة.
يتحدى الفيلم التصوير السائد للفلسطينيين، والذي غالبًا ما يركز على الصراع والاحتلال، من خلال تسليط الضوء على الحياة اليومية ونضالات الشباب، مع تناول التوقعات المجتمعية والضغوط للامتثال للمعايير التقليدية، مثل الزواج.
شهد الفيلم عرضه العالمي الأول بالمهرجان العالمي للأفلام الآسيوية وبعدها مباشرةً شهد عرضه العربي الأول بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، كما شارك في عدة مهرجانات سينمائية دولية منها مهرجان روتردام للفيلم العربي، مهرجان القاهرة للفيلم القصير، ومهرجان أيام قرطاج السينمائية، ومهرجان الفيلم العربي سان دييغو.
الفيلم من تأليف وإخراج ومونتاج لؤي عواد، وبطولة منذر بنورة، خالد المصو، وليندا جرايسة، ومدير تصوير نور أبو كمال، وحركة الكاميرا لسيف هماش، وصوت يزن فارس، وتصميم إنتاج لصفية جاد الله، وإشراف مجدي العمري.