في معادلة الزواج.. سيدتي كوني على قدر تلك المسؤولية
تاريخ النشر: 28th, November 2024 GMT
في معادلة الزواج، يتحمل الطرفان عبئ استمرار سيرها ورسوها على بر الأمان، فمثلما على الزوج واجبات ومسؤوليات مادية ومعنوية لابد من الإلتزام بها. فإن الزوجة هي الأخرى لها دور في الحفاظ على توازن الأسرة. بمنح التقدير للزوج حتى يشعر بأن جهده لا يذهب هباء، لذا فهو يكرر العطاء.
فكيف يكون هذا التقدير للزوج..؟
أختي الزوجة، أول ما يجب أن يطبع عاداتك سحر الكلمات، كأن ترددي دوما: “أعلم تمامًا أن ما تبذله من أجلنا، جزاك الله خيرًا على كل الجهود.
فمن تقديرك لزوجك أن تتركيه يعبِّر عن نفسه بنفسه، فالرجال عادة يشعرون بالإحباط حين تظهر النساء أنهن يشاركن بالفعل نفس مشاكلهم. وقد لا يقتصر الأمر على مجرد عدم ارتياح الرجل لهذا الأمر فقط، بل قد يتصرف بطريقة عدوانية. لهذا من الضروري أن تتركي له الحرية للقيام ببعض الأمور حسب الطريقة التي يفضلها بدون أن يضطر أن يبرر أسبابه. ولا يعني ذلك أننا نقترح أن تتماشى الزوجة مع شريك الحياة دائما، وإنما نقترح فقط أن تترك له حرية التصرف المطلق في بعض الأمور. فتترك له حرية التعبير عن آرائه وأفكاره واحتياجاته، وأن تدرك أنه ليس من اللائق أن تعبّر الزوجة عن آراء ومشاعر زوجها. حتى إذا كانت لا تقصد أي إيذاء له، لأن ذلك يعني ضمنيًّا أنها تعتبر شريك الحياة غير مؤهل للتعبير عن آرائه ومشاعره بنفسه، وهذا فيه إنقاص لرجولته.
الهدف الواضح..
فمن عوامل نجاح الأسرة واستقرارها أهداف واضحة معلومة لكلا الزوجين يسعيان لتحقيقها بالتعاون بينهما، أما إن كان لكل واحد منهما هدفه الخاص. كأن يكون هدف الزوج تأمين السكن الخاص للعائلة، وللزوجة هدفها الخاص وهو نيل شهادة عليا مثلًا. ولا يحصل التعاون بينهما لتحقيق الأهداف، فهنا تكون الأسرة في شكلها مستقرة متفقة. ولكنها في حقيقتها مفككة، لذا إن من أهم الأشياء التي يجب أن يقوم بها الزوجان، هي كتابة الأهداف، ماذا نريد هذا الأسبوع أن يحدث في بيتنا وحياتنا؟ هذا الشهر ما هي خطة الإنفاق على البيت؟ على مدار سنة ما الهدف الذي نريد أن نحققه؟ لأنه من خلال ذلك فقط، يمكنهما معرفة المزيد عن بعضهما البعض.
ورقة عمل..
وهنا نوجه الرسالة لكل زوج وزوجة، يحبان أن تكون حياتهما محفوفة بالسعادة، عليكم بورقة عمل تقودكم إلى المودة والرحمة:
1/ لا تنتقد زوجتك أيها الزوج أمام الناس، حتى لا تحرجها، وتجرح مشاعرها، إن رأيت منها سيئًا، فلتحرص على أن تنصحها.
2/ أختي الزوجة، لا تقدمي النصائح لزوجك في صورة أوامر، احرصي أولًا على أن تقدمي التقدير لزوجك ولجهوده، وهو سيأتي إليك في حالة تعرضه لضائقة أو أم من الأمور.
3/ ليكن لكما أهدافًا واضحة في الحياة، فهناك أهدافًا أسبوعية، وشهرية، وسنوية، كذلك يجب أن تضعا رؤية مشتركة في تربية الأولاد.
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
ما شروط طاعة الزوجة لزوجها؟.. أمين الفتوى يجيب
ما شروط طاعة الزوجة لزوجها؟ سؤال ورد الى الدكتور مجدى عاشور مستشار مفتى الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.
وأجاب عاشور عن السؤال قائلا: إنه من المقرر شرعًا أن على الزوجة طاعة زوجها ما دام لم يأمرها بمعصية ؛ لحديث عِمْرَانَ بْنِ الْحُصَيْنِ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم : " لَا طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ " ، وهذه الطاعة مقيدة بما تطيقه.
وبين أن المختار للفتوى والمعمول به قانونا أن طاعة الزوجة لزوجها مقيّدة بما تستطيع تحمله من غير ضرر أو مشقة وفي غير معصية بشرط أن يوفر لها حقوقها الشرعية ، وكل ذلك بالمعروف ، وبما أرشد إليه قوله تعالى (وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن حقوق الزوج على زوجته أن تطيعه في نفسها، وتحفظه في بيته وماله وأولاده، وألا تسمح لأحد أن يدخل بيت زوجها وهو كاره، ولا ينبغي أن يتبادر للذهن أن هذا الحق يعني عبودية الزوجة للزوج، وأن أمر الأسرة في الإسلام دائر بين سيد يأمر وأمة تطيع، فمثل هذا الفهم لا يصدر إلا من عقل مغيب.
وأشار شيخ الأزهر، خلال برنامج "الإمام الطيب" المذاع عبر فضائية "سي بي سي"، اليوم الإثنين، إلى أن طاعة الزوجة مقيدة بالمعروف، والطاعة بمعنى الاستبداد نقيض المعروف الذي أمر الله به، والأمر المنهي عنه شرعا ليس للزوج حق في أن يلبه من زوجته، وإذا طلبه لا تطيعه، وإذا طاعته تكون آثمة.
وأضاف أنه لا يجوز للزوجة أن تتصدق من مال زوجها إذا كان القصد الاضرار بمال الزوج أو تقليله خوفا من أن يقترن بأخرى، منوها بأنه في حال بخل الزوج وتقطيره على زوجته وأولاده في النفقات، فإنه يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها بغير إذنه لتنفق على نفسها وعلى أولادها ولكن بشرط المعروف وعدم الإضرار.
وتابع أنه من حق الزوج على زوجته أن تراعي حالته عسراً ويسرا، وألا ترهقه بمطالب تعلم أنها فوق طاقته وقدرته.
المقياس في اختيار الزوجةواصل فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حديثه عن توجيهات رسول الله ﷺ لشباب أُمَّته «فتيانًا وفتيات» بأنْ يكون المقياس في اختيار الزوجة هو مقياس «الدِّين»، وأنه ﷺ وقف عند هذا المقياس ولم يتوقَّف كثيرًا عند مقياس المال والجمال والنَّسَب، والسَّبَبَ في ذلك هو أنَّ الإسلام يُؤسِّس بنيان الأُسْرة على قواعدَ صُلْبةٍ، وأُسُس مَتينة ذاتِ أثر ممتدٍّ في استقرارها وبقائها.. وأن المقاييس الأخرى، غيرَ مقياس الدِّين، لا تتمتَّعُ بهذه الخاصَّة إذا ما استقلَّت وحدَها بهندسة هذا البنيان المعقَّد وما يعرض له من تحديات.
وبيَّن شيخ الأزهر أمس الأحد خلال الحلقة الخامسة والعشرين أمس من برنامجه الرمضاني «الإمام الطيب» أنَّ مقياسَ «الدِّين» في اختيار الشَّاب للفتاة، واختيار الفتاة للشَّاب -ليس هو ما يتصوَّره بعضُ الناس مِمَّا يتعلَّقُ بجانب العبادات وكفى، وأنَّ التَّديُّن هو الاجتهاد في الصَّلاة وفي قيام اللَّيْل وصوم الاثنين والخميس ولا شيء بعد ذلك.. فالصَّلاة، وما إليها من باقي العبادات المفروضة، هي فروضٌ لا يستطيع مُسلِمٌ ولا مُسْلِمَة أن يَتحلَّل منها، أو يناقش في أمر فرضيتها ووجوبها كما أمرَ الله ورسوله، غير أنَّها -على خطرها- لا تستوعب كل جوانب هذا الدِّين العظيم، بل تبقى هناك جوانبُ أخرى هي من صُلْب هذا الدِّين وجوهره وحقيقته، وأعني بها جوانبَ «الأخلاق»، التي لا تقل أهميةً ولا خطرًا عن جانب العبادات المفروضة.
وتابع فضيلته خلال برنامجه الذي يعرض على عدد من الفضائيات المصرية والعربية: عرضنا من قبلُ لقولِه تعالى في شأن الصَّلاة ومقاصدها: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [العنكبوت: 45]، وفي شأن الصوم وغايته {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]، وفي شأن الزَّكاة وثمرتها الخُلُقيَّة: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة: 103].. والانتهاءُ عن الفواحش، والتقوى، والتطهيرُ والتزكيةُ كلُّها من باب «الأخلاق» والفضائلِ والآداب.. كما عرضنا لحديث رسول الله ﷺ في شأن المرأة التي كانت تصوم النهار وتقوم الليل، إلَّا أنَّها كانت تُؤذي جيرانَها بلسانِها، فكان مصيرُها إلى النَّار، مِمَّا يدلُّنا على أنَّ الأخلاقَ الكريمة التي تسَعُ الآخَرَ ولا تعتدي عليه ولا تُؤذيه بغيرِ حَقٍّ، هي والإسلام وَجْهان لعُمْلَةٍ واحدةٍ.