سودانايل:
2025-07-07@04:07:23 GMT

في ذكراها السادسة حتى لا تتكرر انتكاسة ثورة ديسمبر

تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT

بقلم: تاج السر عثمان

١
في الذكرى السادسة لثورة ديسمبر التي اصبحت على الأبواب، هناك ضرورة للاستفادة من دروس التجربة السابقة في وقف الحرب وترسيخ الديمقراطية لتصبح مستدامة مع السلام العادل والشامل والتنمية المتوازنة، مع تسارع خطوات تدخل الأطراف الدولية والإقليمية لفرض التسوية الهادفة لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد بمحاولة العودة لأوضاع ما قبل الحرب التي قادت للأزمة والحرب ، وانتهاك سيادتها الوطنية، باعادة الشراكة مع العسكر والدعم السريع التي تعيد إنتاج الحرب بشكل أوسع من السابق، وتقود لتمزيق وحدة البلاد.


وهذا يتطلب عدم تكرار التسوية مع العسكر والدعم السريع، والافلات من العقاب، بل يجب خروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، و ضم شركات الدعم السريع والجيش والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية، والترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية،والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب، وغير ذلك من شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.

٢
فقد قادت تجربة الشراكة على أساس" الوثيقة الدستورية *للحرب اللعينة الجارية حاليا، فبعد اندلاع ثورة ديسمبر، تم التوقيع علي ميثاق إعلان " الحرية والتغيير" في يناير ٢٠١٩ الذي أكد على الحكم المدني الديمقراطي وتوحدت حوله قوى الثورة ، وانطلقت الثورة بعنفوان وقوة أكثر على أساسه باعتباره البديل الموضوعي للنظام الإسلاموي الفاشي الدموي ، وقيام دولة المؤسسات.لكن جرت الرياح بما لاتشتهي سفن الثوار، وتم انقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019، وبعده مجزرة فض الاعتصام بهدف تصفية الثورة ، وبعد موكب ٣٠ يونيو الذي اكد علي استمرار الثورة، تم التراجع بالتوقيع على "الوثيقة الدستورية" التي كرست الشراكة مع العسكر والدعم السريع، وقننت الجنجويد دستوريا، وتم فيها التراجع عن ميثاق "إعلان قوى الحرية والتغيير" ، وبعدها جاءت اتفاقية جوبا التي كرّست الانقلاب الكامل علي "الوثيقة الدستورية"، ولم تتم اجازتها بطريقة دستورية بثلثي التشريعي كما في الدستور، بل تعلو بنود اتفاق جوبا علي "الوثيقة الدستورية" نفسها. كما اشرنا سابقا حتى الوثيقة الدستورية لم يتم الالتزام بها في الإسراع تفكيك التمكين وتكوين التشريعي، والإصلاح الأمني والعسكري والقانوني، وتحسين الأوضاع المعيشية، بل تدهورت بعد الاندفاع في تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي في تخفيض العملة مع الارتفاع المستمر في الأسعار.الخ.

٣
هكذا تتضح الخطوات التي سارت عليها القوى المضادة للثورة ، وكان طبيعيا أن ينفرط عقد " تحالف قوى الحرية والتغيير"، وينسحب منه الحزب الشيوعي وقبل ذلك جمد حزب الأمة نشاطه فيه، بعد أن سارت بعض مكوناته في خط "الهبوط الناعم "والتحالف مع المكون العسكري لإعادة إنتاج سياسات النظام البائد القمعية والاقتصادية وتحالفاته العسكرية الخارجية ، ومنهج السلام الجزئي الذي يعيد إنتاج الحرب ولا يحقق السلام المستدام.
وأخيرا تم إطلاق رصاصة الرحمة على الوثيقة الدستورية، بانقلاب ٢٥ أكتوبر 2021، وعندما فشل الانقلاب بعد المقاومة الواسعة حتى في تكوين حكومة، جاء الاتفاق الاطاري بتدخل دولي واقليمي، وقاد الصراع على السلطة والثروة بين الرأسمالية الطفيلية العسكرية و الإسلاموية وفي قيادة الدعم السريع مع القوى الداعمة لهما اقليميا ودوليا إلى الحرب الجارية حاليا.

٤
مما يتطلب ونحن على أعتاب الذكرى السادسة لثورة ديسمبر حراكا واسعا في الشارع بمختلف الأشكال، وقيام أوسع جبهة جماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة، واستعادة زخمها واهدافها الذي حددها " ميثاق قوى الحرية والتغيير في يناير 2019 وتطويره)، وتحقيق أهداف الثورة كما في الآتي :
- الديمقراطية والتحول الديمقراطي.
- تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وعودة كل شركات الذهب والبترول والجيش والأمن والدعم السريع وشركات الماشية والمحاصيل النقدية والاتصالات لولاية المالية، ودعم الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي بما يقوي الصادر والجنية السوداني وتوفير العمل للعاطلين من الشباب، ورفض السير في السياسة الاقتصادية للنظام البائد في رفع الدعم وتخفيض العملة والخصخصة.
- انجاز مهام الفترة الانتقالية وتفكيك التمكين والانتقال للدولة المدنية الديمقراطية التعددية.
- ورفض الحلول الجزئية في السلام بالحل الشامل والعادل الذي يخاطب جذور المشكلة.
- إلغاء كل القوانين المقيدة للحريات ، وإلغاء قانون النقابات 2010، واجازة قانون نقابة الفئة الذي يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، ورفع حالة الطوارئ ، واطلاق سراح كل المحكومين ونزع السلاح وجمعه في يد الجيش وحل جميع المليشيات وفقا للترتيبات الأمنية، لضمان وقف الحرب والصدامات القبلية والنهب والاغتصاب الجاري الآن في دارفور والشرق. الخ، وتكوين جبش قومي موحد مهني تحت إشراف الحكومة المدنية.
- تسليم البشير والمطلوبين للجنائية الدولية.
- عدم الافلات من العقاب ومحاسبة مرتكبي جرائم الحرب وضد الانسانية.
- عودة النازحين لقراهم وحواكيرهم ، وإعادة تأهيل وتعمير مناطقهم ، وعودة المستوطنين لمناطقهم ، وتحقيق التنمية المتوازنة.
- السيادة الوطنية ، والخروج من المحاور العسكرية، وعودة اراضي السودان المحتلة، وعدم السماح بقواعد عسكرية على للبحر الأحمر، وقيام علاقاتنا الخارجية مع جميع دول العالم علي أساس،المنفعة والاحترام المتبادل، وتصفية كل بؤر الارهاب والحروب في السودان.
- عقد المؤتمر الدستوري الذي يتم فيه الاتفاق على شكل الحكم ودستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهه في نهاية الفترة الانتقالية، وغير ذلك من مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة..

 

alsirbabo@yahoo.co.uk  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الوثیقة الدستوریة الحریة والتغییر الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض

هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهماً إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة الجيش الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تماماً.

وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن النجاحات التي يتحدث عنها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لو ديبلومات: الحرب تلتهم السودان في ظل صمت عالميlist 2 of 2غارديان: مؤشرات على قرب وقف إطلاق النار بغزةend of list

ويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى تضليل الرأي العام، وخلق ثقة مفرطة في قدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأشار الكاتب إلى أن "ثقافة الكذب" هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بما في ذلك رئيس الأركان.

وشدد على أن تصريحات الجيش حول تدمير قدرات كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان، الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب عصابات دون مواجهة مباشرة.

وأضح الجنرال -الذي خدم سابقا كقائد لسلاح المدرعات، ونائب قائد القوات البرية، وقائد للكليات العسكرية- إلى أن قوة حماس لم تنهار، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.

وانتقد بريك أيضاً الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.

إعلان

ويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن "الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد".

وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة – الذي يتجاهل الحقيقة لصالح الاستعراض – يقود الجيش والدولة نحو كارثة استراتيجية.

ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس "الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي". كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.

ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.

ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.

مقالات مشابهة

  • رائحة الجثث.. إليكم الأسباب التي دفعت جنديا إسرائيليا للانتحار
  • عاجل | معاريف عن اللواء احتياط إسحاق بريك: النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض
  • الرياض تستضيف مجلس “التخطيط العمراني” في ديسمبر
  • ملاحظات عامة بشأن مغالطات تتكرر في الخطاب العام عن الحرب وسبل ايقافها
  • حرب لتصفية الثورة ونهب ثروات البلاد
  • فى ذكراها .. سر اعتزال سميرة خلوصي الفن مبكرا
  • أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
  • حرس الثورة: رد إيران على أي عدوان جديد سيكون ساحقاً وبلا خطوط حمر
  • بلقاءات تعزز الوعي.. ثقافة الشرقية تواصل احتفالات ذكرى ثورة 30 يونيو
  • الخوي تشتعل من جديد... الجيش السوداني يقترب من استعادتها والدعم السريع تتكبد خسائر فادحة