الهدنة الهشّة مستمرة.. والملف الرئاسي في صلب مباحثات ماكرون في السعودية
تاريخ النشر: 1st, December 2024 GMT
لا يزال لبنان يشهد هدنة هشّة تهدّدها الخروقات الإسرائيلية المتنقّلة، وسط دعوات داخلية وخارجية لضرورة الحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار والحؤول دون انهياره. التطورات الميدانية، ترافقت مع انطلاق المرحلة الأولى من مهمة لجنة مراقبة وقف اطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، برئاسة قائد العمليات الخاصة في القيادة المركزية الأميركية الجنرال جاسبر جيفرز، مع فريق عمل مؤلّف من 12 شخصاً، أبرزهم الموفد الأميركي آموس هوكستين.
وفي هذا السياق نقل أمس عن مصدر في الرئاسة الفرنسية، أن أزمات المنطقة وعلى رأسها لبنان ستكون حاضرة بقوة في مباحثات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في إطار زيارة الدولة التي يقوم بها ماكرون إلى السعودية بين 2 و4 من كانون الأول. وذكر المصدر بدور المملكة في اللجنة الخماسية التي هي عضو فيها والتي تجتمع منذ عامين وتدعم جهود الموفد الرئاسي جان ايف لودريان للخروج من الأزمة الدستورية في لبنان، وهذا موضوع سيحضر في مباحثات الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي. ولفت المصدر الى أن اللجنة ترحّب بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري تحديد جلسة في 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، ولا بد من التسريع بهذه المسيرة، الامر الذي يشكل عنصر استقرار وسيادة.
كذلك، رأى المصدر أن الأولوية لتثبيت وقف إطلاق النار واستعادة سيادة لبنان على أراضيه، وإعادة انتشار قوات الجيش اللبناني، مؤكدا استعداد باريس الكامل في تقديم دعمها على صعيد وطني ودولي بهذا الخصوص. وقال مصدر مطلع واسع الاطلاع على اتفاق وقف النار والية ومتابعة تنفيذه لـ"الديار" ان الضمانات التي رافقت التوصل الى الاتفاق المذكور يفترض ان تشكل مصدرا مطمئنا لتنفيذه، لكن ممارسات العدو الاسرائيلي ونياته تبقى مصدر الحذر والقلق.
وكانت الانتهاكات لوقف النار تواصلت أمس اذ شن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات مستهدفا المعابر الحدودية شمالي الهرمل من الجهة السورية تحديداً معبر جوسية والجوبانيه والحوز بريف حمص الجنوبي، ما أدى الى وقوع أضرار في مركز الأمن العام اللبناني. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة من نوع رابيد في بلدة مجدل زون في القطاع الغربي مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح من بينهم طفل. ولاحقاً، أغارت مسيرات إسرائيلية على بلدة رب ثلاثين وبين تبنا والبيسارية جنوبا ما ادى الى استشهاد شخصين وجرح آخرين.
وتوغلت الدبابات الإسرائيلية إلى مناطق في بلدة عيترون في الجنوب، كما أطلق الجيش الإسرائيلي قذيفة مدفعية على الخيام وسمع صوت رشاشات كثيفة. واستهدف بالرشاشات ليلا بلدة مارون الراس وعددا من احياء مدينة بنت جبيل منعا للاهالي الذين يسعون لتفقد منازلهم وارزاقهم. وترافقت الاعتداءات مع استمرار اطلاق التهديدات لمنع الاهالي من الدخول الى القرى والبلدات المتاخمة للخط الازرق، وأعلن الجيش الإسرائيلي انه يمنع التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة 5 مساء وحتى الساعة 7 صباحًا يوم غد. كذلك، حظر على سكان عدد من القرى الانتقال جنوبًا إلى خطها ومحيطها حتى إشعار آخر.
مع هذا، فإنّ مسيّرات اسرائيلية حلقت للمرة الأولى منذ سريان وقف النار في أجواء مدينة بعلبك وبلدات الجوار على علو منخفض.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: وقف النار
إقرأ أيضاً:
ماكرون وستارمر يبحثان تعزيز الأمن وسبل وقف إطلاق النار بأوكرانيا
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمرة الثانية برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر اليوم الخميس في داونينغ ستريت، لبحث ملفات الأمن والدفاع والهجرة، مع تركيز خاص على الحرب في أوكرانيا وتهديدات البنية التحتية الأوروبية.
وأكد مكتب رئاسة الوزراء البريطانية أن المحادثات شملت سبل مكافحة الهجرة غير النظامية عبر المانش، إلى جانب التعاون الأمني والدفاعي.
ودعا ماكرون وستارمر في تصريح مشترك إلى تشديد الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لفرض وقف إطلاق النار في أوكرانيا، مشيرين إلى أهمية تنسيق العقوبات والاستعداد لمرحلة ما بعد الحرب.
وقال ستارمر "علينا إعادة تركيز جهودنا على التحضير للسلام وإجبار بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، الضغط المنسق سيُحدث فرقا"، في حين أكد ماكرون "نحن بحاجة إلى شيء جديد لتشديد الضغط على روسيا".
ويواصل ماكرون زيارة الدولة الأولى له إلى المملكة المتحدة منذ تولي ستارمر منصبه، حيث التقى به أمس الأربعاء واتفق معه على تطبيق "رادع جديد" لوقف قوارب الهجرة من فرنسا إلى بريطانيا، دون ذكر تفاصيل.
اجتماع لوقف إطلاق النار بأوكرانياوترأس الزعيمان اجتماعا عبر الفيديو من مركز قيادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في نورثوود شمال غرب لندن شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني وعضوا مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام وريتشارد بلومنتال، إضافة إلى قادة أوروبيين آخرين.
وأعلن ستارمر وماكرون خلال الاجتماع أن الخطط الخاصة بنشر قوة حفظ سلام في أوكرانيا أصبحت جاهزة للتنفيذ "في الساعات التي تلي وقف إطلاق النار"، وأكد ستارمر أن هذه الخطط "ناضجة وموضوعة على أساس طويل الأمد".
بدوره، قال زيلينسكي في مداخلته إنه "بات من الواضح لجميع الشركاء أن روسيا تعرقل جميع جهود السلام"، وحث على فرض عقوبات جديدة عليها.
إعلانوفي سياق متصل، أعلنت الحكومة البريطانية أن المملكة المتحدة وفرنسا ستتعاونان في تطوير أنظمة ملاحة متقدمة لحماية البنية التحتية الحيوية من التهديدات المعادية، خاصة التشويش على إشارات الملاحة، وهو تهديد تصاعد خلال الحرب في أوكرانيا.
وقال وزير التكنولوجيا البريطاني بيتر كايل "من المهم للغاية أن نعمل مع شركائنا الفرنسيين في هذه المساعي، في ظل التهديدات المتزايدة من دول معادية".
وأكد كايل أن هذا التعاون يعكس الطموحات المشتركة في تعزيز النمو الاقتصادي والأمن القومي.
وتعد هذه القمة الثنائية إشارة إلى عودة الزخم في العلاقات الفرنسية البريطانية بعد سنوات من التوتر، وتأتي في وقت حساس تشهده أوروبا سياسيا وأمنيا، وسط استمرار الحرب في أوكرانيا وتحديات ما بعد البريكست.