نفى الرئيس المالي لمجموعة أداني، جوغيشندر سينغ، يوم الجمعة، المزاعم الأميركية التي تشير إلى تورط رئيس المجموعة، غوتام أداني، وعدد من التنفيذيين في مخطط رشوة بقيمة 265 مليون دولار، بينما أكدت الحكومة الهندية أنها لم تتلق أي طلب رسمي من الولايات المتحدة بشأن القضية، وفق وكالة رويترز.

واتهمت السلطات الأميركية غوتام أداني وأقاربه، بمن فيهم ابن شقيقه ومدير شركة أداني للطاقة الخضراء فينيت إس جاين، بالمشاركة في مخطط لدفع رشاوى بهدف تأمين عقود إمدادات للطاقة الشمسية في الهند.

وفي تصريح خلال حدث في مومباي، قال سينغ "نرفض هذه المزاعم بقوة نيابة عن الأفراد. نحن نعلم يقينًا أنه لم يحدث أي شيء من هذا القبيل"، وأشار إلى أنه لو تم دفع هذا المبلغ الكبير، لكان على علم بذلك.

وكانت المجموعة قد وصفت هذه الاتهامات في وقت سابق بأنها "لا أساس لها"، وأعلنت عزمها اتخاذ "كل الوسائل القانونية الممكنة".

وكشف سينغ أن المجموعة لن تتخذ أي إجراءات فورية، بينما يعتزم الأفراد المتهمون تقديم توضيحات في الأيام العشرة المقبلة بعد التشاور مع مستشاريهم القانونيين.

ردود فعل حكومية

وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الهندية، راندير جايسوال، أن هذه القضية قانونية تتعلق بشركات وأفراد، مشيرًا إلى أن نيودلهي لم تتلق أي طلب من واشنطن بخصوص القضية.

السلطات الأميركية اتهمت غوتام أداني وأقاربه بالمشاركة في مخطط لدفع رشاوى (رويترز)

وأضاف أن الحكومة لم يتم إخطارها مسبقًا بشأن الاتهامات ولا تشارك حاليا في هذا النقاش.

من جهته، أكد حزب بهاراتيا جاناتا (BJP) الحاكم أن الحكومة لا تجد سببًا للدفاع عن أداني، مشددًا على أن القانون سيأخذ مجراه.

لائحة الاتهامات الأميركية

في وقت سابق قدم الادعاء الأميركي لائحة اتهام لغوتام أداني بالإضافة إلى 7 أشخاص آخرين.

وتشير اللائحة إلى أن الرشاوى المزعومة كانت جزءا من خطة للفوز بعقود توريد الطاقة الشمسية، وتم إخفاء هذه الخطط أثناء طلب تمويل من مستثمرين أميركيين.

كما يواجه المتهمون اتهامات بتقديم بيانات مضللة للمستثمرين الأميركيين والمؤسسات المالية الدولية للحصول على تمويل يزيد على 3 مليارات دولار.

وأشارت الاتهامات إلى جهود منسقة لإخفاء الرشاوى عبر وسائل مختلفة، ومن ذلك تزوير تقارير وتحليلات داخلية.

تداعيات الاتهامات

وأدت الاتهامات إلى خسائر كبيرة في قيمة أسهم مجموعة أداني، إذ فقدت حوالي 34 مليار دولار بعد الإعلان عن القضية.

ومع ذلك، شهدت الأسهم انتعاشًا كبيرًا هذا الأسبوع، قلص الخسائر الإجمالية إلى نحو 7 مليارات دولار، بحسب رويترز.

وسجلت أسهم شركة أداني للطاقة الخضراء ارتفاعًا بنسبة تقارب 22% يوم الجمعة.

وبدأت البنوك الهندية في مراجعة انكشافها المالي على مجموعة أداني، مع التفكير في تعزيز إجراءات العناية الواجبة.

وخفضت وكالة موديز تصنيفها لـ7 شركات تابعة للمجموعة إلى "سلبي"، مشيرة إلى أن الاتهامات قد تضعف قدرة المجموعة على الوصول إلى التمويل وتزيد من تكاليف رأس المال.

أحزاب المعارضة اتهمت حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمحاباة أداني والتستر عليه (رويترز) اضطرابات سياسية

وتسببت القضية في تعطيل البرلمان الهندي وسط جدل سياسي، إذ اتهمت أحزاب المعارضة حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي بمحاباة أداني والتستر عليه.

ونفت الحكومة والحزب الحاكم هذه الاتهامات، مؤكدين استقلالية النظام القضائي.

ورغم الاتهامات، أكدت مجموعة أداني أنها ماضية في خططها التوسعية في مجالات اللوجستيات والطاقة، وقال سينغ "لا توجد خطط استحواذ معلقة، ولن تؤثر هذه الادعاءات على استثماراتنا".

مجموعة أداني؟

مجموعة أداني عبارة عن تكتل شركات هندية متعددة الجنسيات، يقع مقرها الرئيسي في مدينة أحمد آباد بولاية غوجارات (غربي الهند).

وأُسّست المجموعة عام 1988 على يد غوتام أداني، وهو رجل أعمال بارز وأحد أغنى الأشخاص في الهند والعالم.

والقطاعات التي تعمل فيها مجموعة أداني تشمل قطاعات البنية التحتية في مجالات تطوير وتشغيل الموانئ والمطارات.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مجموعة أدانی غوتام أدانی إلى أن

إقرأ أيضاً:

اتهامات بـالتآمر على أمن الدولة تضع الغنوشي وآخرين في مواجهة الجنائية

أُحيل رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي وعدد من أبرز القيادات السياسية إلى الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس، في ما يعرف إعلامياً بـ"قضية المسامرة"، وذلك على خلفية اجتماع لجبهة الخلاص الوطني عام 2023، صرّح خلاله الغنوشي أن "تونس دون نهضة، دون إسلام سياسي، دون يسار أو أي مكوّن من المكونات، هي مشروع لحرب أهلية."

القضية أُدرجت تحت تهمة "التآمر على أمن الدولة الداخلي"، وهي واحدة من أخطر التهم في القانون التونسي، وتفتح الباب أمام محاكمة قد تكون الأشد منذ الثورة بحق سياسيين معارضين.

ما وراء "المسامرة".. خلفية القضية

شهد اجتماع لجبهة الخلاص في أبريل 2023 تصريحات سياسية نارية، فسّرتها النيابة العامة باعتبارها "تحريضاً على الفتنة" و"تهديداً للأمن القومي"، في حين يعتبرها محامو الغنوشي وآخرين "مجرد رأي سياسي محمي دستورياً".

وتشمل لائحة الاتهام قيادات بارزة في حركة النهضة، ضمن محاولة، حسب المعارضة، لتفكيك أبرز مكون سياسي مناهض للمسار الذي يقوده الرئيس قيس سعيّد.

بدء جلسات الاستماع في "قضية المؤامرة 2”

وفي تطوّر متزامن، بدأت الدائرة الجنائية المختصة بقضايا الإرهاب، أول أمس الثلاثاء 1 يوليو/تموز 2025، أولى جلسات الاستماع في قضية “المؤامرة على أمن الدولة 2” عبر محاكمة عن بُعد، شملت 21 متهماً، أبرزهم: راشد الغنوشي (زعيم حركة النهضة)، يوسف الشاهد (رئيس الوزراء السابق)، نادية عكاشة (مديرة ديوان الرئيس السابقة)، حبيب اللوز (قيادي في النهضة)، عبد الكريم العبيدي (الرئيس السابق لوحدة حماية الطائرات)، محرز الزواري (المدير العام السابق للمصالح المختصة)، ريان حمزاوي (رئيس بلدية الزهراء السابق).

وقد صدرت مذكرات توقيف دولية بحق 12 متهماً يقيمون في الخارج.

التهم الموجهة: تكوين تنظيم والتآمر على أمن الدولة، ارتكاب جرائم إرهابية، التحريض على العنف والقتل، محاولة تغيير هيكل الدولة بالقوة، واستخدام أراضي الجمهورية لتدريب عناصر لأعمال إرهابية

الهيئة القانونية المدافعة عن الغنوشي وبقية المتهمين وصفت المحاكمات بـ"المحاكمة السياسية"، معتبرة أن الحديث عن "تآمر" هو تهويل لمواقف سياسية مشروعة، في حين يرى مراقبون أن هذه القضايا تمثل امتداداً لحملة قمع ممنهجة ضد المعارضة منذ قرارات 25 يوليو 2021.

تضع هذه التطورات القضاء التونسي تحت المجهر المحلي والدولي، في ظل توجّس واسع من تسييس الملفات الأمنية، واستغلال قوانين مكافحة الإرهاب لتصفية الحسابات السياسية.

رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي الأسبق كتب على صفحته على منصة "فيسبوك"، تعليقا على قرار الإحالة: "نظام مفلس لا يملك غير  المحاكمات والسجون. طال الزمن أو قصر سيطرده الشعب من قرطاج مذموما مدحورا مثلما طرد الدكتاتور الذي سبقه"، وفق تعبيره.




قضيتان للتآمر على أمن الدولة

بدأت التحقيقات في "قضية التآمر على أمن الدولة" (المعروفة إعلاميًا في تونس بـ"قضية التآمر الأولى")، في فبراير 2023، عندما اعتقلت السلطات نحو 40 شخصية سياسية، ومحامين، وناشطين، ورجال أعمال، بتهم تشمل "التآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي"، و"الانتماء إلى تنظيم إرهابي"، و"التخابر مع جهات أجنبية"، و"التحريض على الفوضى والعصيان"

مثل جميع المتهمين أمام محكمة الإرهاب (المحكمة الابتدائية في تونس العاصمة) في جلسة أولى عقدت يوم 4 مارس 2025، وقد وصفت هيئات حقوقية، منها هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة، المحاكمة بأنها "تسلسُل سريع غير عادل"، شابها غياب ضمانات المحاكمة العادلة ورفض حضور الصحفيين والمحامين للمتهمين .

من بين أبرز الشخصيات المتهمة والمحكوم عليهم: كمال لطيف (رجل أعمال): حُكم عليه بالسجن 66 عامًا، خيام التركي (أمين عام حزب "التكتل الديمقراطي"): 48 عامًا، نور الدين البحيري (وزير سابق وقيادي في النهضة): 43 عامًا، غازي الشواشي، عصام الشابي، جوهر بن مبارك، رضا بلحاج، شيماء عيسى: كل منهم 18 عامًا، عبد الحميد الجلاصي وسيد الفرجاني: 13 عامًا، لزهر العكرمي: 8 سنوات، كما شملت الأحكام 37 متهمًا حضوريين، فيما لا زال 3 منهم محل استئناف.

قضية التآمر 2 في تونس، وتُعرف إعلاميًا بـ "قضية التآمر على أمن الدولة 2"، وهي امتداد لما يُعرف بقضية "التآمر 1" وتستهدف معارضي الرئيس قيس سعيد.

رفعت التهم بدايةً في أبريل 2025، وتقع في إطار اتهام المعارضين بتكوين وفاق للتآمر على أمن الدولة والدعوة لارتكاب جرائم إرهابية.

تُتهم قيادات سياسية وأمنية سابقة باستخدام تهديدات ومواد أمنية لزعزعة النظام، بينها تهم تكوين تنظيم إرهابي، الاستعانة بأسلحة، والتخابر مع جهات خارجية.

المتهمون البارزون: راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة): مقاطعة المحاكمة عن بعد، ولم يحضر أولى جلسات 6 مايو، يوسف الشاهد (رئيس الحكومة السابق) ونادية عكاشة (مديرة الديوان الرئاسي): مذكورون بين المتهمين، بعضهم غائب، سياسيون وأمنيون سابقون مثل: علي العريض، رفيق عبد السلام، الحبيب اللوز، عبد الكريم العبيدي، محرز الزواري.

يبلغ عدد المتهمين الإجمالي نحو 21 شخصًا، بعضهم موقوف وبعضهم غائب.


مقالات مشابهة

  • روسيا تعلن دعمها إنشاء صندوق ضمان لتعزيز استثمارات مجموعة “بريكس”
  • العرابي: الولايات المتحدة شريك دولي لا غنى عنه في دعم القضية الفلسطينية
  • نجم برشلونة يعود لصديقته بعد اتهامات بالخيانة
  • خبير سياسي: مصر تقود موقفا عربيا صلبًا ضد مشاريع تصفية القضية الفلسطينية
  • إدارة شبيبة القبائل ترد بخصوص الاتهامات التي تطال دودان
  • اتهامات بـالتآمر على أمن الدولة تضع الغنوشي وآخرين في مواجهة الجنائية
  • بلحيف النعيمي يستقبل وفدين من روسيا والهند ويبحثون آفاق التعاون
  • هجوم كلب على أبناء زينة.. كاميرات ووثائق طبية تعيد فتح القضية من جديد
  • راغب علامة يُنهي الجدل حول المكالمة المفبركة .. القضية اغلقت رسميًا
  • صناعة السيارات.. مجموعة ألمانية تفتتح وحدة صناعية بجهة طنجة