تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر العدد الأسبوعي الجديد رقم 357 من مجلة مصر المحروسة الإلكترونية، وهي مجلة ثقافية تعني بالآداب والفنون، تصدر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب محمد ناصف، وترأس تحريرها د. هويدا صالح.

في مقال رئيس التحرير تكتب "صالح" عن كتاب السيرة الذاتية للمفكر المغربي محمد عابد الجابري الذي حمل عنوان "حفريات في الذاكرة من بعيد"، وتوضح أنه ليس سيرة ذاتية صريحة، بقدر ما هي كتابة تقترب من التخييل السردي، أو ما يسمى نقديا سردا سيريا أو سيرذاتيا، فهو لا يقدم سردا تاريخيا يتوخى الاستقصاء، ويتقيد بالتسلسل الزمني، بل يقوم بتحليل ما مر به من أحداث مع نوع من التأويل لما ينتخبه من أحداث حياته.

كأنه يقوم بحفر إركيولوجي لوقائع حياته سعيا إلى"إعطاء معنى لمعطيات الذاكرة".

وفي باب "آثار" يكتب الدكتور حسين عبد البصير عن "فن الحياة في مصر القديمة"، موضحا أن المصريين القدماء استطاعوا من خلال أسلوب حياتهم المتوازن، المزج بين القيم الروحية والعملية والتعبير الفني، وأن يخلقوا حضارة تظل ملهمة إلى اليوم، حيث عكسوا في حياتهم اليومية رؤى عميقة عن الكون، وأثروا بشكل ملحوظ في تطور الثقافات الإنسانية عبر العصور.

وفي باب "شعر" يكتب مصطفى علي عمار عن "موسوعة الشعر المصري الفصيح 1953-2023"، التي أعدتها الباحثة المغربية فاطمة بوهراكة لتخلد بها أسماء بعض شعراء الأمة المصرية منذ يوليو 1953 إلى يوليو 2023 م، وقد جاءت هذه الموسوعة في سبعة أجزاء احتفاء بمرور سبعين عاما من العهد الجمهوري في مصر، وشملت الموسوعة بين طياتها أسماء 700 شاعرا وشاعرة من مختلف المدارس الشعرية والفئات العمرية والجنسية، من شعراء يعيشون داخل مصر وخارجها الرابط بينهم حب الشعر وكتابته.

وفي باب "مسرح" يقدم جمال الفيشاوي عرضا نقديا للعرض المسرحي "زجاج انفجاري متقطع"، الذي قدمته فرقة "بداية تيم" على مسرح الهناجر بالأوبرا، من تأليف أحمد مراد وإخراج شادي نادر، في إطار الدورة العاشرة من مهرجان آفاق مسرحية العربي، مستعرضا من خلال الأحداث رؤية العرض للجانب المظلم لوسائل التواصل الاجتماعي.

وبباب "دراسات نقدية" يكتب حاتم عبدالهادي السيد عن الرومانسية في ديوان "مفيش ماضي" للدكتور أبو العلا عارف، مستعرضا ملامح رومانتيكية الموضوع الشعري، مع فطرة الشعر الخارج من وجدان الشاعر الذي يرى الجمال موجودا ونابعا من فطرته الكونية، ومن ذاته المحبة للحياة، وكأنه يطبق  مقولة فلسفة الجمال الخالص "كن جميلا ترى الوجود جميلا".

ويكتب أسامة الزغبي في باب "رواية" يكتب عن "الراواية التاريخية الإسبانية"، ففي العصر الحالي استطاعت الرواية التاريخية أن تتكيف وتتحول لتتواصل مع جمهور يتجاوز المؤرخين وهواة التاريخ، كما أصبحت بعض أعمالها - مثل رواية ”أعمدة الأرض“ لكين فوليت أو رواية ”اسم الوردة“ لأومبرتو إيكو - من أكثر الأعمال مبيعًا والتي وصلت إلى ملايين القراء.

وفي ذات الباب نقرأ فصلا من رواية "عطية الشمس" بعنوان "أم الرزق" للكاتبة الروائية صفاء عبد المنعم.

كما يكتب إبراهيم المليكي وفي باب "قصة قصيرة" عن استلهام التراث في المجموعة القصصية "لسان الراوي" للكاتب قاسم توفيق، فهي أقرب إلى حكايات "ألف ليلة وليلة" في ثوب عصري واقعي، حيث تجمع بين الإدهاش والواقع الساخر سخرية مرة في كثير من الأحيان.

وفي باب "خواطر وآراء" تواصل الكاتبة أمل زيادة رحلتها إلى "الكوكب تاني"، حيث تطرح قضايا اجتماعية يومية تناقش فيها القارئ الذي تطلب منه في بداية كل مقال أن يرافقها إلى كوكب آخر هروبا من مأساوية الواقع، وتضع حلولا متخيلة لما تناقشه من قضايا.

وفي ذات الباب تواصل شيماء عبد الناصر حارس دفقاتها عن الكتابة باعتبارها علاج للنفس وطريقة لفهم الذات قائلة: ومن المعقول جدا أن تصبح الكتابة حياة، فالنفس طالما كانت حية فهي ترى وتسمع كل جديد، مواقف واختلاط بالناس وعنف وغضب، حب وكره، لابد من الكتابة المستمرة، حتى نفهم النفس طوال رحلة الحياة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة حسين عبد البصير وفی باب فی باب

إقرأ أيضاً:

«دارَةُ الشعر» وهالته المضيئة

قبل أن أزور (دارة الشعر العربي) في الفجيرة، تساءلتُ عن سبب تسمية المكان بـ(دارة) وليس بيتًا، ولا دارًا، لماذا هذه التاء المربوطة التي تزين مفردة (دار)؟ وللإجابة عن هذا السؤال لابدّ من الرجوع لجذور هذه المفردة في قواميس اللغة العربية، وفي هذا السياق نستحضر معلّقة امرئ القيس وقوله:

ألا ربّ يوم لك منهنّ صالح ولا سيّما يوم بدارة جلجل

و(دارة جُلجُل) بالحمى ويقال بغمر ذي كندة، كما يذكر العالم النحوي أبو يوسف يعقوب بن السكيت (802-858م)، ودارة جلجل هي حادثة تروى عن الشاعر الجاهلي امرئ القيس حدثت له مع صاحبة يوم «دارة جلجل» في بلاد نجد، وقد قدّم لها شرحا تفصيليا في معلقته:

ويوم عقرت للعذارى مطيتي

فيا عجبا من رحلها المتحمل

فظل العذارى يرتمين بلحمها

وشحم كهداب الدمقس المفتل

فالدارة تعني الأرض الواسعة بين الجبال، أو كل ما يُحيط بالشيء، وهي تُجمع على دارات، الدَّارَةُ: الدّار، والدَّارَةُ ما أَحاطَ بالشيءِ. والدَّارَةُ من القمر: هَالَتُه، لذا غمرتنا هالة شعرية، وقد وجدتُ هذه المفردة (دارة) عميقة الصلة بالثقافة العربية، لذا فهي أنسب من مفردة (دار) فـ( دارة الشعر العربي) المؤسسة الثقافية التي أنشئت في إمارة (الفجيرة) وتأسّست عام 2024م بمبادرة من سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي - ولي عهد الفجيرة- تضعنا في قلب التراث، من خلال إظهارها الأهمّيّة التي يحتلّها الشعر في تاريخنا العربي الزاهر،

فـ(الدارة) تهدف، كما أعلن القائمون عليها، إلى «تعزيز مكانة الشعر العربي، وإبراز عناصر التراث والأدب العربي، والتعريف بها عبر الشعر، ودعم الحركة الشعرية في الدولة، والمنطقة العربية، والعالم، والاحتفاء بالشعر عبر الفنون الأدائية والتعبيرية الأخرى، ودعم وإبراز المواهب الإبداعية الشعرية، وتعليم أساسيات الشعر العربي، وإثراء المكتبة العربية بإصدارات مختصّة بالشعر العربي» هذه الإصدارات جاءت بطباعة أنيقة، تمّت مراجعتها بدقّة من قبل أساتذة متخصّصين،

لتضيف للمكتبة العربية دواوين جديدة لنخبة مختارة من الشعراء العرب، وقد تصدّرتها مقدّمة تعريفيّة بدارة الشعر العربي بالفجيرة، من بين ما جاء فيها، كما قرأت في ديوان (خاتم الياقوت) للشاعرة جمانة الطراونة: «هنا يحضر الشعر؛ وثيقةً للرغبة مشفوعةً بالعزم، وللعشق مُتَّصِلاً بالترحال، وللآمال مغروسة في النفس البشرية تمدّها بوقود الحياة... ففي الشعر طيف من التاريخ الوجداني لأمّتنا، وطيف من فلسفتها،

وأطياف من وجوه بنيها وبناتها على مر العصور، في زمن تتدافع فيه ثقافات مُتباينة، وتَقِفُ فيه هُويَّاتٌ عِدَّة على المحك، وكلّ شيء يمضي على قلق حتى الجغرافيا نفسها؛ كان على اللسان العربي أن يُعيد تَمُوضُعه فينا كمُسْتَند يربطنا إلى هذه الأرض».

إن فكرة دارة الشعر وبيوت الشعر في الوطن العربي من شأنها أن تعزّز مكانة الشعر، وحضوره، في حياتنا الثقافيّة، لاسيّما أّنها تحظى بدعم مؤسساتي، لتعزّز المشهد الشعري العربيّ، كما فعلت مبادرة الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بتأسيس بيوت الشعر، وكان أول بيت للشعر قد أفتتح عام 2015م في مدينة المفرق بالأردن، تلته بيوت الشعر في الأقصر، والقيروان ونواكشوط والخرطوم وتطوان،

وهنا لابدّ من أن نذكر جهود الشاعر التونسي الراحل محمد الصغير أولاد أحمد في تأسيس أوّل بيت للشعر العربي في تونس عام 1993م ليكون ملتقى للشعراء والأدباء، وقد ذكر في مقال له نشره في موقع (جهة الشعر): «لقد أسّستُ أول بيت شعر عند العرب في عام 1993م ولم يكن أحد في ذلك الحين قد نفّذ الفكرة في أي بلد عربي لتنتشر بعد ذلك في المغرب العربي وفلسطين والإمارات وغيرها من الدول» مشيرا إلى أنه استلهم الفكرة من زيارة قام بها في أواخر السبعينيات لباريس، فوجد سوقا للشعر في إحدى الساحات العامة ذكرته بسوق عكاظ ثم أن «بيت الشعر من الناحية التقنية هو الصدر والعجز وهو أيضا الخيمة وأجزاؤها حين تقسم على اثنين من هنا سمّى الفراهيدي البيت والأوتاد والقوافي على مسمّيات الخيمة، وأجزائها، لذلك كان حريّا بنا نحن العرب أن نؤسّس بيوتا للشعر في العصر الحديث».

كلنا ثقة بأن هذا المرفق الثقافي سيساهم في دعم حضور الشعر في الساحة الثقافية العربية جنبا إلى جنب مع جهود تبذلها مؤسّسات أخرى تسعى إلى خدمة الشعر الذي يظلّ «ديوان العرب أبدا وعنوان الأدب» كما قال أبو فراس الحمداني.

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: الإهتمام "بالتراكم "المعرفى !!
  • «دارَةُ الشعر» وهالته المضيئة
  • مؤمن الجندي يكتب: أشرف محمود.. الذي علق فأنطق الهوية
  • قصور الثقافة تقدم "عرض حال" بالمهرجان الختامي لفرق الأقاليم المسرحية
  • مجانا حتى 29 يونيو.. قصور الثقافة تقدم "النداهة" ضمن عروض الموسم المسرحي بالوادي الجديد
  • ماذا ينتظر المسرحيون من المهرجان القومي؟ في العدد الجديد لجريدة مسرحنا
  • أحمد زاهر يُكرم بجائزة نجم العام عن دوره في سيد الناس
  • في الإسماعيلية.. قصور الثقافة تحتفي بالمسيرة الإبداعية للشاعر علي نظير هويدي
  • هيئة الكتاب تصدر رواية «جبل الشوع» لـ زهران القاسمي
  • حكم اختصار الصلاة على النبي عند الكتابة إلى (ص) أو (صلعم).. الإفتاء تجيب