سعداء ولكن.. فرحة الهدنة تعكرها غصة النزوح في لبنان
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
"سعيدة لكن أين سأسكن؟".. حنان ليست جديدة على تجربة فقدان المنزل، فقد سبق أن خسرت بيتها في حرب عام 2006، وفي التصعيد الأخير بين حزب الله وإسرائيل، وجدت نفسها أيضا بلا مأوى بعد تعرض منزلها للدمار عقب أن غادرته بيوم واحد فقط.
حال حنان كغيرها الكثير من اللبنانيين، الذين تحدث بعضهم لموقع "الحرة"، للتعبير عن سعادتهم بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، الذي دخل حيز التنفيذ فجر الأربعاء.
ورغم سعادة الأم لولدين من مدينة صور، بعودة النازحين إلى منازلهم، فإن "غصة كبيرة" تخيم على فرحتها، إذ كما تقول "فقد الكثيرون منازلهم خلال التصعيد الأخير، وأنا واحدة منهم، حيث لا أعلم حتى الآن أين سأسكن".
وكانت قصة نزوح حنان قد بدأت بعد أن غادرت منزلها متوجهة إلى منزل أقاربها بحثاً عن الأمان، واليوم، تنتظر كما تقول "ما إذا كانت ستُمنح تعويضات تمكّنها من استئجار منزل جديد وشراء أثاث، لتأمين مأوى لها ولأسرتها".
رغم التحذيرات الإسرائيلية من عدم العودة إلى المناطق الجنوبية.. نازحون لبنانيون في اتجاه جنوبي #لبنان للعودة إلى قراهم وبلداتهم فور دخول #وقف_إطلاق_النار حيز التنفيذ.#الحرة #الحقيقة_أولا #شاهد_الحرة pic.twitter.com/AyrlTQ5bpR
— قناة الحرة (@alhurranews) November 27, 2024وينص اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلن عنه الثلاثاء برعاية أميركية فرنسية، ودخل حيز التنفيذ الأربعاء، على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوبي لبنان خلال 60 يوما، مقابل الانسحاب الكامل لحزب الله إلى شمال نهر الليطاني (نحو 30 كم عن الحدود مع إسرائيل)، وفقا لما لتقارير إعلامية.
ومع انسحاب حزب الله والجيش الإسرائيلي بشكل تدريجي، سيبدأ الجيش اللبناني انتشارا تدريجيا أيضا في جنوب لبنان، وفقا لبنود الاتفاق.
وسيخضع الاتفاق إلى إشراف دولي بقيادة الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يصبح اتفاقا دائما بعد فترة الـ60 يوما.
تشتت بلا عائلة أو أصدقاءكذلك يعبّر علي الحسيني، وهو من سكان الضاحية الجنوبية، عن سعادته الكبيرة بوقف إطلاق النار بعد معاناة النزوح التي عاشها مع عائلته وأشقائه.
"سكنت شقيقاتي مع أزواجهن وأولادهن في مناطق متفرقة، فيما عاد الجميع الآن إلى الضاحية مع انتهاء الحرب"، بهذه الكلمات شرح الحسيني وضع أسرته التي تشتت.
ورغم الفرحة، لا يخفي الرجل حزنه على الدمار الذي طال الضاحية، مشيراً إلى "التحدي الكبير" أمام إعادة إعمار ما تهدم، ويوضح أنه "منذ بداية الحرب لم يرَ بعضاً من أصدقائه، وهو أمر يزيد من وطأة التجربة".
الحسيني يحمد الله على أن منزله تضرر جزئياً فقط، حيث تهدمت شرفاته، مما يتيح له السكن فيه إلى حين الانتهاء من ترميمه. ورغم كل ذلك، يشدد قائلاً "الفرحة لا تسعنا بعودة الاستقرار."
"عودة إلى الحياة الطبيعية""عدنا إلى منزلنا واستأنفنا حياتنا".. جملة تعكس واقع حسين، وهو أب لولدين من سكان الغبيري، وقد أعرب عن فرحته الكبيرة بعودة الحياة إلى "طبيعتها" بعد وقف إطلاق النار.
ويقول: "عدنا إلى منزلنا واستأنفنا حياتنا، وعدنا لرؤية أصدقائنا. نحمد الله على كل شيء. أبناء الضاحية جميعهم سعداء بعودتهم".
وفي الوقت نفسه، يشير حسين إلى الأضرار الكبيرة التي لحقت بمنزله في الغبيري، بالإضافة إلى المحل الذي يعمل فيه لتصليح السيارات.
ونسلط الضوء في السطور التالية على أبرز الأحداث خلال 14 شهرا من القتال: "الروح عادت لنا"
تروي صباح، وهي أم لطفلين من سكان الشويفات، معاناتها مع النزوح خلال الحرب، حيث اضطرت إلى التنقل بين عدة منازل بحثاً عن الأمان.
ومع وقف إطلاق النار، عادت إلى منزلها أخيراً، واصفة تلك اللحظة بقولها: "كأن الروح عادت لنا".
وتضيف: "نحمد الله أننا عدنا بخير وسلامة بعد أيام كانت من أصعب ما مررنا به. كل ما نريده الآن هو العيش بسلام واستقرار، ونتمنى أن تكون هذه الحرب الأخيرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي: تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يظهر أن هدف برنامج إيران النووي ليس سلميًّا
قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن تقرير "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" يظهر أن هدف برنامج إيران النووي ليس سلميًّا.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بين إسرائيل و"حماس".
وأكد آل ثاني، أن "قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشيرا إلى أنه "نعمل مع حماس وإسرائيل بشأن خطوات تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار".
وأضاف أن سريان الاتفاق بدأ يوم الأحد، مشيرا إلى أن المرحلة الأولى من الاتفاق تبلغ 42 يوما وتشهد وقف إطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية حتى حدود قطاع غزة وتبادل الأسرى والرهائن وفق آلية محددة وتبادل رفات المتوفين وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.