جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-04@18:16:38 GMT

تاريخ يُكتب في أنقرة

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

تاريخ يُكتب في أنقرة

 

سالم بن سلطان العبري

 

عندما بدأت مراسمُ استقبال سلطان عُمان على أرض قصر الرئاسة التركيّ في غابات أتاتورك، عادت عقاربُ الزمن بجنود العسكر العثمانيين إلى زمن سلاطينهم الذين خلدهمُ التاريخُ في بطولاتهم وانتصاراتهم.

ولكنّ السلطان الذي اصطفوا لتحيته وأعلنوا جاهزيّتهم واستعدادهم أمامه هو قائدٌ عصريٌّ، يحملُ إرث أمجاد الفتوحات والبطولات.

فقد كانوا أمام سلطانٍ لدولةٍ عظيمةٍ، كانت في يومٍ من الأيام إمبراطوريةً خلدها التاريخُ، كما خُلّدت الدولةُ العثمانيةُ التي رفعت راية الإسلام شرقًا وغربًا وشمالًا وجنوب الأناضول. وكذلك، كان العُمانيون ينشرون الإسلام في سواحل أفريقيا وكنجنيقا، ويعبرون المحيطات بشراعهم إلى كانتون الصينية.

وبينما كانت السفينةُ العُمانيةُ "سلطانة" تُبحرُ لتُرسل أول سفيرٍ عربيٍّ إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أرض الديمقراطية الجديدة، كانت تركيا الحرةُ تؤسسُ دستورها الانتخابيّ. تلك المشاهدُ كلها ربما تجسدت في مخيلة العسكر الأتراك الذين وقفوا لاستقبال سلطان دولةٍ عظيمةٍ أخرى، هي سلطنةُ عُمان.

وصل حضرة صاحب الجلالة السلطانُ هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- إلى تركيا، وكان في استقباله الرئيسُ رجب طيب أردوغان، الذي يدركُ تمامًا أن ضيفه ليس كأيّ ضيفٍ آخر. فهو ليس رئيسًا أو أميرًا أو شيخًا، بل هو "سلطان"، والسلطانُ في تاريخ تركيا هو رمزُ القيادة والحكمة والمجد والتاريخ والمستقبل.

يُدركُ الرئيسُ التركيُّ أن سلطنة عُمان ليست دولةً عادية؛ بل هي دولةٌ ذاتُ عمقٍ رفيع المستوى، بشعبها، وإسلامها، وتاريخها. وكقارئٍ للتاريخ الإسلاميّ، يعلمُ أن عُمان وأهلها قد ورد ذكرُهم على لسان رسول الله محمدٍ، صلى الله عليه وسلم، بأعظم الصفات. كما إنه يعلمُ أن السلطان هيثم بن طارق جاء من أجل الخير والسلام، وتبادل المصالح النبيلة؛ فهو سلطانُ أرضٍ لا تُنبتُ إلا الطيب، ولا يخرجُ منها إلا ما يفيدُ الجميع.

وانعكاسًا لهذه القيم، كانت الاتفاقياتُ التي جرى توقيعُها بين الجانبين تمهيدًا لعهدٍ جديدٍ من التعاون في مجالات التعليم، الصحة، الاقتصاد، التجارة، والثقافة. بل حتى الشتاء التركيّ القارس ستدفئهُ غازاتُ عُمان.

ومن بين الخطوات التاريخية التي شهدتها الزيارةُ، كان الاتفاقُ على التعاون في الصناعات العسكرية، مما يمثلُ نقلةً نوعيةً لسلطنة عُمان في عهدها الجديد. هذا العهدُ الذي يقودهُ السلطانُ هيثم بن طارق، القائدُ الذي عاهد شعبه، في اليوم المبارك 11 يناير 2020، أن يكرس حياته لرفع شأن عُمان عاليًا.

إنها زيارةٌ لا تنحصرُ في مظاهر الاستقبال الرسمية؛ بل تجسدُ تاريخًا عريقًا، وروابط أخويةً بين دولتين وشعبين يجمعُهما الإسلامُ، التاريخُ، والمستقبلُ المشرقُ. وها هو تاريخٌ جديدٌ يُكتبُ بأنقرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

بعد تصريحات طارق صالح بشأن “الحوثيين”.. الإصلاح يصفه بالجبان ويوجه له اتهام بالخيانة

الجديد برس| فجّر طارق صالح، قائد الفصائل الموالية للإمارات في الساحل الغربي، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية اليمنية الموالية للتحالف، بعد تصريحات وصفت بـ”الصادمة”، أعلن فيها التخلي عن النهج العسكري، ملمحاً إلى إمكانية التقارب مع حركة “أنصار الله” (الحوثيين)، وهو ما اعتبره خصومه انحرافاً سياسياً خطيراً. وفي خطاب علني ألقاه، الثلاثاء، أشار طارق صالح إلى أن خيار المواجهة العسكرية أصبح غير واقعي في ظل تغير موازين القوى الإقليمية والدولية، مستشهداً بما وصفه بـ”فشل الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، في إحداث فارق أمام قوة أنصار الله خلال التصعيدات الأخيرة في البحر الأحمر والمناطق الحدودية”. وأضاف طارق: “لم يعد بمقدورنا، نحن في المجلس الرئاسي، فعل شيء أمام هذه القوة الجديدة”، مبرراً ذلك بما قال إنه “تداخل دولي وإقليمي معقد” جعل من خيارات الحسم العسكري أمراً بعيد المنال. وفي تطور لافت، أشار إلى تجربة تقاربه مع المجلس الانتقالي الجنوبي، قائلاً إنها كانت “مستحيلة” قبل عام، وأصبحت اليوم “ميسّرة وقد تنتهي بتحالف بعد العيد”، في إشارة إلى إمكانية تكرار نفس السيناريو مع حركة أنصار الله. وقوبلت تصريحات طارق بهجوم حاد من حزب الإصلاح، الشريك في “الشرعية” الموالية للتحالف، حيث وصفه قادة في الحزب بأنه “انهزامي” و”رابض في المخا دون مشروع وطني”. وكانت توكل كرمان، الحائزة على جائزة نوبل وعضو شورى الحزب، من أبرز المهاجمين، ووصفت طارق بـ”الجبان الذي لم يخض يوماً معركة حقيقية، بل جلس خلف حائط الإمارات يحتمي بها ويغازل “الحوثيين” عندما أحس بزوالها”.

مقالات مشابهة

  • خالد أبو بكر: يستطيع اليوم المواطن أن يحصل على الدولار الذي يطلبه.. فيديو
  • وزير الزراعة ينعى طارق عبدالمنعم.. توفى خلال إشرافه على الأضاحي في مكة المكرمة
  • 11 سؤالا تشرح ما الذي يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة؟
  • طفل غزي لتايمز: الطعام الذي كانت أمي ستحضره لنا تضرج بدمائها
  • جلالة السلطان يؤدي صلاة عيد الأضحى في جامع السلطان قابوس بنزوى
  • حسبنا الله فيمن قال ماليس فينا.. مها الصغير تثير الجدل بمنشور جديد
  • بعد تصريحات طارق صالح بشأن “الحوثيين”.. الإصلاح يصفه بالجبان ويوجه له اتهام بالخيانة
  • هند صبري: سميحة أيوب تاريخًا فنيًا لا ينسى
  • جلالة السلطان يهنئ رئيس إيطاليا
  • محمود أبو صهيب.. القلب الذي احتضن الجميع