أكد الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، أن الثقافة هي العمود الفقري للعمران البشري، لافتًا إلى أن الثقافة هي التي تحكم السلوك البشري والأفعال.
وقال إن الثقافة مكون موجود في كل القطاعات البشرية على اختلاف مستوياتها، فلا توجد أي مجموعة بشرية لا يوجد بداخلها ثقافة، مضيفًا: "الثقافة مقولة كاملة وهي موجودة في كل مناحي الحياة وإذا ذهبنا إلى كل مكونات المجتمع سنجد الثقافة حاضرة".


وأضاف أن الأُطر الثقافية الحاكمة لسلوكنا متواجدة في كل مناحي الحياة، لافتًا إلى أن التغيرات الكبرى في تاريخ البشرية ترتبت على تغيرات ثقافية وفكرية.
وأوضح أن الفن والثقافة لعبا دورًا في التحول إلى العصر الحديث، مبينا أن الثورة الصناعية كانت في أصولها فكر ثقافي، مؤكدا حضور الثقافة في كل تجارب الدول المتقدمة.

جاء ذلك خلال اللقاء الذى نظمه قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، لقاءً بعنوان "الثقافة مدخل التنمية"، وذلك ضمن سلسلة "حوارات الإسكندرية"، بحضور الدكتور أحمد زايد، مدير مكتبة الإسكندرية.
شارك في اللقاء الدكتور محمد فرحات، أستاذ علم الاجتماع الفلسطيني والدكتورة دولي الصراف، أستاذة علم الاجتماع اللبنانية، والدكتور سعيد المصري، أستاذ علم الاجتماع المصري.

من جانبه، قال الدكتور محمد فرحات، أستاذ علم الاجتماع الفلسطيني، إن الحديث عن الثقافة كمدخل للتنمية هو وصف لبديهيات الحياة، لافتا إلى أن الثقافة تحكم وجدان ووعي الناس وخيالاتهم ولا تحتاج إلى جمع الأدلة على ذلك.
وأشار إلى أن تجارب التنمية في كل دول العالم سواء كانت إيجابية أو سلبية هي نتاج لتجارب فكرية في الأساس، موضحا أن تحقيق التنمية الشاملة يحتاج بالضرورة وجود استراتيجية تنموية ثقافية شاملة وهو ما يحتاج إلى تكوين إيمان فردي وجماعي بالمشروع للمضي قُدما فيه.
وأكد أن المصالحة بين الثقافة والتنمية أمر حتمي، "لأن هناك بعض التناقضات والمناوشات التي تحدث في بعض الأوقات ما بين الثقافة والتنمية".
وقال: "أنا مصري الهوى والوجدان.. عندما نتأمل في مساحة دور مصر في العالم سواء في الماضي والحاضر سنرى بالملموس أن قوة الجذر الثقافي في تنوعه وتراكمه وإعادة إنتاجه هي التي تعطي لمصر مساحة الدور الذي تلعبه".
بدورها قالت الدكتورة دولي الصراف، أستاذة علم الاجتماع اللبنانية، إن مدينة الإسكندرية ومكتبتها منارة فكر حاملة لرسالة معرفية تجسد امتداد حي لمجد إنساني عميق.
وأوضحت أن الحديث عن التنمية غالبا ما يختزل في صورة مادية سواء في مشروعات أو طرق ولكن التنمية الحقيقية تحتاج إلى وعي وإلى كيفية فهم الإنسان للمستقبل لكي يتبناه.
وأضافت: "من هنا يبرز دور المنظمات الدولية المانحة التي تمول مشاريع في دول العالم الثالث وغالبا ما تأتي هذه المنظمات بتجارب تنموية جاهزة لتطبيقها على مجتمعات مغايرة لها دون التأكد من ملائمة هذه المشروعات للمجتمع المحلي الذي ستقام فيه وهو ما يؤدي إلى فشل بعض المشروعات في بعض الأوقات".
وتحدثت عن إهمال الأمم المتحدة للبعد الثقافي في مؤشرات التنمية، مشيرة إلى أن الحقل الثقافي حقل ألغام وبالتالي تلجأ المنظمات الأممية إلى تجنب هذا الحقل. وقالت إن برامج التنمية الأممية غالبا ما تكون تنمية قادمة "من أعلى إلى أسفل" وهي رؤية تتجاهل ثقافة المجتمعات المستهدفة بهذه التنمية.
واستعرضت المشروعات التنموية التي نفذتها المنظمات الأممية في بعض البلدات اللبناني، لافتة إلى أن جميع هذه المشروعات لم تراعي البعد الثقافي لهذه المناطق وبالتالي لم تحقق هذه المشروعات الهدف المرجو منها.
من جانبه، تحدث الدكتور سعيد المصري عن علاقة التنمية بالثقافة، مؤكدا ضرورة بناء هوية وطنية وبناء شعب لديه إحساس بالحياة فضلا عن تعزيز قيم العدالة وبناء قيم المواطنة وتعزيز شعور الإنسان بالمواطنة.
وحذر من خطورة وجود فجوة بين مشروعات التنمية للدولة وتلقي المواطن العادي لهذه المشروعات، لافتا إلى أن هذه الفجوة قد تؤدي إلى تآكل الثقة بين المواطن والدولة. وأشار إلى أنه في أوقات كثيرة يتم إهمال الثقافة في مشروعات التنمية، لافتا إلى أن الثقافة من الممكن أن تكون محرك للتنمية وقد تكون أيضا معيق لها.
ولفت إلى أنه لا يوجد وصفة واحدة لتحقيق تنمية تكون صالحة لجميع الفئات وفي كل السياقات الاجتماعية والثقافية، مؤكدا ضرورة تهيئة الناس لكي يكونوا مشاركين في عملية بناء التنمية بالإضافة إلى خلق موائمة بين نماذج التنمية المحلية والنماذج المستوردة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسكندرية ثورة الصناعية لفلسطيني مدير مكتبة الاسكندرية مكتبة الإسكندرية قطاع التواصل الثقافي التنمية الشاملة هذه المشروعات علم الاجتماع أن الثقافة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس مياه الأقصر يبحث تعزيز إجراءات السلامة ويراجع موقف المشروعات

عقد اللواء مهندس أحمد سعيد عرفة، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالأقصر، اجتماعًا موسعا مع مسئولي إدارة السلامة والصحة المهنية، لمتابعة أعمال الغطس والتطهير داخل مآخذ المحطات على مستوى الإدارات الخارجية.


وشدّد رئيس الشركة على ضرورة التأكد من اتباع إجراءات السلامة خلال عمليات التطهير.


وأكد رئيس الشركة أهمية التعامل الفوري مع أي معوقات تؤثر على كفاءة أعمال التنظيف، خاصة ما يتعلق ببقع الجاز أو الملوثات التي قد تهدد جودة المياه، مشيرًا إلى أن سرعة التدخل تضمن استمرار تشغيل المآخذ بكفاءة. كما وجّه الشكر لفريق الغطس والتطهير وجميع العاملين المجتهدين الذين يواصلون العمل لتعزيز استقرار الخدمة بالمحافظة.

في سياق متصل، عقد اللواء أحمد سعيد عرفة اجتماعًا آخر مع مديري قطاعات مياه الشرب والصرف الصحي، جرى خلاله استعراض الموقف الحالي لمحطات المياه وشبكات التوزيع داخل المحافظة. وشمل الاجتماع مناقشة المناطق الساخنة التي تشهد ضعفًا في ضخ المياه، مع بحث الحلول الدائمة لمعالجتها ضمن خطط التطوير.

واستعرض الاجتماع موقف الصرف الصحي من حيث جاهزية المحطات ونسب التغطية بمختلف مراكز ومدن المحافظة، مع التأكيد على استمرار الجهود الرامية إلى رفع كفاءة الشبكات وتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين.

طباعة شارك الاقصر اخبار الاقصر مياة الاقصر شركة مياة الاقصر

مقالات مشابهة

  • صنعاء.. الحوثيون يفرجون عن الدكتور "حمود العودي" بعد 3 أسابيع من اختطافه
  • تحت رعاية وزير الثقافة.. مكتبة الملك عبد العزيز العامة تدشن معرض "الحرف اليدوية السعودية: موروث الإبداع الثقافي"
  • كوثر محمود: الممرضات والقابلات يشكلن العمود الفقري لأنظمة الرعاية الصحية
  • كوثر محمود من الدوحة: الممرضات والقابلات يشكّلن العمود الفقري لأنظمة الرعاية الصحية
  • مكتبة محمد بن راشد تطلق برنامجها الثقافي لشهر ديسمبر
  • صالون أوبرا الإسكندرية الثقافي يناقش "حرب اللغات في عصر الذكاء الاصطناعي"
  • محافظ القاهرة: مكتبة «اقرأ نون السحار» نموذج لنشر الوعي وبناء الثقافة في الأحياء
  • رئيس مياه الأقصر يبحث تعزيز إجراءات السلامة ويراجع موقف المشروعات
  • مكتبة محمد بن راشد تطلق إصداراً جماعياً لنخبة من الكتَّاب الإماراتيين