"القرن الأفريقي".. وسِبَاق "الموانئ العشْرة"
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
تتسابقُ القوى الدولية الكبرى نحو أفريقيا، لما فيها من معادن وثورات، ومواقع استراتيجية بحرية تهم الملاحة والتنقل، متّخذة أساليب شتى للسيطرة، وقد ساعدها في ذلك هشاشة الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي جعل من دولها ومناطقها المختلفة ساحة للحروب الباردة بين عدة أطراف متصارعة، شملت اللاعبين الدوليين والإقليمين، والمحليين أيضاً.
تلك الأهمية، يمكن استنتاجها من بيانات التجارة العالمية العابرة عبر البحر الأحمر
ونظراً لذلك السّباق الدولي، المصحوب بالترغيب والترهيب، تراجع الحديث عن سيادة بعض من دولها، وعن أهدافها المشروعة التي نَوَت أو سعت لتحقيقها بعد الاستقلال، وبانتهاء وفائها لتاريخها النضالي أو الاحتماء به أو حتى ذكره، احتمت بالجغرافيا على اعتبار أن بعضاً من مناطقها توظف في إطار الصراع الدولي بين إرادات ومشاريع الدول الكبرى.الوصْف السّابق يبدو جليّاً في منطقة "القرن الأفريقي" ذات الأهمية الجيو ـ استراتيجية، والذي يقصد به جغرافيّاً، الجزء الواقع غرب البحر الأحمر، وخليج عدن في شكل قرن، ويضم أربع دول، هي: الصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، ويتسع ــ في نظر البعضـ ليشمل دول الجوار: كينيا، أوغندا، تنزانيا، جنوب السودان، السودان، وكذلك اليمن، لارتباطها بهذه الدول.
من تلك المنطقة، يتم التركيز إعلاميّاً على البحر الأحمر كونه تحول خلال السنة الجارية (2024) إلى منطقة غير آمنة، نتيجة للحرب الدائرة في فلسطين ولبنان، وما نتج عنها من تصادم بين المحيطين به مُمَثَّلين في اليمن من جهة، وبين القوى الدولية الكبرى، التي تنظر إليه من زاوية التنافس الاستراتيجي بينها، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من جهة ثانية.
وبغض النظر عن الحال التي ستؤول إليها الأوضاع في القرن الأفريقي بوجه عام والبحر الأحمر بوجه خاص، فإن هناك ثلاث قوى كبرى تتصدر الواجهة في سباق التواجد هناك، وهي الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا، وقد تبعتها ثلاث قوى إقليمية هي: تركيا وإيران والهند، للبحث عن مكان لها في المنطقة، الأمر الذي قد يوسع من مساحة الصراع لكثرة اللاَّعبِين الدَّوليّين، وربما يؤدي إلى تجاوز الحرب الباردة.
السباق الدولي هناك يأتي من التأثير الكبير لمنطقة القرن الأفريقي في حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر، كونها تمثل معبراً رئيساً لنقل النفط من دول الخليج العربي للأسواق العالمية، وهذا الوضع المتميز يجعل منها نقطة الجذب الأولى للقوى الدولية من ناحية وجودها في المنطقة.
تلك الأهمية، يمكن استنتاجها من بيانات التجارة العالمية العابرة عبر البحر الأحمر، حيث تسجل تلك التجارة نحو 12 % من حركة تجارة العالم سنوياً، بواقع 30% من حركة حاويات الشحن العالمية، وبقيمة تتجاوز تريليون دولار، إلى جانب ما بين 7 إلى 10% من إمدادات النفط العالمية، وكل هذا يدفع الدول الكبرى للوجود لتأمين تجارتها وحماية مصالحها.
من النَّاحية العملية، فإن السِّباق الدولي والتنافس والصراع هناك، يتركز أساسا على "الموانئ البحرية العشرة" كونها مكنت منطقة القرن الأفريقي من أن تصبح حلقة ربط بين مراكز تجارية وأسواق شرق ووسط أفريقيا، ودول أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
ويظهر التنافس على تلك الموانئ بين الولايات المتحدة لأجل تحقيق أهداف أمنية واستراتيجية، وهذا بضمان وجودها عبر مجموعات من "التحالفات البحرية الأمنية"ـ وبين الصين التي تسعى إلى توسيع استثماراتها البحرية في إطار مبادرتها "الحزام والطريق"، من ذلك وجودها في جيبوتي.
وعلى الطريق نفسه تسير قوى إقليمية، منها على سبيل المثال تركيا، التي تتحكم بميناء مقديشو وفقا لاتفاقية مارس 2023، وكذلك إثيوبيا التي تبحث عن منفذ بحري لها، وهذا بعد اتفاقها مع إقليم "أرض الصومال" الانفصالي، وسط رفض صومالي وعربي.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أفريقيا القرن الأفریقی البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
صندوق البحر الأحمر يعلن قائمة الفائزين في منح ما بعد الإنتاج ضمن أولى جولاته
كشف صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي، عن قائمة المشاريع السينمائية الفائزة في المنح التمويلية عن أولى جولاته لعام 2025، والمخصصة لدعم المشاريع في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وتضمنت المشاريع الفائزة سرديات قصصية من العالم العربي وقارة آسيا، مما يؤكد التزام المؤسسة بدعم الأصوات السينمائية الصاعدة.
وتشمل هذه الدورة تسعة مشاريع سينمائية مختارة من عدة دول من العالم العربي وقارة آسيا، من بينها: المملكة العربية السعودية، إندونيسيا، ماليزيا، فرنسا، تركيا وتونس، مما يعكس ثراء وتنوع الأصوات السينمائية في المنطقة. وتأتي هذه المنح لتسهم في استكمال مراحل ما بعد الإنتاج للمشاريع الفائزة، بما يعزز فرص وصولها إلى منصات العرض الدولية، ويمنح صُنّاعها دفعة قوية نحو تقديم قصص أصيلة تُثري المشهد السينمائي العالمي والإقليمي.
قائمة المشاريع الفائزة بمنح صندوق البحر الأحمر في جولته الأولى لعام 2025م:
1. " سماء بلا أرض"
إخراج: إريج سهيري. إنتاج: ديدار دوميهري. الدولة: فرنسا، تونس، قطر.
2. "فوكسي: الفرح في أربعة فصول"
إخراج: جيونجيونج كيو. إنتاج: جين زهاو، نينجيوان دينج. الدولة: تايوان، اليابان، هونغ كونغ، فرنسا، السعودية.
3. "الأم بهومي"
إخراج: كيات أون تشونج. إنتاج: ستيفانو تشينتيني، كيو سون وونج. الدولة: ماليزيا.
4. "PANGKU (ON YOUR LAP)"
إخراج: رضا رحاديان. إنتاج: آريا إبراهيم، جيتا فارا. الدولة: إندونيسيا.
5. "مدرسة الأشباح"
إخراج وإنتاج: سيماب جول. الدولة: باكستان.
6. "الفائز يعرف من البداية"
إخراج: جاننات ألشانوڤا. إنتاج: جان-لوران سينيديس. الدولة: كازاخستان.
7. "البارونات"
إخراج: نبيل بن يدر، مختارية بداوي. إنتاج: بينوا رولان، نبيل بن يدر. الدولة: بلجيكا، فرنسا، لوكسمبورغ.
8. مشروع "الجولة 13"
إخراج: محمد علي نهدي. إنتاج: مليك كوشباتي. الدولة: تونس.
9. مشروع "VEHA"
إخراج: إليف سوزن. إنتاج: أوكان أوزي. الدولة: تركيا.
من جانبه، صرّح عماد إسكندر، مدير صندوق البحر الأحمر: "تجسد هذه المشاريع التسعة ثراء السرديات الآسرة من العالم العربي وقارة آسيا، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من مسيرتهم الإبداعية. لقد وسّعنا نطاق عملنا في العام الماضي ليشمل المشاريع الآسيوية، انطلاقًا من إيماننا العميق بالإمكانات الهائلة لصُنّاع الأفلام في تلك القارة. واليوم، نرى ثمار هذا التوجه من خلال هذه المجموعة المميزة من المشاريع ذات الرؤى السينمائية الفريدة."
حتى اليوم؛ قدم صندوق البحر الأحمر التابع لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي دعمها لأكثر من 280 مشروعًا سينمائيًا، تتضمن أفلامًا مميزة شقت طريقها نحو أبرز المهرجانات ومختلف الجماهير، من بينها فيلم "هوبال" الذي عُرض ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي، وحقق إقبالًا واسعًا في صالات السينما السعودية، حيث تجاوزت مبيعاته 190 ألف تذكرة. بالإضافة إلى فيلم "ضي: سيرة أهل الضي"، الفيلم الافتتاحي للدورة ذاتها، الذي واصل رحلته ليُعرض ضمن برنامج مهرجان برلين السينمائي الدولي لعام 2024م.
حول مؤسسة البحر الأحمر السينمائي
تُعتبر المؤسسة منصة رئيسية لصُنّاع الأفلام الواعدين في الصناعة، حيث تُمكنهم من ترك بصمتهم في المشهد السينمائي العالمي مع الحفاظ على تراث السينما العربية الكلاسيكية.
تلعب مؤسسة البحر الأحمر السينمائي دوراً محورياً في رعاية الجيل الجديد من صُنّاع الأفلام، كما أنها تعمل على بناء صناعة أفلام مستدامة في المملكة العربية السعودية وإفريقيا وآسيا.
صندوق البحر الأحمر هو مبادرة رائدة تم إطلاقها بواسطة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، بهدف رعاية المواهب وتعزيز النمو في صناعة السينما العالمية مع التركيز على دعم صُنّاع الأفلام من المملكة العربية السعودية والعالم العربي وأفريقيا. يخصص الصندوق كلًا من الدعم المالي والإرشاد التوجيهي والموارد الضرورية لتمكين الروايات المتنوعة وتحفيز الأفكار المبتكرة.