عقب صدور أوامر الاعتقال الأخيرة من المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه المقال يوآف غالانت، فقد طلب الجيش من الضباط والجنود الذين عملوا في قطاع غزة، ويعتزمون السفر إلى الخارج، الامتناع عن ذلك.

وطلب منهم إزالة وثائق الخدمة العسكرية، وعدم تحميل صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم في الخارج، حيث أعدت المنظمات المؤيدة للفلسطينيين قوائم سوداء، ما دفع الاحتلال إلى تعيين عشرات المحامين في الخارج لمواجهة فرضية اعتقال الجنود والضباط.



يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أكد أن "تقديرات الجيش بخصوص قرارات محكمة لاهاي ستعطي زخما للاعتقالات والإجراءات الجنائية الأخرى في جميع أنحاء العالم أيضا ضد كبار ضباط الجيش والجنود النظاميين والاحتياط الذين خدموا في غزة، حيث إنه طُلب من بعضهم في الأسابيع الأخيرة مغادرة الدول التي زاروها فورا، خوفًا من الإجراءات القضائية ضدهم".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الجيش حدّد مؤخرًا 30 حالة مشابهة، تم تقديم شكاوى بخصوصها حول العالم، وبدأت إجراءات جنائية ضد ضباط وجنود شاركوا في العدوان على غزة، واعتزموا السفر للخارج، وتم تحذيرهم بتجنب ذلك خوفاً من الاعتقال أو الاستجواب في الدولة التي يريدون زيارتها، وتم إخبار 8 منهم، بمن فيهم جنود وضباط انطلقوا بالفعل في رحلة للخارج، خاصة قبرص وسلوفينيا وهولندا، وطلب الجيش منهم مغادرة هذه الدول على الفور بسبب الخطر على حياتهم".


وأشار إلى أن "الجيش بالعادة لا يمنع جنوده وضباطه من السفر للخارج بشكل منتظم ودائم حتى في هذه الأشهر، ولكن يتم صياغة "تقييم المخاطر" لكل جندي يقدم استمارة طلب السفر للخارج، مع التركيز على من عملوا في غزة، وقد تم مؤخراً تحفيز هذه السياسة في ضوء الزخم الذي يشهده العالم ضد إسرائيل، ما نتج عنه قرار إصدار مذكرات اعتقال غير مسبوقة ضد نتنياهو وغالانت، على غرار القادة المشبوهين المتهمين بارتكاب جرائم حرب مثل فلاديمير بوتين وسلوبودان ميلوسيفيتش".

وأوضح أن "الجنود والضباط، النظاميين والاحتياط، الذين يعملون في غزة، طُلب منهم مؤخراً تجنب نشر صور وفيديوهات لهم وهم يقاتلون هناك، حتى لا تستخدم كأدلة ضدهم في تحقيق جنائي، بدعوى ارتكاب جرائم حرب، كون الكثير منهم فعلوا ذلك على أية حال في مخالفة لأوامر الجيش، ما دفع نشطاء في عشرات المنظمات المؤيدة للفلسطينيين العاملة بشكل أساسي في أوروبا، لكنها منتشرة ضمن شبكة من الممثلين حول العالم، إلى إعداد "قوائم سوداء" لهؤلاء الجنود والضباط في ملفات منظمة، ونشروا أسماءهم وصورهم عبر الإنترنت، وراقبت منشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، لتعميمها في دول بلجيكا وفرنسا والولايات المتحدة والهند".

وأضاف أنه "في هذه الحالة يتم تقديم شكوى ضدهم لمكتب المدعي العام المحلي، أو التماس شخصي ضدهم للمحكمة في ذلك البلد، للتحقيق معهم، وتأخير خروجهم من البلد، ما دفع جيش الاحتلال إلى الطلب من جنوده وضباطه تجنب نشر منصاتهم الاجتماعية في العالم، كي لا يصبحوا فريسة سهلة تعرّضهم للخطر من ناحيتين: جنائية قانونية، وبالطبع أمنية شخصية أيضًا".


واستدرك بالقول إنه "رغم هذه التحذيرات والنداءات، فإن العديد من الجنود والضباط لم يزيلوا منشوراتهم حول مشاركاتهم في حرب غزة، بل إنهم افتخروا بها بشكل علني ومكشوف، ما يهددهم في ساحة القانون الدولي، والحديث يشمل كبار الضباط ومن كان يقودون الفرق العسكرية، أو قادة المنطقة الجنوبية والقوة الجوية، وصولا إلى رئيس الأركان شخصياً، رغم أن الأجهزة الأمنية والقضاء الإسرائيلي لم يرصد حتى الآن أي مؤشرات على إصدار أوامر اعتقال سرية أو علنية، ضد مسؤولي الجيش الكبار، لكن هذا التهديد يعتبر أكثر أهمية".

وأشار إلى أنه "في حال تعرض أي جندي وضابط للقبض عليه في الخارج، وطُلب منه المثول للاستجواب، وشعر بأنه ملاحق، أو يتم تصويره، فإن الاحتلال سيقدم مساعدة قانونية فورية من خلال سفارته في البلد المعني، رغم أن هذا الوضع سيصبح أكثر تفجرا مع تراجع القتال في غزة، وفتح بوابات القطاع للقيام بجولات لمنظمات حقوقية وصحفيين أجانب".

وكشف أن "دولة الاحتلال شكلت فريقا موسعا مشتركا بين وزارت القضاء والخارجية وقسم القانون الدولي في مكتب المدعي العام العسكري والموساد والشاباك، وتعيين محامين محليين في عشرات البلدان لمراقبة التغييرات في التشريعات والأحكام فيها، وما قد تشهده من نشاط قانوني وقضائي ضد مسؤولي الاحتلال العسكريين؛ لمحاولة تمثيلهم وحمايتهم. وسيقوم الفريق بإصدار تقييمات دورية للوضع لتصنيفات المخاطر: المنخفضة والمتوسطة والعالية.. خشية اعتقال أو استجواب أي جندي عمل في غزة".

واستدرك بالقول إنه "في البلدان غير الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية، كالولايات المتحدة والصين والهند، هناك تشريعات محلية بشأن قوانين الحرب، وهذا أمر جيد لأنهم غير ملزمين بمتابعة الاعتقال والأوامر القضائية، ولكن قد يكون لديهم تشريعات محلية، وفي ما يتعلق بجنود الاحتياط الذين قاتلوا في غزة، ويريدون السفر للخارج، يوصي الجيش بالتحقق من هذه الجزئية، للتحقق من مستوى خطورة الوجهة، مع غرفة العمليات بوزارة الخارجية".

وكشف أن "الصحافة الدولية نشرت عشرات الوثائق المصورة من داخل غزة، وتشمل مقاطع الفيديو انفجارات وتدمير مبان، وعمليات إخلاء جماعي، ومباني محترقة، واعتقال فلسطينيين، ممن يظهرون بنصف ملابسهم، وتعميم تصريحات تفيد بأن مهمة الجنود في غزة هي غزوها، وترحيل أهلها، والاستيطان فيها، ما تسبب في أضرار جسيمة لإسرائيل، وأضرارا للجنود أنفسهم، وخشية من صدور أوامر باعتقالهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الجنائية الدولية الاحتلال نتنياهو لاهاي نتنياهو لاهاي الاحتلال الجنائية الدولية اوامر الاعتقال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجنود والضباط السفر للخارج فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: لولا الجيش لتحولت لوس أنجلوس إلى ساحة جريمة

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، صباح الخميس، أن مدينة لوس أنجلوس "آمنة وبخير خلال الليلتين الماضيتين"، مشيدًا بدور الحرس الوطني ومشاة البحرية الأمريكية (المارينز) في إعادة فرض النظام بعد موجة احتجاجات اندلعت على خلفية سياسات ترحيل المهاجرين غير النظاميين.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وشهدت عدة مدن أمريكية، من بينها سبوكين وسياتل وتوسون وشيكاغو ولاس فيجاس، احتجاجات متفرقة تراوحت بين السلمية والعنيفة، بعد تصعيد مفاجئ في عمليات توقيف المهاجرين المقيمين بشكل غير قانوني.
أخبار متعلقة تفاصيل تحطّم طائرة متوجهة إلى لندن على متنها 242 شخصًا في الهندأرقام صادمة.. ارتفاع أعداد النازحين عالميًا إلى مستويات غير مسبوقةوتخللت الاحتجاجات أعمال تخريب، من بينها إحراق سيارات أجرة ذاتية القيادة وإلقاء الحجارة على الشرطة.ساحة جريمةعبر منصته الخاصة "تروث سوشال"، صرح ترامب بأنه "لولا تدخل الجيش، لكانت لوس أنجلوس تحولت إلى ساحة جريمة لم نشهد مثلها منذ سنوات".
وأشار إلى أن نشر الجنود مكّن شرطة لوس أنجلوس من العمل بفعالية، موجهًا انتقادًا مباشرًا لحاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم، واصفًا إدارته بأنها "فقدت السيطرة تمامًا".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } ترامب يشيد بتعامل الجيش مع احتجاجات لوس أنجلوس - nbc losangelesنزاع قانوني مرتقبمع استمرار التوتر، من المتوقع أن تدخل ولاية كاليفورنيا في مواجهة قانونية مع الحكومة الفيدرالية، بعد نشر أكثر من 4700 جندي بينهم 700 من المارينز، بموجب أمر رئاسي أثار جدلًا واسعًا.
وصرّح نيوسوم بأن "العسكرة غير المسبوقة ستتجاوز حدود الولاية، والديموقراطية تتعرض لهجوم واضح"، متوعدًا باللجوء إلى القضاء لمنع الجنود من مرافقة عناصر الهجرة أثناء تنفيذ الاعتقالات.تكلفة الانتشار العسكريأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن تكلفة العملية العسكرية الأخيرة ستبلغ نحو 134 مليون دولار من أموال دافعي الضرائب.
ويشارك الجنود حاليًا في حماية منشآت فيدرالية وتقديم الدعم اللوجستي لعناصر الهجرة والشرطة.الأزمة صُنعت في واشنطنواتهمت رئيسة بلدية لوس أنجلوس، كارين باس، الحكومة الفيدرالية بتأجيج الوضع، مؤكدة أن "كل شيء كان سلميًا حتى بدأت عمليات الدهم يوم الجمعة".
وأضافت: "واشنطن اختارت المواجهة بدلًا من الحلول السياسية".

مقالات مشابهة

  • مسؤول عسكري بالاحتلال: استهداف رئيس الأركان في الجيش الإيراني
  • ترامب: لولا الجيش لتحولت لوس أنجلوس إلى ساحة جريمة
  • استشهاد مقاوم فلسطيني في اشتباك مع جنود العدو الإسرائيلي شمالي الضفة
  • تفاصيل جديدة عن مصير نشطاء مادلين بعد القرصنة الإسرائيلية
  • الاحتلال يزعم انتشال جثة أسير إسرائيلي من غزة
  • ثبات للبحوث: أزمة حقيقية داخل دولة الاحتلال تتعلق بنقص الجنود
  • غسل الأموال.. إدراج دولتين عربيتين بـالقائمة المالية السوداء الأوروبية
  • فلسطيني يسيطر على سلاح جندي إسرائيلي ويصيب4 جنود دفاعًا عن شقيقه(فيديو)
  • جيش الاحتلال: إصابة 4 جنود خلال محاولة فلسطيني السيطرة على سلاح أحد الجنود بالضفة الغربية
  • «الحج» تنصح ضيوف الرحمن باتباع تعليمات السفر قبل المغادرة