ستارمر: نسعى لوضع أوكرانيا في أقوى موقف ممكن قبيل المفاوضات
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إن سياسات المملكة المتحدة تتلخص في وضع أوكرانيا بأقوى موقف ممكن من أجل المفاوضات.
جاء ذلك وفقا لمقطع فيديو نشره موقع Sky News لخطاب، ألقاه ستارمر في مأدبة عمدة لندن يوم أمس الاثنين، قال فيه رئيس الوزراء: “كلما تقدمت القوات الروسية، كلما اقترب التهديد. وكلما زادت الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، كلما زادت سيطرتها على أسعار الحبوب ومصادر الطاقة، وتعززت ثقة بوتين”، وأشار ستارمر إلى ضرورة استمرار دعم أوكرانيا وفعل ما يلزم لما أسماه “دفاعها عن نفسها لأطول فترة ممكنة”، و”لوضعها في أقوى موقف ممكن للتفاوض، حتى تتمكن من تأمين سلام عادل ودائم بشروطها، سلام يضمن أمنها واستقلالها وحقها في تقرير مستقبلها”.
ويرى محللون أن الزعماء الغربيين، بالنظر إلى ذلك الخطاب، أصبحوا “مستعدين لقبول حتمية المفاوضات” على خلفية اعتزام الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على المضي قدما وتسريع المفاوضات، حيث يبدو، وفقا للمراقبين، أن الزعماء الآخرين، بما في ذلك رئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي “والآن رئيس وزراء بريطانيا”، مستعدون لقبول المفاوضات، حيث “أعطى السير كير الانطباع بأن المفاوضات على الأبواب”، وفقا لـ Sky News، وهو ما يراه بعض المحللين أنه “استباق للأحداث”.
ويفضل محللون آخرون أن تتمسك أوروبا بموقفها حتى لو كانت الولايات المتحدة على وشك التراجع عن منح أوكرانيا الدعم العسكري الذي اعتمدت عليه لمدة عامين، حيث نقل معهد دراسة الحرب Institute for the Study of War (ISW)، ومقره الولايات المتحدة، كلمات الأوليغارشي الروسي قنسطنطين مالوفيف، بأنه من المرجح أن “يرفض بوتين أي خطة، يطرحها دونالد ترامب، لمفاوضات السلام ما لم تأخذ في الاعتبار المخاوف الأمنية الروسية”.
ويرى مالوفيف أن شروط بوتين ستتضمن “مراجعة السياسة الأمريكية التي تسمح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الغربية طويلة المدى لضرب عمق الأراضي الروسية، وإزاحة فلاديمير زيلينسكي من السلطة، والموافقة على لقاء بوتين لمناقشة الوضع في أوكرانيا ومستقبل الأمن الأوروبي والصراع في الشرق الأوسط والتحالف المتنامي لروسيا مع الصين”، وفقا لحديثه الذي أدلى به لمعهد دراسة الحرب.
وأعرب محرر الشؤون الدولية في Sky News دومينيك واغهورن عن قناعته بأن هذا هو “تحول كبير”، حيث وعد كل من كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “في الشهر الماضي فقط”، بدعم أوكرانيا بثبات وطالما كان ذلك ضروريا As long as it takes، “لإحباط حرب العدوان الروسية”.
في الصيف أيضا، صرح سلف ستارمر ريشي سوناك بأن السياسة البريطانية بشأن أوكرانيا “تقوم على مبدأ أن العدوان لا يمكن ولن يسود”، وتحدث أيضا عن “السلام العادل والدائم على أساس القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
ويتابع واغهورن أنه إذا جرت المفاوضات واستقرت على نوع من التسوية، كما يحدث دائما، فإن “العدوان الروسي سوف يسود إلى حد ما على الأقل” على حد تعبيره. ووفقا له، فإذا خرجت روسيا من الصراع، بالسيطرة بحكم الأمر الواقع على جزء من الأراضي التي “استولت عليها بالقوة”، وحصلت على التزام بعدم انضمام أوكرانيا لحلف “الناتو” في المستقبل المنظور، فإن فلاديمير بوتين “سوف يكون قد حقق بعضا من أهدافه”، وسيصبح حديث الزعماء الغربيين عن المفاوضات بين أوكرانيا وروسيا بمثابة “دليل على فشلهم الذريع في إحباط العدوان الروسي”.
وكتب واغهورن أن الغرب بذلك “فشل في ردع روسيا”، على أمل أن يكون التهديد بفرض عقوبات اقتصادية كافيا، ثم فشل في “التصرف بالقدر الكافي من الإلحاح والوحدة لمساعدة أوكرانيا على صد هذا الغزو”.
وفي ذات السياق تنقل Sky News كلمات وزير الخارجية الأوكراني السابق دميتري كوليبا الذي قال إن بلاده “لا تملك الوسائل اللازمة لقلب الطاولة في الحرب”، وحذر من أن أوكرانيا “ستخسر الصراع إذا استمرت في القتال بنفس الطريقة”. وأفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” بأن الوضع في ساحة المعركة “يبدو سيئا”، فيما اخترقت القوات الروسية ما أسمته “دفاعات أوكرانية راسخة”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد طرح مبادرته للحل السلمي للصراع في أوكرانيا قائلا: “ستوقف موسكو إطلاق النار على الفور، وتعلن استعدادها للمفاوضات بعد انسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المناطق الجديدة في روسيا”، وأضاف أنه يتعين على كييف بالإضافة إلى ذلك أن تعلن تخليها عن نوايا الانضمام إلى حلف “الناتو”، وتنزع سلاحها، وتتخلص من التوجهات النازية، فضلا عن قبول وضع محايد وغير انحيازي وخالي من الأسلحة النووية. وأشار بوتين كذلك إلى ضرورة رفع العقوبات المفروضة على روسيا.
إلا أنه، وبعد الهجوم الإرهابي الذي شنته القوات الأوكرانية على منطقة كورسك، قال الرئيس بوتين إنه من المستحيل التفاوض مع أولئك الذين “يضربون المدنيين بشكل عشوائي، ويستهدفون البنى التحتية، ويحاولون خلق تهديدات لمنشآت الطاقة النووية”.
المصدر: Sky News
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
انطلاق المنتدى الاقتصادي الدولي في روسيا وترقب لخطاب بوتين
موسكو– انطلقت أعمال المنتدى الاقتصادي الدولي بمدينة سانت بطرسبورغ الروسية بمشاركة أكثر من 20 ألف شخص من 140 دولة ومن المقرر أن يستمر إلى السبت المقبل.
ومن المتوقع أن تُشكل الكلمة المنتظرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال جلسة النقاش العامة الحدث الأبرز للمنتدى، وستتناول الأوضاع السياسية والاقتصادية في العالم، وتقييما لوضع الاقتصاد الروسي وحالة علاقات روسيا مع أهم شركائها الأجانب وآفاقها، وفق ما أعلن عنه رسميا، ويرجح أن تركز بشكل كبير على المواجهة بين إيران وإسرائيل والحرب مع أوكرانيا.
من بين الضيوف في المنتدى الذي يقام تحت شعار "القيم المشتركة أساس النمو في عالم متعدد الأقطاب": رؤساء ومسؤولون أبرزهم الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو، ودينغ شيويه شيانغنائب رئيس مجلس الدولة الصيني.
ويشارك في المنتدى أيضا وزراء الاقتصاد من قطر والسعودية والجزائر والإمارات وتركيا والهند ودول أخرى.
وقال أنطون كوبياكوف، مستشار الرئيس الروسي والأمين التنفيذي للجنة المنظمة للمنتدى، إن المنتدى سيُعقد في وقت يواجه فيه الاقتصاد العالمي تحديات جسيمة، بدءًا من الحاجة إلى تسريع الرقمنة ووصولًا إلى مكافحة تغير المناخ.
وأكد أن المنتدى لن يكون منصة لمناقشة هذه القضايا فحسب، بل سيُسهم كذلك في تطوير حلول عملية محددة تُمكّن الاقتصاد العالمي من التكيف مع الظروف الجديدة.
ومن المقرر تنظيم 19 حوارًا تجاريا حول التعاون الدولي مع إيران والصين وتركيا وأميركا اللاتينية ودول الاتحاد الأوروبي.
ويتضمن برنامج أعمال المنتدى المحاور التالية:
الاقتصاد العالمي: منصة جديدة للنمو العالمي. الاقتصاد الروسي: نوعية جديدة للنمو. الإنسان في العالم الجديد: تنمية رأس المال البشري. البيئة المعيشية: التنمية المستدامة. إعلانصفقات رئيسية
قال الخبير الاقتصادي أندريه زايتسيف للجزيرة نت إن المنتدى اكتسب على مدار 27 عامًا مكانة المنصة العالمية الرائدة لإبرام الاتفاقيات ومناقشة القضايا الرئيسية للاقتصاد العالمي وضاعف من إمكانية إقامة روابط التعاون وتبادل الخبرات والكفاءات العالمية لضمان التنمية المستدامة.
وأضاف أنه في العام الماضي تم توقيع 1073 اتفاقا مع شركاء دوليين بقيمة تجاوزت 12 مليار دولار، متجاوزة بذلك تقريبًا ضعف ما تم التوقيع عليه في عام 2023.
وأوضح أن ذلك يعود إلى تحويل المنتدى لأداة للتواصل على نطاق عالمي لا سيما للشركات الكبرى ورجال الأعمال.
وقدّر زايتسيف زيادة قيمة العقود المبرمة بنسبة 20% عن العام السابق، متوقعًا أن تُسهم هذه الصفقات الرئيسية في تطوير الصادرات الروسية في اتجاهات جديدة، بالإضافة إلى مشاريع دولية أخرى.
وأكد زايتسيف أن المنتدى سيواصل هذا العام تعزيز مكانته كمنصة للحوار حول قضايا البنية الاقتصادية العالمية في سياق النظام العالمي المتغير الذي تحرك الآن ليس نحو نظام عالمي متعدد المراكز، بل نحو نظام عالمي متعدد الأصوات، على حد وصفه، باتجاه تشكيل صورة جديدة للعالم بشأن قضايا التنمية الاقتصادية الدولية.
وقال إن الفارق الرئيسي في هذا المنتدى هو التركيز على التنفيذ العملي لاستبدال الواردات وتشكيل سلاسل لوجستية ومالية مستدامة جديدة مع بلدان الجنوب والشرق العالميين.
وبيّن زايتسيف أن المنتدى يجب أن يصبح تأكيدا واضحا للعالم أجمع أن الاقتصاد الروسي لم ينجُ فحسب، بل اكتسب أيضا ديناميكية تنموية جديدة تعتمد على الموارد الداخلية والشراكة مع الحلفاء والدول المحايدة.
من جهته، وصف الخبير في المدرسة العليا للاقتصاد فلاديمير أوليتشينكو المنتدى بكونه بالغ الأهمية لروسيا في ظروف العقوبات والقيود، مشيرا إلى أنه يُمثل منصة رئيسية لتطوير التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وإبراز نمو روسيا الاقتصادي ومكانتها العالمية.
وتابع أنه يشكل منصة لتعزيز المصالح الوطنية الروسية في سياق عالم متعدد الأقطاب، لا سيما ضمن مجموعات كبيرة مثل مجموعة بريكس.
وأوضح أنه في هذه الظروف، يلقي المنتدى الضوء على التقدم الذي أحرزته روسيا في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي، وهما محركان أساسيان للنمو الاقتصادي والتنمية في ظل التحديات العالمية الراهنة.
ورأى أن الأهم في المنتدى أنه يمثل منصة جيوسياسية وجيو اقتصادية لأوراسيا، كمنطقة ذات أهمية إستراتيجية تشهد تحولات كبيرة، وفرصة لتعزيز مفهوم روسيا لعالم عادل متعدد الأقطاب وإبراز دورها في تشكيل النظام الاقتصادي العالمي.
وقال أوليتشينكو إن المشاركة الواسعة من الوفود تشهد على الاهتمام الكبير بالمنتدى، وتبعث برسالة قوية للعالم حول قابلية الاقتصاد الروسي للاستمرار وانفتاحه على التعاون.