هتجيب لهم سمنة .. الصحة تحذر من تناول الأطفال العصائر المعلبة والمقرمشات
تاريخ النشر: 29th, November 2024 GMT
في إطار منشوراتها التوعوية، نشرت وزارة الصحة والسكان مجموعة من النصائح والتحذيرات للتعامل مع الأطفال في مرحلة النمو ، وذلك من خلال صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الإجتماعي « فيس بوك » .
وناشدت وزارة الصحة والسكان الأمهات ، من خلال منشورها ، عدم استخدام العصائر حتى العصائر الطازجة في العام الأول من عمر الطفل ويمكن تقديم عصير الفاكهة غير المخفف والخالي من المحليات بعد العام الأول ولكن كجزء من الوجبة ولا يزيد عن 120 مل في اليوم للأطفال من 1-3 سنوات .
وقالت وزارة الصحة والسكان عند بلوغ الطفل 6 شهور هناك مجموعة من الأكلات التي يجب إدخالها عليه والتي تتمثل في التالي :-
- قومي بإدخال الأغذية التكميلية له بجانب لبن الثدي إعطاءه كميات صغيرة في البداية لا تتجاوز ملعقة طعام واحدة وزيادة الكمية تدريجيا
ابدئي بأطعمة لينة وزيادة كثافتها تدريجيا بما يتناسب مع عمر الطفل
ابدئي بنوع واحد من الطعام منفردًا ثم إضافة الأنواع الأخرى قبل خلطها معا بعد التأكد من تقبل الرضيع لكل نوع بمفرده
وقالت وزارة الصحة والسكان، إن تناول الأطفال المقرمشات والحلويات والعصاير المعلبة تسبب سمنة للطفل وتضعف الجهاز المناعي له ، ومن هنا تأتي الأهمية الكبيرة للفواكة والخضروات الطازجة التي تعد البديل الصحي عن تلك الأطعمة .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الصحة والسكان الأغذية الأكلات المزيد المزيد وزارة الصحة والسکان
إقرأ أيضاً:
طفل الآيس كريم والفطرة النقية التي لم تلوث بعد
في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي ، شاهدت مقطع فيديو لطفل صغيرٍ ينتظر بشغفٍ عربة الآيس كريم، هذا الشغفُ الذي بلغ ذروته بحركات استعراضية من الطفل الذي أطلق لجسده العنان ليرقص على إيقاع مكبر الصوت الذي يُروِّج لبضاعته، وظل الطفل لثوانٍ معدوداتٍ يرقص على إيقاع الأهازيج الصادرة من مكبر الصوت، وعندما اقتربت منه العربة دسّ يده في جيبه وأخرج منه بعض النقود وتوجه إلى العربة بقلب عاشق ليُسلّم البائع النقود ويستلم منه معشوقته التي استثارت شغفه ومسّت كيانه وجلبت له السعادة وجعلته يسبح في فضاءات الفرح والسرور .
لقد استثار وجداني هذا المشهد الطفولي، وفي أكبر ظني أنه استثار وجدان كل من شاهد هذا الطفل، هذا المشهد يبيّنُ وبوضوح أن الحياة بسيطة جدًا، وغير معقدة، وأننا نستطيع أن نحياها بهذه البساطة وهذا الجمال، إذا نظرنا إليها بنظرة هذا الطفل التي تنطوي على البراءة، فالطفل في هذه اللحظة لم يكن يخضع لأية قيود؛ فالكون كله تحت سيطرته، يتربع على عرش سيادته بمفرده وبلا منازع لأنه استغنى عنه، تخلّى عن كل ما فيه، وارتضى بهذه القطعة الصغيرة التي جعلته يتيهُ فرحًا، وفي هذه اللحظة لو خُيّر بين المصنع الذي ينتج هذه المثلجات وبين القطعة التي اشتراها؛ لاختار قطعة الآيس كريم؛لأن تصوراته كلها مختزلة في اللحظة التي يعيشها، اللحظة التي استأثرت بكيانه وملكت عليه نفسه وروحه لا شيء في المقابل يعادل هذه اللحظة .
أرى أننا في أمسّ الحاجة إلى استلهام هذه المشهد وتمثّله، لنستطيع التعايش مع تقلبات الحياة وتطوراتها والتغييرات التي تطرأ فيها، لا ننظر للحياة على أنها حلبة صراع ومضمار تنافس، بل نحاول أن نعيش بنظرة الطفل، نستنبط رؤيته في التعامل مع اللحظة أيًا كانت هذه اللحظة كانت شقاء أو سعادة، فعلينا أن نستحضر فطرتنا للتعامل مع كل ما يعني لنا من حوادث في الحياة، ويتمثل ذلك في أن نعيش الحياة ببساطة، لا نورد أنفسنا مورد التعقيد، وفي هذا أعلم أن الحياة فُرضت علينا وكُتب علينا الكدح فيها ولا عصمة لكائن مهما كان من الشقاء، وأعلم أن خياراتنا فيها محدودة، لكن أسلوب حياتنا فيها يخضع لإرادتنا، فمهما كانت الظروف والأوضاع نستطيع أن نؤسس لأسلوب ومنهج لحياتنا، أسلوب حياة نستطيع من خلاله أن نظفر بعيش الحياة بما يتلاءم مع ما فُرض علينا فيها من كدح وشقاء، نُغيّر من طريقة تفكيرنا بما يتلاءم مع عيش الحياة، وتغيير طريقة التفكير يستلزم منا العودة إلى فطرتنا، وإطلاق العنان لملكة التفكير في أن نعمل ونجتهد من أجل أن نضيف ونترك الأثر، لا من أجل المنافع والمصالح فقط، وأن ننجز ما نقوم به من عمل من أجل إرضاء أنفسنا لا لإرضاء الآخرين، وأن نُرسّخ لمفهوم أن الحياة وجدت لكي نعبرها لا لنمتلكها.
هذا الطفل الصغير الذي استحوذ على العالم في لحظة فرح يذكرني بالأمير الصغير، هذه الرائعة التي كتبها الكاتب الدنماركي «سانت أنطوان أكزوبيري» ويخبرنا فيها أن طائرة سقطت في الصحراء، فانكب الطيار على إصلاحها، وأثناء انهماكه في إصلاح الطائرة، وفي ظل الصمت الجاثم على قلب المكان المليء بالحذر والخوف، يفاجئ الطيار بطفل صغير يدنو منه، فيتوجس الطيار خيفة في بادئ الأمر، لكن سرعان ما يتلاشى هذا الخوف لتحل محله الحيرة والدهشة من جراء ما سمعه الطيار من الطفل الصغير الذي راح يطلب منه أن يرسم له خروفًا صغيرًا، وازدادت دهشة الطيار من إلحاح الطفل عليه بهذا الطلب العجيب، تابع الطيار عمله في إصلاح الطائرة، وتحت وطأة إلحاح الطفل المستمر على طلبه، أجابه الطيار بمنطق الكبار هذه الإجابة لم تحقق ما أراده الطفل الصغير، فوجم على الطيار وراح يقول له : « لقد عرفت ذات يوم رجلا يقوم بجمع الأرقام دائمًا ويردد :«أنا رجل جاد ، أنا رجل جاد ، ولكنه لم يعرف في حياته كيف يتأمل نجمًا أو يستنشق عطر وردة ، أو يحب إنسانًا»
عرف الطيار بعد ذلك أن الطفل يوجد في عالمه وردة، هي كل عالمه، يهتم بها، وينفق وقته في رعايتها، ويبذل ما في وسعه للاعتناء بها، وأنه يحاول ترضيتها على الدوام .
ما أشبه طفل أكزوبيري بطفل الآيس كريم، كلاهما مادة واحدة يرفدان من نبع الفطرة، يعيشون الحياة بسهولة دون تعقيد، الحب عندهم مطلق بل غاية، وهم بلهوهم البريء وحياتهم البسيطة يسخرون من سذاجتنا نحن الكبار من قلقنا ومن اضطراباتنا ومن أطماعنا، من تهافتنا على حياة ملأناها بالصراعات والتنافس المستمر على الزائل، والتكالب على اللاشيء، على السراب .
من أجل ذلك يخبرنا طفل الآيس كريم بلغته الرقيقة، وقلبه النابض وروحه الشفيفة ومن ورائه الأمير الصغير، أن نعود إلى إنسانيتنا، ننهل منها، ننزع من صدورنا الأحقاد والضغائن، نتخلى عن الزائل، عن التافه الذي جعلناه قيمًا، وعن الضئيل الذي جعلنه عظيمًا، نعود إلى المساحة البيضاء النقية فينا، لنتعلم فيها كيف نطرق أبواب فطرتنا، لنستلهم حقيقة وجودنا في هذه الحياة، ونعرف معنى الزمن والانتباه إلى الحياة البريئة والعادلة، والتي لا يمكن العودة إليها إلاّ بنقاء الطفولة ولهوها البريء، وكما يقول الفيلسوف اليوناني «هيراقليطس»: الحياة بريئة وعادلة، فالفيلسوف يرى أننا لا نستطيع فهم الوجود إلاّ بغريزة لعب ومن جعل الوجود ظاهرة جمالية، وهومن أجل ذلك كان دائم اللعب مع الأطفال، وعندما كان يتحلق حوله وجهاء قومه ليحاورونه ويجادلونه، كان يفرقهم عنه قائلًا لهم: إليكم عني أيها السفهاء، إن مخالطة الأطفال واللعب معهم لأحكم للمرء من سياستكم .