سودانايل:
2025-07-13@05:09:01 GMT

حين وطأ عبدالحي ” الجقلو”

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

بقلم: محمد بدوي

لاقي مقطع الفيديو الذي استغرق ٧ دقائق و٣٨ ثانية الذي نشر كجزء من ندوة مركز مقاربات للتنمية السياسية بتركيا، ولاسيما تلك الجزئية التي ظهر فيها متحدثا الدكتورعبدالحي يوسف إنتشارا واسعا لدي السودانيات/ن ولغيرهم من المهتمين بالشان السوداني لمحتواه الذي سأتناوله في فقرة لاحقة، بما يجعل من المهم معرفة من هو الرجل هذا بالتراض والذي يشار إليه كداعية إسلامي، بحكم منصبه كنائب لهيئة علماء السودان، ورئيس قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم، ورئيس مجلس قناة وإذاعة طيبة، تقلد عبدالحي هذه المناصب في فترة سيطرة الحركة الاسلامية واجنحتها السياسية على السلطة في السودان عقب إنقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، حيث كان قبلها بالمملكة العربية السعودية، الأمر الذي يضعها تحت تصنيف المنتفعين بانقلاب الاسلاميين وسياسة التمكين فلولا ذلك لما إقترب من أي من المناصب لانه ببساطة مادة الثقافة الإسلامية أدخلت في المقررات الجامعية من قبل سلطة الاسلاميبن في إطار سياسة تغيير المناهج والتعريب التي " كسرت رقبة" التعليم العالي والبحث العلمي .



خلال ثورة ديسمبر ٢٠١٨ نهض أحد المصليين هاتفا " قم يا عبدالحي" داخل باحة المسجد الذي يؤمه عبدالحي بضاحية جبرة بالخرطوم، بقصد أن يقود عبدالحي المصلين للانحياز لحراك التغيير آنذاك ،حسن ظنا وطنيا نابع من ربط بين إمامة الرجل للمصلين وربط الأمر بالضمير الانساني المنحاز للحق،اصبغه الرجل على عبدالحي دون أن يدرك خلفيته المرتبطة بالاسلام السياسي، بالضرورة أن يخيب عبدالحي ظنه، بل اعتقد ان الرجل قد أطلع لاحقا على لتصريحات عبدالحي التي نشرها الإعلام البديل عن لقائه بالرئيس السابق المخلوع عمر البشير وفتوي إباحة قتل المتظاهرين السلميين، وهو الأمر الذي نتجت عنه الانتهاك الممنهج للقانون الدولي لحقوق الإنسان في ٣ يونيو ٢٠١٩ حادثة" فض الاعتصام"، فاخال حال الرجل يردد " لقد أسمعت لو ناديت " ضميرا" حيا، وليس عبدالحي" .

بالرجوع لمحتوي الفيديو والذي كال فيه الحط والتحقير للفريق اول عبدالفتاح البرهان قائد الجيش، بالضرورة هو ليس الأول في ذلك سبقه عدد من النشطاء الاعلاميين المنسوبين لأجنحة قادة الحركة الاسلامية السودانية، لكن عندما جاء الأمر من رجل تجاوز سن الحكمة فهو أمر آخر، لم أعول على ان تخصصه الأكاديمي ومناصبه المرتبطة بالدعاه قد تشكل كابح من الانزلاق فيما حواه الفيديو لان خلفية عبدالحي المرتبطة بالاسلام السياسي تجعله ممسكا بفلسفة التبرير الايدلوجية" الضرورات تبيح المحضورات" واباحة الكذب لهزيمة الطرف(الاخر) الذي ليس بالضرورة أن يكون مصنفا عدوا بل قد يمكن يكون منافسا سياسيا.

عطفا على ما سبق فإن المحتوي يمثل قمة صراع الاسلاميين المسيطرين على مجموعات مختلفة داخل الجيش، حيث بدأ الأمر بالترويج لذلك بأن المجتمع الدولي يجدر به عدم الاكتراث البرهان والتفاوض مع الاسلاميين المسيطرين على زمام الأمور، قد فات علىهم أن " البرهان " زار المملكة المتحدة ثم الولايات المتحدة الأمريكية ثلاث مرات منذ بدء الحرب في السودان في مناسبات مختلفة، بما يعني أن هنالك ما قيل الغرف المغلقة، ثم أن الإدارة الامريكية والاتحاد الأوروبي اعلنتا عقوبات شملت رئيس حزب المؤتمر الوطني الدكتور على كرتي، ورصدت جائزة مالية لمن يدلي بمعلومات عن أحمد محمد هارون والمطلوب أيضا لدي المحكمة الجنائية الدولية، واعتقلت عبدالباسط حمزة القيادي الاسلامي قبل أن تصدر عقوبات في مواجهة ميرغني إدريس الذي اشترك في التسبيب لإصدار العقوبات مع عبدالباسط حمزة في تمويل جماعات إسلامية بينها حماس،إذن حديث عبدالحي كشف بأن الصراع داخل الاسلاميبن وصل مرحلة الصراع داخل الجيش، وهو أمر خطير في ظل الحرب لانه ينعكس سلبا على الوضع الراهن في السودان بشكل عام.

البيان الذي نشر في الوسائط والذي حمل إفادة بأن عبدالحي ليس عضوا بمؤسسات الحركة الاسلامية، الذي حمل توقيع الأمين العام للحركة الاسلامية دون الإشارة الي اسم شاغل المنصب، يثير الاستغراب فعبد الحي لم يقل بأنه يتحدث باسم الحركة أو بمنصب محدد، فيثور السؤال لماذا تم " نفي النفي"؟ .

من ناحية ثانية فإن النفي جاء على الارجح عقب التداول الواسع للفيديو وما بصم عليه عبدالحي من العلاقة بين الاسلاميبن والجيش" شاهد شاف وعارف كل حاجة"، كما يحتمل البيان كشف / سيطرة فريق على اخر ولو مرحليا في الصراع بين الاسلاميين، لكن رغم ذلك لن يستغني فريق عبدالحي عنه ، فأعتقد انه اطلع على البيان قبل نشره، فالقوم بارعون في فقه الضرورة، والتعويض المادي الذي يسكت الاحتجاج .

آخيرا: يبدو أن حسن ظن المصلي الذي ردد " قم يا عبدالحي" وخيبته في رد فعل عبدالحي، قد جبر خاطره بعد حين فقد" قام" أخوان عبدالحي بعبدالحي، أو كما يقول المثل الشعبي" *أم جركم ما بتاكل خريفين"

• الجقلو هي الأرض الطينية التي تظهر عليها تشققات عقب إنحسار المياة عنها بما يجعل السير فيها بطيئا وصعبا.

• ام جركم نوع من الجراد لا يعمر لأكثر من حول، وهو مثل يضرب لمن يحاول التكسب في حولين متتالين بذات الموقف والأدوات.

badawi0050@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

“صمود” يعلق على تصريحات ترامب بشأن السودان

متابعات – تاق برس- أعلن التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة في السودان “صمود” ترحيبه بالتصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن السودان، خلال القمة المصغرة التي عقدها في البيت الأبيض بحضور عددا من القادة الأفارقة، والتي أكد فيها الرئيس ترامب تخطيط إدارته لتسهيل التوصل لتسوية سلمية في السودان وليبيا وعددا من دول القارة الأفريقية.

 

وأوضح التحالف في بيان حمل توقيع ناطقه الرسمي جعفر حسن أن هذا التوجه المحمود يجد كامل ترحيبنا وتقديرنا، حاثا الدول الشقيقة والصديقة على دعم مسارات الحل السياسي المتفاوض عليه لإنهاء الحرب التي افقدتنا آلاف الأرواح البريئة ودمرت البنية التحتية و شردت وأذلت ملايين السودانيين والسودانيات، ووجب وقفها بشكل فوري وفقا لما جاء في البيان.

وثمن تحالف صمود ما اسماه تجدد الدور الإيجابي الأميركي في حل الأزمات بالقارة، معبرا عن امله في أن يعضد هذا التوجه مسار الحل السياسي، ويمهد الطريق نحو تحقيق السلام والتحول الديمقراطي، بما يتماشى مع رغبة غالب أهل السودان.

تحالف صمودجعفر حسن

مقالات مشابهة

  • ​MEE: محادثات غزة يهددها رفض “إسرائيل” الانسحاب من رفح
  • ما هو “زمن الخلاص” و”الغضب الإلهي” الذي يربطه حاخامات يهود بمنسوب بحيرة طبريا؟
  • “كيانات شرق السودان” تكشر عن أنيابها في وجه الإمارات
  • فنّ السيطرة على الأجواء.. جولة داخل أكاديمية تدريب مراقبة الحركة الجوية
  • بـ”السواطير”.. هجوم دموي على لاجئين سودانيين في أوغندا يسفر عن 34 مصابًا
  • مشيرب: شرفاء وأحرار الوطن تفاعلوا إيجابياً مع منشوري عن الرجل العظيم “أبو سهمين”
  • “صمود” يعلق على تصريحات ترامب بشأن السودان
  • إعلام فرنسي: مشاهد عمليات اليمن في البحر الاحمر “مذهلة للغاية”
  • محرك طائرة “يبتلع” رجلا أثناء الإقلاع
  • محسن رضايي يفك شيفرة خطة إسقاط الجمهورية الاسلامية