ملامح العلاقات الأميركية الباكستانية في ظل عودة ترامب
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
منذ تأسيس باكستان عام 1948، ظلت العلاقات بينها وبين الولايات المتحدة متأرجحة بين شراكة إستراتيجية في مواجهة التحديات العالمية مثل الحرب الباردة ومواجهة الغزو السوفياتي لأفغانستان، وبين توتر بسبب إقدام باكستان على تصنيع القنبلة النووية والتقارب مع الصين وقيامها بدور مزدوج خلال الغزو.
وكانت إدارة دونالد ترامب أثناء فترته الأولى قد اتهمت إسلام آباد بالخداع بزعم توفيرها ملاذًا لمن تصفهم بـ"الإرهابيين"، وهي سردية أدت إلى توتر كبير في العلاقات الثنائية خلال الفترة الأولى من حكمه، ففي تغريدة عام 2018 هدد الرئيس الأميركي بقطع المساعدات قائلا "لقد أعطت الولايات المتحدة باكستان بحماقة أكثر من 33 مليار دولار كمساعدات على مدار الـ15 عامًا الماضية، ولم يقدموا لنا سوى الأكاذيب والخداع".
وبعدها تبنى ترامب موقفًا صارمًا تجاه باكستان مما أدى إلى تعليق مؤقت للمساعدات العسكرية لإسلام آباد كإجراء عقابي.
ولاحقا، أدى سعي باكستان إلى فتح قنوات للحوار بشأن أفغانستان إلى إعادة ضبط العلاقات بين الجانبين، واعتمد ترامب على إسلام آباد لتسهيل مفاوضات السلام مع حركة طالبان الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة التي مهدت الطريق في النهاية لسحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وبعد فوز ترامب بولاية ثانية في الانتخابات وعودته عما قريب إلى البيت الأبيض، ومع توقف أفغانستان عن كونها نقطة محورية للعلاقات بين باكستان والولايات المتحدة، تظهر مخاوف بشأن ما إذا كانت إسلام آباد ستظل ذات أهمية على أجندة واشنطن، أم أن الرئيس الأميركي سيكتفي بالحفاظ على العلاقات القائمة مع الحد الأدنى من الانخراط دون تحقيق تقدم يذكر على الصعيدين الاقتصادي والعسكري؟
مع إعلان انتخاب ترامب رئيسًا للولايات المتحدة لفترة ولاية ثانية، سارع زعماء من باكستان إلى تقديم التهاني للرئيس المنتخب، فقد وصف رئيس الوزراء شهباز شريف هذا الفوز بأنه "انتصار تاريخي لولاية ثانية".
وانضم رئيس الوزراء السابق عمران خان أيضًا إلى المهنئين معربًا عن تهنئته من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وانخرط أنصاره في مناقشات بشأن آثار فوز ترامب على مصير خان، الذي يقبع في السجن منذ أكثر من عام بسب اتهامه في قضايا الفساد.
وقد أنعشت تغريدات المبعوث الأميركي الخاص السابق لأفغانستان السفير زلماي خليل زاده -وهو جمهوري كان مقربا من ترامب- المؤيدة لعمران خان آمال أنصار حزبه بإطلاق سراحه في عهد ترامب الجديد.
وعبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية ممتاز زهرة بلوش عن موقف بلادها من فوز ترامب بقولها إن "باكستان والولايات المتحدة صديقان وشريكان قديمان، وسنواصل متابعة علاقاتنا على أساس الاحترام والثقة المتبادلة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض".
ويبدو من تصريحات المسؤولين الحكوميين والقيادات السياسية في باكستان أن إستراتيجية باكستان تجاه الولايات المتحدة تعتمد على تعزيز علاقات إيجابية مع ترامب في وقت مبكر من ولايته.
وتعكس تصريحات المسؤولين رغبة القيادة الباكستانية في التقارب وإقامة علاقة ودية وتعزيز علاقات إيجابية مع ترامب في وقت مبكر من ولايته.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
تشارلز كوشنر.. من رجل أعمال مثير للجدل إلى سفير أمريكا الجديد في فرنسا
وافق مجلس الشيوخ الأمريكي بأغلبية ضئيلة على تعيين تشارلز كوشنر، رجل الأعمال العقاري ووالد جاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب، سفيرًا لدى فرنسا.
وجاء هذا التعيين وسط جدل واسع بسبب سجل كوشنر في التهرب الضريبي، حيث سبق أن حصل على عفو رئاسي من ترامب في ديسمبر 2020 بعد إقراره بالذنب في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية للحملات الانتخابية.
ويعد كوشنر مؤسس شركة “كوشنر كومبانيز” العقارية، بينما شغل ابنه جاريد منصب كبير مستشاري البيت الأبيض في فترة ولاية ترامب الأولى، وهو متزوج من إيفانكا ترامب، ابنة الرئيس.
وخلال جلسة التأكيد، وصف ترامب كوشنر بأنه “قائد أعمال بارز، ومحسن، وصانع صفقات مميز”. من جهته، أكد كوشنر عزمه العمل على تعزيز العلاقات الأمريكية-الفرنسية، مشيرًا إلى ضرورة تحقيق توازن أكبر في التعاون الاقتصادي والدفاعي بين البلدين، ودعم جهود فرنسا لقيادة الاتحاد الأوروبي نحو توافق مع الرؤية الأمريكية في مجال الأمن.
ويأتي تعيين كوشنر في ظل توتر في العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا، على خلفية سياسات ترامب التجارية والدور الأمريكي في حرب أوكرانيا، وسط تأكيدات من كوشنر على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين والتزامه بتعزيزها، كما أشار إلى خلفيته العائلية، كابن لأسرتين من الناجين من المحرقة النازية، ما يشكل جزءًا من مسيرته الشخصية والمهنية.
يذكر أن تشالز كوشنر هو رجل أعمال أمريكي بارز في قطاع العقارات، وهو والد جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب ومستشاره السابق، ويُعرف كوشنر بأنه مؤسس شركة “كوشنر كومبانيز”، التي تُعد من أبرز الشركات العقارية في الولايات المتحدة. في ديسمبر 2020، حصل كوشنر على عفو رئاسي من ترامب بعد إقراره بالذنب في قضايا تتعلق بالتهرب الضريبي وتقديم تبرعات غير قانونية للحملات الانتخابية، مما أثار جدلاً واسعاً حول تعيينه في منصب دبلوماسي.
ويمثل تعيين كوشنر في منصب سفير الولايات المتحدة لدى فرنسا خطوة مهمة في ظل العلاقات المتوترة بين البلدين، التي شهدت توترات بسبب السياسات التجارية الأمريكية السابقة والدور الأمريكي في الأزمات الدولية مثل حرب أوكرانيا. يسعى كوشنر إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والدفاعي بين واشنطن وباريس، كما يهدف إلى دعم فرنسا في قيادة الاتحاد الأوروبي نحو تنسيق أمني يتماشى مع الرؤية الأمريكية.
هذا وتتمتع العلاقات بين الولايات المتحدة وفرنسا بتاريخ طويل من التعاون والتحالف، لكنها شهدت في السنوات الأخيرة بعض التوترات التي أثرت على الديناميكية بين البلدين، وكانت فرنسا من أوائل الحلفاء الأوروبيين للولايات المتحدة في العديد من القضايا الدولية، خصوصًا في الحروب العالمية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مع ذلك، سياسات الإدارة الأمريكية السابقة، بقيادة دونالد ترامب، أدت إلى توترات ملحوظة، خاصة بسبب قرارات ترامب المتعلقة بالتجارة، فرض تعريفات جمركية على المنتجات الأوروبية، وسحب بعض القوات الأمريكية من مناطق استراتيجية، مما أثار انتقادات فرنسية وأوروبية.
إضافة لذلك، اختلف البلدان في وجهات نظرهما حول كيفية التعامل مع الأزمات الدولية مثل النزاع في أوكرانيا، وقضايا الأمن في الشرق الأوسط، مما زاد من صعوبة التنسيق المشترك، ومع تعيين تشارلز كوشنر سفيراً جديداً للولايات المتحدة في باريس، تتطلع واشنطن إلى إعادة بناء جسور التعاون وتعزيز العلاقات الاقتصادية والدفاعية، خصوصًا مع رغبة كوشنر في دعم فرنسا لتقود الاتحاد الأوروبي باتجاه توافق أمني متين يعزز التحالف عبر الأطلسي.