أكد الأزهر الشريف أنه قد اعتنى الإسلام بأصحاب الهِمم عنايةً خاصةً، فكانوا محلَّ الرعاية والتَّفوق في الدنيا، وأصحاب العطاءات والمنح في الآخرة.

وتابع الأزهر في بيان: فيا أصحاب الهمم: إنَّ جزاء الابتلاء والامتحان هو الخير كل الخير، لمَنْ صبر واحتسب، فإنَّه مَن يتق ويصبر فإنَّ الله لا يضيع أجر المحسنين، وما من مصيبةٍ تُصِيبُ المسلمَ إلَّا كفَّر الله بها عنه، حتى الشوكةِ يشاكُها، واعلم أنَّ أمر المؤمن كله خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن، إن أصابَتْه سرَّاءُ شكر؛ فكان خيرًا له، وإن أصابَتْه ضرَّاءُ صبر؛ فكان خيرًا له.

كما تابع: ليعلم أصحاب الهِمم، أنَّ الكثيرين من ذوي القدرات الخاصة، قاموا بإنجازات تفوَّقوا بها على غيرهم، فكان منهم العلماء والمخترعون وأصحاب التأثير في المجتمع، ويزخر التاريخ الإسلامي بنماذج مشرفة ممَّن تبوأوا المكانة العليا، فقد استخلف رسول الله ﷺ ابن أم مكتوم على المدينة عدة مرات وهو (فاقدٌ للبصر)، وقد كان عطاء ابن أبي رباح (رضي الله عنه) إمامًا كبيرًا، يرجع إليه الناس في الفتوى، وهو أشلُّ اليد، أعرج القدم، وغيرهم الكثير ممَّن صارت الإعاقة عَلمًا يُعرف بها، كـ (الأحول) و(الأصم) و(الأعرج) و(الأعمش) من حُفَّاظ الحديث و(الأخفش) وقد سُمِّي بهذا الاسم من أهل العلم كثيرون، منهم: الأخفش الأكبر، والأوسط، والأصغر، والدمشقي.

وتزامنًا مع هذا اليوم، فإنَّ الأزهر الشريف ينادي جموع الناس، على اختلاف أصنافهم وألوانهم، إلى التعاون والتعاضد لتيسير أمور ذوي القدرات الخاصة، وذلك انطلاقًا من أخوتنا الإنسانية، فالناس كل الناس لآدم عليه السلام، ثم إن المؤمنين في تراحُمهم، وتوادِّهِم، وتعاطُفِهم كَمَثَلِ الجَسَدِ إِذا اشْتَكَى عُضْو تداعى لَهُ سائِرُ جَسَدِهِ بالسَّهر والحُمَّى، وليعلم كل أفراد المجتمع أن في مساعدة ذوي القدرات الخاصة الثواب العظيم والأجر الكبير، فمَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة، وإنَّ أحبَّ الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس.

ويشدُّ الأزهر الشريف على يد الباحثين والعلماء وأهل الصناعة، وذلك في ظل التقدم التقني الهائل، أن يتعاونوا فيما بينهم لتيسير أحوال أصحاب الهمم بالتقنيات الحديثة التي يسَّرَها الله للناس في العصر الحديث.

وانطلاقًا من مسؤولية الأزهر الدعوية والاجتماعية والإنسانية، حرص الأزهر الشريف من خلال مؤسساته وقطاعاته على تقديم يد العون لذوي القدرات الخاصة، لأكثر من 4 آلاف طالب وطالبة يدرسون بالأزهر، من ذوِي الهمم ومتحدي الإعاقة، فأنشأ لأصحاب البصائر مراكز «إبصار»، بعددٍ من أفرع جامعة الأزهر، وأطلق مشروع "الكتاب المسموع" على منصات الأزهر التعليميَّة، وعقد العديد من الدورات لتعليمهم القراءة والكتابة بطريقة «برايل» كما وفَّر الأجهزة التعويضية للمحتاجين منهم.

ويهيب الأزهر الشريف بالمؤسسات الدولية والإعلامية ونشطاء التواصل الاجتماعي، بعدم استعمال مسمى: (اليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة) واستبدالها بـ (اليوم الدولي لأصحاب الهِمم) وذلك لشحن الطاقات بما هو إيجابي؛ ليكونوا في الصفوف الأولى في العمل والتنمية، وهم لذلك أهلٌ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر الإسلام ذوي الهمم المزيد المزيد ذوی القدرات الخاصة الأزهر الشریف

إقرأ أيضاً:

سهير عبد القادر: ملتقى أولادنا شهد حضور لبلبة وصفاء أبو السعود ونادية مصطفي و رانيا فريد شوقي وميدو

قالت الكاتبة والإعلامية والدكتورة سهير عبد القادر، رئيس مؤسسة أولادنا، عن الدورة التاسعة من الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة، والذي عقد خلال الفترة من 18 إلى 25 سبتمبر الماضي على المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية ، وانها تدعم ذوي الهمم وتقف بجوارهم ولديها عدد من الأبناء منذ صغرهم وهم معاهم وتدعمهم واصبحوا أسرة واحدة ، ومن هنا جاءت فكرة انشاء مؤسسة " أولادنا " لرعايتهم.

كما تحدثت خلال لقاء لها لبرنامج “واحد من الناس”، عبر فضائية “الحياة”، عن فعاليات الملتقى الدولي ‏التاسع لفنون ذوي القدرات الخاصة والذي نظمته مؤسسة أولادنا برئاستها وحمل شعار لونها بالفرحة وبرزت خلالها الرسالة النبيلة الهادفة إلى دمج ذوي القدرات الخاصة في المجتمع من خلال إلقاء الضوء على مواهبهم الفنية والإبداعية فى عروض فنية وثقافية متنوعة تعكس قدراتهم الاستثنائية وتسهم في نشر الوعي بأهمية دعمهم وتمكينهم. 
وتضمن ورش تلوين وفنون تشكيلية ومسرح صغير وندوات وهناك تعلم مع عدد من المؤسسات لنقوم بتوعية الاولاد وضم الملتقي عدد من النجوم.

واشارت الي ان "ملتقى أولادنا" أصبح منصة عالمية لصوت أصحاب الهمم ، ويمزج بين الثقافة والفنون من خلال فعاليات متنوعة تهدف إلى دمج ذوي القدرات الخاصة وإبراز مواهبهم، وتشمل معارض فنية، وندوات حول التمكين والحماية (مثل ندوة "أطفالنا مسؤوليتنا" وندوة عن "تجارب فنية في تمكين ذوي القدرات الخاصة")، بالإضافة إلى فعاليات ثقافية مثل ندوة عن "يوم المرأة الأفريقية" واجتماعات دولي وبحضور نجوم مثل لبلبة وصفاء ابو السعود والمطربة نادية مصطفي ورانيا فريد شوقي والفنان ميدو

طباعة شارك ذوي الهمم مؤسسة أولادنا المجتمع ورش تلوين مسرح

مقالات مشابهة

  • عمرو الورداني: أصحاب الهمم باب من أبواب النصر والرحمة في المجتمع
  • رعاية الشرع الشريف لحقوق ذوي الهمم
  • القومي لذوي الإعاقة: الدولة تعزز دمج وتمكين أصحاب الهمم
  • شرطة دبي تنظّم فعاليات ترفيهية لأصحاب الهمم
  • شباب ورياضة الجيزة تُطلق مبادرة الهمم من ذوي الهمم 2 احتفالًا باليوم العالمي لذوي الإعاقة
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر يناقش: "من مواقف أبي بكر الصديق بعد وفاة النبيﷺ " غداً
  • سهير عبد القادر: رحلة "أولادنا" في تمكين ذوي القدرات الخاصة مستمرة
  • سهير عبد القادر: ملتقى أولادنا شهد حضور لبلبة وصفاء أبو السعود ونادية مصطفي و رانيا فريد شوقي وميدو
  • الأزهر للفتوى يوضح آداب وأحكام سورة الحُجُرات
  • محافظ القليوبية يستقبل وكيل الأزهر الشريف بمعهد طوخ الابتدائي النموذجي