هاني البشر- الرياض

برز على المشهد الرياضي في السعودية، الإقبال المتزايد على ممارسة رياضة “البادل” المعروفة باسم “بادل تنس” التي عُدّت بحسب الأعداد الممارسة لها، ضمن أسرع الرياضات انتشارًا عالميًا.

لعبة البادل.. أو البادل تنس، كما يطلق عليها البعض، هي إحدى رياضات المضرب، وتختلف عن لعبة التنس الأرضي المشهورة، وقد ظهرت هذه الرياضة لأول مرة في أواخر القرن العشرين في المكسيك، على يد رجل يدعى إنريكي كوركويرا، وانتشرت بعد ذلك في جميع أنحاء العالم.

تختلف رياضة البادل عن التنس الأرضي في عدة أمور؛ من أهمها: اختلاف مساحة الملعب، فملعب البادل يقل حجمه عن ملعب التنس بـ25 %، وأيضًا على عكس ملاعب التنس المفتوحة، فملاعب البادل محاطة بألواح زجاجية تعتبر جزءًا من الملعب، ويمكن لعب الكرات عليها مثل رياضة الاسكواش، ويختلف مضرب البادل عن التنس بقساوته مع وجود ثقوب تتوسطه.


وتعد لعبة ” البادل” رياضة سريعة الخطا، تستدعى من اللاعبين اتخاذ قرارات سريعة، ما يؤهلها؛ لأن تكون محفزًا عقليًا، إضافة إلى أن البادل وسيلة ممتعة لتخفيف التوتر وتحسين الحالة المزاجية، وهي رياضة اجتماعية، يتم لعبها غالبًا بعددٍ زوجي، كما أن اللعب مع الآخرين، يمثّل فرصة مميزةً لتكوين صداقات جديدة، والبقاء على اتصال مع الآخرين، والاستمتاع من قبل اللاعبين من مختلف الأعمار والتنافس بمستويات المهارات المتباينة.

البادل تاريخياً..
يعود تاريخ رياضة “البادل ” إلى مدينة أكابولكو بالمكسيك، وتحديدًا عام 1969م عندما أراد المواطن إنريكي كوركويرا، بناء ملعب للتنس في فناء منزله الصغير، ولكنه اكتشف أن فناءه لن يكفي لبناء ملعب بالمواصفات القياسية لملاعب التنس، حيث قادته فكرة عدم وجود مساحة كافية إلى إنشاء ملعب تنس في منزله، إلى ابتكار رياضة تجمع بين التنس الأرضي، والاسكواش، فكانت نتيجته ملعب مساحته 10‏ في ‎20‏ مترًا يشابه ملعب التنس.

وأسهم ذلك الشغف في نشأة رياضة “البادل” وانتشارها كرياضة رئيسة بالمكسيك في منتجع الشاطئ المكسيكي في أكابولكو في عام ‎1969‏م، لكن الانتشار الحقيقي للبادل جاء عبر النخبة المكسيكية من الأثرياء ورجال الأعمال في مدينة ماربيا الأسبانية، حيث أدى ذلك إلى زيادة شعبيتها بين الطبقات الثرية الإسبانية، ثم انتشرت بين العامة، كما ساعد على الترويج لها، وجعلها ضمن الألعاب التي تمارس في جميع المنتجعات والبواخر والقصور الفاخرة للطبقات الأرستقراطية والملكية وأثرياء العالم.

وتجمع هذه اللعبة التي توصف بالأسرع رواجًا في العالم منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بين النشاط البدني المتوازن والترفيه، إلى جانب مناسبتها لجميع الفئات العمرية؛ حيث طورت عام 1975م في الأرجنتين عن طريق رجل أعمال أرجنتيني، وهو عضو في نادي ألفونسو في ماربيا؛ حيث لاقت اللعبة شهرة واسعة في الأرجنتين.


وفي عام 1992م أقيمت أول بطولة عالمية للبادل في أسبانيا، وهي “بطولة العالم للبادل” بتنظيم من الاتحاد الدولي للبادل، وتشمل الرجال والنساء وتقام كل سنتين، وقد حصد اللاعب الأرجنتيني “روبرتو جاتيكر” أول لقب في أول نسخة للبطولة، والأرجنتين هي أعلى الدول حصولًا على ميداليات بطولة العالم في البادل بواقع 14 ميدالية؛ 10 منها ذهبية و4 فضية.
كما أقيمت بطولة العالم للبادل، لأول مرة في الشرق الأوسط وفي القارة الآسيوية في عام 2021 بدولة قطر، بتنظيم الاتحاد القطري للتنس والاسكواش والريشة الطائرة، وتوج بلقب البطولة المنتخب الإسباني، وقد شارك في تلك البطولة 320 لاعبًا ولاعبة من 16 دولة مختلفة.


اللجنة السعودية للبادل
أولت اللجنة السعودية لرياضة البادل اهتمامًا مضاعفًا بنشر هذه اللعبة في مختلف مناطق المملكة، وقطعت رياضة البادل السعودية شوطًا كبيرًا نحو إيجاد قدم لها بين الدول المتمرسة والمهتمة بهذه اللعبة، وذلك بعد نجاحها في تسجيل 600 لاعب ولاعبة عبر سجلات التصنيف المحلي، في إطار سعيها نحو التميز والخول للتصنيف الدولي، وهناك أكثر من 85 ألف ممارس لها في السعودية.

وتواجدت رياضة البادل أيضًا ضمن منافسات دورة الألعاب السعودية الأولى، التي تعد أكبر حدث رياضي محلي بجوائز مليونية، وستتواجد أيضًا في دورة الألعاب السعودية الثانية التي ستقام خلال الفترة من 26 نوفمبر حتى 10 ديسمبر المقبل؛ لذلك ستكون هناك فرصة جديدة لإثبات تطور وانتشار رياضة البادل بالسعودية عبر دورة الألعاب الوطنية المنتظرة.
وتسير هذه الرياضة محليًا في الطريق الصحيح، تماشيًا مع رؤية 2030 التي تهدف إلى رفع مستوى الكفاءة والنجاح في مختلف الرياضات والألعاب داخل المملكة.

وأكد رئيس اللجنة السعودية للبادل خالد بن سليمان السعد لصحيفة “البلاد” أن المملكة العربية السعودية أول دولة على مستوى العالم تعلن عن إقامة دوري محلي للبادل، سينطلق بداية عام 2024م بناءً على توجيهات ودعم وزير الرياضة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز الفيصل، وتلعب بطولات رياضة البادل دوليًا وإقليميًا ومحليًا بنظام الدوري، ويتطلب ذلك تسجيل مالا يقل عن ٦ لاعبين/لاعبات للفريق الواحد، أو بنظام خروج المغلوب من دور الـ6 و الـ8 و الـ16 أو أكثر من ذلك، حسب الفرق المسجلة”.


وأضاف السعد:” إن رياضة البادل تتطلب كثافة الأداء من اللاعبين؛ بالجري والقفز وردات الفعل السريعة، ما يعزز الصحة البدنية والذهنية والنفسية، ويجعل من اللعبة تمرينًا فعالًا للقلب والأوعية الدموية، والتوافق العصبي العضلي، حيث إن معدل حرقك للسعرات الحرارية عند لعبك للبادل خلال الساعة الواحدة يتراوح بين 700 إلى 1000 سعرة حرارية، وقد يتجاوز ذلك بمستويات اللاعبين المحترفين، وهذا يعتمد على حركتهم ومعدل حرق السعرات في جسمهم”.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: البادل السعد

إقرأ أيضاً:

انطلاق دوري الدرجة الثانية لكرة اليد

عُمان: تنطلق يوم الجمعة منافسات الدور الأول من دوري الدرجة الثانية لكرة اليد للموسم الرياضي 2025/ 2026، بمشاركة خمسة أندية تتنافس على بطاقتي الصعود إلى مصاف أندية دوري الدرجة الأولى. وتشهد نسخة هذا العام الظهور الأول لنادي العامرات في مسابقات كرة اليد منذ إشهار النادي رسميا، لينضم إلى أندية مرباط والسويق ومصيرة والمصنعة التي تمتلك باعًا أطول في هذه البطولة.

وتقام في الجولة الافتتاحية مباراتان؛ حيث يستهل مرباط مشواره بمواجهة السويق عند الساعة الثانية والنصف ظهرًا على ملعب نادي الأمل، فيما يلتقي العامرات مع مصيرة عند الساعة الرابعة عصرًا على أرضية المجمع الرياضي بصور.

يلعب الدور الأول بنظام تجميع النقاط من مرحلة واحدة بين الفرق الخمسة، على أن تتأهل الأندية الثلاثة الأولى إلى الدور الثاني الذي يقام بالطريقة نفسها. ويحصل صاحب المركز الأول في الدور الثاني على بطاقة التأهل المباشر إلى المباراة النهائية، بينما يلعب الثاني مع الثالث مباراة فاصلة، والفائز منهما يواجه المتصدر على اللقب وبطاقة الصعود.

وأنهت الأندية استعداداتها لهذه النسخة، حيث عملت على تدعيم صفوفها بعناصر شابة وأخرى خبيرة. ورغم قوة المنافسة المتوقعة، تتجه الأنظار نحو نادي العامرات الذي يُعد أبرز المرشحين للقب بفضل تعاقداته مع لاعبين محترفين أجانب، بالإضافة إلى لاعبين ذوي خبرة في دوري الدرجة الأولى، ما يمنحه أفضلية فنية على أرضية الملعب. ومع ذلك تبقى طموحات الأندية الأخرى كبيرة، إذ تسعى فرق مرباط والسويق ومصيرة والمصنعة إلى إثبات حضورها ومواصلة تاريخها في البطولة وخطف إحدى بطاقتي العبور نحو دوري الأضواء.

وتنص اللائحة على منح الفريق الفائز نقطتين مقابل نقطة واحدة لكل فريق متعادل، ولا تُحتسب نقاط للخاسر أو المنسحب. وفي حال تعادل فريقين أو أكثر في رصيد النقاط يتم الاحتكام أولًا لنتائج المواجهات المباشرة، ثم لفارق الأهداف، ثم عدد الأهداف المسجلة، وفي حال استمرار التعادل يتم اللجوء إلى القرعة بحضور ممثلي الأندية.

ويحق لكل ناد تسجيل 24 لاعبًا في الكشوف العامة، وإشراك لاعبين من فئة الشباب، مع تقديم كشف يضم 16 لاعبًا و4 إداريين قبل كل مباراة. ويعد الفريق خاسرًا بنتيجة 10/ صفر إذا تأخر عن بدء المباراة أكثر من 15 دقيقة أو أشرك لاعبًا موقوفًا أو انسحب أو تسبب في إحداث شغب يعوق سير المباراة. وتشدد اللائحة على مسؤولية الأندية عن تصرفات جماهيرها قبل وأثناء وبعد المباريات، كما تعد قرارات الحكام نهائية وغير قابلة للاعتراض.

وسيحصل بطل الدوري على درع البطولة و28 ميدالية ذهبية و3000 ريال عماني، بينما سيحصل الوصيف على 28 ميدالية فضية و2000 ريال عماني، وسيحصل صاحب المركز الثالث على 28 ميدالية برونزية و1000 ريال عماني.

مقالات مشابهة

  • سالمون يصنع التاريخ مع أرسنال في دوري أبطال أوروبا
  • «الفيفا» يدرس تغيير ملعب مباراة مصر وإيران في كأس العالم 2026
  • توازن الرعب التكنولوجي.. حين تتحول الرقائق إلى سلاح يغيّر شكل العالم
  • مشاهدة مباراة باريس سان جيرمان ضد أتلتيك بيلباو فى دوري أبطال أوروبا
  • 10 من أصل 16 ملعبًا لمونديال 2026 تقع في مناطق شديدة الحرارة
  • جامعة البترا تتقدم عالميًا وتحتل المرتبة الرابعة محليًا في تصنيف “جرين ميترك” للاستدامة
  • “جيرارد بيكيه” يعلن من “بريدج 2025” توسع “دوري الملوك” عالمياً
  • انطلاق دوري الدرجة الثانية لكرة اليد
  • يوفنتوس يستضيف بافوس القبرصي على ملعب أليانز في دوري الأبطال
  • هند الضاوي: واشنطن تراجع أولوياتها العالمية.. أمريكا "تمسك بخيوط اللعبة" حول العالم