الثورة / قضايا وناس
مع كل فصل شتاء، تشهد اليمن حالات وفاة لأسر بأكملها نتيجة لجوء العديد من الأسر اليمنية إلى استخدام وسائل التدفئة التقليدية وغير الآمنة ومنها التدفئة بالفحم التي تستخدمها العديد من الأسر اليمنية للتدفئة غير واعية بالمخاطر التي تترتب على استخدامها والتي قد تؤدي إلى الاختناق والوفاة نتيجة انبعاث غاز أول أوكسيد الكربون السام وغيرها من الغازات السامة.


لم يمر عام على وفاة أسرة المواطن بندر الشرعبي والذي توفي مع زوجته وأولاده مطلع العام الماضي في العاصمة صنعاء نتيجة الاختناق بدخان ناتج عن دفاية تعمل بالفحم أثناء نومهم، حتى تكررت المأساة هذا العام في بداية هذا الشهر، حيث توفي أب وأم وجنينها ونجا طفلان لهما بأعجوبة في منقطة سعوان بالعاصمة صنعاء لنفس السبب وهو استخدام الفحم في التدفئة.
وحسب مدير مستشفى النبلاء في العاصمة صنعاء الدكتور عمرو عبدالرحمن، فقد استقبلت المستشفى أسرة كاملة مكونة من أب وأم، وطفلين، أصيبوا بالاختناق نتيجة استخدام الأسرة الفحم في التدفئة حيث توفى الأب والأم، فيما كان الطفلان يعانيان من إرهاق شديد وإغماء، وتم إنقاذهما بصعوبة بالغة.
وللأسف الشديد أن هذه المآسي تتكرر في كل عام رغم التحذيرات التي تصدر من مصلحة الدفاع المدني وتُحذر من خطورة استخدام الوسائل التقليدية في التدفئة ومنها الفحم، والأخشاب، والأوراق التي يلجأ المواطنون لاستخدامها في التدفئة، حيث لا يكترث الكثير من المواطنين لهذه التحذيرات، وهو ما يؤدي إلى تكرار هذه المآسي في كل موسم شتاء، ليس في العاصمة صنعاء وإنما في معظم المحافظات، التي يؤكد الأطباء فيها استقبالهم للكثير من الحالات التي تعاني من الاختناق نتيجة استخدام الوسائل التقليدية في التدفئة .
وحسب المختصين، فإن استعمال الفحم للتدفئة دون مراعاة الشروط الضرورية للسلامة يؤدي إلى عواقب وخيمة وقد يؤدي إلى الموت المحقق .
ويوضح المختصون أن التدفئة بالفحم الناجمة عن عملية حرق الأخشاب أو غيرها التي تستعمل كوقود، ينتج عنها انبعاث غاز أول أكسيد الكربون بكثرة، وفي غياب التهوية السليمة خاصة في الأماكن المغلقة يؤدي ذلك إلى تراكم الغاز بمستويات عالية، والذي يتسرب بفعل استنشاقه إلى مجرى الدم، ويحل محل الأوكسجين الموجود في خلايا الدم الحمراء، مما يحول دون وصول الأوكسجين إلى الأنسجة والأعضاء، ما ينتج عنه تلف خطير في الأنسجة قد يؤدي إلى الموت.
وأمام تكرار المآسي الناتجة عن استخدام الفحم في التدفئة، حذرت مصلحة الدفاع المدني بوزارة الداخلية، المواطنين من خطورة استخدام التدفئة التقليدية في الأماكن المغلقة.
وأوضح خبراء الدفاع المدني أن التدفئة التقليدية تتسبب في انبعاث غازات سامة مثل الفحم أو الحطب أو الدفايات الغازية التي تنتج عنها غازات سامة مثل أول أكسيد الكربون والذي يؤدي إلى التسمم ويعتبر قاتلا في حالة التعرض الطويل له.. مؤكدين أن غاز ثاني أوكسيد الكربون يمكن أن يسبب الاختناق إذا لم تكن هناك تهوية كافية، وان تسرب الغاز من أجهزة التدفئة يزيد من احتمالية حدوث انفجارات أو حرائق.
وأشار الخبراء إلى أن انخفاض نسبة الأوكسجين بسبب احتراق الوقود التقليدي، في الأماكن المغلقة، والذي يستهلك كميات كبيرة من الأوكسجين يؤدي إلى الاختناق أو الشعور بالدوار والإرهاق، لافتين إلى أن تلوث الهواء الداخلي بسبب استخدام الفحم، أو الحطب، يؤدي إلى تصاعد الدخان والسخام، داخل الغرفة، مما يسبب تهيج الجهاز التنفسي والعينيين، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، خاصة عند الأطفال وكبار السن.
الخبراء أكدوا أيضا أن هناك أضراراً طويلة المدى قد يتعرض لها الإنسان، وهو أن التعرض المستمر للدخان الناتج عن التدفئة التقليدية قد يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل الربو، والتهاب الشعب الهوائية، وأمراض القلب.
ودعا الخبراء، المواطنين إلى تجنب هذه المخاطر وذلك عبر استخدام أجهزة التدفئة المعتمدة والآمنة والمزودة بمستشعرات غاز، وكذا ضمان التهوية الجيدة في الأماكن المغلقة، وإجراء صيانة دورية لأجهزة التدفئة.
وحثوا على ضرورة التوعية والإرشاد بمخاطر التدفئة التقليدية، ووضع الأطفال بعيدا عن وسائل التدفئة التقليدية، والاحتفاظ بطفايات حريق في المنزل والاستعداد لأي طارئ.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: فی الأماکن المغلقة فی التدفئة یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

باحث: الثانوية العامة ليست نهاية الطريق ويجب تغيير النظرة التقليدية

دعا المهندس حسام عبدالعزيز، الباحث في علوم الإدارة، إلى إعادة النظر في التصورات المجتمعية السائدة حول مرحلة الثانوية العامة، مؤكدًا أنها ليست نهاية الطريق ولا المرحلة الفاصلة في حياة الطلاب كما يعتقد كثيرون.

بالرقم القومي .. تسليم استمارات النجاح لطلاب الثانوية العامة بالمدارس بـ65 جنيهأسماء أوائل الثانوية العامة بمحافظة أسوان

وأوضح عبدالعزيز، خلال لقائه مع الإعلامية نهاد سمير في برنامج "صباح البلد" على قناة "صدى البلد"، أن المرحلة الثانوية لا تختلف في جوهرها عن المراحل الدراسية السابقة مثل الابتدائية والإعدادية، داعيًا إلى وقف التعامل معها باعتبارها "عنق الزجاجة" في مستقبل الطالب.

وأضاف: "ينبغي على أولياء الأمور أن يتحرروا من القناعات الراسخة التي تحصر مستقبل أبنائهم في نتيجة الثانوية العامة فقط، فالحياة مليئة بالفرص، والنجاح لا يُقاس بمجموع الدرجات".
 

طباعة شارك الثانوية العامة أولياء الأمور نتيجة الثانوية العامة

مقالات مشابهة

  • المعاهد الصحية العسكرية 2025.. اعرف الأماكن وشروط التقديم ونظام الدراسة
  • شركة غزل المحلة تنعى ضحايا ومصابي حادث الاختناق وأمن الغربية يحقق
  • للكاتب جمال فايز.. مكتبة كتارا تناقش رواية «شتاء فرانكفورت»
  • "رماد الطناجر".. وسيلة "رغد" لتجسيد مآسي غزة تحت وطأة الإبادة
  • غانا تنشر قوات لاحتواء نزاع حول الزعامة التقليدية بالشمال
  • حزب المودة النسوي ولادة سياسية تهز كيان الأحزاب التقليدية
  • ليس الأعلى حرارة فقط.. العراق يدخل بقوة خارطة الاختناق المناخي العالمي (جدول)
  • وزير البترول: التحول في مجال الطاقة أولوية استراتيجية وهذا لا يعني التخلي عن المصادر التقليدية
  • باحث: الثانوية العامة ليست نهاية الطريق ويجب تغيير النظرة التقليدية
  • الأماكن والمواعيد.. أتربة مثارة على أجزاء من منطقة الرياض