أقام المركز القومي للترجمة برئاسة الدكتورة كرمة سامي ظهر أمس الأربعاء احتفالية بمناسبة صدور رواية القرية الفائزة بمسابقة شباب الجامعات المصرية في دورتها الأولى
وذلك بحضور الدكتور شريف الجيار عميد كلية الالسن بجامعة بني سويف و الدكتور أحمد القاضي الأستاذ بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر ومشرف الفريق الفائز والدكتور محمد محمدي.


في مستهل الاحتفال أشاد الدكتور شريف الجيار بالدور المهم الذي تقوم به وزارة الثقافة ممثلة في المركز القومي للترجمة في دعم الشباب ودور المركز في دعم شباب المترجمين في الانفتاح على الثقافات المختلفة
وأضاف " يحسب للمركز القومي للترجمة تحفيزه ومساندته لجيل الشباب والتي تهدف إلى بناء قاعدة  لشباب المترجمين المصريين.
وتحدث الدكتور أحمد القاضي المشرف على الفريق الفائز :"كانت وما زالت الترجمة حل وسط لمشكلة تعدد اللغات وتنوعها، كما أنها الجسر الذي يربط بين ثقافات الشعوب.

وأضاف:"يُعدُّ"انتظار حسين" مؤلف الرواية أحد أهم الكتاب التقدميين، الذين لاقت أعمالهم الأدبية شهرة واسعة؛ حيث لمع نجمه وذاع صيته في الأوساط الأدبية بفضل أعماله الواقعية، وقد خَطَّ بقلمه في مختلف الفنون الأدبية؛ كالقصة، والرواية، والمقال، والسيرة، وأدب الرحلات، والنقد، إلا أن شهرته الواسعة ترجع إلى قصصه ورواياته. و أضاف:أشكر كل من أسهم في إخراج هذا العمل سواء من الأساتذة في "باكستان"، أم من المترجمين الشبان الذين حملوا عبء هذه الترجمة رغم ما بها من صعوبات جمة استطاعوا أن يتغلبوا عليها من خلال عملهم الدءوب بالتواصل لمعرفة ما عنّ عليهم من أمور تخص ثقافة اللغة، كما أشكر المركز القومي للترجمة والقائمين عليه على مجهوداتهم في إخراج هذا العمل إلى النور  
‎وفي نهاية اللقاء أعلنت الدكتورة كرمة سامي مديرة المركز القومي للترجمة، ترحيب المركز لفتح باب التعاون مع الجامعات المصرية للاستفادة من خبراتها المعرفية والترجمية في إطار مبادرة "كشاف المترجمين"، التي أطلقها المركز لاكتشاف المواهب الشابة في مجال الترجمة.

 ويأتي هذا التعاون مع الجامعات المصرية استثمارا للنتائج المبهرة التي حققها المركز في مسابقة الترجمة لشباب الجامعات المصرية "ترجم… أبدع"،

 و أضافت :"سوف نعلن تفاصيل مبادرة المركز للتعاون مع الجامعات المصرية قريبا".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المركز القومي للترجمة رواية القرية المرکز القومی للترجمة الجامعات المصریة

إقرأ أيضاً:

من بغداد إلى القاهرة.. دروس الروح الأدبية في منافسات الشعراء

كان بين شاعري العراق الكبيرين جميل صدقي الزهاوي ومعروف الرصافي خلاف كبير وخصومة شديدة، ويردّ بعض الرواة هذا الخلاف إلى اعتداد الزهاوي بشعره وتعاليه على شعراء العراق الآخرين، وليس أدلّ على ذلك من قول الزهاوي في حضور الرصافي:

وللشعر في بغداد روحٌ جديدةٌ
وللشعر أعباءٌ أقومُ بها وحدي

وفي منتصف العشرينيات من القرن الماضي، يحدث أن يأتي لزيارة بغداد، وللإقامة فيها فترة من الوقت، المجاهد العربي التونسي عبد العزيز الثعالبي، وما إن يحطّ في الفندق الملكي حتى يتوافد للترحيب به معظم أدباء العراق.

أخذ أدباء العراق يعدّون العدّة لإقامة حفل تكريم للشيخ الثعالبي، وكان لا بد من مشاركة شعراء العراق الكبار في ذلك الحفل.

جميل صدقي الزهاوي في العشرينيات الرصافي والزهاوي.. كبار رغم الخلاف

ويروي الأستاذ عبد الرزاق الهلالي قصة طريفة مرتبطة بحفل التكريم، وبطلاها الشاعران الكبيران الرصافي والزهاوي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الأكاديمي العراقي عبد الصاحب مهدي: ترجمة الشعر إبداع يهزم الآلةlist 2 of 2قصص "جبل الجليد" تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخساراتend of list

ومختصر القصة أن اللجنة التي قامت على وضع برنامج الحفل ذهبت إلى الرصافي وطلبت منه أن يُسهم في تكريم الزائر المجاهد بقصيدة من عنده، فوافق، ولكنه سأل أعضاء اللجنة: هل فاتحتم الزهاوي بهذا الموضوع؟ فقالوا: لا، ولكننا سوف نفاتحه.

وهنا يقول الرصافي بروحٍ أدبية عالية:

سيسألكم الزهاوي إن كنتم فاتحتموني في الأمر أم لا، وإذا عرف أنكم قد فاتحتموني بالموضوع، فإنه سوف يردّ طلبكم ويعتذر عن المشاركة في تكريم الثعالبي… ولهذا أقول لكم: قولوا إنكم لم تفاتحوني… بل اكتفوا به وحده… وعند ذلك سيفرح وسيلبّي طلبكم.

وهنا يقول أحد الأعضاء القائمين على الحفل مستغربا: ولكن ماذا سنكتب في برنامج الحفل؟ هل نشطب اسمك يا أستاذ؟

فيُجيب الرصافي بروحٍ أدبية عالية، وبتواضع جمّ يحتوي على إنكار الذات من أجل المصلحة العامة: ليكن برنامج الحفل خاليا من اسمي.

وبعد أن يُلقي الزهاوي قصيدته، يُعلن عريف الحفل عن مشاركتي بهذه المناسبة.

إعلان

ويؤكّد الأستاذ عبد الرزاق الهلالي حدوث ذلك يوم الاحتفال، حيث ظل اسم الرصافي غير وارد في البرنامج، وما إن ألقى الزهاوي قصيدته قائلا:

وقفتُ وحيدًا بالعزيز أرحِّبُ
فأنشدُ للتكريم شعرًا فأطرِبُ

حتى وقف عريف الحفل قائلًا بلهجة كان قد اتُّفِق عليها:

والآن يتقدّم الشاعر معروف الرصافي الذي أبى إلا أن يشارك في تكريم الثعالبي، فيُلقي قصيدة بهذه المناسبة.

وهنا وقف معروف الرصافي منشدا:

أتونسُ إنّ في بغداد قومًا
ترفُّ قلوبهم لك بالودادِ

وما إن بدأ الرصافي بإلقاء قصيدته حتى نهض الزهاوي عن كرسيه منزعجا، وخرج غاضبا غضبا شديدا!

نبل الأدب الشعري

وقفتُ طويلا عند هذه القصة الطريفة التي تدل بوضوح على تسامح الرصافي وإيثاره وتواضعه، فيوافق على شطب اسمه من برنامج الحفل، بل على عدم كتابة اسمه أصلا، وذلك لغايتين نبيلتين في نفسه: أولاهما إنجاح حفل التكريم للمجاهد الكبير الذي يحلّ ضيفا على بغداد، وثانيتهما حرصه على مشاركة زميله الزهاوي رغم ما بينهما من جفوة وخصومة، حتى لو أدى هذا الحرص إلى عدم ذكر اسم الرصافي في منهج الاحتفال.

استوقفني هذا الموقف الرائع من الرصافي لأقول في نفسي:

ليت أدباءنا وشعراءنا على طول العالم العربي وعرضه يأخذون درسا من معروف الرصافي، فيتخلّون عن حساسيتهم المفرطة، وتدابرهم العجيب، ومنازعاتهم الشللية، والأيديولوجية الضيقة الأفق.

ليتهم يأخذون درسًا ليجربوا التحلّي بالإيمان، بالتواضع وإنكار الذات في سبيل إثراء الحركة الأدبية والإعلاء من شأنها، فيتنافسون بروح أدبية عالية على رفدها بشتى الأصوات والتجارب والإبداعات، وبخاصة على صعيد الشعر، إذ لا داعي إلى التزاحم على إمارة شعر وهمية، لا وجود لها الآن إلا في خيال شاعر مُصاب بالاستعلاء النرجسي، بعد أن انقطعت بين طموحه وغروره تلك الشعرة الدقيقة المُسمّاة بشعرة معاوية!

ما أحوجنا إلى أن نأخذ الدرس من موقف شاعرنا الرصافي، تاركين الزهاوي يخرج من صدور بعض الشعراء المعاصرين منزعجا وغاضبا.

أما الذين يُصرّون -وهم مُغرمون بالنجومية- على الاعتداد المتزايد، والادعاء الذاتي بحمل أعباء الشعر العربي، متمثّلين بقول الزهاوي:

وللشعر أعباءٌ أقومُ بها وحدي

فهؤلاء نقول لهم: لا تُبالغوا في تلميع أسمائكم تلميعا دعائيا.. فالذهب لا يُلغي دور المعادن الأخرى وأهميتها، ثم لا تنسوا المثل القائل: "ليس كل ما يلمع ذهبا".

أحمد شوقي نال لقب "أمير الشعراء" (الجزيرة)  شوقي وحافظ.. تلاحم وإبداع أدبي

نخلص من هذه الواقعة الثقافية إلى ضرورة تواضع الشعراء، وضرورة احترام الشاعر لمكان زميله ومكانته، فلا أحد منهما يُلغي تجربة الآخر، فلكلّ شاعر تجربته وشهرته وجمهوره.

قد تتولّد الغيرة لدى شاعر من شاعر آخر لما يلقى من حفاوة واهتمام، ولكن هذه الغيرة لا تصل إلى المعاداة أو مقاطعة الواحد منهما للآخر.

وهذا يُذكّرنا بموقف شاعر النيل حافظ إبراهيم من مبايعة الشعراء لزميله أحمد شوقي على إمارة الشعر العربي، لينال لقب "أمير الشعراء"، حيث في البداية تخلّف حافظ إبراهيم عن الحضور، معتقدًا أنه أحقّ باللقب من شوقي، فهو شاعر الشعب، وشوقي -في نظره- شاعر القصر.

إعلان

ولكن حافظ إبراهيم، حين شعر بإجماع الشعراء المجتمعين في القاهرة على مبايعة شوقي، راجع نفسه، وتذكّر المودة التي تجمعه بزميله أحمد شوقي، فسارع إلى الذهاب ليشارك في المبايعة، ويلقي قصيدة صادقة ورائعة، يُعلن قبلها عن المبايعة، قال فيها مخاطبا شوقي:

أميرَ القوافي قد أتيتُ مبايعًا
وهي وفودُ الشوقِ قد بايعتْ معي

رغم التنافس الخفي أو الظاهر بين الشاعرين شوقي وحافظ على صعيد الوصول إلى القصيدة الأقوى والأجمل، لم يكن هذا التنافس يؤدي إلى استعلاء أحدهما على الآخر كما حدث بين الرصافي والزهاوي، بل إن الود بينهما كان يقود إلى الممازحات الشعرية التي تأتي ثقيلة في بعض الأحيان، من دون أن تؤدي إلى خصومة، كما كان يحدث بين جرير والفرزدق في معارضاتهما الهجائية في العصر الأموي.

فهذا حافظ إبراهيم يهجو أحمد شوقي ممازحا:

يقولونَ إن الشوقَ نارٌ ولوعةٌ
فما بالُ شوقي أصبحَ اليومَ باردًا

فيردّ عليه أحمد شوقي هاجيا ومداعبا:

وحمَّلتُ إنسانًا وكلبًا أمانةً
فضيَّعها الإنسانُ والكلبُ حافظُ

ومع هذا، فإن أحمد شوقي لا يتردّد في رثاء زميله حافظ إبراهيم عند رحيله، بقصيدة مطلعها:

قد كنتُ أُؤثِرُ أن تقولَ رثائي
يا مُنصفَ الموتى من الأحياءِ

مقالات مشابهة

  • في استجابة سريعة لمزارعي القرية | تطهير ترعة الأشمونين بملوي
  • فعاليات فنية وثقافية وتعليمية ضمن برنامج التدريب الصيفي بالمتحف القومي للحضارة المصرية
  • ما هي مؤشرات تنسيق المرحلة الأولى 2025 لكليات الشعبة الأدبية؟
  • مراسل سانا: وزيرا التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي والعدل الدكتور مظهر الويس يوقعان اتفاقية لتعزيز وتطوير التعاون العلمي والأكاديمي المشترك من خلال إتاحة الفرصة لقبول عدد من القضاة وخريجي المعهد العالي للقضاء في الماجستيرات الأكاديمية بكل
  • تعاون ليبي فرنسي لتطوير قدرات «المترجمين الدبلوماسيين»
  • مصطفى بكري لـ «العربية»: من يدعون إلى التظاهر أما السفارات المصرية يقفون في خندق واحد مع إسرائيل ضد مصر
  • متعب الحربي يحتفل بعقد قرانه
  • سياسة واقتصاد 86.9% والإعلام 84.5% وألسن 84.9%.. مؤشرات الشعبة الأدبية في تنسيق الجامعات 2025
  • القرية الأولمبية لألعاب 2026 الشتوية تواجه تحقيقات فساد
  • من بغداد إلى القاهرة.. دروس الروح الأدبية في منافسات الشعراء