تستمر عروضه.. 10 معلومات لا تعرفها عن لعبة التحطيب
تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT
تستقبل ساحة أبو الحجاج الأقصري، اليوم السبت، ثالث فعاليات المهرجان القومي للتحطيب في دورته الرابعة عشرة، تحت رعاية وزارة الثقافة ومحافظو الأقصر.
المهرجان تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة ويستمر حتى 9 ديسمبر الحالي.
خلال السطور القادمة ننشر 10 معلومات لا تعرفها عن لعبة التحطيب:
1. تاريخ عريق: التحطيب يعود إلى العصور القديمة، حيث كان يُمارس في الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وقد تم نقله من جدران المعابد.
2. فن مبارزة العصا: تعتمد اللعبة على استخدام عصا خشبية، حيث يقوم اللاعبون بأداء حركات متقنة تعكس مهاراتهم البدنية.
3. تراث ثقافي: في عام 2016، تم تسجيل التحطيب ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي في منظمة اليونسكو، مما يعكس أهميتها الثقافية.
4. مهرجانات دورية: يُقام المهرجان القومي للتحطيب سنويًا، ويجمع بين المشاركين من مختلف المحافظات، ما يعزز من روح المنافسة والتبادل الثقافي.
5. فرق فنية: يشهد المهرجان عروضاً فلكلورية متنوعة، حيث تشارك فيه فرق من محافظات الصعيد، ما يُضفي طابعًا احتفاليًا مميزًا.
6. فنون شعبية: بالإضافة إلى التحطيب، تتضمن الفعاليات أنواعًا مختلفة من الفنون الشعبية، مثل الرقصات التقليدية والموسيقى.
7. تفاعل جماهيري: يتمتع المهرجان بإقبال كبير من الجمهور، حيث يتفاعل الحضور مع العروض، مما يعكس حب الناس لهذا التراث.
8. شيوخ اللعبة: يشارك عدد من شيوخ اللعبة في الفعاليات، حيث يقدمون خبراتهم ويُشرفون على العروض، مما يساهم في الحفاظ على تقاليد التحطيب.
9. دعم ثقافي: يُكرم المهرجان رموزًا ثقافية وفنية ساهمت في دعم اللعبة وتطويرها، مما يعزز من مكانتها في المجتمع.
10. تعليم الأجيال: يعمل المهرجان على تعليم الأجيال الجديدة فنون التحطيب، مما يضمن استمرارية هذا التراث العريق.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التحطيب الاقصر عطا المزيد المزيد
إقرأ أيضاً:
إحسان عباس و«معرفة» التراث العربي
(1)
ظللتُ عمرًا لا أقارب بين المرحوم الدكتور شوقي ضيف، وغيره من كبار الدارسين والمتخصصين في آداب اللغة العربية وعلومها؛ فالرجل مؤسسة أكاديمية ثقافية «تاريخية» كانت تسير على قدمين؛ قدَّم للمكتبة العربية أكبر مجموعة مؤلفة باللغة العربية تقريبا تغطي كل مجالات وفروع الدراسة الأدبية والنقدية واللغوية والبلاغية؛ ويكفي فقط أن نشير إلى موسوعته المذهلة (تاريخ الأدب العربي) بأجزائها العشرة التي تغطي عصور وحقب الأدب العربي (العصر الجاهلي، والعصر الإسلامي، والعصر العباسي الأول، والعصر العباسي الثاني.. إلخ).
إلى أن بدأت أتصل بتراث المرحوم الدكتور إحسان عباس؛ الذي كان التلميذ الأنبه والأنبغ لشوقي ضيف والأكثر تمثلًا لأفكاره حول «الموسوعية» و«شمولية» التأليف والإنتاج، والجمع بين الحديث والقديم، التأليف والتحقيق والترجمة، وكذلك الجمع بين الكتب التي يصح القول عنها: إنها وضعت لأغراضٍ «تعليمية» أو غيرها التي يصح أن يقال عنها: إنها وضعت لأغراض «بحثية» أو «نظرية» أو «تأريخية».. إلخ.
ولا أنسى أبدًا دراسته التي لم يكتب مثلها أحد إلى اليوم، سواء في موسوعيتها، أو شمولها، أو عمق نظراتها، أو حداثة مقارباتها. أعني دراسته عن «تاريخ النقد الأدبي عند العرب: نقد الشعر من القرن الثاني حتى القرن الثامن الهجري» التي تعد أشمل وأكمل مرجع في موضوعها إلى اليوم.
وأقيس على ذلك دراساته الكاشفة عن «تأثير الأدب اليوناني في الأدب العربي». وهي الدراسات التي تكشف عن تأصُّل عنصر «المقارنة» في إنجازات إحسان عباس التأليفية في الدراسات الأدبية والنقدية، الأمر الذي ساعده عليه معرفته العميقة بالآداب الأوروبية القديمة، وتعمقه في دراسة الأدب العربي ونقده قديمًا وحديثًا.
(2)
والمرحوم الدكتور إحسان عباس (1920-2003) واحدٌ من الأساتذة الأكاديميين والنقاد النادرين الذين لا يوجدون في ثقافتنا العربية إلا على سبيل الاستثناء، وفي «الفرط بعد الفرط» كما يقول القدماء.
أول ما يميز إحسان عباس «الناقد» هو جمعه بين الخبرة التراثية بعلوم العرب القديمة والوعي المعاصر بتيارات الأدب والنقد في العالم الأوروبي - الأمريكي، وهو الأمر الذي جعله يجمع ما بين أصالة المعرفة ومعاصرة المعالجة والاختيار، إضافة إلى درجة عالية من الرهافة في معالجة النصوص الإبداعية وتناولها.
وتقترن هذه الرهافة العالية، بحسب جابر عصفور، بنوعٍ من الحدس النفاذ الذي يبين عن العلاقات الخفية التي تنبني عليها الأعمال والظواهر، والذي يكشف عن الظلال المتدرجة من المعاني والإيحاءات التي تشعها النصوص في كل اتجاه.
ولا ينفصل ذلك كله عن وعي «نظري» يتسم برحابة الأفق وشمول النظرة والمرونة الفكرية التي لا تسجن نفسها في أي إطار ضيق أو جامد. وإذا كان ناقدًا عالميًا كبيرًا مثل بول دي مان قد تحدث عن العمى والبصيرة في ممارسة النظريات النقدية أو الأدبية، فإن بصيرة إحسان عباس النقدية ظلت تنقذه دائمًا من عمى النظريات المحدودة الرؤية، وتفتح وعيه على الجديد دائمًا لكن بما لا يتنكر للقديم، أو يتعارض مع تنوع المجالات التي عمل بها إحسان عباس. كانت هذه إطلالة مركزة على قيمة إحسان عباس أستاذا أكاديميا وناقدا ممتازا.. فماذا عن إحسان عباس محقق التراث الفذ الذي قدم للثقافة العربية وللمكتبة التراثية مجموعات رائعة من الكتب التي عكف على تحقيقها ونشرها والتقديم بين يديها للقارئ المعاصر؟
(3)
في مقال الأسبوع الماضي من (مرفأ قراءة) توقفتُ عند واحد من أعمال إحسان عباس الكبرى؛ وحاولتُ أن أبيِّن إلى أي حد كان هذا الكتاب العظيم في «تاريخ النقد الأدبي عند العربي» أهم كتاب كتب باللغة العربية (فيما أرى) في دائرة البحث النقدي والمنهجي عند العرب، لم يسبق إلى تبويب وتفصيل وتفريع وترتيب للمسائل والموضوعات مثلما قدم، ولم أقرأ ما يجاوزه أو يتفوق عليه عرضا وتحليلا ويسرا وانسيابية وشمولا إلى هذه اللحظة. هذا فضلا على جلائه الكامل لما أسداه العرب في النقد الأدبي من خلال الرؤية العصرية واكتشافه أنهم قاموا بدور كبير جدًّا لا يقل عن دور أية أمة أخرى في هذه الدائرة.
لكن إحسان عباس فضلًا على موسوعيته في التأليف والترجمة؛ وكل كتاب قام بتأليفه في هذه الدائرة أو تلك، وكذلك في الترجمة، يمثل ركنًا من أركان المجال المعرفي الذي كتب فيه هذا الكتاب أو ذاك المرجع، فإنه بالإضافة إلى ذلك، قد قدَّم للمكتبة العربية مجموعات من كتب التراث العربي المحققة أوفى تحقيق وأكمله، وكل كتاب منها كان يمثل حلقة من حلقاتنا التراثية (الأدبية كانت، أم التاريخية، وفي كتب الطبقات والتراجم، وفي علوم اللغة والبلاغة، وفي مجموعات الشعر الكبرى ودواوينه البارزة.. إلخ) التي لا غنى عنها ولا بديل لها لمن أراد أن يطلع على عيون التراث العربي، ويبدأ رحلة مقاربته وقراءته بغية التعمق فيه والوصول إلى جواهره الدفينة وجوهره أيضًا.
(4)
هذا وتكشف سيرة إحسان عباس الذاتية عن استغراقه في تحقيق كتب التراث منذ كان شابا يافعا وكان ينطوي على عشقه منذ سنواته الجامعية الباكرة، في أواخر الأربعينيات ومطالع الخمسينيات من القرن الماضي، فقد تخرج في قسم اللغة العربية بكلية الآداب، جامعة القاهرة، سنة 1949، قبل أن يحصل على درجة الدكتوراه من القسم نفسه سنة 1952.
وقد عمل إحسان عباس ضمن فريق (تحقيق التراث) الذي أشرف عليه طه حسين، ورعاه أحمد أمين، وضم إلى جانب إحسان عباس أسماء أعلام بارزين من أبناء جيله؛ مثل شوقي ضيف، وعبدالحميد عابدين، وعبدالعزيز الأهواني، ولطفي عبدالبديع، ومصطفى ناصف، وعبدالقادر القط.. وغيرهم.
ونظرة على قائمة أعمال إحسان عباس في دائرة تحقيق التراث، والدراسات التراثية، تدلك على غزارة التحقيق، وعمق التناول، وفرادة التأليف في الموضوعات؛ وهذه مجرد عينة وليس إحصاء استقصائيا دقيقا:
كتب عن «فن السيرة» (1956)، وكتب في التراث عن الحسن البصري (1952) وأبي حيان التوحيدي (1956) والشريف الرضي (1959) والأدب الأندلسي (1962)، وحقق ما حقق من «رسائل أبي العلاء المعري» النثرية (1950) و«رسائل ابن حزم الأندلسي» (1955) وكتاب «التقريب» لابن حزم الرصافي البلنسي (1960) وديوان القَـتَّال الكلابي (1961) وديوان لبيد بن ربيعة العامري (1962) وشعر الخوارج (1963).
فإذا أضفنا إلى ما سبق تحقيق «الكتيبة الكامنة» لابن الخطيب (1963) والأجزاء الثمانية من كتاب «وفيات الأعيان» لابن خلكان (1968-1972) و«طبقات الفقهاء» للشيرازي (1970) ناهيك عن «التذكرة الحمدونية» لابن حمدون، و«معجم الأدباء» لياقوت الحموي، و«كتاب الخراج» لأبي يوسف.
وفي هذه الدائرة أيضًا، دائرة تحقيق وإخراج كتب التراث القيمة، لا يمكن إغفال التحقيقات التي اشترك فيها مع أساتذته، أو زملائه من مجايليه، مثل تحقيق «خريدة القصر» (قسم مصر) للعماد الأصفهاني الذي اشترك في تحقيقه (1952) مع أستاذيه أحمد أمين، وشوقي ضيف، وكذلك كتاب «فصل المقال في شرح كتاب الأمثال» للبكري (1958) بالاشتراك مع زميله عبدالمجيد عابدين، و«جوامع السيرة» لابن حزم الأندلسي بالاشتراك مع ناصر الدين الأسد.
(5)
وقد ظل إحسان مترهبنًا للعلم وحده، لا يشغله عنه شاغل إلى أيامه الأخيرة، ويروي المرحوم الدكتور جابر عصفور عنه أنه ما من مرة قابله فيها إلا وحدثه عن مشروع يشغله، تحقيقًا أو تأليفًا، خصوصًا بعد أن ترك هموم الترجمة لشقيقه بكر الذي كان لوفاته أعمق الأثر في نفسه، واكتفى هو بما ترجم من أعمال تدخله في دائرة المترجمين العظام. يقول جابر عصفور: «وقد أبلغني -قبل أن يشتد عليه المرض، ويقعده عن متابعة إنجازاته- أنه يعمل في كتابة تاريخ شامل لبلاد الشام، شرع في كتابته منذ أن استقر به المقام في العاصمة الأردنية، وأنجز منه ثمانية أجزاء، وصلت بتاريخ بلاد الشام إلى مشارف العصر العثماني». ولا أعلم حتى كتابة هذه السطور إن كان قد أنجز هذا المشروع الضخم أم لا.